من صباح 7 أكتوبر حتى مغادرته غزة.. تفاصيل يرويها وائل الدحدوح على أثير
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
كشف مدير مكتب الجزيرة ومراسلها في غزة الزميل وائل الدحدوح عن تفاصيل جديدة لما شهد عليه في العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ137 على القطاع.
وتحدث الزميل وائل -في حوار مع بودكاست "أسئلة الحدث" عبر منصة "أثير" التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية– عن صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أنه أدرك أن "أمرا كبيرا يحدث" بعد انطلاق الصواريخ بشكل كثيف نحو إسرائيل.
وأضاف الدحدوح "أخبرت أسرتي أن يستعدوا لحرب قد تستمر من 3 إلى 4 أشهر، وغادرت نحو مكتب الجزيرة، بينما بدأت مشاهد اقتحام المواقع الإسرائيلية تتوالى، وكذلك مشاهد جلب الأسرى الإسرائيليين إلى داخل القطاع".
وأعرب الدحدوح عن اعتقاده أن المقاومة الفلسطينية "لم تكن تُدرك بأن عمليتها ستكون بهذا النجاح"، وأن الرد الإسرائيلي لم يكن في حدود ما يمكن توقعه.
وأضاف الزميل وائل -الذي شهد على جميع حروب إسرائيل على القطاع المحاصر خلال العقدين الماضيين- أن الرد الإسرائيلي جاء على شكل "انتقام جماعي"، استهدف الأبراج السكنية والمؤسسات المدنية الحيوية والبنى التحتية.
ورغم ذلك، فإن الدحدوح يرى أن "ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول لن يكون أبدا كما قبله"، مشيرا إلى انكسار "هيبة" الاحتلال التي توارثتها الأجيال، من جهة، وانكشاف الوجه الحقيقي لإسرائيل "حتى في المعاقل الداعمة لروايتها في الغرب" من جهة أخرى، حسب تعبيره.
الملاحقة الاستخباراتيةاستحوذت ما يمكن تسميتها "نكبة آل الدحدوح" على حيز من حوار "أسئلة الحدث"، بدءا بمجزرة النصيرات التي راح ضحيتها عدد كبير من أفراد أسرة الدحدوح، بمن فيهم زوجته واثنان من أبنائه بالإضافة إلى حفيده الرضيع، مرورا بتدمير منزله، ثم إصابته واستشهاد زميله المصور سامر أبو دقة أمام عينيه، ثم استشهاد نجله البكر الصحفي حمزة الدحدوح.
وكشف الزميل وائل عن مواصلة الاستخبارات الإسرائيلية ملاحقة الناجين من أسرته بعد المجزرة التي وقعت نهاية الأسبوع الثالث للحرب، لافتا إلى أنه نقل معه عددا من الناجين من أسرته إلى مدينة غزة.
وقال "إما أن نعيش معا أو نموت معا"، لكن المخابرات الإسرائيلية اتصلت على هاتف ابنته في أثناء وجودهم في مستشفى الشفاء، وأخبرتها بضرورة التوجه جنوبا، علما أن انتقالهم إلى النصيرات منذ البداية كان في إطار السعي للاحتماء بالمناطق التي حث الاحتلال المدنيين على التوجه نحوها باعتبارها "آمنة".
استشهاد سامر أبو دقةوفي سياق حديثه عن تفاصيل إصابته واستشهاد الزميل المصور في قناة الجزيرة سامر أبو دقة، قال الدحدوح إنهما توجها إلى منطقة ساخنة في خان يونس مع فريق من الدفاع المدني الفلسطيني، الذي كان في مهمة إنقاذ بتنسيق مع الصليب الأحمر الذي أكد وجود موافقة من الجانب الإسرائيلي.
وأشار وائل إلى أن حجم الدمار الهائل في المنطقة اضطر فريق الدفاع المدني إلى اتخاذ قرار بالمضي في المهمة سيرا على الأقدام.
وفي أثناء سير وائل وسامر مع 3 مسعفين، وبالرغم من التنسيق المسبق والمُراقبة والمواكبة الحثيثة لطيران ومُسيّرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن المجموعة تعرّضت لغارة عنيفة، أدرك وائل لاحقا أنها قد تسببت في إلقائه بعيدا وفقدانه الوعي والسمع لفترة، قبل أن يتفطن إلى أن ذراعه تنزف بشدة.
وقال وائل إن "ما كان يسيطر على تفكيري ومُخيّلتي في تلك اللحظات هو أن صاروخا آخر سيأتي الآن، بالنظر إلى تجربتنا مع السلوك الإسرائيلي، خصوصا إذا كان الصاروخ الأول لم يف بالغرض بالنسبة لهم".
وأضاف "قلت لنفسي في تلك اللحظة؛ هذه هي النهاية يا أبا حمزة"، مشيرا إلى أن الغارة كانت قد أسفرت عن استشهاد المُسعفين الثلاثة على الفور، في حين كان سامر مُلقى على طرف بعيد، ولاحظ أن رأسه يتحرك وعلى قيد الحياة.
وتابع وائل: "بحالتي تلك، أدركت أنني لن أتمكن من مساعدته، وأنه لن يقوى على القيام، والصاروخ الثاني سيدهمنا بعد لحظات، فقررت أن أحاول الوصول إلى مكان سيارات الإسعاف لطلب المساعدة".
وإلى جانب صعوبة دخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة جراء الدمار الواسع، لفت وائل إلى أن الاتصالات المُكثفة التي بدأت على الفور من غزة والقدس والدوحة للتسريع بعملية التنسيق لإنقاذ أبو دقة تعامل معها الاحتلال بسياسة المماطلة.
وبالرغم من الموافقة الإسرائيلية، فإن الصليب الأحمر رفض توفير سيارة إسعاف لصالح الهلال الأحمر الفلسطيني ومرافقته في عملية الإنقاذ، حسب وائل.
وقال وائل "ما بين الموافقة الإسرائيلية، وبين طلب سيارات الإسعاف، استغرق الأمر بين 5 إلى 6 ساعات، وعندما ذهبوا وجدوا أن الزميل سامر قد استشهد، رحمة الله عليه، ووجدوا، وهذا هو الجديد؛ وجدوا أن سامر كان قد تحرر من درع الصحافة، وحاول أن يزحف، لكنهم استهدفوه بصاروخ آخر فاستشهد".
"معجزة" الصبربكثير من الألم، تحدث وائل عن استشهاد نجله البكر حمزة، في استهداف مباشر لسيارة كان يستقلها مع أحد زملائه في رفح، في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي.
واعتبر وائل أن ما يجري في غزة "يفوق قدرة البشر على التحمّل"، وأن أهالي القطاع المُحاصر مصممون على الصبر والصمود بالرغم من ذلك، "بل ويحرصون على صناعة الحياة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا".
وقال: "بالحسابات البسيطة، لا سبيل لتحمل كل هذه الآلام، ولا تفسير ولا منطقية أبدا، ولكن لعل الله سبحانه وتعالى هو من يربط على القلوب".
وأشار وائل إلى أن خروجه من قطاع غزة منحه القدرة على رؤية الصورة الأوسع لتأثيرات ما يجري في قطاع غزة على العالم، لافتا إلى أن صورة إسرائيل قد اهتزت حتى في المعاقل الرئيسية الداعمة لروايتها في الغرب.
وأضاف أن التغييرات التي أحدثتها الحرب على العالم "لو رصدت لها كل الإمكانيات وكل الإعلاميين وكل الفضائيات لما حدثت".
العودة إلى غزةوبشأن العودة إلى العمل الميداني في غزة، قال الدحدوح إن "الترجّل غير وارد في القاموس، وغزة تبقى هي الأساس"، مُستدركا بالإشارة إلى صعوبة إصابته في ذراعه اليُمنى، التي تحتاج إلى سنة من المُتابعة الطبية بعد إجراء عملية ترميم العصب، لتعود إلى نحو 60% من الكفاءة، وفق التقديرات المُتفائلة للأطباء.
وختم بالقول: "نأمل من الله أن تعود كما كانت وأفضل، ولذلك فإن الخيارات غير واضحة تماما في الوقت الراهن، لكن قلوبنا معلقة بقطاع غزة وفلسطين، ولعل الأمور تصبح أوضح خلال الأسابيع المقبلة، وأن تكون في النهاية مجرد استراحة محارب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الزمیل وائل أبو دقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري.. حلوان تنتصر في 2005
- الجماهير تهتف ( ليلة سودة.. ليله طين على خدوا البطاطين).
- رغم التزوير أعلن فوزي على مرشح الحزب الوطني بفارق كبير.
- جماهير القرى في قنا خرجت على الطريق الرئيسي من الأقصر إلى بلدتي احتفالا بالفوز
هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.
أروي هذه الشهادات بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.
في هذه الحلقة يروي الكاتب والبرلماني مصطفى بكري شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.
مؤتمرات حاشدة وإصرار على الاستمرار في الانتخابات البرلمانيةبعد التجربتين السابقتين في الانتخابات البرلمانية 1995، 2000 والتدخل الحكومي السافر، كنت قد قررت مراجعة الأمر جيدًا مع أبناء دائرة حلوان ومايو والتبين، كان إصرار الناس على الاستمرار كبيرًا، ومع إعلان بدء الحملة الانتخابية قررت الانخراط فيها بكل قوة.
منذ البداية التفت الحشود الكاسحة، آلاف المواطنين من كافة المناطق، رأيت في وجوههم إصرارًا قويًا على مواجهة كل التحديات، انتفضت الدائرة من شمالها إلى جنوبها، عاد الأمل إلى النفوس مجددًا، كثيرون لم يصدقوا الحديث عن الحياد والشفافية في الانتخابات القادمة، لكن كان لديهم إصرار على المواجهة وعدم الاستسلام.
بدأنا بعقد المؤتمرات الحاشدة، كان المؤتمر الأول في منطقة التبين وحضره عشرة آلاف شخص، مضوا بعد المؤتمر في مظاهرة حاشدة طافت الشوارع وهزت الأركان، ومرت الأمور بسلام، وبعدها بنحو يومين كان هناك مؤتمر حاشد في منطقة «15 مايو» حضره عدد من قيادات التجمع الوطني للتحول الديمقراطي الذى كنت المتحدث الرسمي باسمه، حيث حضر الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء الأسبق والدكتور يحيى الجمل الوزير الأسبق والكاتب والإعلامي الكبير حمدي قنديل والإعلامي الكبير أسامة الشيخ.
تحدث الجميع عن الأزمة التى كانت تعيشها البلاد وسبل مواجهتها على كافة الاتجاهات، لكن كلمات الإعلامى الكبير حمدى قنديل عن الحزب الوطنى وقضية التوريث جرى استغلالها بشكل تحريضى كبير ضدى شخصيًا.
رسالة للرئيس مبارك للمطالبة بالحياد في الانتخابات
لقد أشاع البعض في هذا الوقت أن قرارًا قد اتخذ بإسقاطي، وأن الباب بات مفتوحًا أمام مرشح الحزب الوطني المهندس نبيل الجابري رئيس الشركة القومية للأسمنت، متابعًا: «بعد ذلك فوجئت بالعديد من كبار رجال المباحث والأمن بمديرية أمن القاهرة يتدفقون إلى حلوان، حيث بدأوا في استدعاء رموز العائلات والقيادات الشعبية والعمالية وتحريضهم ضدي، بل تم استدعاء بعض المرشحين خاصة من المرشحين على مقعد العمال وطلبوا منهم التنسيق مع مرشح الحزب الوطني بهدف إسقاطي، وكانوا يشيعون في هذا الوقت أن هناك قرارًا قد اتخذ على أعلى المستويات يقضي بإسقاطي، ولذلك بعثت برسالة إلى الرئيس مبارك من خلال صحيفة «الأسبوع» طالبته فيها بالحياد في المعركة الانتخابية».
معركة الانتخاباتكانت كل التحركات تجرى خفية، وكانت التعليمات بالتدخل تبدو جادة، بالرغم من التعهدات التي تلقيتها من عدد من كبار المسئولين بالتزام الحيدة.
وفى اليوم الأول للانتخابات، فوجئنا باكتشاف أوراق اقتراع خاصة بالدائرة «25» المرشح عليها موجودة في الدائرة «24» والتي يترشح عليها وزير الدولة للإنتاج الحربي، ساعتها أدركت أن البطاقات الانتخابية الخاصة بالدائرة المرشح فيها متناثرة في أماكن بعيدة عن الدائرة، كان ذلك في وقت مبكر من صباح اليوم الأول للانتخابات، وبعد قليل بدأت المعلومات تتدفق عن وقائع تزوير يجرى ارتكابها في لجان السيدات بعدد من المناطق، بالإضافة إلى العديد من التجاوزات الأخرى التي كانت تقوم بها عناصر الحزب الوطني المدعومة من عناصر الأمن.
في لجان الفرز بعد ذلك، بدأت الأمور عادية في البداية، ولكن لوحظ أن عمليات الفرز بدأت قبل أن تصل صناديق حلوان البلد التي شهدت تجاوزات كبيرة لصالح مرشح الحزب الوطني وكذلك الحال بعض صناديق 15 مايو ومنطقة كفر العلو.
كانت النتائج الأولية تؤكد حصولي على نحو 80% من الأصوات، ولكن فجأة بدأت الأمور تتغير بعد وصول الصناديق التي تأخرت بدون مبرر، وفجأة أغلق بعض المشرفين على اللجان الأبواب وصرفوا المندوبين وبقى الناس في الانتظار، لقد تحركت السيارات باتجاه اللجنة العامة، لم نكن ندرى ماذا حدث بداخل السيارات التي كان الأمن يشرف على متابعتها حتى مقر اللجنة العامة، ولكن حدثت المفاجأة داخل الفرز، حيث بدأت الأصوات التي حصل عليها مرشح الحزب الوطني تتزايد، بل وتتفوق في هذه الصناديق بدرجة كبيرة على الأصوات التي كنت أحصل عليها، انتهت عملية الفرز في الحادية عشرة والنصف مساء.
كان القلق باديًا على ضباط الأمن الذين تواجدوا داخل لجان الفرز بكثافة، ورفضوا الانصياع لمطالب المرشحين بإخراجهم من داخل لجان الفرز، وقبيل حدوث ذلك، كانت قد اتصلت بي قناة «أوربت» على الهواء، وسألتني عن موقفي من العملية الانتخابية، قلت لهم: «إن الأمن كان محايدًا، وأن ثقتنا في القضاء كبيرة، ولكن بعد وقت قليل بدت الصورة الأخرى تتضح»، كان الجو متوترًا، ضباط المباحث يدخلون ويخرجون، اتصالات تجرى، وصناديق يؤجل إعلان نتيجتها، وبعد الانتهاء من الفرز أصبح الأمر معلقًا لأكثر من 4 ساعات دون أن يعرف أحد ماذا يجرى بالضبط.
غادرنا إلى منازلنا في وقت متأخر من هذا المساء، وفى اليوم التالي أعلنت النتيجة التي مثلت صدمة للمواطنين، إذ قالت اللجنة المشرفة إن مصطفى بكرى حصل على (7837) صوتًا، ومرشح الحزب الوطني نبيل الجابري حصل على (5235) صوتًا، وهنا تساءل الناس: من أين لمرشح الحزب الحصول على هذا الرقم وكيف لمصطفى بكرى أن يدخل الإعادة وهو الذى ظل مكتسحًا منذ البداية، وهل يعقل أن يكون الفارق بينه وبين مرشح الحزب فقط (2502) صوتًا؟!، لم تصدق حلوان وقائع ما جرى، كان الناس غاضبون وخرجوا يهتفون في الشوارع «ليلة سودة.. ليلة طين على اللى خدوا البطاطين» وكانوا يقصدون آلاف البطاطين التى وزعها الحزب الوطني فى هذه الانتخابات.
بعد أيام من إعلان النتيجة جاء إلينا بعض المواطنين بأوراق انتخاب وجدوها ملقاه فى ترعة الخشاب بمنطقة كفر العلو ومناطق أخرى، (800 بطاقة)، حيث جاءت إلينا المعلومات لتقول إنه تم استبعاد هذه البطاقات الانتخابية المصوت عليها لصالحي وجرى استبدالها ببطاقات مزورة، حملت هذه البطاقات وقدمت بها شكوى إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات للتحقيق فى هذا التزوير، إلا أن الأمور مضت دون تغييرات، وأصبحنا أمام جولة الإعادة بلا محال.
وفى هذا المساء شعرت مجددًا بالظلم والقهر، عادت إلى ذهني مشاهد انتخابات 1995، عندما تم الإعلان عن الإعادة بيني وبين وزير الأوقاف بفارق لم يزد عن (500) صوتًا بعد التزوير، وفى جولة الإعادة حدث التزوير الفاضح في كافة اللجان، مما دعاني للانسحاب مبكرًا بعد ما رأيت.
مرت الأيام ثقيلة كأحداثها وجاءت انتخابات (2000) التى فزت فيها فى الجولة الأولى بـ7 آلاف صوت مقابل 4 آلاف صوت حصل عليها وزير الأوقاف، ومع ذلك قالوا «إعادة» تجرعت المرارة والألم وفى الإعادة منع الناخبون من الإدلاء بأصواتهم فى كافة اللجان التى حققت فيها فوزًا كاسحًا وتحديدًا منطقتى (15 مايو) و«المساكن الاقتصادية».
لم يتطرق اليأس إلى نفسى أبدًا، وكان الناس أشد إصرارًا على تحقيق الفوز
ورغم كافة الإغراءات والتهديدات وزيارات الوزراء ومساندتهم لمرشح الحزب الوطني، إلا أن جماهير حلوان صممت على تحقيق الانتصار الذى حدث بالفعل في مساء الثلاثاء 15 من نوفمبر عندما أعلن المستشار محمد جمال أحمد كامل عن فوزى الساحق على مرشح الحزب الوطني.
الفرحة تعم حلوان و15 مايوعمت المظاهرات كافة مناطق حلوان والتبين و15 مايو، سهر الناس حتى الصباح، شعر الناس لأول مرة بطعم الحرية بعد أن تحرروا من سيطرة الحزب الحاكم ومصادرته لأصواتهم وحريتهم، وعندما قررت الذهاب للاحتفال مع أهلي في قنا، خرجت الجماهير الحاشدة في الطريق من الأقصر إلى قنا بعد أن شاع موعد وصولي على الطائرة التي ستحط في الأقصر، ومنها استقل السيارة إلى بلدتي «المعنى» في قنا.
لقد جاء إلى المطار المئات الذين استقلوا أسطولًا من السيارات يرفعون علم مصر وصورتي، كانت الجماهير الغفيرة تنتظر أمام القرى بطول 56 كيلومترًا حتى وصلت إلى بلدتي، وهناك وجدت الآلاف في انتظاري، وكان إلى جواري شقيقاي محمود وأحمد وبقية الأشقاء، لقد عقدوا احتفالًا ضخمًا حضرته جماهير غفيرة من أبناء بلدتي وأبناء مراكز محافظة قنا وبعض المحافظات الأخرى، وأصر العشرات من أبناء حلوان على أن يشاركونا هذه الفرحة التي جاءت بعد سنوات من القهر وتزوير إرادة الناخبين.
اقرأ أيضاًشهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: التجمع الوطني وعلاقتي بعزيز صدقي
«مصطفى بكري»: مصر والأردن ستتوليان مسؤولية تحقيق الأمن الداخلي في غزة «فيديو»
حفل إفطار جريدة وموقع «الأسبوع».. مصطفى بكري: سنظل مستمرين في كفاحنا من أجل الوطن