مباحثات هاتفية بين روسيا وممثلين عن حماس وفتح.. ماذا ناقشوا؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أعلنت الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن نائب الوزير، ميخائيل بوجدانوف أجرى مباحثات هاتفية مع قيادات في حركتي "فتح" و "حماس" الفلسطينيتان في إطار ترتيب موسكو لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية على الأراضي الروسية خلال أسابيع قليلة.
وقالت الوزارة، في بيان، إنه "بمبادرة من الجانب الفلسطيني، جرت محادثات هاتفية بين مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق".
وأضاف البيان: "خلال المحادثات تم التركيز بشكل رئيسي على تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والكارثة الإنسانية المتزايدة في قطاع غزة".
اقرأ أيضاً
روسيا تدعو الفصائل الفلسطينية لمباحثات حول الحرب في غزة
وتابع البيان: "خلال المحادثات جرى تبادل مفصل لوجهات النظر حول القضايا المتعلقة بالتحضير لعقد الاجتماع الفلسطيني المقرر في أواخر فبراير - أوائل مارس في موسكو في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية".
والجمعة الماضي، أعلن بوجدانوف عن استضافة موسكو محادثات بين الفلسطينيين، بمختلف فصائلهم، اعتباراً من 29 فبراير/شباط في موسكو، لا سيما مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بالإضافة إلى حركة "فتح" التي تشكل السلطة الفلسطينية، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
وقال المسؤول الذي يشغل أيضاً منصب مبعوث الكرملين الخاص للشرق الأوسط: "لقد قمنا بدعوة جميع ممثلي الفلسطينيين، وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلون في مختلف البلدان، بما في ذلك سوريا ولبنان".
ولفت إلى أن موسكو وجهت الدعوة لحركة "فتح" في شخص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
اقرأ أيضاً
إسرائيل تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على استقبالها وفد حماس
وسعت موسكو جاهدة في السنوات الأخيرة للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن العلاقات توترت مع إسرائيل بسبب الحرب التي تخوضها في غزة ورفضها المعلن إقامة دولة فلسطينية.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً بسلوك إسرائيل في غزة.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الروسية الفلسطينية الخارجية الروسية غزة حماس فتح موسكو الفصائل الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
حين يعود قلب للنبض بعد أن توقف، لا يُولد مريض فحسب، بل تُولد لحظة وعي جديدة لمجتمع بأكمله. هكذا يمكن قراءة الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي العُماني بإجراء أول عملية زراعة قلب من متبرّع متوفّى دماغيا لمريض كان يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. هذا الحدث ليس فقط مؤشرا على تطور القدرات الجراحية، بل يُعد في أحد أبعاده فعلا متقدما لصناعة الحياة من جديد.
لم تكن العملية، إذن، مغامرة طبية؛ بل ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب بل هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، ونتيجة طبيعية لاستثمار واع في الكفاءات العمانية، وفي بناء منظومة صحية تؤمن بأن الحياة تُصنع بالعقل كما تُصان بالقلب.. وهي أيضا دليل على نضج المنظومة الأخلاقية والتشريعية التي تنظم مثل هذه العمليات المعقدة. كما تعكس نضج المؤسسات الصحية العمانية، التي باتت قادرة على إجراء أعقد الجراحات بتقنيات وطنية متكاملة.
ثمة أمر في غاية الأهمية أيضا وهو أن العملية جاءت بعد أيام فقط من صدور قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، فيما يمكن أن يكون مواءمة بين التشريع والممارسة، وهذا يشير إلى وعي عُماني متقدم بأن الطب لا يتقدّم دون أخلاقيات، وأن إنقاذ الأرواح لا يمكن أن يُفهم خارج إطار قانوني يحفظ كرامة المتبرّع، ويضمن الشفافية، ويستند إلى معايير عالمية تُراعي العلم كما تراعي الإنسان.
لكن هذا النجاح يضاعف المسؤولية ليس فقط على المؤسسة الطبية في سلطنة عُمان ولكن أيضا على المجتمع بأسره وذلك لاستيعاب أهمية التبرع بالأعضاء، والانتقال من حالة التردّد إلى القناعة، ومن المجازفة إلى الإيمان بأنها فعل إنساني خالص من شأنه أن يعطي الكثيرين أملا في الحياة وفي البقاء.
وإذا كان قلب المتبرع قد نبض بالحياة في جسد آخر فإن في ذلك رمزية مهمة تتمثل في احترام العلم ومكانته في المجتمع الذي يتحلى بقدر كبير من المسؤولية.
لكن هذا الإنجاز الذي حققته المؤسسة الصحية في سلطنة عمان ليس إنجازا لها وحدها ولكنه إنجاز وطني متكامل تجتمع فيه السياسة بالتشريع، والطب بالأخلاق، والعلم بالضمير.
ولأن الطب، في نهاية الأمر، ليس فقط مختبرا وأجهزة، بل أيضا حكاية إنسان، فإن على هذه الحكاية أن تستمر؛ وأن تجد امتدادها في كل متبرع، وفي كل مريض ينتظر، وفي كل قانون يُسنّ، ليظل القلب نابضًا لا في الجسد وحده، بل في ضمير مجتمع بكامله.