قال الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن المذكرة المصرية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تأتى ضمن تحركات موسعة فى أكثر من اتجاه، منذ أزمة غزة الحالية بهدف محاولة احتواء الموقف وإيقاف التصعيد العسكرى فى غزة، ووقف إطلاق النار، والوصول إلى هدنة فى هذه المرحلة.

كيف ترى فكرة المذكرة المصرية تجاه إسرائيل؟

- نعلم جميعاً أن التحركات المصرية موسعة فى أكثر من اتجاه، منذ أزمة غزة الحالية وهدف المذكرة محاولة احتواء الموقف وإيقاف التصعيد العسكرى فى القطاع، ووقف إطلاق النار ووجود هدنة فى هذه المرحلة، وصولاً إلى وجود دفعة فى عملية السلام وحلول للأزمة التى طال أمدها منذ عقود طويلة، خاصة فكرة حل الدولتين والتعايش السلمى بين إسرائيل وفلسطين، كما أن مصر تستهدف من المذكرة تسجيل موقف أمام المجتمع الدولى بشأن ما تقوم به قوات الاحتلال من ممارسات عقابية فى غزة للمدنيين، وفى ظل استمرار الإجحاف الإسرائيلى وتعامله مع الشريط الحدودى فى منطقة رفح الفلسطينية، فالتعامل المصرى رد فعل ضاغط على الاحتلال، وإحراجه أمام المجتمع الدولى فى محكمة العدل الدولية.

ما علاقة المذكرة بالموقف الدولى؟

- المذكرة هى إحراج للمواقف الغربية والأمريكية المساندة بصفة مستمرة لحالة التعنت الشديد ومساندة إسرائيل، فالهدف من المذكرة تسجيل مواقف ومحاولة اكتساب مزيد من المواقف المؤيدة لفكرة الرأى العالمى ووقف إطلاق النار.

ماذا عن ردود الفعل؟

- ردود الفعل قد تأتى مختلفة، فقد تأتى كدعم وتأييد للموقف المصرى وهو ما نتوقعه، لكن إسرائيل تحاول قلب الطاولة واستخدام مجموعة من الأوراق المتعلقة بإلصاق بعض التهم والادعاءات غير الحقيقية، ومن المتوقع أن تلصقها لمصر، كما ادعت غلقها لمعبر رفح، وأنها لا تقدم الدعم الكافى لغزة، وإسرائيل تحاول استنزاف الوقت لتنفيذ مخطط السيطرة بشكل كامل على القطاع وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.

كيف ترى الانتهاكات الإسرائيلية؟

- الانتهاكات التى تُمارس من جانب الاحتلال الإسرائيلى تجاه الفلسطينيين تمثل خرقاً لكل الأعراف الدولية، خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب والإبادة الجماعية، والاستخدام المفرط للقوة.

كيف ترى موقف مصر؟

- تحركت مصر على المستويين الإقليمى والدولى، وعقدت لقاءات مع قادة العالم، فضلاً عن اتصالات أجرتها أو تلقتها بشأن حل الأزمة، وذلك فى الوقت الذى حظيت فيه إسرائيل بدعم غربى كبير «سياسة الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة حتى الآن»، كما أن مصر تعمل على وضع القوى الدولية أمام المسئولية، فى محاولة لإثناء إسرائيل عما تقوم به لتصفية القضية الفلسطينية، وأن الجهود المصرية مستمرة لإيقاف التصعيد العسكرى وتهدئة الأوضاع.

ماذا عن بيان الخارجية الأخير بشأن تصريحات وزير المالية الإسرائيلى؟

- مصر حذرت من استمرار عمليات التصعيد والانتهاكات التى تقوم بها إسرائيل، والتى تؤدى إلى اتساع دائرة الصراع فى المنطقة، وبيان وزارة الخارجية المصرية فى غاية الأهمية، وردت فيه على الأكاذيب التى يروجها الاحتلال دائماً.

كيف تقرأ تمسك الاحتلال بالتهجير للشعب الفلسطينى؟

- هناك دلائل تاريخية لرفض مخطط التهجير، أولاها أن مفهومه مرتبط بعمليات فى التاريخ البشرى، والهدف منها الاستحواذ على بعض المناطق أو فصل القبائل العرقية عن أصل الدولة نفسها، ودليل ذلك عمليات التهجير للسكان الأصليين فى أمريكا الشمالية والاستحواذ على أكبر قدر من الأراضى من قبل المهاجرين من أوروبا، كما أن عمليات التهجير تمت على أكثر من مرحلة، عادة ما تبدأ بالنزوح، أى محاولة تفريغ القطاع من السكان رغبة فى إعادة توطينه بسكان آخرين، ففى منتصف الستينات وخلال السبعينات، كان هناك هدف واضح فى المخطط الخاص بالتهجير لطمس وتهجير الهوية السكانية من الأراضى المحتلة من الضفة الغربية، وفى منتصف الثمانينات، حدثت انتفاضة الأقصى الأولى والتى ارتبطت بها محاولات للتهجير لمناطق حول القدس الشرقية والضفة، كما أن دولة الاحتلال لم تعترف بهوية السلطة الفلسطينية واعتبرت أن كل ما لا يحمل الهوية الإسرائيلية هو خارج النظام وشرعية الدولة ومن الجماعات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة محكمة العدل الدولية فلسطين الإحتلال هولندا تل أبيب إسرائيل ووقف إطلاق النار کما أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: ثورة 30 يونيو أعاد الحكم للمصريين (فيديو)

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن ثورة 30 يونيو حدث مفصلي، جزء منه مرتبط بالتغيير الكبير الذي تم في مصر، وكان له ارتدادات وانعكاسات على الإقليم، كما أعاد الحكم للمصريين بعدما جرى العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان الإرهابية.

خبير علاقات دولية: ثورة 30 يونيو أعطت السيسي كل الصلاحيات لإعادة الدولة والأمن (فيديو) "ثورة 30 يونيو.. إرادة شعبية".. احتفالية لقصور الثقافة غدًا بعين حلوان

وأضاف "فهمي"، في حواره مع الإعلامية هبة جلال ببرنامج "الخلاصة"، المذاع على فضائية "المحور": "بعد 30 يونيو، كانت الأمور تمضي في أجواء مختلفة، جزء منها كان حالة الجدال حول ما دار في مصر".

قبل 30 يونيو 

وتابع "كان السؤال الكبير، هل هذه الثورة أو التغيير الكبير الذي طرأ في مصر آنذاك سيحدث نوعا من التغيير الجذري أو المفصلي أو الهيكلي في بنية النظام الإقليمي العربي أو في محيطه أو أن ما حدث سيقتصر على الدولة المصرية؟".

وواصل "دخلنا مرحلة اتسمت بعدم إدراك ما جرى في مصر، وهذا أمر طبيعي، فقد جرى تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي رغم أن مصر أنشأت المنظمة، لكن تحرك الدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها كان يتم بمهارة في مسارات متعددة، مثل الاتجاه شرقا، حيث اتجهت إلى دبلوماسية الشرق، وهي دول ليس لدينا معها عداء تاريخي مثل الصين والهند واليابان، ثم الانفتاح على بعض الدول، وكانت قبرص مدخلنا إلى أوروبا".

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: تل أبيب ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة
  • أستاذ علوم سياسية: مصر حائط صد ضد مشروع الشرق الأوسط الكبير (فيديو)
  • أستاذ علوم سياسية: مصر بؤرة الأحداث والدولة المحورية المركزية في الإقليم
  • أستاذ علوم سياسية: ثورة 30 يونيو أعاد الحكم للمصريين (فيديو)
  • أستاذ علوم سياسية: ثورة 30 يونيو حدث مفصلي وأعاد الحكم للمصريين
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • ‏أكسيوس: إدارة بايدن قدمت صيغا جديدة لبنود من صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار المقترحة بين إسرائيل وحماس
  • أستاذ علوم سياسية: أحداث 7 أكتوبر هدية مؤقتة من السماء لـ نتنياهو
  • أستاذ علوم سياسية: شرخ واضح بالمجتمع الإسرائيلي لم يشهده الاحتلال من قبل
  • أستاذ علوم سياسية: المجتمع الإسرائيلي يعيش شرخًا مستمر.. و7 أكتوبر هدية السماء لنتنياهو