المسلة:
2025-02-02@13:56:49 GMT

إقليم عراقي أم دولة مستقلة

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

إقليم عراقي أم دولة مستقلة

20 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

سالم مشكور

كلمة رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور برزاني في قمة الحكومات المنعقدة في دبي مؤخراً، تشير بوضوح إلى أنّ الاخوة في الإقليم مصرّون على التصرف كدولة مستقلة، ومع ذلك فقد عجت الكلمة باستغاثات وطلب عون خارجي لتحقيق «حلم الاستقلال»، للكرد الذي قال إنهم «شعب له سيادة»، وهو مفهوم جديد في العلوم السياسيّة لم يطرحه أحد من قبل.

فالسيادة للدول، والشعوب هي عناصر أساسية في تكوين الدول..

أساس مشاركة وفد الإقليم في مؤتمر يخص حكومات الدول، يعد انتهاكاً للمادة 110 من الدستور التي تحصر الاتصال الدولي بالحكومة الإتحادية. هذا الانتهاك مستمر منذ نيسان 2003 مارست أغلب الحكومات الإتحادية الصمت حياله مما حوله إلى حق مكتسب. في قمة ميونخ للأمن يشارك وفد الإقليم كل عام أسوة بباقي الدول، وبعض رؤساء الحكومات الإتحادية العراقية كان يلتقي وفد الإقليم على هامش ذلك المؤتمر أسوة بلقائه باقي رؤساء الدول المشاركة.

وعندما «يزور» رئيس الإقليم بغداد يفرش له السجاد الأحمر كأي رئيس دولة أخرى صديقة أو شقيقة، وترتيب جلوس الوفد في اللقاءات يتم وكأنه ضيف مكافئ في المستوى ويوضع على طاولة المفاوضات علم كل طرف أمامه. يجري كل هذا ثم تتعالى الأصوات تنديداً بعدم التزام الإقليم بضوابط كونه جزءاً من العراق.

في سفارات العراق في عواصم العالم كان الاتفاق أن يكون هناك مكتب تجاري يمثل الإقليم لكن هذه المكاتب تحولت إلى سفارات مستقلة في أبنية أخرى، ولا يعلم بنشاطها السفير العراقي، بل أن مسؤول ممثلية الإقليم في إحدى الدول رفض أن يلتقي السفير العراقي الجديد هناك قائلا: ليأتي هو إلى هنا.

ليس المقصود من هذه الشواهد إثارة ضغينة أو تحريض ضد أحد إنما لتشخيص خلل ساهمت الحكومات الإتحادية بعد 2003 في ترسيخه وبالتالي بات الحل أكثر صعوبة في ظل ما يعتبره الأخوة في الإقليم حقوقا مكتسبة لا يمكن التراجع عنها.

في المقابل كان على سياسيي الإقليم أن يدركوا أن الخلل لن يدوم واذا كانت الظروف تدفع هذا السياسي أو ذلك في بغداد إلى التهاون مع الخروقات الدستورية كسباً لأصواتهم في البرلمان، فإن هذا الأمر لابد أن يتغيّر يوما وأن تصحيح الخلل سيكون موجعاً لكن لابد منه.

ما يعانيه سكان الإقليم اليوم من مصاعب اقتصادية يعود إلى سلوك سياسييه منذ عشرين عاما مقابل سكوت بغداد عنهم. كنا نرى الكثير من الضجيج والهجمات الكلامية المتبادلة بين الجانبين لكن ساسة الإقليم يحصلون في النهاية على ما يريدون، سواء بضغط خارجي، أو بإجادة لعبة القوة مع بغداد وما يتضمنه ذلك من توفير مصالح لسياسيين أو أحزاب سياسية في العاصمة.

ولا أدري ما هي الرفاهية والتنمية التي تحدث مسرور برزاني عنها في دبي، وموظفو الإقليم لم يستلموا رواتبهم منذ أيلول من العام الماضي رغم تسليم بغداد عدة دفعات مالية للإقليم.

خلال عشرين عاماً اعتاد الأخوة في الإقليم، أن يأخذوا ما يريدون ولا يعطوا حقوق الحكومة الاتحادية، فإلى جانب النفط الذي تعاقدوا بشأنه مع شركات أجنبية بعيدا عن بغداد والدستور، هناك عائدات الضرائب والرسوم والجمارك كلها تبقى في الإقليم ومع ذلك يطالبون المركز بدفع نسبة من مبلغ الموازنة الإتحادية. حتى المؤسسات الإتحادية كالبنك المركزي وديوان الرقابة المالية وهيئة الإعلام والاتصالات ومؤسسات إتحادية أخرى، ممنوعة من العمل في الإقليم.

الحدود مع الدول الأخرى لا وجود للسلطة الإتحادية فيها. معارضات دول مجاورة تسرح وتمرح وتنطلق من الإقليم لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تركيا وإيران. كل هذا وغيره يتم دون علم او موافقة الحكومة الإتحادية، التي عليها فقط أن تبدي موقفا إذا ما ردت هذه الدول على مصادر الخطر عليها.. كلمة مسرور برزاني في قمة الحكومات في دبي ومشاركته في هذه القمة تدل على أن ساسة الإقليم مصرّون على التصرف كدولة مستقلة تنتظر من «الأصدقاء» الدعم لإعلان ذلك رسميّاً.. اذن على ماذا يتفاوض المبعوثون في بغداد؟

ولماذا يطالبون بغداد بالأموال؟

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

مجموعة لاهاي.. 9 دول تشكل تكتلا لدعم إقامة دولة فلسطينية

شكلت تسعة دول، مساء الجمعة، تحالفا باسم "مجموعة لاهاي" بهدف العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين، ودعم حق شعبها في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وجرى إعلان تأسيس المجموعة خلال مؤتمر عُقد بمدينة لاهاي بهولندا، وفق بيان مشترك صادر عن ممثلي الدول التسع، وهي جنوب إفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز.

وذكر البيان، أن ممثلو الدول المؤسسة، التي توصف بأنها من دول الجنوب العالمي أكدوا، أن عمل المجموعة "سيستند إلى المبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ومسؤولية الدول في حماية الحقوق غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير المصير".

كما أعربوا عن "حزنهم العميق لفقدان الأرواح وسبل العيش والمجتمعات والتراث الثقافي، نتيجة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة".



وأكدوا على رفضهم "الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم الدولية"، مجددين التزامهم "بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

وأعلن ممثلو الدول المؤسسة مجموعة التزامات أبرزها منع نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل في الحالات التي يثبت فيها وجود خطر بأن تُستخدم هذه الأسلحة في انتهاك القانون الدولي الإنساني أو حقوق الإنسان، أو في ارتكاب جرائم إبادة جماعية.

كما تعهدوا بـ"منع رسو السفن المحملة بالوقود أو المعدات العسكرية في موانئهم إذا كان هناك خطر واضح بأن تُستخدم هذه الشحنات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وشددوا على التزامهم، كذلك، بـ"منع رسو السفن التي تحمل وقودا أو معدات عسكرية في موانئها، إذا كان هناك خطر واضح بأن تُستخدم هذه الشحنات لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".

وأكدت الدول المؤسسة، على امتثال دولهم لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنون رقم "A/RES/ES-10/24" الصادر بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2024، والذي أقر بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وطالب "إسرائيل" بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال مدة أقصاها 12 شهرا.



وأكدوا دعمهم لطلبات المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، لا سيما فيما يتعلق بمذكرات التوقيف الصادرة في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بالإضافة إلى التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية خلال العام نفسه.

 كما قال ممثلو الدول المؤسسة لـ"مجموعة لاهاي" إنهم سيواصلون "اتخاذ تدابير فعّالة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
ودعوا "جميع الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم جهود إحلال السلام والعدالة".

وحثوا في ختام بيانهم المجتمع الدولي على "الانضمام إلى مجموعة لاهاي والالتزام بمبادئ النظام الدولي القائم على سيادة القانون، باعتباره أساسا للتعايش السلمي والتعاون بين الدول".

ووفق مراقبين، تعد مبادرة تأسيس هذه المجموعة "استثنائية وغير مسبوقة"، إذ يتشكل تحالف دولي للمرة الأولى، ويعلن بشكل واضح أن سيعمل لمحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها.

مقالات مشابهة

  • مصدر مطلع:حكومة البارزاني تسعى لصرف رواتب موظفي الإقليم حسب “رغباتها”
  • وزيرة المالية تفرض شروطاً جديدة لأطلاق رواتب موظفي الإقليم
  • وزيرة المالية تفرض شروطاً جديدة لأطلاق رواتب موظفي الإقليم - عاجل
  • كاتب صحفي: أمن الإقليم لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية
  • الزراعة تحدّد شرطاً للسماح بدخول الدواجن من إقليم كردستان إلى بغداد والمحافظات
  • 9 دول تدشن “مجموعة لاهاي” لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • حزب مصر أكتوبر: مصر دولة حرة ذات سيادة مستقلة.. ودعم فلسطين ثابت
  • مجموعة لاهاي.. 9 دول تشكل تكتلا لدعم إقامة دولة فلسطينية
  • اجتماع حاسم في بغداد بشأن رواتب موظفي إقليم كوردستان
  • أمينة المرأة بـ«حماة الوطن»: الإعلام الإسرائيلي المرتبك لن يزعزع مواقف مصر تجاه فلسطين