فاقم من مأساوية مشهد تدافع النازحين في غزة، للحصول على ما تحمله شاحنات مساعدات، تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستهداف المباشر لهم بإطلاق النار والقنابل الدخانية، وهو الأمر الذي أثار غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وتعرض نازحون فلسطينيون لإطلاق نار من جيش الاحتلال -خلال احتشاد الآلاف منهم عند شارع الرشيد غربي مدينة غزة- للحصول على بعض الطحين الذي تحمله شاحنات مساعدات محدودة وصلت من جنوب القطاع إلى شماله أمس الاثنين.

ودخلت 8 شاحنات مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة، هي الأولى منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية للقطاع في سياق الضغط على أهالي القطاع واتساع دائرة العدوان عليهم.

وتوثق مشاهد -حصلت عليها الجزيرة- تعرض النازحين لإطلاق نار، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قنابل دخانية باتجاه المواطنين، واستشهد شخص على الأقل وأصيب آخرون نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي للمواطنين الذين توافدوا للمنطقة.

ويحاول سكان غزة الوصول لهذه الشاحنات، ولكنهم يتعرضون لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، ثم يتراجعون للوراء ويختبئون، وبعدها يحاولون مجددا فيستهدفون عند محاولة الاقتراب.

استهداف متعمد

وتظهر الصور أن جيش الاحتلال لا يطلق النار للتفريق أو لإخافتهم بل يستهدف بشكل مباشر المدنيين المتجمعين حول الشاحنة، فيستشهد كل مرة من يحاول الاقتراب من الشاحنات للحصول على الطحين، وهو ما رأت فيه نور شاهين "كمينا للإيقاع بالمواطنين".

ورصد برنامج شبكات (2024/2/20) جانبا من تعليقات مغردين حول ما يتعرض له النازحون خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، ومن ذلك ما كتبته راما "المجاعة تفتك بإخواننا في غزة ولا زال البعض يأكل من مطاعم تدعم الإبادة.. المجاعة تقتل أهل غزة وناسنا لسة ما بيقدروا يقاطعوا".

كما غردت ياسمين "أنا العبدة الضعيفة ولا حول لي ولا قوة كلما أحط اللقمة في فمي هذه الأيام أقسم بالله لا أحس بلذتها وتجيئني هذه الصور في مخيلتي وأحس بتأنيب الضمير كلما تفكرت جوع أهلنا شمال غزة".

أما عبد الله، فيرى أن ما يحدث "تجويع ممنهج وحصار شامل وحرمان من الأكل والشرب، وفوق كل هذا استهداف مباشر لمن يبحث عن لقمة لسد الرمق" بينما تساءلت سمارة "من الذي تقاتله إسرائيل؟ مجموعة من المدنيين يبحثون عن طحين! ما الإنجاز العسكري الذي ستحققه هنا؟".

يذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قال إن إسرائيل رفضت وصول 51% من البعثات لإيصال المعونات وإجراء تقييمات في مناطق شمال غزة.

ووثقت تقارير للجزيرة، في وقت سابق، جوانب من كفاح الأهالي اليومي من أجل تدبّر وجبة طعام، بينما يقول بعضهم إن أعلاف الحيوانات التي كانت تطحن ويصنع منها بعض الطعام هي أيضا قد نفدت.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعتزم بناء معبر رفح بموقع جديد

سرايا - أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية -اليوم الأحد- بأن جيش الاحتلال يعتزم إعادة بناء معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر في موقع جديد قرب معبر كرم أبو سالم، حيث تلتقي الحدود الإسرائيلية المصرية.

وذكرت القناة أنه سيكون هناك دور مشترك لإسرائيل ومصر والفلسطينيين والأميركيين في إدارة المعبر الجديد.

كما أشارت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم أيضا توسيع المنطقة العازلة على طول 14 كيلومترا من محور فيلادلفيا لتدمير الأنفاق والحفاظ على ما وصفتها بـ"إنجازاته" في رفح جنوبي القطاع.

وأوضحت أن الهدف من إنشاء هذه المنطقة هو "الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي ضد الأنفاق الواصلة إلى مصر وإحباط عمليات التهريب".

سحب تكتيكي كما ذكرت أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن عملية رفح العسكرية وصلت الآن وضعا يسمح بسحب قوات الاحتلال تكتيكيا من دون المساس بما وصفته بـ"الإنجاز" الذي حققته في المنطقة.

يشار إلى أن إذاعة الجيش الإسرائيلي كان قد أعلنت منتصف يونيو/حزيران الجاري أن معبر رفح الحدودي لم يعد صالحا للاستخدام بعد تدمير الجانب الفلسطيني منه بالكامل.

وأظهر مقطع فيديو نشرته الإذاعة الدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في المعبر، حيث تظهر القاعة الرئيسية وقد سُويت بالأرض، إلى جانب تدمير المباني المحيطة.

وفي السابع من مايو/أيار الماضي، سيطر الجيش الإسرائيلي على المعبر، بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في مدينة رفح التي كانت تكتظ بالنازحين، متجاهلة تحذيرات دولية بشأن التداعيات.

أما محور فيلادلفيا، فقد أكمل جيش الاحتلال سيطرته عليه في السابع من يونيو/حزيران الجاري، بعد أيام من سيطرته ناريا على الشريط الحدودي بين القطاع ومصر.

ومحور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بعرض مئات الأمتار وطول 14.5 كيلومترا من معبر كرم أبو سالم حتى البحر المتوسط.

وهذا المحور جزء من المنطقة الحدودية التي تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وتخضع للسيطرة الإسرائيلية بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979. لكن وضعه تعدّل بموجب اتفاق فيلادلفيا الذي وقعته إسرائيل مع مصر في سبتمبر/أيلول 2005، بعد انسحابها من غزة.

وبموجب الاتفاق الذي تعتبره تل أبيب ملحقا أمنيا لاتفاقية كامب ديفيد ومحكوما بمبادئها العامة وأحكامها، انسحبت إسرائيل من المحور وسلمته مع معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية.

وعام 2007، سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية، وخضع محور فيلادلفيا لهيمنتها، في حين فرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع.


مقالات مشابهة

  • ‏القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمنا باهظا ردا على أي اعتداء
  • «القسام» تقصف تجمعات الاحتلال في «الشجاعية» و«نتساريم»
  • إسرائيل تعتزم بناء معبر رفح بموقع جديد
  • خبير عسكري: المقاومة الفلسطينية تستعيد قدراتها وتنفذ عمليات احترافية ضد الاحتلال
  • المقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني في غزة
  • 267 يوما من العدوان على غزة.. استهداف للمدنيين وسقوط امام كمائن المقاومة
  • بعثة إيران بالأمم المتحدة تحذر من حرب طاحنة حال هجوم إسرائيل على لبنان
  • محللون: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ 1948
  • إسرائيل والمأزق متعدد الجبهات