منظمات أممية تحذر من كارثة مجاعة في غزة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
في اليوم الـ137 للحرب الإسرائيلية على غزة، لا تزال الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، وتلوح مجاعة في الأفق مع استمرار إسرائيل منع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية للقطاع، ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية ويواجهون شبح المجاعة، وحذرت المنظمة الأممية للطفولة (يونيسيف) من أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.
وعلى وقع هذه الظروف المأساوية، أعلن برنامج الغذاء العالمي -اليوم الثلاثاء- أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع المحاصر حتى تسمح الظروف بتوزيع "آمن".
وأوضح البرنامج الأممي -في بيان- أن "قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يُتخذ استخفافا" بالنظر إلى إدراك معنى "تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا".
وسبق أن أوقف برنامج الأغذية العالمي -قبل 3 أسابيع- إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، بعد ضربة إسرائيلية أصابت شاحنة له، قبل أن يستأنف شحناته، لكن منذ ذلك الحين تعرضت شاحناته لعراقيل عدة بينها أن هناك قصفا استهدفها في ظل "العنف والفوضى" وفق ما جاء بالبيان.
كما أعلن البرنامج -في وقت سابق- أن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الحرب، مؤكدا أن خطر تشكل مجاعة في مناطق بالقطاع لا يزال قائما، وأن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وباتوا يواجهون خطر الموت جوعا.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج الأممي في الشرق الأوسط عبير عطيفة إن من الصعب الوصول إلى أماكن تحتاج للمساعدات، خاصة شمالي القطاع.
يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق الشديد إزاء العواقب الإنسانية الناجمة عن الهجمات العسكرية الموسعة في #رفح، حيث يتجمع أكثر من مليون شخص في منطقة صغيرة.
مع وصول معظم المساعدات إلى #غزة عبر معبر رفح وتوزيعها هناك، فإن ذلك سيزيد من صعوبة جهود الإغاثة. pic.twitter.com/t2URhvLVP4
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) February 14, 2024
تحذير اليونيسيفمن جهته قال صندوق اليونيسيف في بيان إن قطاع غزة بات على وشك أن يشهد انفجارا في عدد وفيات الأطفال نتيجة الأزمة الحادة بالتغذية، مشيرا إلى أنه يمكن تفادي تلك الأزمة والمشكلات الصحية إذا توقف الصراع.
وطالب المدير الإقليمي للإعلام باليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط عمار عمار بفتح جميع نقاط العبور إلى قطاع غزة، ودخول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى جميع أنحاء القطاع.
وأوضح عمار -في مقابلة مع الجزيرة- أن نحو 90% من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية، لافتا إلى أن المساعدات لم تصل إلى شمال القطاع منذ أسابيع، محذرا من أنه إذا لم يتغير الوضع على الأرض فسنشهد الأسوأ.
تجويع القطاع
وبالتزامن مع ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان أن المجاعة تتعمق في القطاع، وحذر من كارثة يروح ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء.
وأضاف المكتب في بيانه أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش، وصولا للمجاعة منذ بدء حرب الإبادة، ودعا روسيا والصين وتركيا، وكل دول العالم الحر والمنظمات الدولية، إلى كسر الحصار والضغط لوقف حرب الإبادة الجماعية.
وطالب البيان الفلسطيني بوقف فوري وعاجل لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء.
وقد أظهرت مشاهد -حصلت عليها الجزيرة- تجمع الآلاف من الفلسطينيين بمنطقة الشيخ عجلين على شارع الرشيد غربي مدينة غزة، بانتظار وصول عدد محدود من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الطحين.
وتوثق الصور حجم ومستوى المجاعة التي وصل إليها السكان، حيث توافد الآلاف منهم إلى هذه النقطة رغم معرفتهم بوجود آليات إسرائيلية تطلق النار والقذائف باتجاه كل من يصل المكان. وفي النهاية لم يحصل معظم المتجمعين على مرادهم بسبب محدودية المساعدات.
وحذّرت الأمم المتحدة -الأسبوع الماضي- من أنّ النقص المُقلق في الغذاء وسوء التغذية المتفشّي والانتشار السريع للأمراض عوامل قد تؤدّي إلى "ارتفاع كبير جدا" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزّة.
ويعاني ما لا يقلّ عن 90% من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزّة مرضا معديا أو أكثر، وفق تقرير صادر عن اليونيسيف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي.
ويقول مايك راين المكلّف بالأوضاع الطارئة في منظّمة الصحّة العالميّة إنّ "الجوع والمرض مزيج قاتل".
ويأتي ذلك مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع المحاصر، في ظل وضع بات أهالي غزة، لاسيما شمال القطاع، يكابدون فيه مجاعة تهدد من نجا من القصف بالموت جوعا.
ويترافق ذلك مع دعوات ومناشدات بضرورة إنقاذ الناس -لاسيما الأطفال- والسماح بدخول المساعدات بما يخفف من هذا الوضع الذي يوصف بالكارثي.
كما وثقت تقارير للجزيرة، في وقت سابق، جوانب من كفاح الأهالي اليومي من أجل تدبّر وجبة طعام، بينما يقول بعضهم إن أعلاف الحيوانات التي كانت تطحن ويصنع منها بعض الطعام هي أيضا قد نفدت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی ة العالمی قطاع غزة إلى شمال
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة تحذر من حملات التضليل الإسرائيلية وتدعو لفتح معبر رفح
أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، متابعتها لما وصفته بـ"حملات التضليل والحرب النفسية" التي تشنها أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، عبر رسائل نصية ومكالمات صوتية تُوجه إلى هواتف المواطنين، بدعوى تسهيل سفرهم خارج القطاع، في إطار ما اعتبرته محاولات استدراج وخداع تستهدف النيل من صمود الفلسطينيين.
وفي بيان رسمي، دعت الوزارة المواطنين إلى عدم التجاوب مع أي رسائل أو اتصالات مشبوهة تصدر عن الاحتلال، محذرة من الانجرار وراء هذه الأساليب التي قد تعرض سلامتهم للخطر.
كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ما وصفته بـ"الأساليب الخبيثة" الرامية إلى تهجير السكان من غزة، معتبرة هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشدد البيان على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تجاوبه مع أدوات المخابرات الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه عبر عدوانه المتواصل، لن يتمكن من تحقيقه عبر التضليل والخداع.
وأعادت الوزارة التأكيد على أن حرية التنقل والسفر حق مكفول لكل مواطن فلسطيني، مشيرة إلى أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل "جريمة متعددة الأوجه" ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
وفي ختام بيانها، طالبت الوزارة بسرعة فتح معبر رفح البري لتمكين الجرحى والمرضى من السفر للعلاج، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العالقة على الجانب المصري، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية داخل القطاع.
ويُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يواصل بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عدواناً واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
ويعاني القطاع المحاصر للعام الثامن عشر على التوالي من أزمة إنسانية خانقة، حيث بات نحو 1.5 مليون شخص من أصل 2.4 مليون فلسطيني في غزة بلا مأوى، بعد أن دُمّرت منازلهم بالكامل جراء العدوان.
كما دخل القطاع مرحلة المجاعة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.