عوصم " وكالات ": أقرّت كييف بأنّ الجيش الأوكراني بات حاليا في وضع "صعب جدا" في مواجهة القوّات الروسيّة التي تشنّ هجمات في شرق أوكرانيا وجنوبها بعد سيطرتها على مدينة أفدييفكا نهاية الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليوميّة إنّ "الوضع صعب جدا في نقاط عدّة على خطّ الجبهة حيث ركّزت القوّات الروسيّة أكبر عدد ممكن من الاحتياطات.

إنّهم يستغلّون تأخّر المساعدات" الغربيّة إلى أوكرانيا.

وأضاف أنّ بلاده تفتقر إلى المدفعيّة وتحتاج إلى دفاع جوّي بقدر ما تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى، معتبرا من جهة ثانية أنّ الحصار الذي يفرضه على الحدود مع بولندا سائقو الشاحنات والمزارعون البولنديّون يُظهر "تآكل التضامن" مع بلاده.

ميدانيا، أوضح الجيش الأوكراني أنّ الجنود الروس انتقلوا إلى الهجوم في الشرق والجنوب بعد سيطرتهم على أفدييفكا التي شكّلت أوّل مكسب كبير لهم منذ استيلائهم على باخموت في أ مايو 2023.

وفي الجزء الجنوبي من الجبهة، "نفّذ الجيش الروسي 10 محاولات فاشلة ضدّ مواقع قوّات الدفاع (الأوكرانيّة) في قرية روبوتيني"، حسبما قال المتحدّث باسم الجيش الأوكراني في هذه المنطقة دميترو ليخوفي، مضيفا "الوضع هنا متغيّر، العدوّ يُطلق نيرانا كثيفة".

ووفقا له، صدّ الأوكرانيّون هجمات شُنّت "بعدد كبير من المركبات المدرّعة"، لكنّ الروس يُهاجمون الآن "بمجموعات صغيرة" مدعومة بمركبات مدرّعة وقوّة جوّية "تعمل بشكل نشِط".

من جهته، أكّد الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد القوّات الأوكرانيّة في المنطقة، أنّه "تمّ إيقاف محاولات الهجوم هذه، وتمّ القضاء على العدوّ على مشارف روبوتيني".

وذكرت قناة تلفزيونية مقرّبة من الجيش الأوكراني، عبر تلغرام، أنّ الروس تمكّنوا من اختراق الدفاعات الأوكرانيّة على بُعد بضعة كيلومترات في شرق روبوتيني.

وهذه القرية، على غرار مناطق أخرى دمّرتها نيران المدفعيّة بالكامل، كانت قد استُعيدت من الروس في أغسطس، في ما وُصِف بأنّه نجاح مهمّ لأوكرانيا في الهجوم المضادّ الذي بدأته في الصيف.

وبدأت الهجمات الروسيّة على هذا الجزء من الجبهة الجنوبيّة في نهاية الأسبوع الماضي عندما سيطر الجيش الروسي على مدينة أفدييفكا، على بُعد حوالى 150 كيلومترا شمال شرق روبوتيني، بعد أربعة أشهر من الهجمات المتكرّرة.

وفي منطقة دونيتسك، "عزّز" الجيش الروسي مواقعه، خصوصا عبر "تحريره بالكامل مصنع أفدييفكا لفحم الكوك"، وهو القطاع الأخير الذي كان يُسيطر عليه الأوكرانيّون قبل انسحابهم، حسبما أعلنت موسكو الاثنين.

في منطقة أفدييفكا، أكّد المتحدّث باسم الجيش الأوكراني دميترو ليخوفي أنّ "الروس يُعيدون تجميع صفوفهم، وقد حقّقوا أهدافهم التكتيكيّة" و"يُحتمل أن ينقلوا وحدات (من أفدييفكا) إلى قطاعات أخرى".

وتحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "انتصار مهمّ" بعد السيطرة على أفدييفكا، قبل أيّام قليلة من الذكرى الثانية لبدء الحرب الروسية في 24 فبراير2022.

في سيليدوفي، على بُعد 30 كيلومترا شرق أفدييفكا، تثير هذه الهزيمة الأوكرانيّة أسئلة تُقلق السكّان: هل ينبغي لهم الفرار الآن أو يواصلون تعليق الآمال على القوّات الأوكرانيّة التي تواجه صعوبات؟ وقالت أولينا (42 عاما) "أسمع الكثير من الناس في المدينة يتساءلون هل سيغادرون أم لا. الناس خائفون. ابنتي تطلب منّي كلّ يوم المغادرة لكنّي أخبرها بأنّ الوقت لم يحن بعد".

وزار زيلينسكي من جهته لواءً يُدافع عن منطقة كوبيانسك على الجبهة الشماليّة الشرقيّة، حيث يشنّ الروس أيضا هجوما منذ أشهر.

توازيا، قالت اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر امس الاثنين إنّها تحاول "تسليط الضوء على مصير 23 ألف شخص فُقِدوا" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال لزيلينسكي الأحد إنه "واثق" من أن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيوافق على حزمة مساعدات تشتد الحاجة إليها في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال خلال مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء في موسكو "أعتقد أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا أيضا، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكل دول مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي وجميع المنظمات المالية الدولية".

دبلوماسيا، قالت أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّه "ينوي زيارة أوكرانيا بحلول منتصف مارس"، بينما سرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا شائعة تتعلّق بعمليّة اغتيال مُخطّط لها خلال هذه الزيارة.

وقالت أوساط ماكرون لوكالة فرانس برس "لم تكن هناك أيّ مشاكل أمنيّة في توقيت الزيارة. هذا السؤال لم يُطرح أبدا".

وبُثّ عبر شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا مقطع فيديو منسوب إلى "فرانس 24"، لكنّ القناة قالت إنّه "مُزيّف". وبحسب هذا المقطع فإنّ ماكرون ألغى زيارته هذه، بعد اكتشاف "الاستخبارات الفرنسيّة" مخططا "لاغتياله".

السويد تقدم دعما عسكريا قياسيا لأوكرانيا

ولتخفيف الضغوطات التي تتعرض لها القوات الاوكرانية نتيجة نقص التمويل والعتاد، أعلنت السويد اليوم الثلاثاء عن دعم عسكري قياسي جديد لأوكرانيا على شكل معدات بقيمة 7,1 مليارات كرونة أي ما يعادل حوالى 633 مليون يورو، فيما تعاني كييف في الحرب ضد موسكو.

وقال وزير الدفاع بال يونسون في مؤتمر صحافي إن "سبب مواصلتنا دعم أوكرانيا هو مسألة إنسانية (...) بدأت روسيا حربا غير مشروعة وغير مبررة" على أوكرانيا.

وتشمل هذه المساعدات العسكرية ذخائر مدفعية وسفنا حربية وأسلحة تستخدم تحت المياه (ألغام وطوربيدات) وصواريخ مضادة للدبابات وقنابل يدوية ومنظومات مضادة للطائرات كانت كييف تطالب بالحصول عليها.

وتأتي حزمة المساعدات هذه، وهي الخامسة عشرة التي تقدّمها ستوكهولم لكييف منذ بداية الحرب، قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثانية لبدء الصراع الروسي الاوكراني.

وقال وزير الدفاع السويدي الذي تعهّد دعم كييف طالما لزم الامر "الوضع في أوكرانيا صعب".

وتشن القوات الروسية هجوما بأعداد كبيرة، فيما يفتقر الجيش الأوكراني إلى العديد والعتاد وبينما المساعدات الأميركية مجمدة.

وقال ميكايل أوسكارسن من الحزب المسيحي الديموقراطي خلال المؤتمر الصحافي إن المساعدات التي أعلنتها الحكومة السويدية ضرورية أيضا لضمان أمن الدولة الاسكندنافية على المدى الطويل.

وتابع "ستكون هناك تبعات مباشرة على أمننا إذا انتصر بوتين" في الحرب.

وتأتي المساعدات بعد أيام من توقيع أوكرانيا اتفاقات أمنية مع كل من برلين وباريس ولندن لمواجهة نقاط الضعف الحالية في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

الإكوادور تتراجع عن تسليم معدات عسكرية

بالمقابل، أعلنت الإكوادور أنها لن تسلم أسلحة من الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا عبر الولايات المتحدة، بعد تعهد سابق لها في هذا الإطار أثار غضب موسكو وأدى إلى حظر واردات الموز الإكوادوري إلى روسيا.

وأكدت وزيرة الخارجية غابرييلا سومرفيلد أمام لجنة برلمانية أن "الإكوادور لن ترسل أي مواد حربية إلى دولة متورطة في نزاع دولي مسلح".

في يناير أعلن الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا أنه اتفق مع واشنطن على تبادل معدات عسكرية روسية قديمة بأسلحة جديدة أميركية الصنع لمحاربة العصابات المرتبطة بتهريب المخدرات.

وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت أن الأسلحة التي ستستبدلها الإكوادور ستُرسل بعد ذلك إلى أوكرانيا لمساعدتها في ساحة المعركة ضد روسيا. وأثار هذا الاتفاق غضب موسكو.

عقب ذلك، أعلنت روسيا، وهي أحد المستهلكين الرئيسيين للموز الإكوادوري، حظرا على واردات الموز من خمسة مصدّرين إكوادوريين، مشيرة إلى وجود آفة حَشَريّة، ولاحقا تراجعت روسيا عن قرارها.

توقيف مواطنة روسية بتهمة "الخيانة"

وفي سياق آخر، أعلنت أجهزة الأمن الروسية اليوم الثلاثاء توقيف امرأة أميركية روسية بشبهة الخيانة بعدما اتهمتها بجمع أموال لصالح الجيش الأوكراني.

وقال جهاز الأمن الفدرالي في مدينة إيكاتيرينبورغ (وسط) في بيان إنه "وضع حدا للنشاطات غير القانونية" لمواطنة تبلغ 33 عاما مقيمة في لوس أنجليس، تحمل الجنسيتين الروسية والأميركية، مؤكدا توقيفها.

وأضاف أن المرأة التي لم يكشف اسمها كانت "بشكل استباقي تجمع أموالا... استخدمت لاحقا لشراء معدات طبية تكتيكية وأجهزة ووسائل تدمير وذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية".

ونشرت وكالة ريا نوفوستي تسجيلا مصورا من جهاز الأمن يظهر فيه عناصر يقتادون امرأة مكبلة ترتدي معطفا أبيض وتضع قبعة بيضاء تغطي عينيها.

وقال جهاز الأمن إن المرأة تصرفت "ضد أمن بلدنا" ودعمت الجيش الأوكراني أثناء وجودها في الولايات المتحدة.

وتصل عقوبة الخيانة في روسيا إلى السجن مدى الحياة بموجب القانون الذي شدِّد منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ويقبع العديد من المواطنين الأميركيين حاليا في سجون في روسيا من بينهم الصحافي في وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش الموقوف منذ العام الماضي بتهم إرهاب وتجسس ينفيها.

كما أن مواطنا أميركيا-روسيا آخر هو الصحافي ألسو كورماشيفا، قيد التوقيف الاحتياطي في روسيا.

ويواجه اتهامات بعدم التسجّل "كعميل أجنبي" وبمخالفة قوانين الرقابة العسكرية الصارمة في روسيا.

ويقبع بول ويلان، وهو عنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية، في السجن في روسيا منذ العام 2018 حيث يمضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاما بتهم تجسس.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يريد التفاوض على صفقة لتبادل سجناء روس في الخارج مع أميركيين موقوفين في روسيا.

من جهة ثانية، تعهد المعارض الروسي إيليا إياشين المحكوم عليه بالسجن ثماني سنوات ونصف لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته ضد فلاديمير بوتين معربا عن قناعته بان الرئيس الروسي "أمر" بقتل أليكسي نافالني.

وكتب إيليا إياشين في رسالة نشرها اقرباؤه على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء "طالما أن قلبي ينبض، سأحارب الطغيان. وطالما أنا على قيد الحياة، لن أخاف الشر. وطالما أتنفس، سأكون مع شعبي. أقسم بذلك".

وقال إنه "مقتنع" بأن فلاديمير بوتين "أمر" بقتل صديقه القديم أليكسي نافالني.

وأضاف "لم يقتله فحسب، بل قتله بطريقة واضحة، خاصة قبل الانتخابات (الرئاسية في روسيا في منتصف مارس) حتى لا يشك أحد في ضلوع بوتين".

وتابع المعارض "في ذهنية بوتين، هذه هي الطريقة التي تثبت فيها السلطة وجودها، بالقتل والقسوة والانتقام الواضح. هذا التفكير ليس تفكير رجل دولة. إنه تفكير زعيم عصابة".

في ابريل 2023، حُكم على إيليا اياشين (40 عاما) في الاستئناف بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف لإدانته "بقتل مدنيين" في بلدة بوتشا الأوكرانية قرب كييف حيث واجه الجيش الروسي اتهامات بارتكاب انتهاكات وهو ما تنفيه موسكو كما هو الحال دائما حين تتهم قواتها بارتكاب جرائم حرب.

وفي نوفمبر، تم نقله إلى مجمع سجون في سافونوفو قرب مدينة سمولينسك بغرب روسيا.

هو ناشط في المعارضة الروسية منذ بدء سنوات الالفين مثل أليكسي نافالني، وكان صديقا قديما لابرز معارض روسي.

وقال إيليا إياشين "سيدخل نافالني التاريخ كرجل يتمتع بشجاعة استثنائية وكان يمضي قدما من أجل قناعاته. مضى الى الامام غير آبه بالخوف والموت، كان يتقدم بابتسامة ورافعا رأسه بفخر. ومات بطلا".

وتابع "سيبقى بوتين رجلا صغيرا حصل على سلطة هائلة بالصدفة".

وكان اياشين ايضا صديقا مقربا ومتعاونا مع خصم كبير آخر لفلاديمير بوتين، هو بوريس نيمتسوف الذي اغتيل في موسكو عام 2015.

وكتب في رسالته "الألم والخوف لا يحتملان. لكن رغم كل شيء لن أبقى صامتا".

وفي اسبانيا، تم العثور على طيار مروحية روسي انشق إلى أوكرانيا قبل حوالي ستة أشهر ميتا في إسبانيا، حسبما قال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، للإذاعة العامة في البلاد امس الاثنين.

ولم يذكر يوسوف مزيدا من التفاصيل عن ظروف وفاة الطيار.

ووفقا لتقارير إعلامية، كان الطيار في إسبانيا عندما توفي. وبعد أن انضمت إليه صديقته السابقة، تم العثور عليه لاحقا مقتولا بالرصاص، حسبما ذكرت صحيفة "أوكراينسكا برافدا".

ولم تصدر تأكيدات من السلطات الإسبانية بشان مقتل الطيار.

وكان الطيار قد غادر من روسيا إلى أوكرانيا في أغسطس الماضي على متن طائرة مروحية عسكرية من طراز (إم آي - 8) مجهزة تجهيزا كاملا. وبعد الهبوط في مطار عسكري أوكراني، قتل اثنان آخران من أفراد الطاقم بالرصاص أثناء فرارهما، وفقا لمصادر أوكرانية.

وكان الطيار الروسي قد تلقى ما يعادل حوالي 496 ألف دولار من كييف مقابل انشقاقه وإحضار المروحية إلى الجيش الأوكراني. وذكر التلفزيون الرسمي في موسكو في الخريف أن الاستخبارات الروسية تلقت أمرا بقتل الرجل الذي اعتبرته موسكو خائنا.

كانت أوكرانيا،، قد رصدت مكافآت مقابل المعدات العسكرية الروسية الوظيفية التي تم تسليمها إلى كييف في أبريل.2022 وقد عرض على المنشقين الروس الذين يسلمون طائرة مقاتلة مكافأة يصل حدها الأقصى إلى ما يعادل أكثر من 990 ألف دولار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجیش الأوکرانی فلادیمیر بوتین الیوم الثلاثاء الجیش الروسی إلى أوکرانیا الأوکرانی ة ات الروسی فی روسیا ة التی

إقرأ أيضاً:

بوتين يستحضر التاريخ ويذكّر ماكرون بحملة نابليون على روسيا

ردّ الرئيس الروسي بوتين على خطاب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مذكراً بحملة نابليون بونبارت على روسيا، في إشارة تحذيرية أكد فيها أن موسكو لن تقبل بأي تسوية لا تضمن أمنها على المدى الطويل. ووسط تصعيد فرنسي متزايد، تتجه المواجهة نحو إعادة رسم موازين القوة في أوروبا.

اعلان

في سياق التصعيد المستمر بين روسيا والغرب، جاء تعليق بوتين على خطاب ماكرون ليحمل دلالات تاريخية وسياسية عميقة. فحين وصف الرئيس الفرنسي موسكو بأنها "خطر على أمن أوروبا"، لجأ سيد الكرملين إلى استحضار التاريخ، مذكّرًا باريس بمصير الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على روسيا.

عبارة بوتين، التي قال فيها: "بعض الناس نسوا كيف انتهت حملة نابليون في روسيا"، لم تكن مجرد تعليق عرضي، بل هي تذكير استراتيجي بالمواجهات السابقة بين الغرب وروسيا.

Relatedبوتين يتعهد في "يوم المدافعين عن الوطن" بتعزيز القدرات العسكرية الروسية بوتين: زيلينسكي أصبح شخصية سامة ويصدر أوامر غير مبررة للجيشرئيس الوزراء البريطاني: بوتين لا يستجيب إلا للقوة وعلينا مواجهته بحزم

هذا الربط بين الماضي والحاضر ليس جديدًا على الخطاب السياسي الروسي، فقد استخدم بوتين في أكثر من مناسبة الإشارات التاريخية لتأكيد قدرة بلاده على الصمود في مواجهة التحديات. لكنه هذه المرة يوجه خطابه إلى فرنسا تحديدًا، مذكّرًا باريس بأنها سبق وأن جربت غزو روسيا، وانتهت الحملة بهزيمة عسكرية، وبانهيار مشروع نابليون التوسعي.

بوتين يريد فرض الشروط الروسية

إلى جانب استحضار التاريخ، أكد بوتين أن موسكو لن تقبل بأي سلام لا يضمن أمنها على المدى الطويل، مشددًا على أن روسيا هي من يحدد شكل هذا السلام، وليس الغرب. وقد جاءت هذه الرسالة في سياق حديثه مع عائلات الجنود الروس الذين فقدوا أقاربهم في الحرب، حيث أوضح أن:

1- التراجع ليس خيارًا بالنسبة لروسيا، في إشارة واضحة إلى رفض موسكو أي تنازل قد يُفسر على أنه هزيمة أمام الضغوط الغربية.

2- السلام الذي تريده روسيا هو الذي يضمن أمنها وتنميتها المستدامة، مما يعني أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتوافق مع المصالح الاستراتيجية الروسية، وليس مجرد وقف لإطلاق النار بشروط غربية.

تعزيز الجبهة الداخلية

حديث بوتين لم يكن موجهًا فقط إلى فرنساوالغرب، بل كان له بُعد داخلي مهمّ. ففي لقائه مع نساء فقدن أقاربهن في الحرب، حرص على تقديم رؤية واضحة حول أهداف الغزو الروسي لأوكرانيا ومبررات استمراره، موضحًا أن هذه التضحيات ليست عبثية، بل تندرج ضمن معركة موسكو من أجل أمنها القومي ومستقبلها.

Relatedوزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكوماكرون يحذر: السلام لا يكون بالاستسلام وروسيا تهدد أمن أوروبا زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسيا

هذا الخطاب يأتي في وقت دقيق، حيث تحتاج القيادة الروسية إلى تعزيز الجبهة الداخلية، خاصة في ظل استمرار الصراع وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية من الغرب. وعبر حديثه هذا، حاول بوتين طمأنة الرأي العام الروسي بأن الحرب لها غاية استراتيجية كبرى، وأن موسكو ليست في موقف ضعف، بل هي من يقرر متى وأين ينتهي النزاع.

ماكرون وبوتين: تصعيد الخطاب أم إعادة ترتيب الأوراق؟

يأتي تصريح بوتين بعد تصعيد فرنسي ملحوظ في نبرة الخطاب تجاه روسيا، حيث أطلق ماكرون سلسلة من التصريحات التي تؤكد أن موسكو باتت تشكل تهديدًا مباشراً لأمن أوروبا. لكن الرد الروسي تضمن رسالة تحذير مبطنة، بأن فرنسا – ومعها الغرب – إذا استمرت في سياساتها التصعيدية، فإن لروسيا القدرة على قلب المعادلة وفرض واقع جديد على الأرض.

المفارقة هنا، أن فرنسا ليست الدولة الأوروبية الأكثر انخراطًا في الصراع الأوكراني مقارنة ببريطانيا وألمانيا، لكنها تبنّت في الأشهر الأخيرة موقفًا أكثر تشددًا، خصوصاً بعدما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تكثيف مساعيه لفرض حلٍ سياسي يناسب المصالح الأمريكية، ويتناغم مع رؤية روسيا للنزاع.

لكن هذا التصعيد يفتح الباب على أسئلة كثيرة، فهل تتحول هذه التصريحات إلى خطوات عملية تزيد من تأزم الوضع؟ أم أن خطاب ماكرونوبوتين يعكس فقط تبادل رسائل بين الطرفين دون نية حقيقية للتصعيد المباشر؟

وفي جميع الأحوال، فإن رد سيد الكرملين يمثل تحذيراً استراتيجياً، خصوصاً بعد مواقف الرئيس الفرنسي الأخيرة حول استعداد بلاده لتوسيع مظلتها النووية من أجل حماية أمن أوروبا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إدارة ترامب تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية.. هل يعود مسلسل خطف السفن؟ أمريكا تتجه لإلغاء إقامة 240 ألف أوكراني.. هل اقترب الترحيل الجماعي؟ التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضررا فلاديمير بوتيندونالد ترامبإيمانويل ماكرونالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext كوستا: المجر تعزل نفسها داخل الاتحاد الأوروبي بعد اعتراضها على بيان دعم أوكرانيا يعرض الآنNext أوروبا تعتمد نظام الدخول/الخروج الرقمي لتسجيل بيانات المسافرين.. خطوة نحو الأمان أم تهديد للخصوصية؟ يعرض الآنNext أي دول أوروبية تمنح الإجازات بسخاء وتوازن بين العمل والحياة الخاصة؟ يعرض الآنNextعاجل. تعطل خدمة القطارات في باريس بعد العثور على قنبلة غير منفجرة من الحرب العالمية الثانية يعرض الآنNext لمواجهة الأزمات.. هولندا تحث مواطنيها على تجهيز حقيبة طوارئ تكفي ل 72 ساعة اعلانالاكثر قراءة كتبٌ تُحرق.. مع شحّ غاز الطهي في غزة أصبحت المؤلفات هي الوقود اجتماع مجلس التعاون الخليجي في السعودية بحضور مصر وسوريا والأردن والمغرب تقرير: صفقة وشيكة بين سوريا روسيا تضمن احتفاظ موسكو بقاعدتي حميميم وطرطوس فما المقابل؟ "خذلت جيشك يا ريّس".. لقاء عون والشرع يفجّر غضب اللبنانيين ويُعيد إلى الأذهان معركة جرود عرسال التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضررا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالاتحاد الأوروبيأوروباالرسوم الجمركيةالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيمحكمةالمملكة المتحدةألمانياإسرائيلروسياباريسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني في أوكرانيا
  • رئيس صندوق الاستثمارات الروسي يؤكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن في القطب الشمالي
  • أوكرانيا تسجل 101 اشتباك قتالي على طول الخطوط الأمامية مع الجيش الروسي آخر 24 ساعة
  • بوتين يرفض إمكانية التخلي عن أراضي محتلة في أوكرانيا
  • مسئولة أوروبية: بوتين لا يبدي أي اهتمام بالسلام في أوكرانيا
  • القوات الروسية تسترد 3 قرى من أوكرانيا في منطقة كورسك
  • ترامب: أثق في بوتين والتعامل مع أوكرانيا أصعب من التعامل مع روسيا
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • بوتين يستحضر التاريخ ويذكّر ماكرون بحملة نابليون على روسيا
  • الجيش الروسي يستهدف منشآت للطاقة والغاز في أوكرانيا