«السعداوى»: الجرائم الصهيونية تشمل ممارسة الإبادة الجماعية وضرب المستشفيات.. و«سنجر»: كل مذكرات ودفوعات الاحتلال هى والعدم سواء

تزدحم أوراق التاريخ الطويل من الصراع الإسرائيلى الفلسطينى بمذكرات ومرافعات لا حصر لها، خاصة بعد أن وصل الأمر إلى حد ممارسة الإبادة الجماعية من الجانب الإسرائيلى، ثم عودة مخطط تهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه، الأمر الذى وقفت له مصر حائط صد، وكان لها تحركات على أكثر من مستوى، وضمن التحركات مذكرتها إلى محكمة العدل الدولية تجاه كل ما تقوم به إسرائيل من مخالفة الأعراف الدولية فى قطاع غزة.

وتقف دولة الاحتلال فى محكمة العدل الدولية أمام ما قدمته مصر، تحاول أن تُلقى اللوم مرة على مصر وأخرى على الولايات المتحدة، فلومها على مصر بادعاءات كاذبة بعدم فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمر الذى نفته الدولة المصرية شكلاً وموضوعاً، أما الولايات المتحدة فالأمر يتعلق بتمويلها دولة الاحتلال.

شرح الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، موقف إسرائيل من كل هذه المرافعات، قائلاً: «العلاقات السياسية الدولية لا تُدار إلا بالقوة، سواء قوة الدولة الاقتصادية أو العسكرية، والولايات المتحدة هى السند الرئيسى لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وتنظر إليها على أن دعمها التزام ومسئولية أخلاقية، خاصة مع وجود اللوبى اليهودى».

وقال لـ«الوطن»: «رغم أن أمريكا تُدرك حق الشعب الفلسطينى، وأن الفلسطينيين على حق وأقدر من إسرائيل، لكن الانتخابات والتصويت على صانع القرار لاستمراره فى منصبه، سواء فى الكونجرس الأمريكى أو مجلس الشيوخ الأمريكى، هذه أمور تخضع لأبعاد مأساوية فى لغة القوة».

وأضاف «سنجر» أن محكمة العدل جزء من التنظيم الدولى، والنزاعات تُحل بموافقة الطرفين، إلا أن الأمر فى قضية قطاع غزة مختلف تماماً لأنها محاكمة تمس الضمير العالمى لما تفعله دولة الاحتلال فى فلسطين، فكل المذكرات والمرافعات الحالية بمثابة إظهار دولة الاحتلال الإسرائيلى أمام المجتمعات العالمية بأنها ظالمة ومجلس حرب إسرائيلى ظالم يقتل بدم بارد النساء والأطفال.

وأكد أن دولة الاحتلال تعلم أن كل المذكرات والدفوعات التى قدّمتها هى والعدم سواء، لأنها مذكرات تغيب عن الواقع والمنطق وتتمسك بأمور لا يصدّقها أحد، وهى تعلم جيداً أن المجتمع الدولى ضدها وضد ما قامت به من أفعال، ولكن بعض المرافعات جاءت تأكيداً على أنهم أمام دفاع ضعيف وتجر الأمريكيين إلى دعاية سيئة عن الأمريكيين وسياستهم. وتابع: «إسرائيل مش فارق معاهم، لأن اللى شال المطب الأمريكان، وأمريكا ستخسر كما خسرت إسرائيل، إسرائيل خسرت وجودها فى المنطقة العربية».

وقال الدكتور مصطفى السعداوى، أستاذ القانون بجامعة المنيا، إن مصر دولة القانون والمؤسسات، ووضعت المجتمع الدولى أمام مسئولية بالمذكرة المقدّمة لمحكمة العدل الدولية عن الجرائم التى وقعت من إسرائيل، وتشكل اختراقاً واضحاً وإهداراً جسيماً لقواعد القانون الدولى الإنسانى، كممارسة الإبادة الجماعية وضرب المستشفيات وضرب السكان المدنيين، واستخدام أسلحة محظورة دولياً وتعريض السلم والأمن للخطر، وكل ذلك يؤكد مسئولية إسرائيل عن جرائم الحرب، التى حذرت محكمة العدل الدولية منها.

وأضاف على عاطف، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية: «يبدو أن قرار محكمة العدل الدولية الصادر قبل أسابيع بشأن إسرائيل، والذى يُشدّد على ضرورة أن تتّخذ إسرائيل كل ما بوسعها لمنع الأعمال التى من شأنها استمرار قصف الفلسطينيين، فى إطار الدعوى التى أقامتها دولة جنوب أفريقيا آنذاك، لم يمنعها من مواصلة أعمالها العسكرية فى قطاع غزة والضفة الغربية أيضاً، بل والاستعداد على ما يبدو لتنفيذ عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية».

وقال: «أعتقد أن عدم توافر ضغوط دولية مؤثرة للغاية على إسرائيل هو الأمر الأهم فى ما يخص كيفية منعها من مواصلة عملياتها واستهداف الفلسطينيين، ولعل مواصلة إسرائيل الحرب لم تعد تعتمد فقط أهداف الحرب بذاتها، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى بنيامين نتنياهو أصبح هو شخصياً جزءاً كبيراً من المشكلة، حيث يسعى شخصياً لمواصلة الحرب لتيقنه من انتهاء مستقبله السياسى حال توقفها، كما يخشى نتنياهو أيضاً من احتمالات ملاحقته سياسياً وقضائياً حال انتهائها، آخذاً فى الحسبان أيضاً التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب الجارية داخل المجتمع الإسرائيلى نفسه».

ورجّح أن الأيام المقبلة قد تشهد التوصل إلى تسوية سياسية، بمبادرة وتحركات مصرية وغربية وإقليمية قد تُنهى الصراع الجارى منذ يوم 7 أكتوبر الماضى، حيث إن الجهود المصرية والدولية تتواصل فى هذا الشأن، وفشل إسرائيل فى تحقيق أهدافها من العملية سوف يساعد على التوصّل إلى هذا الحل بعد أكثر من 4 أشهر على بدء الصراع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة محكمة العدل الدولية فلسطين الإحتلال هولندا تل أبيب إسرائيل محکمة العدل الدولیة دولة الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا

ذكرت صحيفة "South China Morning Post" الصينية أن "محللين يقولون إن استمرار احتلال إسرائيل لجنوب لبنان والمناطق المجاورة لسوريا يعكس تحركا مدعوما من الولايات المتحدة لتأمين حدود الدولة ذات الأغلبية اليهودية. ولكن من خلال محاولة فرض "حل مثالي" للتهديد الذي يشكله حزب الله ومعالجة حالة عدم اليقين الناشئة عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حذر المحللون من أن إسرائيل قد تزعزع استقرار الحكومات الجديدة غير المعادية في كلا البلدين، وبالتالي تغذي التهديدات ضدها".

وبحسب الصحيفة، "قال كريستيان أولريشسن، زميل في معهد السياسة العامة في جامعة رايس ومقره هيوستن، إن رفض إسرائيل الانسحاب من أجزاء من جنوب لبنان يوم الأحد، وفقًا لشروط وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني مع حليف إيران حزب الله، "يمثل تحديًا سياسيًا فوريًا" للحكومة الجديدة في بيروت، وكذلك لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار قبل يومين من الموعد النهائي في 25 كانون الثاني، زاعماً أن الاتفاق "لم يتم تنفيذه بالكامل من قبل الدولة اللبنانية" من خلال نشر الجيش في المناطق الجنوبية التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الله في السابق وضمان انسحاب عناصر الحزب إلى نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود الإسرائيلية. كانت إسرائيل قد سعت إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة شهر، لكنها استقرت على موعد نهائي جديد في 18 شباط للانسحاب من جنوب لبنان. وأيد البيت الأبيض قرار إسرائيل يوم الجمعة، قائلاً إن "تمديد وقف إطلاق النار المؤقت القصير مطلوب بشكل عاجل" في لبنان".

وتابعت الصحيفة، "أدان رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي انتُخِب في التاسع من كانون الثاني، رفض إسرائيل الانسحاب، قائلاً إن "سيادة بلاده وسلامة أراضيها غير قابلة للتفاوض". ومع ذلك، قبلت الحكومة الجديدة تمديد التهدئة لمدة ثلاثة أسابيع يوم الاثنين، حيث دعا عون إلى "الهدوء" وحث على الثقة في الجيش. وقال مايكل يونغ، كبير المحررين في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "تريد إسرائيل فرض وضع مثالي في الجنوب حيث لا يهددها حزب الله". وقال إن إسرائيل تريد أيضاً ضمان وجود حكومة لبنانية غير معادية، وأن ينفذ الجيش شروط اتفاق وقف إطلاق النار. لكن يونغ قال إن إسرائيل "لم تأخذ في الاعتبار" أن رفضها تنفيذ الجدول الزمني الأصلي لوقف إطلاق النار "يلقي بظلال من الشك" على الحكومة الجديدة والجيش".

وأضافت الصحيفة، "قالت باربرا سلافين، وهي زميلة بارزة في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، إن الإفلات من العقاب الذي تصرفت على أساسه إسرائيل أظهر أنها "تتمتع بمساحة كبيرة للمناورة في كل مكان، وليس فقط في لبنان". وأضافت: "على الرغم من الغضب الواضح إزاء إطلاق النار على المزيد من المدنيين، فإن القيادة اللبنانية الجديدة لا تزال على أرض مترددة للغاية وليست في وضع يسمح لها بخوض معركة جديدة". وأضافت سلافين أنها "تنتظر لترى ما إذا كانت إدارة ترامب تظهر أي علامة على الانزعاج من الإجراءات الإسرائيلية"، لكنها قالت: "لا أحبس أنفاسي"، لأن ترامب دعا الأسبوع الماضي إلى نقل سكان غزة المنهكين إلى مصر والأردن غير الراغبين، "وهو ما قد يؤدي إلى تطهير غزة عرقيا".وأشارت سلافين إلى أن ترامب رفع أيضا العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين في الضفة الغربية المحتلة، في حين أن أول مكالمة هاتفية خارجية أجراها وزير الدفاع الأميركي المعين حديثا بيت هيغسيث كانت مع نتنياهو".

وتابع الصحيفة، "بحسب يونغ فإن إسرائيل "ستستمر في الحصول على هامش كبير للمناورة" لأن الولايات المتحدة "متواطئة تمامًا مع الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بجنوب لبنان وجنوب سوريا". وأضاف: "لا أرى حقًا أن الولايات المتحدة ستتحدى إسرائيل، بصراحة". وقال إن استيلاء إسرائيل في كانون الأول على جزء من سوريا المجاورة لجنوب لبنان "كان مرتبطًا بشكل مباشر بالديناميكيات على الأرض في سوريا"، مما يعكس "فهمًا إسرائيليًا أوسع للمخاطر والتهديدات التي تواجهها". وأكدت الحكومة السورية المؤقتة يوم الأربعاء دعوتها لإسرائيل للانسحاب إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1974 في الجولان. وقال يونغ إن إسرائيل لديها "اتفاق غير مكتوب" مع نظام الأسد "للحفاظ على حدود الجولان هادئة". وأضاف أنه مع النظام الجديد المدعوم من تركيا في دمشق، "لم يكن الإسرائيليون متأكدين مما يمكن توقعه، لذلك قاموا بهذه الخطوة الاستباقية في جنوب سوريا"، مضيفًا: "إنها مرتبطة بلبنان بمعنى أنها جزء من جهد أوسع لضمان عدم تمكن إيران وحلفائها من تطويق إسرائيل بالصواريخ"."

وبحسب الصحيفة، "إذا لم يضمن لبنان انسحاب حزب الله من المناطق المتاخمة لإسرائيل، "فسوف يؤثر ذلك على البلاد على عدد من المستويات"، ليس فقط في ما يتعلق بإسرائيل، ولكن من حيث المساعدات الخارجية والدعم الأميركي لإحياء الاقتصاد اللبناني المحتضر، كما قال يونغ. إذاً، يتعين على الحكومة الجديدة أن تنفذ إصلاحات لإطلاق سراح حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي من صندوق النقد الدولي والمساعدة من الممالك العربية الغنية في الخليج العربي. وقال يونج، الذي رأى أن "الوضع مماثل إلى حد كبير" بالنسبة للحكومة السورية الجديدة: "ستتدخل كل هذه الأمور في الحسبان، لذا فإن لبنان معرض للخطر للغاية ولديه هامش ضيق للمناورة"."
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • خبراء: الوضع الصحي في غزة كارثي ويحتاج 12 عامًا لبنائه
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • حزب الحركة الوطنية يطالب بمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلى كـ مجرمى حرب
  • أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور محمد الضيف
  • صور.. إعلام أمريكي: رعب في إسرائيل من قوة تسليح الجيش المصري
  • دفتر أحوال وطن"٣٠٨"
  • محمد صبحي: مصر أقوى دولة في المنطقة ومهمتنا أصبحت معركة الوعي.. فيديو
  • حزب العدل من أمام معبر رفح: ندعم موقف الدولة الرافض لمخططات تهجير الفلسطينيين
  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • جميل عفيفي: العالم عاجز أمام غطرسة إسرائيل ومصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين