انتقد كاتب إسرائيلي ، اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، عمليات النهب الانتقامية التي يرتكبها جنود إسرائيليون لممتلكات الفلسطينيين في قطاع غزة بعد تشريد أصحابها.

وكتب ياجيل ليفي، وهو عالم اجتماع متخصص بالقضايا العسكرية، في مقال بصحيفة هآرتس: "يقوم الجنود بنهب ممتلكات سكان قطاع غزة بعد الاستيلاء على منازلهم".



وقال: "في صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية، نقل الكاتب ناحوم برنياع شهادة أحد أطباء الاحتياط: قامت قوات أصغر وأقل انضباطًا بنهب الهواتف ودراجات نارية ودراجات هوائية، هل هذا عادل؟ لقد شعرت بالحرج".

وأضاف ليفي: "أظهر جندي في لواء جفعاتي بفخر لمراسل تلفزيون كان 11 العام، أوري ليفي، مرآة كبيرة مأخوذة من منزل في خانيونس".

وتابع: "على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر الجنود مقاطع فيديو مثل مقطع جندي يعرض بفخر قمصان كرة القدم المأخوذة من منزل في غزة، بينما يتباهى جنود الاحتياط بوجبات الطعام اللذيذة المحضرة من الطعام الذي أخذوه من مطابخ غزة".

وأشار ليفي إلى أن "هذا الكم الهائل من الشهادات الشفهية يعكس مشكلة واسعة النطاق، لكن يبدو أن الجيش يواجه صعوبة في منع ذلك".

وقال: "ذكرت هآرتس أن هذه القضية أثيرت في محادثات رئيس أركان الجيش (هرتسي هاليفي) مع مختلف الوحدات، ولكن لم يتم القيام بأي محاولة منهجية لمنع النهب".

وأضاف: "أصدر كبير ضباط التعليم بالجيش (الجنرال أوفير ليفيوس)، وهو ليس في التسلسل القيادي، رسالة إلى القوات حول هذه القضية، ورافق صياغته الغامضة تسطير متكرر، كلها مخصصة للنهب، لإظهار أن هذه المشكلة تزعج الجيش".

واستدرك ليفي: "مع ذلك، تمحورت حججُه ضد النهب حول الضرر الذي يلحقه بثقة الجمهور في الجيش وتماسك الوحدة، والمساهمة التي تقدمها في الدعاية المناهضة لإسرائيل".

وقال: "هناك حجة واحدة فقط نسي أن يذكرها: المنع الواضح للسرقة. من الواضح أنه من الصعب التحدث مع الجنود عن الأخلاق، لذلك هناك حاجة إلى الحجج النفعية".

وأكد ليفي أنه "لم يتطور النهب في الفراغ، وفي الواقع لطالما كان موجودا، الجديد هنا هو مستواه واعتزاز الجنود به وضعف الجيش أمامه".

وبحسب الكاتب فإن "الجنود لا ينهبون بالضرورة لتلبية احتياجاتهم الجسدية، كما أنهم ليسوا بالضرورة مدفوعين بالجشع. بل إن النهب أثناء القتال هو تعبير عن الرغبة في الانتقام".

وقال: "كما يقوم الجنود بالانتقام الرمزي، حيث إن الاستيلاء على ممتلكات أعدائهم بعد هزيمتهم يرمز إلى النصر الكامل"، وفق تقييمه.

ويرى أن "النهب هو رمز للانتقام العام، وليس من قبيل الصدفة أن يصاحب ذلك تدمير للممتلكات، بما في ذلك أكثر من حادثة أحرقت فيها المنازل دون داعٍ".

واستنتج أن "النهب يعكس إنكارًا لإنسانية سكان العدو، مما يجعل مقبولا تفتيش ممتلكاتهم الشخصية، حتى الأكثر حميمية منها، واختيار ما يجب أخذه".

وأشار إلى أن "حقيقة تعرّض الممتلكات الخاصة للضرر تؤكد فقط الافتراض الذي يكمن في أساس القتال وهو أنه 'لا يوجد مدنيون أبرياء' في غزة، وبالتالي لا بأس بإيذاء المدنيين حتى بعد فرارهم".

وقال إن "هذا يوضح أن النهب ليس انحرافًا عن القتال، بل استمرار لهذه الحرب الانتقامية بوسائل أخرى، إن وجوده يساعد في الحفاظ على الروح القتالية للقوات، وبالتالي فإن هيئة الأركان العامة مترددة في اقتلاعه".

وختم بالقول: "الآن، يعود الأمر للإسرائيليين العاديين ليقرروا نوع الجيش الذي يريدون أن يقاتل باسمهم".

والجمعة، قال كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنياع: "إن ما يبدأ بنهب الممتلكات المهجورة يؤدي إلى سرقة المعدات العسكرية للعدو ثم إلى سرقة المعدات العسكرية لقواتنا".

وبحسب برنياع، أقر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي بوقوع أعمال نهب، وتحدث عنها في كل زيارة ميدانية للجنود، وأضاف: "بعض القادة قالوا له إن ذلك قد يضر بالروح المعنوية".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان العدد الحقيقي.. الآلاف يخضعون لعلاج نفسي

إسرائيل – ركزت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير لها على ما وصفته بـ”النُدَب” المروعة من ساحة المعركة التي لا تنتهي أبدا لافتة إلى أن “آلاف المقاتلين باتوا يخضعون للعلاج النفسي” بسبب الحرب.

وكشفت “يديعوت أحرنوت” أن ما لا يقل عن ستة جنود من الجيش الإسرائيلي، الذين قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان، أنهوا حياتهم (انتحروا) في الأشهر الأخيرة.

ووفقا للصحيفة، هذا رقم جزئي فقط، لأن الجيش الإسرائيلي يرفض نشر العدد الكامل للجنود الذين انتحروا أو حاولوا الانتحار، ويعد الجيش بأن تنشر البيانات نهاية العام، أي الشهر المقبل.

ولكن حتى لو لم تكن هذه الحالات غير عادية، ولا توجد، وفقا لمصادر في السلك الطبي، علائم على المزيد منهم، فإنها تعكس مدى الإرهاق العقلي لدى العديد من الجنود المنخرطين في الحرب.

ويقول خبراء في الجيش الإسرائيلي إن التأثير الحقيقي سيتجلى بعد عودة الجيش جزئيا إلى الحياة الطبيعية وانتهاء القتال إلى حد بعيد، حسب ما أوردت “يديعوت أحرونوت”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري كبير قوله: “في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن هدأ القتال في غزة، وخاصة في الأسبوعين الأخيرين، عندما غادر العديد من القوات لبنان، نشهد بداية زيادة في عدد الجنود الذين يتقدمون بطلبات الحصول على مساعدة من طبيب نفسي، بما في ذلك في مجال الصحة العقلية، في العيادات الصحية التي افتتحناها”.

وأضاف: “هؤلاء  الجنود هم بالآلاف، ومعظمهم من المقاتلين الذين ظهروا مؤخرا، ونحن نستعد لعلاج أعداد أكبر في المستقبل. وقد تم فعلًا تشخيص أعراض ما بعد الصدمة لدى بعضهم”.

المصدر: “يديعوت أحرونوت”

مقالات مشابهة

  • لبنان.. مقتل وإصابة جنود من الجيش اللبناني بقصف إسرائيلي استهدف حاجزاعسكريا في الناقورة
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • كواليس كمين عيترون.. عندما حاصر مقاتلان من حزب الله 20 جنديا إسرائيليا
  • أزمة في الجيش الإسرائيلي.. الجنود يتخلصون من حياتهم بسبب حرب غزة ولبنان
  • يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والآلاف يخضعون لعلاج نفسي
  • الجيش الإسرائيلي يتهم حزب الله باستهداف موقع لليونيفيل
  • يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان العدد الحقيقي.. الآلاف يخضعون لعلاج نفسي
  • انتحار 6 جنود إسرائيليين بعد عودتهم من غزة ولبنان.. لسبب صادم
  • عاجل - إعلام عبري: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة فى غزة ولبنان
  • انتحار 6 جنود صهاينة من 20 ألف يعانون اضطرابات نفسية