أوصت ندوة «أثر وسائل التواصل الاجتماعي على قيم الأسرة العمانية» التي عقدها مكتب محافظ شمال الباطنة ممثلًا بلجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي بتفعيل الدور التربوي للأسرة العمانية في تعزيز منظومة القيم الإيجابية والوعي الذاتي لدى النشء حول مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال برامج التوعية التي تقوم بها المؤسسات التربوية كالمدارس والمساجد ومراكز الإرشاد الأسري، ودعت الآباء والأمهات إلى وضع ضوابط أسرية لاستخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والسعي لتقوية الروابط الأسرية مع الأبناء من خلال إيجاد بيئة حوارية فاعلة.

وأكدت الندوة على تفعيل دور المؤسسات التربوية والدينية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في التصدي للأفكار والرؤى الدخيلة، وتغيير شكل الخطاب التوعوي في المؤسسات التربوية بما يتماشى مع طبيعة واهتمامات الجيل الحالي ومتطلبات العصر ويكون هذا الخطاب قائما على الحوار والإقناع وتقبل الرأي الآخر،إضافة إلى تنفيذ برامج رقمية ثقافية طويلة المدى للأفراد والأسر للارتقاء بمهاراتهم في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وآليات التعامل معها وذلك لضمان استيعاب المحتوى الرقمي والخدمات الرقمية المختلفة وتكون هذه البرامج ضمن خطط المؤسسات المعنية بالشأن التربوي والتوعوي ونشر الوعي القانوني في المجتمع العماني حول مخاطر الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والجرائم الإلكترونية والجزاءات القانونية المترتبة عليها وتفعيل دور خطب الجمعة في تعزيز القيم الإسلامية وأهمية الأسرة في بناء مجتمع واعٍ للتعامل مع وسائل التقانة الحديثة وتفعيل دور المدرسة والأندية الثقافية والرياضية في تقديم برامج تدريبية للأطفال والمراهقين والشباب تراعي الفروق العمرية وتحرص على غرس القيم الإسلامية والهوية العمانية بأسلوب عصري يتناسب مع أعمارهم وتوظيف المهارات التقنية لدى الشباب في صناعة محتوى رقمي يتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي وقيم المجتمع العماني وذلك من خلال تبني المؤسسات ذات الشأن مبادرات شبابية تساهم في تحول جيل المراهقين والشباب من مستهلك للمحتوى الدخيل إلى منتج لمحتوى ذي هوية دينية وطنية، وقد أقيمت برعاية سعادة الشيخ محمد بن عبدالله البوسعيدي والي صحار.

وقالت ثريا العامرية عضوة المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة رئيسة اللجنة المنظمة للندوة: سلّطت الندوة الضوء على محاور عدة منها المحور الديني الذي ركز على ضرورة المحافظة على القيم الإسلامية للأسرة العمانية في زمن شبكات التواصل الاجتماعي وتأثير محتوياتها على القيم الإسلامية، أما المحور التربوي والاجتماعي فقد تناول دور الأسرة العمانية في تعزيز القيم الإيجابية والوعي لدى الأطفال وتعزيز التواصل الفعال والحوار داخل الأسرة، والمحور القانوني سلّط الضوء على دور الأنظمة والقوانين في تنظيم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

تضمنت الندوة عددا من أوراق العمل، حيث قدَّم الشيخ عبدالله بن علي بن أسلم غفرم الشحري باحث شؤون إسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ورقة عمل في الجانب الديني تحدث فيها عن تأثير محتوى شبكات التواصل الاجتماعي على القيم الإسلامية واستغلال المنصات في نشر القيم الإيجابية والمعرفة الدينية ودور العلماء والمؤسسات الدينية في نشر العلوم الشرعية، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير عميق على الإيمان والقيم الإسلامية سواء كان إيجابًا أم سلبًا مؤكدًا على ضرورة الإلمام بكيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها حتى لا تكون وسيلة لنشر الأفكار المتصادمة مع الدين والفطرة والعادات الحميدة.

بعدها قدَّم الدكتور طلال بن حمود الرواحي استشاري تربوي وخبير في التطوير الفردي والمؤسسي ورقة عمل في الجانب التربوي الاجتماعي تطرق فيها إلى دور الأسرة العمانية في تعزيز القيم الإيجابية والوعي لدى الأطفال على شبكات التواصل الاجتماعي وتعزيز التواصل الفعال والحوار داخل الأسرة ومواجهة تحديات انشغال الأطفال والشباب بالمواقع الإلكترونية وتحديات نشر الإشاعات في المجتمع، مؤكدًا على دور الوالدين للتقليل من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الأبناء تنشئة صالحة وتربية جيل مدرك وقادر على مواكبة المتغيرات والعادات الدخيلة.

وقدّم الدكتور سعيد بن محمد المقبالي محامٍ ومستشار قانوني في قضايا تقنية المعلومات ورقة عمل في الجانب القانوني تضمنت القوانين والتشريعات المتعلقة بمحاربة الأخبار المزيفة والمحتوى غير الأخلاقي والإطار القانوني لحماية الخصوصية والبيانات ودور الأنظمة والقوانين في تنظيم استخدام منصات التواصل الاجتماعي للأطفال وقضايا الابتزاز الإلكتروني على الشباب العماني، مؤكدًا على ضرورة نشر الوعي القانوني بين أفراد الأسرة حول مخاطر الإسراف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شبکات التواصل الاجتماعی وسائل التواصل الاجتماعی القیم الإسلامیة القیم الإیجابیة العمانیة فی تعزیز القیم فی تعزیز

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من تزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان آخرها حملة ممنهجة ضد الصحفي مرتضى أحمد، وتكمن خطورة هذه الحملة في أنها تأتي وسط بيئة مشحونة بالاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته ويفتح الباب أمام

نقابة الصحفيين السودانيين
سكرتارية الحريات
بيان للرأي العام
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان آخرها حملة ممنهجة ضد الصحفي مرتضى أحمد، وتكمن خطورة هذه الحملة في أنها تأتي وسط بيئة مشحونة بالاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته ويفتح الباب أمام أعمال انتقامية قد تعرض حياته للخطر.
إن ما يثير القلق بشكل أكبر هو أن هذه الحملة ليست استثناءً، بل سبقتها موجات تحريض ممنهجة طالت عددًا من الصحفيين والصحفيات، منهم "مها التلب، لينا يعقوب، زمزم خاطر، مزدلفة يوسف، سارة تاج السر، ومعمر إبراهيم"، وامتدت الحملة اليوم لتشمل الصحفيين "أحمد خليل، وحسام الدين حيدر، وضفاف عبد الرحمن، وعبد الرحمن العاجب" في مسعى واضح لإسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي.
نحن في سكرتارية الحريات ندين بأشد العبارات هذه الممارسات المشينة، ونعبر عن أسفنا العميق إزاء صدورها عن أفراد يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها. ونذكّر مجددًا بأن الصحفيين السودانيين أثبتوا شجاعة وتفانيًا استثنائيًا في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة، في وقت غابت فيه عدد من المؤسسات الإعلامية التي يُفترض أن توفر معلومات دقيقة وموضوعية لجماهير الشعب في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق، تُثمّن سكرتارية الحريات عاليًا روح التضامن ورسائل الدعم والمناصرة التي أظهرها عدد من الصحفيات والصحفيين دفاعًا عن زملائهم ورفضًا لمحاولات التحريض والترهيب. إن هذا التضامن المهني، الذي يدعو للفخر، يؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها، وأن صوت الحقيقة سيظل حاضرًا رغم التهديدات والمخاطر. وندعو جميع العاملين في المجال الإعلامي إلى التمسك بهذا النهج، لأن قوة الصحافة تكمن في تماسك أفرادها والتزامهم بالدفاع عن قيم المهنة.
إزاء هذا الوضع الخطير، تطالب سكرتارية الحريات جميع المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
كما تحمّل سكرتارية الحريات، السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات قد يتعرض لها الصحفيون والصحفيات نتيجة لهذه الحملات التحريضية.
وقد وثّقت سكرتارية الحريات خلال العام الماضي 110 انتهاكات ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان نحو 520 حالة، من بينها 77 حالة تهديد موثقة، استهدفت 32 صحفية.
إن سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين، إذ تؤكد التزامها الثابت بالدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين، تشدد على ضرورة وضع حد لهذه الحملات التحريضية التي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تقوض الحق في الحصول على المعلومات، وتعزز مناخ الإفلات من العقاب. ونحذر من خطورة استمرار هذه الانتهاكات، ونؤكد أننا لن ندّخر جهدًا في استخدام كل الوسائل المشروعة للدفاع عن الصحفيين السودانيين.
سكرتارية الحريات
نقابة الصحفيين السودانيين
23 فبراير 2025
#الصحافة_ليست_جريمة
#لا_تنسوا_السودان  

مقالات مشابهة

  • فرقة روح الشرق: بدأنا بـ 45 شخصا فى الكورال وأصبح لدينا 3 جروبات
  • 5 سنوات حبسا لمتهم روّج فيديو حاملا سيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغرض ترهيب السكان
  • نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من تزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي
  • توقيف تيكتوكر بسبب نشر الرذيلة والإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • الحبس سنتين مع الشغل لطالب هدد فتاة على موقع التواصل الاجتماعي بسوهاج
  • غدًا..البحوث الإسلامية يعقد ندوة تثقيفية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية
  • متابعة "رابور" بتهمة نشر مضامين مشينة في مواقع التواصل الاجتماعي
  • مشجعو سلتيك الاسكتلندي يشيدون بلافتات فلسطين رفعها جمهور غالاطة سراي التركي
  • مسلسل لام شمسية يطرح حلولا للحد من استخدام طفلك لمواقع التواصل الاجتماعي
  • حلقة التواصل الاجتماعي.. شراكة تؤسس إطارًا وطنيًا لبيئة رقمية آمنة