موقع النيلين:
2025-02-19@19:22:53 GMT

السفينة.. والأرض الغارقة

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT


السفينة فى قصة نبى الله «نوح» تحمل رمزية خاصة، فهى أداة النجاة من الغرق فى أى عصر وظرف، قد تكون طوقاً أو قارب نجاة أو كلمة يتشبث بها الإنسان فى لحظة محنة. الله تعالى ألقى لكل أنبيائه بطوق نجاة فى لحظات المحن، وحين واجهوا تهديداً وجودياً. على سبيل المثال كانت العصا سفينة النجاة فى قصة نبى الله موسى، حين شق بها البحر فعبر ببنى إسرائيل إلى الشاطئ الآخر، ثم ضربه ثانية فانغلق الماء على فرعون وجنوده، وكانت «المدينة» سفينة نجاة محمد، صلى الله عليه وسلم، حين هاجر إليها، وجعل منها نقطة انطلاق نحو فتح مكة.

. وهكذا. حياة البشر كلهم لا تخلو من أداة نجاة يُلقى بها الخالق العظيم لكل من يعيش محنة، وكأن لكل إنسان سفينته.

مثّلت السفينة التى أمر الله تعالى نوحاً بصناعتها الأداة التى نجا بها من وثنية قومه وكيدهم له، والواضح أنها كانت فى حينها أداة غير مطروقة، وأن النبى أُلهم صناعتها بالاستعانة بألواح الخشب والمسامير التى تشدّها إلى بعضها البعض: «وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ»، ويمكنك أن تجد مؤشراً على غرابة هذه الأداة فى حينها فى سخرية قوم نوح منه. يقول الله تعالى: «وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ». ظل المغفلون يسخرون من نوح وسفينته، وهم لا يعلمون أنها ستكون فى لحظة أداة النجاة الوحيدة على الأرض، وأن كل بائس منهم سوف يعيش لحظة يتمنى فيها لو كان فوق ظهرها، وأنه سيندم حين لا ينفع الندم. وقد كان «نوح» يعالج سخريتهم بالوعيد بأنه ستأتى لحظة سوف يسخر منهم كما يسخرون، وقد جاءت حين عضّوا أصابع الندم.

رمزية السفينة لا تتوقف عند حدود الدلالة على أداة النجاة، بل تتجاوزها إلى دلالة أكثر اتساعاً مثّلتها هذه الألواح فى لحظة عبقرية من عمر الزمن، حين شكلت «سفينة نوح» الكون بما فيه ومن فيه.. ففوق متنها استقر «نوح» ومن معه من المؤمنين، وكذلك ما حشر فيها من مخلوقات الله من كل زوجين اثنين، وبينما كانت السفينة تمخر فى عباب البحر اجتاحت المياه كل شىء على الأرض فأغرقته وأهلكته، وبالتالى لم يعد هناك حياة إلا فوق ظهر السفينة، وصارت وأهلها مركز الكون، حتى انتهى عقاب السماء لأهل الأرض، فهدأت ثورة الماء، وساد السلام على الأرض وهبط «نوح» والناجون إلى الدنيا من جديد.

وختام الحالة الرمزية التى تمثلها سفينة نوح جاءت فى الحمامة التى هبطت من السفينة إلى الأرض، فالتقطت غصن الزيتون، بعد أن هدأ الماء، وطارت به إلى السفينة، ليعلم من استقروا فوق متنها أن عقاب المجرمين اكتمل، وأن الدنيا هدأت على الأرض، وأصبحت صالحة للحياة من جديد، فتحولت هذه الحمامة إلى رمز باقٍ ما بقيت الحياة على الأرض، رمز يردّد أن المجد والقدرة والعظمة لله فى أعالى سمائه، وأن على الأرض السلام، وفى الناس السعادة والمسرة.

د. محمود خليل – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الأرض

إقرأ أيضاً:

خبير بالمعمل الجنائي لـ«أول الخيط»: التصوير أداة رئيسية لكشف الجرائم

أكد رضا أحمد، كبير خبراء الأسلحة بالمعمل الجنائي سابقًا، أن التصوير الجنائي هو أحد تخصصات المعمل الجنائي، ولم يعد مجرد أداة لتوثيق الأدلة، بل أصبح علمًا متطورًا يساهم بشكل أساسي في كشف الجرائم وتوثيق مسارح الحوادث بدقة، متابعًا: «كان مفهومنا زمان أن التصوير الجنائي ده مجرد كاميرا تنزل مع الخبير لتصوير الآثار ونقلها للقاضي في تقرير مصور».

دور خبير التصوير الجنائي في مسارح الجرائم

أوضح «أحمد»، خلال لقاءه مع سامح سند بـ«أول الخيط»، عبر «بودكاست المتحدة»، برعاية البنك الأهلي، أن لخبير التصوير الجنائي دور كبير ومهم جدًا في كشف الأدلة الخاصة بجريمة ما أو حادث ما وينقل الآثار الكاملة من مسرح الجريمة، مشددًا على أن أي حادثة تتطلب وجود خبير تصوير جنائي بجانب المختصين.

 

رفع الأدلة باستخدام الصور والفيديو

وتابع: «يتم رفع الأدلة باستخدام الصور والفيديو، ما يسهل على المحققين فهم الوقائع بشكل أفضل مقارنة بالتقارير الكتابية عن الجريمة، مفيش حادثة ينزلها خبير في أي مجال من المجالات إلا في وجود خبير مصور جنائي».

مقالات مشابهة

  • قال لي لماذا أراك في مقام غير المنزعج !
  • بالفيديو.. شاهد لحظة إخراج سيارة “لاند كروزر” فارهة من باطن الأرض بعد أن قام صاحبها بدفنها خوفاً عليها من “شفشفة” الدعم السريع
  • يوم توارى “الشمس”
  • شكله مفلس.. قصة برنامج محمد رمضان
  • الأجمل في العالم.. السفينة أميريجو فيسبوتشي تغادر الإسكندرية بعد زيارة 3 أيام
  • 600 ألف ريال لشراء أجهزة طبية وأدوات جراحية بمستشفى خولة
  • خبير بالمعمل الجنائي لـ«أول الخيط»: التصوير أداة رئيسية لكشف الجرائم
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 49
  • العليمي من ميونيخ: ''إنهاء التهديد الحوثي لن يتم إلا عبر تعرض الجماعة لهزيمة إستراتيجية تجردها من موارد قوتها المال والأرض والسلاح''
  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة