غزة - المجاعة تتعمق يوما بعد يوم
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، من أن "المجاعة تتعمق" في القطاع وتهدد حياة "مئات آلاف الأطفال والنساء"؛ جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال الإعلام الحكومي في غزة: "تتعمق يوما بعد يوم المجاعة في محافظات قطاع غزة، الذي يعيش فيه قرابة 2.
وأوضح أن المجاعة "تتعمّق بشكل أكبر في محافظتي غزة وشمال غزة؛ مما ينذر بكارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني مازالوا يتواجدون في هاتين المحافظتين".
المكتب شدد على أن "الاحتلال بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولا إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء".
ومضى قائلا: "نطالب بشكل فوري وعاجل بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، كما نطالب برفع الحصار وإدخال 10 آلاف شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين بشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية".
وتابع: "تتحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة التي تجري فصولها على مرأى ومسمع كل العالم (...) وهم الذين منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للعدوان المتواصل".
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مناقيش الزعتر.. سبيل الفلسطيني للبقاء في ظل التجويع والإبادة
الثورة/ وكالات
يتحلق الفتية محمد وسوار وجهاد حول جدتهم أمام خيمة العائلة في منطقة البصة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، منتظرين قطع مناقيش الزعتر.
تقول جدتهم الحاجة أم طارق إنها تعد مناقيش الزعتر بما تيسر لها من دقيق وزعتر وبدون زيت الزيتون، أملاً منها بإسكات جوعهم.
تؤكد الحاجة لمراسلنا أن أحفادها الثلاثة يطلبون منها مأكولات ومشروبات كثيرة، إلا أنه ليس باليد حيلة، فلا أشياء في الأسواق للشراء، وإن توفر شيء فهو بأسعار خيالية جدا.
فتلجأ الجدة أم طارق لإعداد المناقيش فهي من إرث الفلسطينيين، وتؤكد أنها تعدها كوجبة واحدة طيلة اليوم، “المجاعة تضربنا بقوة، وتوفير لقمة الخبز أصبح معركة”.
وعند حديث الحفيد محمد (٧ سنوات) لمراسلنا ترقرقت عيناه حزنا على عمه وأطفاله الذين ارتقوا شهداء في حرب الإبادة في الأول من مارس الماضي، يقول: حرمونا كل شيء، اللعب والمدرسة والحياة، والآن يحرمونا الطعام.
يشير إلى أنهم يأكلون المناقيش يومياً، “نفسنا باللحم والدجاج، والحلويات”.
ومنذ شهر أكتوبر الماضي تراجع عدد الشاحنات التي تسمح إسرائيل إلى أدنى مستوى ما أدى إلى فقدان حاد للسلع في الأسواق، في حين حذرت منظمات دولية من خطر تفشي المجاعة في مناطق جنوب غزة أسوة بمناطق شماله.
وينقل مراسلنا أن سعر كيس الدقيق 25 كيلو جرام، 50 دولارا أمريكيا وأكثر، وأن مختلف السلع بارتفاع مهول لا يتناسب مطلقاً مع المقدرة الشرائية في ظل استمرار حرب الإبادة، في حين تقدر مصادر محلية أن زهاء 90٪ من السلع مفقودة من الأسواق.
وهذا ما دفع السكان إلى البحث عما يسكت جوع أطفالهم، فلم يكن أمامهم إلا بعض المعلبات وإن كان أسعارها بارتفاع هي الأخرى، ومناقيش الزعتر.
وتقول الأمم المتحدة في تقارير متتالية أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة، سيما مناطق شماله.
أونروا من جانبها تقول إن أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة الثالثة في التنصيف أزمة وأعلى.
الوكالة الأممية أكدت أن سوء التغذية الحاد أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل الحرب.
وقلص الاحتلال في الفترة الأخيرة حجم المساعدات الواردة إلى قطاع غزة بشكل لافت، حيث تظهر مظاهر المجاعة بوضوح في مناطق جنوب غزة ووسطها، بشكل مماثل لما يجري في مدينة غزة وشمالي القطاع.
ويتحكم الاحتلال الإسرائيلي في حركة الصادرات لقطاع غزة من خلال السيطرة التامة على المعابر، حيث يمنع وصول السلع والمواد الغذائية، ويستخدم التجويع كأداة سياسة للضغط على المقاومة الفلسطينية.
وفي أحدث تقرير لها أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال يمنع عن الفلسطينيين في قطاع غزة الغذاء وسبل البقاء.