الجزيرة:
2025-01-28@22:01:01 GMT

132 حتى الآن.. لماذا كل هذه البوابات العسكرية في الضفة؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

132 حتى الآن.. لماذا كل هذه البوابات العسكرية في الضفة؟

نابلس- قبل أيام قليلة، اقتضت حاجة الفلسطيني إبراهيم عمران ذهابه إلى مدينة نابلس لقضاء بعض شؤونه بعد فترة طويلة من عدم مغادرة قريته بورين جنوب المدينة خشية حواجز الاحتلال الإسرائيلي ومضايقاته. وبدل قطع 10 دقائق مسافة الطريق الطبيعية، احتاجه الأمر 4 ساعات بفعل الحواجز العسكرية المقامة شمال القرية.

ويبدو أن عمران و11 ألف مواطن في قرى بورين ومادما وعصيرة القبلية، وأكثر من 50 ألفا في قرى أخرى جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، سيكونون عرضة لتنكيل أشد بعد أن نصب جيش الاحتلال بوابات عسكرية عند مداخل بلداتهم ستزيد الخناق عليهم وتحاصرهم أكثر.

8 بوابات جديدة نُصبت قبل أيام قليلة فقط في المنطقة الجنوبية لنابلس، لتضاف لأكثر من 10 أخريات وضعها الاحتلال سابقا وتطوق المنطقة من جهاتها الأربع وتفرض عليها حصارا شاملا يعزلها عن بعضها ويشل حركة التنقل فيما بينها.

حاجز ترابي وضعه جيش الاحتلال داخل قرية برقة شمال نابلس يشل حركة الفلسطينيين (الجزيرة) "سجن كبير"

وفي بورين المحاصرة أصلا بـ4 بوابات وحواجز عسكرية ثابتة ومتحركة، لا سيما ما يُسمى حاجز "المربعة" أضاف الاحتلال بوابة خامسة عند مدخلها الرئيس لتحولها إلى "سجن كبير" حسب وصف عمران الذي يشغل أيضا رئيس مجلسها القروي.

ويقول عمران إن هذه البوابات -حسب ادعاء الاحتلال- "احترازية وتحسبا لأي حدث أمني طارئ" بينما هي في الواقع لتضييق الخناق أكثر وعزل المناطق عن بعضها وتحويلها لأقفاص حديدية يفقد عبرها الفلسطيني أبسط حقوقه في التنقل والسفر.

ويضيف للجزيرة نت "بزعم أنها لدواعٍ أمنية يقيد الاحتلال حركة المواطنين ويتحكم فيها بإجبارهم على سلك طرق يحددها هو، وهذه حرب معنوية على صمود الفلسطينيين".

وإلى جانب هذه البوابات التي يزود الاحتلال بعضها بكاميرات إلكترونية تراقب تحركات المواطنين، أغلق الاحتلال الطرق الفرعية البديلة وأطلق طائرات مسيَّرة إضافة إلى دور حراس المستوطنات الذين شاركوا في نصب الحواجز وملاحقة المواطنين والاعتداء عليهم.

وبإغلاق الاحتلال لأي من هذه البوابات في بورين، فهو يفصل شمال الضفة عن جنوبها إذ أضحت تشكل القرية الممر البديل شبه الوحيد لتنقل المواطنين عبر ما يُعرف بحاجز "المربعة" أي من منطقة نابلس شمال الضفة إلى وسطها وجنوبها.

ويؤكد عمران أن بوابات الاحتلال وإجراءاته العسكرية "التضييقية" شلَّت حركة المواطنين في بورين والقرى المجاورة بأكثر من 50%، لا سيما طلاب الجامعات والموظفين، وصار المواطنون "يعدون للمليون" قبل الخروج من منازلهم بعد أن وجدوا أن جل وقتهم يضيع على الطرقات "وحتى يتجنبوا القهر والإذلال من جنود الاحتلال".

وفي قصرة والقرى المحيطة جنوب شرق نابلس أيضا، نصب الاحتلال -وبعد إغلاقه مدخل البلدة الرئيس لمدة 60 يوما- بوابة عسكرية أطبقت الإغلاق عليهم أكثر وعزلتهم عن تواصلهم مع القرى المحيطة بهم.

الاحتلال يغلق بوابة "عورتا" جنوب نابلس ويقطع التواصل بالمنطقة الجنوبية للمدينة بالكامل (الجزيرة) تصعيد

وبالرغم من أن سياسة الحصار والعزل ليست جديدة، فإن إسرائيل صعَّدت بشكل كبير ولافت من سياسة حصار وعزل المدن والبلدات في الضفة الغربية والقدس المحتلة بعد الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

وقطَّعت أواصر الضفة عبر حوالي 700 حاجز عسكري متعددة الشكل والنوع، ثابتة ومتحركة، وسواتر حجرية وترابية خاصة داخل وبين القرى نفسها، لتحكم حصارها أكثر بنصبها 132 بوابة عسكرية.

ويقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بمدينة نابلس مراد شتيوي، إن بعض هذه البوابات مغلقة منذ بدء الحرب ويمنع المرور عبرها بشكل دائم، وأخرى نصبها الاحتلال خلال عدوانه وخاصة جنوب نابلس، وجاءت إضافة نوعية في تعذيب المواطنين وضمن سياسة الفصل العنصري.

كما أنها، بتقدير شتيوي، تنفيذ لقرار المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي بإقامة مناطق عازلة بمحيط المستوطنات ومنع الوجود الفلسطيني عبر البناء وغيره فيها، إلى جانب السيطرة على الطرق الرئيسية التي كان يسلكها الفلسطينيون وتحويلها للمستوطنين.

وتكرست بذلك، يضيف شتيوي، "سياسة أمر واقع بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بالإسراع بشق طرق التفافية بالضفة لصالح المستوطنين".

بوابة حاجز المربعة شمال قرية بورين جنوب نابلس (الجزيرة) أخطار سياسية

وهناك أخطار كثيرة تواجه الفلسطينيين جراء هذه البوابات، حسب شتيوي، يكمن أهمها في منع تنقل الفلسطينيين على الطرق، وبالتالي ترسيخ واقع سياسي يمس عصب حياة الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا.

كما يسعى الاحتلال إلى إجبار الفلسطينيين على شق وسلك طرق جديدة لتعزيز سياسة الفصل العنصري، واستهدافهم بمكان واحد.

ولم يخف شتيوي تخوفه من أن تتحول هذه البوابات إلى إلكترونية، أو تزوَّد بالأسلحة الرشاشة الإلكترونية كتلك المنصوبة على مقاطع في جدار الفصل العنصري للتحكم بها عن بعد والتخفيف من عبء وجود جيش الاحتلال عليها.

كما حذَّر مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في نابلس من أخطار صحية إذا زود الاحتلال هذه البوابات بكاميرات تصوير تعمل بالإشعاع، كتلك المنتشرة عند الحواجز ومفاصل الطرق الحيوية.

وفضلا عن خطرها الأمني المتمثل في عزل المناطق وتحديد هوية الداخل والخارج عبرها، يرى  الخبير العسكري الفلسطيني اللواء يوسف الشرقاوي أن خطرها سياسي أكبر لأنها "ترجمة لروح اتفاق أوسلو".

وينص الاتفاق على أن "الدولة الفلسطينية بتصور العقيدة الإسرائيلية ستكون في محاشر ومعازل، وبالتالي القضاء على حلم دولة فلسطينية مستقلة" حسب الشرقاوي.

وعزا كثرة هذه البوابات وانتشارها بسرعة مؤخرا إلى اتساع منطقة نابلس وتعدد منافذها، وبالتالي -يقول الشرقاوي- يسعى الاحتلال إلى قطع التواصل داخل القرى ومع المدينة، والتضييق على الحاضنة الشعبية للمقاومة لمنع خروجها.

ويسكن 29 ألف يهودي في 14 مستوطنة إلى جانب 52 بؤرة استيطانية على أراضي نابلس. وكان غسان دغلس القائم بأعمال محافظ نابلس قد أكد -في حوار سابق مع الجزيرة نت- أن اعتداءات المستوطنين تضاعفت ضد المواطنين بنسبة 208% بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه البوابات جنوب نابلس

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يكشف تفاصيل العملية العسكرية الأخيرة في جنين

قال جيش الاحتلال بأنه قتل 15 شخصا، واعتقل أكثر من 40 مطلوبا، إلى جانب مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في عملية أمنية واسعة في مدينة جنين بالضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة.

الاحتلال: قضينا على 15 فلسطينيا واعتقلنا أكثر من 40 مطلوبا ضمن عمليتنا المستمرة في جنين جيش الاحتلال يُعلن مقتل" إيهاب أبو عطيوي" قائد الجناح العسكري لحماس


وبحسب"سكاي نيوز عربية"، وفقا لبيان الجيش، تم العثور على عبوة ناسفة مخبأة داخل غسالة ملابس في أحد المباني، كما فككت القوات عشرات العبوات الناسفة المزروعة تحت الطرق لاستهداف القوات الإسرائيلية.
وأوضح البيان أنه في عملية منفصلة، عثرت القوات على مركز قيادة يحتوي على معدات مراقبة وعبوات غاز تستخدم لتصنيع المتفجرات.
وقبل أسبوع، بدأت إسرائيل، في تركز عملياتها على الضفة الغربية، وبالتحديد على جنين في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الصور الحديدي".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية الأخيرة تهدف إلى "مكافحة الإرهاب" وأنها ستكون "واسعة ومهمة".

وتؤكد إسرائيل أن مداهماتها تأتي في إطار مكافحة الإرهاب وأنها تمكنت من إحباط العديد من الهجمات قبل أن تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، امس الأحد، سقوط 22 قتيلا وأكثر من 100 جريح جراء الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد مواطنين حاولوا العودة إلى بلداتهم جنوب البلاد.

وكشفت الوزارة في بيان أن الاعتداءات الإسرائيلية التي وقعت خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 22 منهم 6 سيدات.

وأضافت أن عدد الجرحى وصل إلى 124 منهم 12 سيدة ومسعف من كشافة الرسالة.

من جانبه ذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان أنه: "في وقت سابق من اليوم، أطلقت قواتنا العاملة في جنوبي لبنان النار لإزالة تهديد في عدة مواقع اقترب فيها مشبوهون من عناصرنا".

وأضاف، "تم اعتقال عدد من المشتبه بهم شكلوا تهديدا حقيقيا للجيش ويجري حاليا استجواب المشتبه بهم ميدانيا".

وتابع، "ينتشر جيشنا في جنوبي لبنان ويواصل العمل وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان ومراقبة محاولات حزب الله العودة إلى منطقة جنوب لبنان. سيعمل الجيش على إزالة أي تهديد لدولة إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي".

وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.

وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.

وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.

وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.

ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.

وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.

كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.

وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم جنوب نابلس
  • إسرائيل تُواصل التضييق على أهالي نابلس في الضفة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تشديد إجراءاتها العسكرية في نابلس بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية عند الحواجز المحيطة بنابلس في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية بنابلس في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية على الحواجز في محيط نابلس
  • جيش الاحتلال يكشف تفاصيل العملية العسكرية الأخيرة في جنين
  • فلسطين.. إصابات بالاختناق جراء اقتحام الاحتلال قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس
  • المستوطنون يعتدون بالضرب على مُسن فلسطيني في نابلس
  • الاحتلال يحتجز مركبة إسعاف جنوب نابلس ويمنعها من نقل حالات طارئة