الوطن:
2024-12-25@13:57:30 GMT

مصر تحاكم إسرائيل في «لاهاي».. (ملف خاص)

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

مصر تحاكم إسرائيل في «لاهاي».. (ملف خاص)

«التاريخ يعيد نفسه والعدو واحد»، هنا فى لاهاى بهولندا، حيث القاعة العريقة الواسعة لمحكمة العدل الدولية، وقفت مصر قبل نحو 36 عاماً وتحديداً عام 1988، تواجه أكاذيب الاحتلال الإسرائيلى بشأن مدينة طابا، وبعد 3 أسابيع من المرافعات أنصفت «العدل الدولية» مصر فى النهاية لتحكم بأحقيتها فى طابا، وغدا تقف مصر وبخطى ثابتة كما كانت فى سابقتها، لتعتلى المنصة للمرافعة ومحاكمة الاحتلال الإسرائيلى للمرة الثانية، ولكن هذه المرة من أجل فلسطين فى العموم وقطاع غزة على وجه الخصوص، بعد أحداث 7 أكتوبر، واتهامها بالباطل بمنع دخول المساعدات للسكان.

آلاف الأميال هى المسافة التى تبعد القاهرة وغزة المنكوبة عن «لاهاى»، إلا أن الضمير المصرى لم تثنِه القارات عن حمل هم القضية الفلسطينية والذهاب بها بعيداً حيث الساحات العالمية للمطالبة بحقوق المهجرين والنازحين والأسرى فى غياهب سجون الكيان الصهيونى.

هنا تقف مصر لمحاكمة الاحتلال.. يحمل مندوبها أوراقاً دونت فيها أدلّة وبراهين دامغة على الانتهاكات التى ارتكبتها إسرائيل حكومة وجيشاً وشعباً بحق الفلسطينيين، فلم يعد بمقدور الغزاويين الحصول على لقمة الخبز أو شربة الماء بسبب الحصار الذى تفرضه حكومة الكيان وسط شلالات الدماء التى لا تزال مستمرة لما يزيد على 130 يوماً من القصف، وفى الضفة الغربية كمم الجنود الأفواه واستباح المستوطنون منازل وحرمات الفلسطينيين ومقدسات المسلمين، لتطلق القدس صرخة تردد صداها فى محكمة العدل الدولية.

«القاهرة» ستطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن دعم دولة الاحتلال وإجبارها على الانسحاب فوراً من الأراضي المحتلة وبينها «القدس»

فى مدينة لاهاى، الواقعة غرب مملكة هولندا، يقع مبنى محكمة العدل الدولية بلونيه الرمادى والبرتقالى المميزين، تتجه إليه أنظار العالم من شتى بقاع الأرض صباح اليوم الأربعاء الموافق 21 فبراير الجارى، حيث ستقدم مصر مرافعة شفهية، كما تشارك فى الرأى الاستشارى الذى طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وذلك عقب تقديم مذكرة أمام هيئة المحكمة، وفق ما أعلنه ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بعد مرور أكثر من شهر على الدعوى التى قدمتها جنوب أفريقيا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة خلال العدوان الذى شنه الكيان الصهيونى فى السابع من أكتوبر الماضى.

وحول تفاصيل المذكرة، قال «رشوان» إنّ المرافعة الشفهية تتضمن تأكيد اختصاص محكمة العدل الدولية بنظر الرأى الاستشارى، باعتبار الجمعية العامة للأمم المتحدة أحد الأجهزة المخولة، وفقاً لميثاق المنظمة، بطلب رأى استشارى من المحكمة، ونظراً لأن الأمر يتناول الأبعاد القانونية للمستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، المخالفة لمبادئ القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، كما تؤكد المذكرة المصرية عدم شرعية سياسات ضم الأراضى وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، وستطالب المجتمع الدولى بعدم الاعتراف بأى أثر قانونى للإجراءات الإسرائيلية، والتوقف عن دعم إسرائيل، بالإضافة إلى مطالبة المحكمة بتأكيد مسئولية إسرائيل عن الأفعال غير المشروعة، بما يحتم انسحابها فوراً من الأراضى المحتلة ومنها القدس، والتأكيد على تعويض الشعب الفلسطينى عن الأضرار التى لحقت به نتيجة تلك السياسات والممارسات، ورفض سياسات الاضطهاد والتمييز العنصرى، وغيرها من الممارسات الإسرائيلية.

من جهته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ«الوطن»، إنّ تقديم مصر للمذكرة التى سيتم على أثرها محاكمة الاحتلال بسبب جرائمه وممارساته النازية بحق الفلسطينيين هو أمر فى غاية الأهمية، وتابع: «مصر أكبر دولة عربية ولها ثقل فى المنطقة، وتقدمها لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية مهم للغاية، حيث تستعرض خلالها تاريخاً كاملاً من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى»، لافتاً إلى أن الموقف المصرى يأتى رداً على ما قام به الاحتلال خلال الأيام الماضية بالتنكر لحق الشعب الفلسطينى فى إعلان دولته، وحديث الحكومة والمعارضة أنها ترفض الاعتراف أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية من قبَل العالم يحتاج إلى خطوات جادة: «الخطوة التى اتخذتها مصر ستدفع باتجاه رفع معنويات الشعب الفلسطينى، الذى يُقتل الآن بدم بارد على يد الاحتلال الإسرائيلى، ونطالب الدول العربية بأن تحذو حذو مصر والانضمام لها لمحاكمة إسرائيل بمرافعات رسمية وتقديم طلب رسمى لمحكمة العدل الدولية وليس إعلامياً»، وواصل: «الأمر لا يتعلق فقط بوقف الحرب، ولكن هذه الدعوى تحدٍّ كبير يتعلق بحقوق الشعب الفلسطينى، من ضمنها حقه فى تقرير مصيره وحقه فى قيام الدولة الفلسطينية».

وفى محاولة من الكيان المحتل للتنصل من الاتهامات التى وجهت إليه، نفت مصر فى منتصف شهر يناير الماضى ما زعمه الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية من منع السلطات المصرية نقل المساعدات إلى قطاع غزة واتهمتها بالكذب، ونفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بصورة قاطعة، ما وصفه بمزاعم وأكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هى المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من معبر رفح، وأوضح «رشوان» أن كذب الادعاءات الإسرائيلية يتضح فى عدة نقاط؛ بينها أن كل المسئولين الإسرائيليين، وفى مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا عشرات المرات فى تصريحات علنية، منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة، خاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التى تشنها دولتهم على القطاع.

ولا يزال الموقف المصرى الرافض للانتهاكات الإسرائيلية واضحاً، وذلك عقب استقبال سامح شكرى، وزير الخارجية، يوم 17 فبراير الجارى، كريم خان، المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، للوقوف على آخر تطورات مجريات التحقيقات التى يضطلع بها مكتبه بشأن الانتهاكات الإسرائيلية محل اختصاص المحكمة فى فلسطين، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما فيها القدس، مؤكداً على الدور المهم المنوط بالمحكمة فى هذا الشأن، كما تناول «شكرى» تداعيات الأزمة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة تحت وطأة العمليات العسكرية الإسرائيلية وسياسات الحصار والتجويع وتدمير كامل منظومة البنية التحتية فى القطاع، مشدداً على ضرورة تحمل الأطراف الدولية مسئولياتها القانونية والإنسانية لتسمية الانتهاكات الإسرائيلية بمسمياتها الصحيحة، والتدخل لوقف تلك الانتهاكات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة محكمة العدل الدولية فلسطين الإحتلال هولندا تل أبيب إسرائيل الاحتلال الإسرائیلى محکمة العدل الدولیة الشعب الفلسطینى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين

مع تكرار مشاهد الدمار والموت في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعالت أصوات الناشطين والسياسيين للتأكيد أن آلة القتل الإسرائيلية لم تتغير منذ عقود، بل استمرت في نهجها القائم على استهداف الأبرياء من الأطفال والنساء، وقصف المنازل ومراكز الإيواء.

ومع تواصل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، واستهدافها للأطفال والنساء بشكل رئيسي، أثارت هذه الهجمات موجة غضب واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شبّه الناشطون ما يحدث في القطاع بمجزرة دير ياسين عام 1948، حين ارتكبت العصابات الصهيونية إحدى أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين.

وتعد مجزرة دير ياسين إحدى المجازر التي نفذتها عصابات الأرغون وشتيرن الإسرائيلية بدعم من البالماخ والهاغاناه في فجر التاسع من أبريل/نيسان 1948، لتهجير سكان القرية، وبث الرعب في القرى والمدن الأخرى. وكان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين، ومنهم أطفال ونساء وعجزة، وخلفت -حسب المصادر الفلسطينيةـ نحو 254 شهيدا.

وتحكي المصادر التاريخية أن عناصر الأرغون وشتيرن كانت تفجر البيوت، وتقتل أي شيء يتحرك، وأوقفوا العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب إلى الجدران وأطلقوا عليهم النيران.

إعلان

وتعليقا على استمرار آلة القتل الإسرائيلية رأى السياسي والأكاديمي الفلسطيني فايز أبو شمالة أن ما يحدث في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي هو إرهاب متكرر ومتواصل منذ مذبحة دير ياسين عام 1948 وحتى عام 2024، في إشارة إلى استمرارية القوات الإسرائيلية ممارسة الإرهاب نفسه، وأن آلة القتل الإسرائيلية لم تتغير مع الزمن.

الإرهاب الإسرائيلي يتواصل من دير ياسين 1948 وحتى قطاع غزة 2024
مشهد الذبح والفراق الحزين يتكرر في فلسطين، وبصور مختلفه pic.twitter.com/8qzTNBezO3

— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) December 17, 2024

من جهتها، أشارت الناشطة بلقيس عبر منصة "إكس" إلى أن الفاجعة والمآسي في غزة لم تبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل هي مشهد فلسطيني مستمر منذ مذبحة دير ياسين عام 1948، مضيفة أن الاحتلال لا يفرق بين كبير وصغير، إذ يستهدف الجميع بلا تمييز، مستدلة على ذلك بآخر جريمة ارتكبها، وهي قتل الرجل المعروف باسم "روح الروح"، الشاهد على مذبحة حفيدته، ثم قتله لإخفاء الحقيقة.

الفاجعة والمآسي لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023

مشهد فلسطيني واحد، ما بين دير ياسين 1948 وغزة 2023، الاحتلال يقتل #روح_الروح pic.twitter.com/XqS7lmZHa8

— بْـلـْقِـيـِسْ★ (@Balqee1s) December 16, 2024

بينما قال الناشط خالد صافي إن الأطفال في غزة، عندما ينامون، لا يستيقظون، فهم ينامون على صدى القذائف وتحت سقف هشٍ من الخوف، وغالبا ما يكون نومهم الأخير. أحلامهم لا تكتمل، وأصوات ضحكاتهم تنطفئ تحت الأنقاض، وكأن النوم أصبح لديهم جسرا بين الحياة والموت.

وكتب الناشط تامر عبر منصة "إكس" "في الوقت الذي يخلد فيه أطفال العالم إلى النوم سالمين، ثم إلى المدرسة الكبيرة، أو للاحتفال بالأعياد، أو التعبير والمرح مع عائلاتهم، في غزة، يضطر الأهالي إلى وضع أطفالهم في ثلاجات الموت، بعد أن قتلتهم إسرائيل في حربها ضد الإنسانية والتطهير العرقي لقطاع غزة بالكامل".

في الوقت الذي يخلد فيه أطفال العالم إلى النوم استعدادًا للذهاب إلى المدرسة صباحًا، أو للاحتفال بالأعياد، أو للعب والمرح مع عائلاتهم

في غزة، يحمل الأهالي أطفالهم إلى ثلاجات الموت، بعد أن قتلتهم إسرائيل في حربها ضد الإنسانية والتطهير العرقي بحق قطاع غزة pic.twitter.com/rM9aoY6oaf

— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 20, 2024

إعلان

بدوره، يتساءل الإعلامي والكاتب السياسي فايز أبو شمالة "أي نوع من الحكام هؤلاء الذين سمحوا للقتلة بأن يستبيحوا كل شيء في غزة؟ والأغرب أن شعوبنا جميعا تتحرق شوقا لتحرير غزة والقدس والأقصى وفلسطين. كيف وصلنا إلى هذا المستوى من البلادة؟".

كما علق أحدهم قائلا "444 يوما والبشرية تتفرج على المحرقة الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. قتل، تدمير، تهجير، إحراق. فأين العالم؟ أين أحرار العالم؟ لا تنسوا غزة، ففي كل ثانية يُقتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ".

pic.twitter.com/ElWMl3OBp8

— أحمدصالحAhmd Saleh (@iahmedsalih) December 22, 2024

وأشار بعضهم إلى أنه ليس جديدا على الاحتلال استهداف الأطفال والنساء الفلسطينيين، ففكر الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني مستمر منذ النكبة في عام 1948.

وأضاف ناشطون أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قصف المنازل ومراكز الإيواء بالصواريخ والقنابل بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأطفال والنساء.

في السياق ذاته، ذكرت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي كثف من استهدافه للمنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وذلك بحصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية وإصراره بإخراجها عن الخدمة.

وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي شمل جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه على مدار الساعة والشظايا تتناثر داخل ساحاته محدثة أصواتا مرعبة وأضرارا جسيمة.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • “العدل الدولية” تبدأ إجراءات الفتوى بشأن إلتزامات الكيان الصهيوني بتواجد الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية
  • "العدل" تحاضر حول "الاتفاقيات الدولية والنظام القانوني"
  • الأمم المتحدة تطلب رأي “العدل الدولية” في التزامات الكيان الصهيوني في فلسطين
  • الأمم المتحدة تطلب رأي العدل الدولية في التزامات الكيان الصهيوني في فلسطين
  • محاضرة تستعرض الاتفاقيات الدولية وآثرها على القطاع الخاص
  • من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
  • تعرف على مدة الطعن على الأحكام وخطوات تقديمه أمام محكمة النقض
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تراجع " حركة التجارة الدولية !!
  • خبير في العلاقات الدولية: استمرار المجازر الإسرائيلية بغزة رغم الضغط الدولي
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون