تقرير :لاجئون سودانيون يواجهون انتظارا مرهِقا في مخيمات مكتظة في جنوب السودان
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
جنوب السودان"أ.ف.ب": تصل شاحنة إلى مدينة الرنك في جنوب السودان محمّلة بعشرات المسنين والنساء والأطفال الذين تكشف وجوههم المنهكة المحنة التي مروا بها خلال رحلتهم للفرار من القتال في السودان.
هؤلاء هم من بين أكثر من نصف مليون شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان الذي يكافح لاستيعاب الوافدين الجدد مع ازدحام مخيمات اللاجئين فيه.
تقع الرنك على مسافة 10 كيلومترات فقط من السودان حيث اندلعت الحرب في أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومذاك، يشهد مركزا عبور تابعان للأمم المتحدة في الرنك، تدفقا متواصلا للسودانيين الهاربين من الحرب.
وقالت فاطمة محمد، وهي مدرّسة تبلغ 33 عاما هربت مع زوجها وأطفالها الخمسة من مدينة الأُبيِّض في وسط السودان، إن الرحلة محفوفة بالخطر.
وأوضحت لوكالة فرانس برس "كان الرصاص يدخل منزلنا. كنا عالقين بين تبادل إطلاق النار في شارعنا. لذلك فهمنا أنه علينا المغادرة من أجل مصلحة أطفالنا"، واصفة الوضع في السودان بأنه "لا يحتمل".
استغرقهم الأمر خمسة أيام للتمكن من الهرب إذ "صعّب الجنود السودانيون ومقاتلو قوات الدعم السريع علينا مغادرة البلاد" كما قالت مضيفة "أخذوا هواتفنا عند نقطة تفتيش، وجزءا كبيرا من أموالنا عند نقطة أخرى".
منذ بداية الحرب، فر من السودان قرابة ثمانية ملايين شخص، نصفهم أطفال، لجأ نحو 550 ألفا منهم إلى جنوب السودان، وفقا للأمم المتحدة التي تقدر أن 1500 شخص تقريبا يصل كل يوم إلى البلاد.
يمضي كثر منهم أشهرا في الانتظار في المخيمات آملين في أن يتمكنوا في وقت قريب من العودة إلى ديارهم.
فرت إيمان دافيد من القتال في الخرطوم مع طفلتها فيما بقي زوجها في العاصمة السودانية.
وقالت إيمان البالغة 20 عاما لوكالة فرانس برس "كان يفترض أن تكون إقامة قصيرة، لكن بعد سبعة أشهر، ما زلت عالقة هنا في الرنك".
وأضافت "آمل بأن أعود إلى الخرطوم وأن أجتمع بزوجي مجددا، لكنني لا أعرف مصيره".
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3.8ملايين طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.
وفي حين يتوق كثر في الرنك للعودة إلى ديارهم، يأمل آخرون في السفر إلى مدينة ملكال في ولاية أعالي النيل التي تستضيف أيضا عددا كبيرا من اللاجئين.
في ميناء الرنك، يصطف مئات الأشخاص تحت أشعة شمس حارقة في طوابير طويلة للصعود على متن قوارب تقوم بالرحلة مرتين على الأقل في الأسبوع إلى تلك المدينة.
وخلال انتظارها، قالت لينا جونا (27 عاما) وهي أم لأربعة، لوكالة فرانس برس إن وجهتها النهائية هي جوبا، عاصمة جنوب السودان.
وأوضحت "ليس لدي شيء في جوبا، لا عائلة ولا أصدقاء، ليس لدي عمل هناك لأنني أمضيت كل حياتي في السودان لكنني أتوقع أن تكون جوبا أفضل بكثير من الخرطوم" مستذكرة الأيام التي أمضتها تبحث عن طعام فيما كان القتال مستعرا في المدينة.
وبعد ساعات، تمكنت من الصعود على قارب، وكان أحدها محملا بنحو 300 شخص.
وقال دينغ سامسن من المنظمة الدولية للهجرة "اليوم هو يوم جيد بالنسبة إلينا".
وأضاف لوكالة فرانس برس "في بعض الأسابيع، نكون تحت ضغط شديد"، مضيفا أن اقتراب الرياح الموسمية يجعله يشعر بالقلق.
وصرح "نحن قلقون مما سيحدث عند وصول موسم الأمطار، مع ارتفاع منسوب مياه النهر ما سيعطّل العمليات الطبيعية في الميناء".
ومع دخول ما يصل إلى 10 شاحنات وحافلات إلى الرنك في اليوم، تحاول الأمم المتحدة حشد مساعدات من المجتمع الدولي وأطلقت نداء لجمع 4.1مليارات دولار هذا الشهر للاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
إيران تهدد بالرد على قرار قدمته القوى الأوروبية لوكالة الطاقة الذرية
حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، من أن إيران "سترد وفق ما يقتضيه الوضع" على قرار قدمته دول أوروبية والولايات المتحدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدين عدم تعاون إيران في الملف النووي.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أكد عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي أن هذه الدول "إذا تجاهلت حسن نية إيران.. ووضعت إجراءات غير بناءة على جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين من خلال قرار، فإن إيران سترد وفق ما يقتضيه الوضع وعلى نحو مناسب".
وقدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة نص قرار يدين عدم تعاون إيران في الملف النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية الأربعاء.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس إنه "تم تقديم النص رسميا" قبيل منتصف ليل الثلاثاء، وأكد مصدر آخر هذه المعلومات، في حين يعقد المجلس اجتماعه الأربعاء في مقر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بفيينا.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إنها حذرت القوى الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من المضي قدمًا في خططهم لتقديم قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يلوم طهران على عدم تعاونها مع المفتشين.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، أدان كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي، خلال محادثاته مع وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بشدة قرار الدول الثلاث ألمانيا وفرنسا وإنجلترا تقديم قرار إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن هذا التحرك من الدول الأوروبية الثلاث يعتبر معارضة واضحة للجو الإيجابي الذي نشأ في التفاعلات بين إيران والوكالة، وهذا التصرف لا يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور.