كيف يمكن للتحليل الفني تحسين تداولك
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أصبح التحليل الفني أداة لا غنى عنها في عالم التداول. تركز هذه المنهجية على دراسة مخططات الأسعار التاريخية والأنماط للتنبؤ باتجاهات السوق المستقبلية. تكمن شعبيتها في الموضوعية والدقة التي يمكن للمتداولين من خلالها التحليل واتخاذ القرارات بناء على بيانات ملموسة. من خلال تطبيق تقنيات التحليل الفني، يمكن للمستثمرين تحسين قدرتهم بشكل كبير على تحديد فرص السوق وإدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية.
خاصة على منصات التداول المتخصصة في التداول العملات الأجنبية، يوفر التحليل الفني ميزة تنافسية. توفير فهم متعمق لسيكولوجية السوق والقوى التي تدفع العرض والطلب. من خلال إتقان هذا الانضباط، يمكن للمتداولين تطوير استراتيجيات أكثر قوة وتكيفا، مما يزيد من فرصهم في النجاح في بيئة تداول ديناميكية وغالبا ما لا يمكن التنبؤ بها.
أساسيات التحليل الفني
يعتمد التحليل الفني على ثلاثة مبادئ أساسية. الأول هو أن سعر السوق يخصم كل شيء. هذا يعني أن جميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على السعر، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو نفسية، تنعكس بالفعل في السعر الحالي. لذلك، يركز التحليل حصريا على تحركات الأسعار، دون النظر في الأسباب الأساسية.
مبدأ آخر هو أن الأسعار تتحرك في الاتجاهات. يعتقد المحللون الفنيون أن الأسعار تتبع اتجاهات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. يعد تحديد هذه الاتجاهات أمرا حيويا لاتخاذ قرارات تداول سليمة. بمجرد إنشاء الاتجاه، من المرجح أن يستمر في هذا الاتجاه حتى تظهر قوة تغير مسار السوق.
والمبدأ الأخير هو أن التاريخ يميل إلى تكرار نفسه. تتم دراسة أنماط الأسعار التاريخية وتشكيلات الرسوم البيانية على أساس أنه يمكنهم التنبؤ بتحركات السوق المستقبلية. يعتمد هذا المبدأ على علم النفس البشري، والذي يميل إلى أن يكون متوقعا وثابتا بمرور الوقت.
الأدوات والتقنيات
يستخدم المحللون الفنيون مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لتقييم الأسواق. الرسوم البيانية للأسعار هي أساس هذا الانضباط، حيث توفر تمثيلا مرئيا لتحركات السوق على مدى فترات زمنية مختلفة. تعد الشموع اليابانية والمخططات الشريطية والمخططات الخطية من أكثر الأنواع شيوعا المستخدمة.
تساعد المؤشرات الفنية، مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI) و MACD (تباعد تقارب المتوسط المتحرك) المتداولين على تحديد الاتجاهات ولحظات الشراء أو البيع ونقاط انعكاس السوق المحتملة. يمكن تطبيق هذه المؤشرات على الرسوم البيانية لاستكمال التحليل وتحسين دقة التنبؤات.
هناك أسلوب مهم آخر يجب مراعاته وهو تحليل أنماط الرسم البياني، مثل المثلثات، والرؤوس والكتفين والأعلام. تساعد هذه الأنماط في التنبؤ باستمرار أو عكس اتجاهات السوق الحالية. يمكن أن يكون التعرف على هذه الأنماط وتفسيرها بشكل صحيح أمرا بالغ الأهمية للتداول الناجح.
إدارة المخاطر والانضباط
واحدة من أكبر مزايا هذه المنهجية هي قدرتها على تحسين إدارة المخاطر. من خلال تحديد نقاط دخول وخروج واضحة، يمكن للمتداولين الحد من خسائرهم وحماية أرباحهم. يعد استخدام أوامر وقف الخسارة ممارسة شائعة في التحليل الفني، مما يسمح للمستثمرين بالخروج تلقائيا من المركز إذا تحرك السوق عكس توقعاتهم.
الانضباط هو عنصر أساسي آخر في التداول بناء على هذه التقنية. يجب على المتداولين اتباع استراتيجياتهم وقواعدهم المعمول بها دون أن يتأثروا بالعواطف مثل الخوف أو الجشع. ويشمل ذلك مقاومة إغراء المبالغة في رد الفعل على تقلبات السوق قصيرة الأجل أو تعديل الاستراتيجيات القائمة على الشائعات أو المضاربة. يساعد الحفاظ على الانضباط والالتزام بخطة تداول محددة جيدا على تجنب القرارات المتهورة وتحسين اتساق النتائج.
التكامل مع التحليل الأساسي
على الرغم من أن التحليل الفني قوي من تلقاء نفسه، إلا أن تكامله مع التحليل الأساسي يمكن أن يوفر رؤية أكثر اكتمالا للسوق. يركز التحليل الأساسي على تقييم القيمة الجوهرية للأصل، مع مراعاة العوامل الاقتصادية والمالية والعوامل النوعية الأخرى. يسمح الجمع بين كلا التخصصين للمتداولين باتخاذ قرارات أكثر استنارة، وتحقيق التوازن بين تحليل اتجاه السعر وفهم القيمة الأساسية للأصول.
هذا التكامل مفيد بشكل خاص في حالات السوق المعقدة، حيث يمكن للعوامل الأساسية والتقنية أن توفر إشارات مختلفة. من خلال النظر في كلا النهجين، يمكن للمتداولين إلقاء نظرة أكثر شمولية وتجنب القرارات القائمة فقط على الجوانب الفنية أو الأساسية.
التطور والتعلم
أخيرا، التحليل الفني هو تخصص دائم التطور. تتغير الأسواق المالية وتتطور، لذلك يجب على المتداولين دائما التعلم والتكيف. يعد التعليم المستمر والممارسة وتحليل النتائج أمرا بالغ الأهمية لمواكبة أحدث الاتجاهات والتقنيات.
تعد المشاركة في المجتمعات التجارية وحضور الندوات والندوات عبر الإنترنت وقراءة الأدبيات المتخصصة طرقا فعالة لتحسين المهارات والمعرفة. الخبرة والمعرفة المتراكمة مع مرور الوقت هي أصول قيمة في عالم التداول. من خلال فهم قوي ونهج منضبط، يمكن للمتداولين تحسين أدائهم بشكل كبير في السوق وزيادة فرصهم في النجاح على المدى الطويل.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: التحلیل الفنی من خلال
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، على أنه "لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه" قبل الحرب مع قوات الدعم السريع، وأبدى استعداده في ذات الوقت "للانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن العودة الآمنة للمواطنين".
جاء ذلك في خطاب للبرهان بثه تلفزيون السودان الرسمي بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال البلاد عن الاحتلال الإنجليزي (1 كانون الثاني/ يناير 1956).
وقال البرهان: "ونحن نعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني لا يمنعنا ذلك من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وانتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى".
وأضاف: "تعددت المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب، فكان طريقنا واضحا وهو طريق الشعب، وأنه لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 نيسان/ أبريل 2023، ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى".
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
واندلعت حرب السودان قبل انتهاء عملية سياسية بناء على "الاتفاق الإطاري" الذي وقعه في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، المكون العسكري في السلطة الانتقالية آنذاك وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي" وفشلت فيها الأطراف بحل مسألة دمج "الدعم السريع" داخل المؤسسة العسكرية.
وكان بين حميدتي والبرهان، خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في "الاتفاق الإطاري" لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
وفي خطابه، أشار البرهان إلى أن "الشعب السوداني يتعرض في كثير من ربوع البلاد لتقتيل وتشريد وتجويع وإفقار وانتهاك للحرمات على يد مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها والداعمين لها".
وأوضح أن "التلاحم الشعبي غير المسبوق والتدافع الوطني الوثاب مكننا جمعيا من السير على طريق النصر الحاسم"، مشددا على أن "ساعة النصر قد اقتربت ووقت الحسم قد أزف".
وذكر أنه "رغم استمرار الحرب وتداعياتها، استجابت الحكومة لكل مطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين وستظل الحكومة ملتزمة بهذا الأمر".
وتابع: "تبذل الحكومة جهودا مقدرة لتيسير حياة الناس وأمنهم ودعم صيانة البنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والزراعية".
ولفت إلى أن "ما يشاع عن المجاعة محض افتراء وقصد منه التدخل في الشأن السوداني".
وأعرب البرهان عن شكر حكومة وشعب السودان "لكل من وقف إلى جانبهم سنداً ودعما من دول شقيقة وصديقة ومنظمات طوعية والأمم المتحدة ووكالاتها".
وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.
وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة وأن 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.