استخدمت الولايات المتحدة، الثلاثاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف “فوري” لإطلاق النار في غزة مع مواصلة إسرائيل قصف القطاع الذي يواجه وضعا إنسانيا كارثيا.

ومن ثم لم تنجح جهود الدول التي تحاول إيجاد طريقة للخروج من الأزمة المتصاعدة، في ظل جهود الوسطاء غير المثمرة حتى الآن للتوصل إلى هدنة، وتقديم مقترحين متنافسين لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة.

استخدمت واشنطن، الثلاثاء، حق النقض ضد الاقتراح الأول الذي صاغته الجزائر، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج “غير المشروط” عن جميع الرهائن الذين اختطفوا في هجوم 7 أكتوبر. وحظي المشروع بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن مقابل اعتراض واشنطن وإحجام بريطانيا عن التصويت.

واعتبر السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور الفيتو الأمريكي ضد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة “غير مسؤول وخطير”. وقال منصور “الرسالة الموجهة اليوم إلى إسرائيل باستخدام حق النقض هي أنها تستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب”.

ووصفت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد طرح المقترح للتصويت بأنه “من باب التمني وغير مسؤول… ويعرض المفاوضات الحساسة للخطر”.

ومع تعرض الرئيس جو بايدن لضغوط متزايدة لتقليص الدعم لإسرائيل، طرحت واشنطن مشروع قرار بديلا يشدد على “دعم وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن” ويعرب عن القلق بشأن رفح.

وقال مصدر دبلوماسي إن فرص اعتماد المشروع في شكله الحالي ضئيلة، ويمكن أن يدفع روسيا إلى استخدام حق النقض.

في الأثناء، أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل فيما تدور معارك على الأرض، عن مقتل 103 فلسطينيين خلال 24 ساعة، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.

وحذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من فداحة الوضع الإنساني المتردي في غزة ومن أن نقص الغذاء قد يؤدي إلى “انفجار” في وفيات الأطفال التي يمكن تجنبها.

بعد نحو عشرين أسبوعا من الحرب، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع في قطاع غزة تثير قلقا متزايدا. وقالت وكالات الأمم المتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا “نادرين جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار تقريبا يعانون أمراضا معدية.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليقا جديدا لتوزيع المساعدات في شمال قطاع غزة بعد يومين من استئنافها.

وسبق لبرنامج الأغذية العالمي أن أوقف قبل ثلاثة أسابيع إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة. وعاود شحناته الأحد لكنها تعرضت مذاك “للنهب” أو استهدفها قصف في ظل “فوضى شاملة وعنف”، على ما جاء في بيان.

وكان الهدف من استئناف الشحنات الأحد إدخال عشر شاحنات يوميا إلى شمال قطاع غزة على مدى سبعة أيام من أجل “المساعدة في التصدي لموجة الجوع واليأس والبدء ببناء الثقة بين السكان بمجرد أن يصبح لدى الجميع كميات كافية من الطعام”.

وأقر برنامج الأغذية العالمي بأن وقف الشحنات يعني أن الوضع “سوف يتدهور أكثر ويواجه المزيد من الناس خطر الموت من الجوع”.

أدى أكثر من أربعة أشهر من القتال المتواصل إلى تسوية جزء كبير من مساكن ومنشآت القطاع الساحلي بالأرض، ودفع 2,2 مليون شخص إلى حافة المجاعة وشرد ثلاثة أرباع السكان، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الاثنين من أن ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب أدت إلى ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية، حيث يعاني طفل من كل ستة في شمال غزة الآن من سوء التغذية الحاد.

وقال أحمد المغربي وهو طبيب فلسطيني في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة “أين الإنسانية؟ كم منا يجب أن يموت… لوقف هذه الجرائم؟”.

بعد أشهر من العمل للخروج بموقف موحد، دعا جميع أعضاء الاتحاد الأوربي باستثناء المجر الاثنين إلى “هدنة إنسانية فورية”. كما حثوا إسرائيل على الامتناع عن اجتياح مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الأمم المتحدة حق النقض قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

لبنان يطالب أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف خروقات التهدئة

قال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لرويترز اليوم "الثلاثاء" إن كبار المسؤولين اللبنانيين حثوا واشنطن وباريس على الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعد عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية التي اعتبرتها بيروت انتهاكا.

ووضعت الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان وإطلاق حزب الله للصواريخ على موقع عسكري إسرائيلي أمس الاثنين وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الجانبين في موقف هش بشكل متزايد بعد أقل من أسبوع من دخوله حيز التنفيذ.

وقالت المصادر إن رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تفاوض على الاتفاق نيابة عن لبنان، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين وأعربا عن قلقهما بشأن حالة وقف إطلاق النار.

وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين، قائلاً إن الجانبين يجب أن يلتزما بوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر للصحفيين يوم الاثنين إن وقف إطلاق النار "صامد" وإن الولايات المتحدة "توقعت أن تكون هناك انتهاكات".

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر وتمنع إسرائيل من القيام بعمليات عسكرية هجومية في لبنان بينما تلزم لبنان بمنع حزب الله، من شن هجمات على إسرائيل.

وتمنح الهدنة القوات الإسرائيلية 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان.

وتتولى آلية مراقبة برئاسة الولايات المتحدة مهمة مراقبة الهدنة والتحقق منها والمساعدة في فرضها، لكنها لم تبدأ عملها بعد.

مقالات مشابهة

  • لبنان يطلب من واشنطن وباريس الضغط على إسرائيل لوقف انتهاك الهدنة
  • لبنان يطالب أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف خروقات التهدئة
  • الأمم المتحدة: الفلسطينيون يعانون أخطر الجرائم الدولية
  • وزير خارجية كولومبيا: نطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة فورا
  • السفير الفلسطيني بالعراق: ما يجري الآن في شمال غزة تحضير لبناء استيطاني
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي يؤكد مواصلة العمل لوقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن: لم نصل بعد لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح المحتجزين
  • الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المستضعفين في لبنان واحترام اتفاق وقف إطلاق النار
  • سمير فرج: اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هش ولن يستمر
  • الأمم المتحدة: نزوح 130 ألف فلسطيني من شمال قطاع غزة في 7 أسابيع