استعرض الملتقى الدولي الثالث "الانعكاسات المنهجية لبعد الهوية والمواطنة في رؤية عمان 2040" الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس على مدى يومين ترسيخ قيم المواطنة في أنظمة التعليم وتعزيز الهوية الوطنية وتنمية العادات والتقاليد الأصيلة، إضافة إلى توظيف التراث الثقافي، وقياس تطور هوية الطلبة في السياق المدرسي.

افتتح الملتقى برعاية المكرم الدكتور محمد بن ناصر الصقري، عضو مجلس الدولة وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة السلطان قابوس بمشاركة 100 باحث، يستعرضون على مدار يومين 66 ورقة عمل.

وقال البروفيسور الدكتور سيف المعمري، رئيس المجموعة البحثية للتربية على المواطنة والدراسات الاجتماعية بالجامعة: الملتقى يحاول توسعة أفق النقاش وترجمة بعد الهوية والمواطنة في رؤية عمان 2040 كما هو معلوم أن المؤسسات مطالبة اليوم بالعمل على هذا البعد وتحويله إلى واقع من أجل الحفاظ على الهوية والمواطنة، حيث نعيش في ظل مهددات للهوية والمواطنة كالعولمة وشبكات التواصل الاجتماعي والدعوة إلى ثقافة عالمية واحدة تختفي منها الثقافات المحلية، وتحاول كل شعوب العالم اليوم المحافظة على خصوصيتها وهويتها بحيث لا تريد أن تذوب في هذا التوجه، فنعم هي تريد أن تشارك العالم ثقافته وتسهم معه ولكن بالانطلاق من ثوابتها الراسخة وإرثها الحضاري ومكامن قوتها.

وأشار إلى مشاركة عدة مؤسسات حكومية في الملتقى إضافة مشاركة عدد من المراكز البحثية في المنطقة من جمهورية تونس والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، ومركز ابن خلدون، للاستلهام من هذه التجارب، والفكرة الرئيسية التي قام عليها الملتقى في نسخته الثالثة اكتشاف مكامن الابتكار في الهوية العمانية من أجل استدامتها.. مشيرًا إلى مشاركة 100 باحث يطرحون 66 ورقة عمل، ولأول مرة تطرح مشاريع بحثية كالمشروع البحثي "فن الفلكلور وعلاقته بالرياضة" وهو ممول من جامعة السلطان قابوس، ومشروع بحثي حول الأساطير الشعبية وكيفية اندماجها في المناهج الدراسية إضافة إلى مشروع بحثي حول الموسيقى المرتكزة على الفلكلور الشعبي وتعليمها للأطفال، وكذلك مشروع بحثي حول المأكولات العمانية وإعادة إحياء الجانب المنقرض منها، كما يركز الملتقى على السياسات الثقافية والخطط المستقبلية وتحليل المؤشرات والبيانات من أجل الابتكار في الهوية، وعلاقة المنهاج الدراسية بالهوية الوطنية والتحديات التي تواجهها، ونتطلع للوصول إلى توصيات من مختلف الجهات المشاركة في الملتقى، لتساعدنا في الدفع للأمام لترجمة بُعد الهوية الوطنية.

وفي الجلسة الأولى قدمت الدكتورة إبتسام الوهِيبية أستاذة مساعدة بجامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان "راعي سمحة وراعي فرحة.. تسمية الجمال والهوية والتراث الثقافي والرفاهية" تناولت فيها هوية البدو في الجزء الشرقي من سلطنة عمان، وتكشف الدراسة ديناميكيات العلاقات الإنسانية مع الجمال العربية التي تشكل أساسًا في كيفية تعبير الناس في هذه المجتمعات عن هويتهم الثقافية.

وتطرقت الجلسة الثانية إلى جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج في تعزيز الهوية وترسيخ قيم المواطنة في أنظمة التعليم الخليجية، ورؤية وجهود مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في تعزيز الهوية العمانية، وترسيخ قيم المواطنة، إضافة إلى دور شرطة عمان السلطانية في تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة المسؤولة وفقًا لرؤية عمان 2040.. فيما ركزت أوراق عمل الجلسة الثالثة على الهوية الوطنية بين المواطنة المسؤولة وتحدياتها المستقبلية، ودور محافظة البريمي في تنمية العادات والتقاليد والقيم الأصيلة، ودور محافظة شمال الباطنة في تعزيز الهوية والمواطنة والثقافة الوطنية، بينما استعرضت الجلسة الرابعة دور الأزياء التقليدية النسائية في الحفاظ على الهوية العمانية، وتوظيف التراث الثقافي في سلطنة عمان، إضافة إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال الابتكار في ريادة الأعمال بالمأكولات الشعبية العمانية، وتتناول الجلسة الخامسة قياس تطور هوية الطلبة في السياق المدرسي، والهوية والمواطنة في إطار تقويم أداء المدارس، وسياسات الأمن اللغوي ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية، فيما تستعرض الجلسة السادسة دور جامعة نزوى في المشاركة الفاعلة في ترسيخ الهوية والمواطنة لدى طلابها، والانضباط.

وتطرقت الجلسة السادسة إلى دور جامعة نزوى في المشاركة الفاعلة في ترسيخ الهوية والمواطنة لدى طلابها، والانضباط اللغوي في المحتوى العربي لحسابات المؤسسات الحكومية إضافة إلى مبادرة أرصدة حول الابتكار الثقافي في تنمية الهوية الوطنية واستدامتها، وتناولت أوراق الجلسة السابعة مقترح تعزيز قيم المواطنة والانتماء بمناهج التربية الرياضية في ظل التغيرات المجتمعية، والفلكلور الشعبي الحركي في مناهج التربية الرياضية في ضوء اتجاهات المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، وتعزيز المواطنة البيئية في ضوء أولوية البيئة والموارد الطبيعية برؤية عمان 2040، وكذلك فاعلية تعزيز المعلم لقيم المواطنة في الحد من السلوك غير المرغوب لدى طلبة الصف العاشر بمحافظة شمال الباطنة من وجهة نظر المعلمين.

واستعرضت الجلسة الثامنة تربية المواطنة، وتشكيل الهوية في النظام التعليم العربي في ظل التحول الرقمي، ودراسة تحليلية للدراسات السابقة المرتبطة بالمواطنة الرقمية، والتباينات بين المفهوم والممارسات العملية للمواطنة في العصر الرقمي، وتناولت الجلسة التاسعة مختبرات القيم، ومبادرة المرشد في القيم، ومبادرة صالون المواطنة، واستعرضت الجلسة العاشرة التحول التربوي عبر الذكاء الاصطناعي في مواءمة بعد الهوية والمواطنة برؤية عمان 2040، وجهود سلطنة عمان في بناء وتنمية المواطنة العالمية لدى طلبة المدارس، وكذلك مؤشرات أبعاد المواطنة العالمية في كتب العلوم العمانية للصفوف "5 ـ 8" دراسة تحليلية، وتحليل أنشطة دروس القراءة في كتاب لغتي الجميلة للصف الخامس الأساسي بسلطنة عمان في ضوء أبعاد الهوية الوطنية،

وفي الجلسة الحادية عشرة تطرقت أوراق العمل إلى تصورات المعلمين لقيم المواطنة في مناهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان، ومدى تضمين كتاب الدراسات الاجتماعية بالصف العاشر لمفاهيم المواطنة، وتحليل محتوى وحدة "وطني عمان" لمادة الدراسات الاجتماعية للصف الخامس في ضوء رؤية عمان 2040، وأثر تطبيق كتاب أنشطة مقترح بعنوان التربية على المواطنة والسمت العماني في تنمية قيم المواطنة في نفوس الناشئة للصفوف الخامس والسادس بمدارس ولاية المصنعة.

وركزت الجلسة الثانية عشرة في أوراقها على تعدد الانتماءات ودورها في تكوين الهوية الوطنية العمانية لدى طلبة الجامعة في سلطنة عمان، وبناء الصورة الذهنية للذات الوطنية في التعليم المدرسي بسلطنة عمان من وجهة نظر متخذي القرار وفق نموذج بيترسون، والصورة الذهنية للمجتمع العماني وعوامل تشكلها لدى غير العمانيين، ومدى ممارسة طلبة التأهيل التربوي لمهارات التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي في تنمية القيم الاجتماعية والهوية العمانية لدى طلبة المدارس الحكومية في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدراسات الاجتماعیة جامعة السلطان قابوس الهویة العمانیة قیم المواطنة فی فی تعزیز الهویة الهویة الوطنیة فی سلطنة عمان رؤیة عمان 2040 على الهویة إضافة إلى فی تنمیة لدى طلبة فی ضوء

إقرأ أيضاً:

«الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية

وزارة الخارجية في أي دولة تحمل أهمية كبرى؛ فهي منوط بها ترجمة السياسة الخارجية وما تقوم عليه من مبادئ إلى مهام عملية تعزز مكانة الدولة بين المجتمع الدولي.

وتقوم وزارة الخارجية العمانية بهذا الدور على أكمل وجه.. وإذا كان الجميع، مؤسسات وأفرادا، مخاطبين كل حسب دوره في بناء الصورة الذهنية عن عُمان في الخارج فإن مهمة وزارة الخارجية أكبر وأساسية بل إن عملها يتمثل في ترجمة مبادئ السياسة الخارجية العمانية إلى واقع ملموس. وإذا كانت السياسة الخارجية العمانية قد اكتسبت سمعة طيبة بين الأمم والشعوب فإن لوزارة الخارجية العمانية دورا أساسيا في ذلك خاصة في تكريس الخطاب العماني المتزن المستمد من المبادئ والقيم العمانية ومن الإرث الدبلوماسي العريق الذي أسسه العمانيون عبر القرون الطويلة.

وجاء المرسوم السلطاني رقم 21 /2025 ليحدد اختصاصات وزارة الخارجية والتي بدت متنوعة وشاملة وتحقق طموحات عُمان المستقبلية في بناء صلاتها بدول العالم وتكشف أيضا عن رؤية دبلوماسية متكاملة سواء في بناء علاقات عُمان بالعالم أو في بناء منظومة المصالح العمانية حول دول العالم. وتؤسس الاختصاصات لفهم عميق لمسارات السياسية الخارجية العمانية. ورغم أن عِلم الدبلوماسية هو أحد الأوعية التي عبرها يمكن نشر السياسة الخارجية لسلطنة عمان إلا أن الترابط الكبير بين «السياسة الخارجية» و«الدبلوماسية» يكشف الدور الكبير المناط بالدبلوماسية لتحقيق ونشر السياسة الخارجية العمانية.

وأسند المرسوم السلطاني إلى وزارة الخارجية دورا أساسيا في متابعة التطورات السياسية العالمية، ورصد التحولات الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس رؤية عُمان في ضرورة أن تكون السياسات الخارجية مبنية على قراءة متأنية للواقع الدولي.. فلا يمكن تحقيق استقرار داخلي دون فهم ديناميات العالم الخارجي، ولا يمكن بناء تحالفات استراتيجية دون امتلاك قدرة تحليلية متقدمة.

وتسهم «الخارجية» في تعزيز مسار الدبلوماسية الوقائية، من خلال تشجيع الحوار كوسيلة لحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، والعمل على صياغة مواقف سياسية عُمانية تبرز أمام المحافل العالمية كصوت داعم للأمن والسلم الدوليين.

ولا تقتصر تلك المهام على الشأن السياسي فقط، بل تمتد إلى مجالات أوسع تشمل الترويج للاستثمار، وتعزيز التبادل التجاري، والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية، وهي مجالات تعكس فهما حديثا لمفهوم «القوة الناعمة». ولا شك أن نجاح سلطنة عُمان في ترسيخ صورتها كدولة داعية للسلام، ومنفتحة على العالم، يعتمد على التكامل بين جهودها السياسية والاقتصادية والثقافية.

وتسعى الوزارة في تطوير الكوادر الدبلوماسية من خلال الإشراف على الأكاديمية الدبلوماسية، مما يعزز من قدرة سلطنة عُمان على مواكبة المتغيرات العالمية بفاعلية، ويضمن استمرار نهجها الدبلوماسي الرصين.

إن قراءة الاختصاصات التي أنيطت بوزارة الخارجية تكشف عن فهم عميق لدور الدبلوماسية في هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها العالم الذي تتشابك فيه المصالح والتحديات والذي لا يمكن السير فيه دون فهم ووعي بكل المتغيرات التي تحصل في العالم وكذلك سياقاتها التاريخية ومنطلقاتها الفكرية. وستواصل سلطنة عُمان دورها التاريخي في تشجيع الحوار والدعوة له باعتباره الخيار الأمثل في بناء العلاقات بين الدول الأمر الذي يؤكد التزام عُمان بمبادئ السلام والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • بحضور مريم بنت محمد بن زايد.. ملتقى «التعليم أولاً» 2025 يناقش تعزيز مخرجات المنظومة التربوية
  • الرقابة الإدارية.. المفتاح السري لتحقيق "رؤية عُمان 2040"
  • بمشاركة طلابية واسعة.. جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية
  • جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية والأنشطة الطلابية
  • انعكاسات الوضع الاقتصادي على حياة اليمنيين في شهر رمضان.. أسر كريمة تبحث عن مساعدة وموظفين يتوسلون مد يد العون..
  • «الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
  • برلماني: الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية خطوة أساسية لتحقيق رؤية مصر 2030
  • جبران يناقش الخطة الوطنية لتعزيز المساواة بين الجنسين لتمكين المرأة
  • قرار وزاري بـ إشهار "الجمعية البحرية العمانية"
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة