في ذكرى ميلاده.. ماهي وصية جمال إسماعيل لأبنائه؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يصادف مثل هذا اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل جمال إسماعيل، الذي قدم عددا من الأعمال الفنية الرائعة التى تظل علامة فى تاريخه الفني، على الرغم من أنها كانت أدوار ثانوية لكنها لا تزال تؤثر في المشاهد حتى الآن.
وكان قد كشف الفنان احمد جمال إسماعيل عن وصيته مشيرا إلى أنه يريد أن يتم دفنه في مقابر الأسرة، وأوضحت ابنته: "هو كان منمريدي ستنا نفيسة، ومحب لجميع آل البيت وأوصي بدفنه بجوار مقام ستنا نفيسة وتحققت وصيته الحمد".
دخل الفنان جمال إسماعيل عالم الفن، عن طريق الصدفة بسبب حمامة، بعد أن اكتشفه المخرج زكي طليمات، في الفترة التي كان فيهازكي طليمات عضوًا في مسابقة كأس المسرح، بالمدرسة الخديوية، وجسد وقتها جمال إسماعيل شخصية دور الشيخ منصور الذي يضعالرسالة في الحمامة.
وخلال المشهد كان جمال إسماعيل يتحدث مع الحمامة ويقول لها اذهبي يا حمامة السلام، وكان من المفترض أن تخرج الحمامة، لكنها ظلتتحوم حوله، فكلمها وقال لها: لماذا لا تذهبين ولا تخافين؟ ثم أعجب به المخرج ونصحه بالذهاب إلى معهد التمثيل لأنه يمتلك موهبة فنية، ومنهنا بدأ الأمر، وقدم لنا الفنان عبر مشواره الفني عددًا من الأعمال الفنية التي نالت إعجاب محبيه.
يذكر أن جمال إسماعيل شارك في مسلسل مكان في القصر، الذي عُرض عام 2014، وتناول العمل قصة ملك التي تسعى لكي تستردحقها في ميراث والدها الذي فارق الحياة دون أن يعرف جميع من حوله أن له ابنة من صلبه فيما عدا مدير القصر الذي كان يعد بمثابة كاتمأسراره، ولكن تصطدم في رحلتها هذه بأقارب والدها الذين يرفضون الاعتراف بها ويحاولون الاستحواذ على القصر، مما يدفع ملك للبحثعما يثبت بشكلٍ دامغ نسبها لوالدها.
شارك في بطولة مسلسل مكان في القصر، مجموعة من الفنانين منهم: غادة عادل، باس الخياط، فادية عبد الغني، محمود الجندي، تامرهجرس، والعمل من تأليف محمود البزاوي، وإخراج عادل إديب.
توفى جمال إسماعيل فى 18 ديسمبر من عام 2013 عن عمر ناهز الـ80 عاما، بعد صراع دام 6 أشهر مع مرض القلب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنان جمال إسماعيل ذكرى ميلاد جمال إسماعيل وفاة جمال اسماعيل جمال إسماعیل
إقرأ أيضاً:
مهرجانات العين.. الريادة التراثية والثقافية بامتياز
المثقف ليس ذلك الإنسان الموسوعي، بل المثقف هو من يلمُّ من كل علم بطرف
نعيش في عصر يُسمَّى بعصر الثقافة، حيث الصراع على أشدِّه بين الحضارات والثقافات، وحيث العلاقة بين الثقافة والهوية علاقة متلازمة؛ فكلُّ اختراق للثقافة سيؤدِّي بالضرورة إلى إضعاف لمكونات الهوية، إنْ لم نقلْ تهميشها مستقبلًا.
يقول مالك بن نبي: "الثقافة يجب أن تكون نظرية للسلوك قبل أن تكون نظرية للمعرفة"؛ لأن الثقافة لغة إنسانية مشتركة، ولكي ندرك مكانتنا في هذا العالم ينبغي أن نظل على تواصل تام مع الآخر، وإحداث نهضة سياسية ثقافية من أجل إعادة تشكيل رؤية إنسانية متحضرة؛ نظرًا لما تحتِّمه علينا الظروف الحالية من ضرورة مواجهة الرجعية، بوصفها ظاهرة ثقافية بحتة.
ولم تعد معارض الكتاب سوقًا لعرض حصيلة المطابع من كتب ومنشورات، وبيعها للراغبين في اقتنائها للتعلم، أو حتى للوجاهة الاجتماعية، ولكنها أصبحت مكانًا يعجُّ بالفعاليات التراثية والفنية والترفيهية والموسيقية بالأداء حيث يتبارون في تقديم رؤاهم وأفكارهم إلى جمهور المعرض.
فعلى هامش مهرجان العين للكتاب 2024، ذلك العُرس الثقافي السنوي، تُقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية، إذ يستقطب المعرض سنويًّا أكثر من 140 ألف زائر، فيما يمثِّل حدثًا ثقافيًا يحتفي بالتراث والثقافة والفنون؛ ما يعكس رؤية دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ويترجم أهدافها الإستراتيجية في خلق مجتمع يهتمُّ بالمعرفة، مع التركيز بشكل خاصٍّ على الشباب، والحفاظ على التراث الثقافي.
كما تعود القرية الترفيهية للنسخة العاشرة من حصن الاتحاد التي تقام في مدينة العين في ديسمبر (كانون الأول)، لتأخذكم في رحلة تراثية تجمع بين أسواق تتغنى بعراقة الإمارات، وفعاليات متنوعة تناسب كل أفراد العائلة. كونوا معنا لتعيشوا أجواء الأصالة والفخر.
ولكي نتمكن من خلق شباب يمتلك مجاراة الحضارة، ويحمل فكرًا مستنيرًا وفهمًا عميقًا لما يدور حوله، علينا أن نعلمه كيف يأخذ بأساليب الحضارة وفي الوقت نفسه يحافظ على معتقداته وتقاليده، ولا يتنصل من تراثه، أليس الوعي ضربًا من التفكير؟! أليست اللغة إحدى وظائف التفكير؟! أليست الفكرة واللغة جناحين لطائر واحد؟!
وقد عرَّف المجمع اللغوي الثقافة على أنها جملة من العلوم والمعارف والفنون؛ وعلى هذا فالمثقف ليس ذلك الإنسان الموسوعي، بل المثقف هو من يلمُّ من كل علم بطرف، ويقدر على أن يناقش ويفهم من حوله، وبفهم إرثه وتراثه، بل ويحاول التفكير فيما حوله، في وقت تعدُّ القراءة من أهم وسائل كسب المعرفة والثقافة، وستظل دوماً الأداة الأولى للاتصال بعقول الآخرين وأفكارهم، إلى جانب أثرها البالغ في تكوين وإنضاج الشخصية الإنسانية وتمكين مسارها.
إن ثمة مقياسًا خاصًّا توزن به الأمم والحضارات، ألا وهو مدى قدرة حكوماتها ومؤسساتها الوطنية على رعاية العلم والمعرفة والثقافة.
تبدو الثقافة فى الوقت الحاضر أكثر فاعلية في حياة البشر، ذلك ليس لمجرّد أن الثقافة ذات صلة وثيقة بنمط الحياة فحسب، بل لأنها ذات صلة متينة بالهوية وبالمستقبل، وما تكمن جذور الهوية إلا في لغتها الأم، وهذا ما عبَّر عنه الإمام الشافعي في معرض حديثه: "ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركِهم لسانَ العرب".
إن القراءة والأنشطة والفعاليات التراثية لها أثر كبير فى تحسين وتكوين نضوج فكري، والارتقاء بالذوق، وتلمُّس مواطن الجمال فى الحياة، ونصنع الثقافة التي تُعبِّر عن تاريخنا وعاداتنا ومبادئنا، ولا مناصَ للفرد من تأدية دوره؛ ليكون قادرًا على إنتاج الجديد، وإحداث التغيير، كما يستطيع إدارة الاختلاف بين المختلفين، ما يجعل رؤيته للمستقبل واضحة، بما يسهل على مواطنيه التكيُّف والتعامل مع المتغيِّرات الحتمية.
والحمد لله أن العاصمة الإماراتية أبو ظبي- بفضل قيادتها الرشيدة وحكامها الحكماء- تصدَّرت قائمة أبرز المدن الثقافية في العالم، وتصدَّرت أفضل الوجهات الجاذبة التي تُسهم في إثراء آفاق فكر الشباب الإماراتي عبر قضاء أوقات مليئة بالأنشطة الفنية والثقافية والمعالم الوطنية والتاريخية المهمة.
العاصمة الثقافية تروج لنفسها من خلال مهرجان العين الذي يتسم بالطابع التراثي حيث القلاع والحصون في هذه المدينة العريقة، كوجهة فريدة من نوعها، ومما تتميز به العين أنها تضم متحف العين الوطني، متحف قصر العين، وقصر المويجعي والعديد من الحصون التي تم ترميمها، وموقع هيلي الأثري، الذي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي. أما جبل حفيت، فهو جبل يبلغ ارتفاعه 1240 متراً ويُطل على المنطقة المحيطة.
ما نلحظه هو نموّ مطَّرد في أعداد الفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة لاستكشاف معالمها المميزة، بالإضافة إلى ما تحقَّق ويتحقَّق من إنجازات عظيمة متوالية، بفضل الثقافة والأمن معًا؛ فهما قادران على أن يصنعا الفارق في عالم مليء بالاضطرابات والعنف.
وستظلُّ أبوظبي العاصمة الأم جسرًا ثقافيًّا وتراثياً وفنيًّا وفكريًّا لتعزيز التواصل مع ثقافة المجتمع؛ لأنها ترتكز على قيم أخلاقية رفيعة تتواءم مع عصر العولمة والتواصل الاجتماعي، وتنسجم مع حقوق المواطنة الصالحة والهوية الوطنية.