العرابي: مصر تعيش في حدود من نار بإقليم مضطرب وسط عالم أهوج
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أكد السفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية، أن مصر تعيش في حدود من نار بإقليم مضطرب في عالم أهوج، وهو ما يضع أعباء ضخمة على السياسة الخارجية المصرية.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير العرابي في المائدة المستديرة الثانية للمؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتي عقدت اليوم الثلاثاء تحت عنوان "دوائر السياسة الخارجية المصرية: الآمال والتحديات" والتي تحدث خلالها كذلك السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وآن سكو نائب سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
وقال محمد العرابي، إن شكل العلاقات الدولية اختلف إلى حد كبير، فمنذ انهيار سور برلين عام 1989 كانت وحدة القياس للتحولات الدولية الحادة تستغرق عشر سنوات ثم أصبحت تستغرق سنة ثم شهراً.. فمنذ أزمة كورونا عام 2020، شهدنا كذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ثم أحداث السودان وغزة.. وهكذا أصبحت الأحداث متلاحقة وهو ما يظهر صعوبة الأوضاع الاستراتيجية للدولة المصرية وصعوبة التخطيط الاستراتيجي للسياسة الخارجية لمصر.
وأضاف أن مصر استطاعت أن تعبر كل هذه المصاعب بثبات، وأن تعمل بكفاءة واضحة في مواجهة هذه التحديات، مشيرا إلى أن بعض الدول تحاول السير في طريق مصر في تعاملها مع القضايا الكبيرة.
ولفت إلى أن مصر استطاعت أيضا أن تحقق توازنا بين المبادئ الأخلاقية والمصالح الاقتصادية خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث نجحت مصر في الإبقاء على علاقات ناجحة مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وأكد أن هناك سمات أصبحت طاغية حاليا على السياسة الخارجية، منها على سبيل المثال، أن العديد من الأحداث أصبحت عابرة للحدود، مثل الأوبئة والأزمات الاقتصادية والمسيرات والتي أصبحت لغة جديدة في العلوم العسكرية.
وأوضح أن الحدود الفعلية أصبحت تقف فقط كحائل أمام انتقال البشر، رغم أن بعض الأحداث العالمية تضطر ملايين البشر للتحرك. وأضاف أن الإرهاب على سبيل المثال أصبح عابرا للحدود.
وأكد أنه في ظل كل هذه التحديات استطاعت مصر انتهاج سياسة خارجية صلبة ومبنية على دعائم قوية.
وضرب مثلا بأزمة ليبيا حيث كان لمصر موقف مؤثر في مؤتمر برلين 1 و2. وأشار إلى أن حجم التحديات هائل وهو ما يتطلب سياسات خارجية قوية ومواقف صلبة مثلما ظهر في أحداث غزة.
واختتم بأن السياسة الخارجية لمصر قصة نجاح واعتبر أن ذلك تحليل دقيق، مؤكدا أننا نستطيع أن نسير على نفس النهج خلال الفترة القادمة رغم الأعباء التي يواجهها صانع القرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته في المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية إن المنطقة العربية تعيش لحظة قد تكون الأخطر في تاريخها الحديث، فالقضية الفلسطينية، بما لها من مكانة في قلب كل عربي، تتعرض لخطة تصفية عبر تهجير الشعب بعد تخريب الأرض وابتلاعها، تخريب الأرض في غزة وابتلاعها في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال إن طرح الترحيل ليس جديداً من جانب قوة الاحتلال، وإن كان يحزننا أن تنضم إليه قوة عالمية كبرى، بعد أن كان محصوراً في اليمين المتطرف الإسرائيلي.
وأوضح أن الطرح كما تعلمون مرفوض عربياً ودولياً لأسباب ثلاثة: فهو غير قانوني وغير أخلاقي وغير واقعي.
وأضاف إن صوتنا العربي الجماعي له أهمية استثنائية في هذه المرحلة الحاسمة، ونتطلع جميعاً إلى القمة التي ستُعقد في القاهرة مطلع الشهر القادم للتعبير عن هذا الموقف الجماعي، واضحاً وحاسماً، وتطرح بدائل عملية وواقعية، وأيضاً إنسانية وتتفق والقانون الدولي، بدائل لإعمار غزة بوجود أهلها وبجهود أهلها وبدعم عربي ودولي.
وأعرب عن تطلعه لموقف برلماني عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ورفض مشروع التهجير، ودعم المبادرات البديلة، والعمل على الترويج لهذه الرؤية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وأثق في أن خطة التحرك البرلمانية العربية الموحدة، التي ينتظر صدورها عن هذا المؤتمر، ستشكل ركناً مهماً داعماً للموقف العربي من هذه القضية المركزية بالنسبة لدولنا وشعوبنا.
وأشار الى تصاعد الغضب لدى الرأي العام العربي خلال ستة عشر شهراً من الحرب الوحشية، حرب الإبادة والتطهير العرقي على قطاع غزة، إن ما فعله الاحتلال بهذا الإجرام غير مسبوق، وهذا التحدي السافر لأبسط معاني الإنسانية والقانون، فما فعله الاحتلال أدى - من حيث لا يدري - إلى تعميق الرفض والكراهية لدى أجيال جديدة عبر العالم العربي ربما لم تكن تعلم الكثير عن هذا الصراع الطويل، إن الاحتلال، عبر الإمعان في البطش والإجرام، يقوض إمكانيات التعايش في المستقبل ويضرب أساس السلام والاستقرار في المنطقة ولا شك أن البرلمانات، باعتبارها صوت الشعوب، تعكس هذه الاتجاهات من الرأي العام العربي، لكي يدرك العالم أننا لا نقبل بسلام يؤسس على منطق القوة والترهيب، وإنما وحده السلام العادل هو ما يؤسس لتعايش واستقرار مستدام.
وقال إن الجامعة العربية لازالت تتمسك برؤية الدولتين باعتبارها الطريق الوحيد لسلام شامل في المنطقة، فلا سلام ولا أمن لطرف دون آخر من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. وكل ما يُطرح من أفكار ورؤى، تقوم على ظلم الفلسطينيين أو الإجحاف بهم أو بالدول العربية، لن يؤدي سوى لإطالة أمد الصراع، ومضاعفة معاناة الشعوب، كل الشعوب في المنطقة.