صدر اليوم الثلاثاء بيان كويتي – قطري مشترك في ختام زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى دولة قطر الشقيقة.

وجاء في البيان أنه “انطلاقا من الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين قيادتي دولة الكويت ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين، وتعزيزا للعلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية بينهما، قام حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت – حفظه الله ورعاه – بزيارة دولة الى دولة قطر بتاريخ 20 فبراير 2024.

حيث عقدت جلسة المباحثات الرسمية في الديوان الأميري بين حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر – حفظهما الله ورعاهما، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، مستذكرين الدور المهم والبناء الذي بذله سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه – وجهوده في هذا المجال.

كما هنأ حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لتولي دولة قطر رئاسة الدورة الرابعة والأربعون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجدد حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت التهنئة بمناسبة فوز منتخب قطر ببطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023، التي أقيمت في العاصمة الدوحة مؤخرا، كما أشاد حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، بردود الفعل الإيجابية لمعرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة، وبالجهود القطرية المبذولة والتي ساهمت في تحقيق أهدافه المرجوة مما سيعود بالنفع على المنطقة والعالم أجمع، متمنيا لدولة قطر كل التوفيق والسداد في استضافة الأحداث الإقليمية والدولية، وثمن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر دعم وتأييد حكومة دولة الكويت الدائم لإنجاح الأنشطة والفعاليات التي تستضيفها دولة قطر.

أشاد الجانبان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الكويت ودولة قطر حتى أكتوبر 2023 (94ر1) مليار دولار، وأكدا على أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، وتحقيق التكامل بين الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤية الكويت 2035، ورؤية قطر 2030.

ورحب الجانبان بقيام المستثمرين والشركات الكويتية والقطرية بتوسيع أعمالهم في البلدين والاستفادة من الفرص المتاحة في المشاريع العملاقة التي تشهدها جميع القطاعات.

كما عبر الجانبان عن تطلعها الى انعقاد أعمال الدورة السادسة من أعمال اللجنة العليا المشتركة للتعاون الكويتية – القطرية المقرر عقدها خلال العام الجاري في العاصمة الدوحة، والعمل على تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة التي تم التوافق عليها.

ونوه الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما في مختلف المجالات، السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والرياضية، وغيرها من مجالات التعاون المشترك.

وفي الجانب الدفاعي والأمني، أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي في جميع المجالات، وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وأشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بين البلدين، وأكدا رغبتهما في تعزيز التعاون في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومنها: مكافحة الجرائم بكافة أشكالها، ومكافحة المخدرات، وأمن الحدود، ومحاربة التطرف، وخطاب الكراهية والإرهاب، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح بما يحقق الأمن والاستقرار في للبلدين الشقيقين.

وتداول الجانبان مسيرة التعاون الخليجي المشترك، وما حققته من منجزات بارزة تلبية لتطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل، وأكدا على أهمية الحفاظ على تماسك وتضامن دول المجلس ووحدتها، وتكثيف الجهود لاستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، بما يضمن استقرار دول المجلس وتعزيز دورها الإقليمي والدولي ويحقق الأهداف السامية لهذه المنظومة المباركة.

وناقش الجانبان مستجدات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على العلاقات العربية – العربية والأمن والاستقرار الاقليمي، وشددا على أهمية احترام جمهورية العراق لسيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها، والالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية وكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 (1993) الذي تم بموجبه ترسيم الحدود البرية والبحرية بين دولة الكويت وجمهورية العراق، وأهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية بين البلدين لما بعد العلامة البحرية 162.

كما أكد الجانبان على أهمية التزام العراق باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله الموقعة بين دولة الكويت وجمهورية العراق بتاريخ 29 ابريل 2012، والتي دخلت حيز النفاذ بتاريخ 5 ديسمبر 2013 بعد مصادقتها من قبل كلا البلدين، وتم إيداعها بشكل مشترك لدى الأمم المتحدة بتاريخ 18 ديسمبر 2013، ورفض الغاء الجانب العراقي وبشكل أحادي لبروتوكول المبادلة الأمني الموقع عام 2008 وخارطته المعتمدة في الخطة المشتركة لضمان سلامة الملاحة في خور عبدالله الموقعة بين الجانبين بتاريخ 28 ديسمبر 2014، واللتين تضمنتا آلية واضحة ومحددة للتعديل والإلغاء.

كما جدد الجانبان دعم قرار مجلس الأمن رقم 2107 (2013) الذي يطلب من الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) تعزيز ودعم وتسهيل الجهود المتعلقة بالبحث عن المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة وتحديد مصيرهم أو إعادة رفاتهم ضمن اطار اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية الفرعية المنبثقة عنها تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واعادة الممتلكات الكويتية، بما في ذلك الأرشيف الوطني، وأهمية استمرار متابعة مجلس الأمن للملف المتعلق بقضية المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة وملف الممتلكات الكويتية المفقودة بما في ذلك الأرشيف الوطني، من خلال استمرار إعداد تقارير دورية يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة حول آخر مستجدات هذين الملفين، والجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) في هذا الشأن، عملا بالفقرة الرابعة من قرار مجلس الأمن 2107 (2013)، ودعوة العراق والأمم المتحدة الى بذل أقصى الجهود للوصول الى حل نهائي لجميع هذه القضايا والملفات غير المنتهية.

كما أكد الجانبان على أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية – السعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقا لأحكام القانون الدولي واستنادا الى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما، والتأكيد على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل او المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بحدودها المعينة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.

وفيما يخص الشأن الإقليمي، بحث الجانبان تطورات الأوضاع في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وما يشهده القطاع من حرب وحشية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير للمنشآت الحيوية ودور العبادة والبنى التحتية، نتيجة للاعتداءات السافرة لإسرائيل السلطة القائمة على الاحتلال.

وشدد الجانبان على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الامن بمسؤولياته لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وطالبا بالضغط على إسرائيل السلطة القائمة على الاحتلال لإيقاف عدوانها ومنع محاولات فرض التهجير القسري على الفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقوانيين الدولية.

كما أكد الجانبان على ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بمهامها بفعالية في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة.

وأكد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقا لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أعرب الجانبان عن ترحيبهما بقرار محكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 26 يناير 2024 الخاص بمطالبة الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ كافة التدابير التي نصت عليها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

كما تابع الجانبان بقلق بالغ قرار بعض الدول بشأن وقف مساعداتها الى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، على إثر الاتهامات التي وجهت لأفراد من موظفي الوكالة، مؤكدين في هذا الصدد، على الدور الإنساني والحيوي الهام الذي تضطلع به الوكالة في تقديم الخدمات وتلبية احتياجات أساسية لما يقارب 7ر5 مليون لاجئ فلسطيني.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي على مواصلة دعمه ومساندته للاجئين الفلسطينيين خاصة في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وإن تعليق الدعم المالي سيزيد ويفاقم من معاناتهم، مجددين موقف البلدين الثابت بدعمها للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك دعم وكالة الأونروا لما تشكله هذه الوكالة من ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة ولأهمية ما تقوم به من أعمال نبيلة وما تقدمه من خدمات إنسانية للاجئين الفلسطينيين.

كما أشاد الجانب الكويتي بجهود الوساطة القطرية المبذولة في إطار حفظ السلم والأمن الدوليين، لاسيما فيما يتعلق بعملية تبادل الأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات الاغاثية الى قطاع غزة، وبالدور الذي تقوم به الدوحة بالتنسيق مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وآخره التنسيق القطري – الفرنسي في شهر يناير 2024 لإدخال الأدوية والمعدات الطبية الى قطاع غزة، الأمر الذي يعد محط اهتمام وتقدير لدى دولة الكويت لتطابقه مع الجهود الكويتية المبذولة منذ بداية هذا العدوان على قطاع غزة، ويعد استكمالا للجسر الجوي الذي أطلقته الكويت الى الأشقاء في غزة.

وفيما يخص اليمن، أكد الجانبان على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها القرار 2216، معربين عن كامل الدعم للجهود الأممية والإقليمية من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الشقيقتين والهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية، بما يحقق تطلعات الشعب اليمني للسلام والاستقرار والنماء.

وبخصوص الملاحة في البحر الأحمر، أكد الجانبان على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، واحترام حق الملاحة البحرية فيها وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 حفاظا على مصالح العالم أجمع.

وفي ختام الزيارة، أعرب حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت – حفظه الله ورعاه – عن شكره وتقديره لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على ما لقيه سموه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

وأعرب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر عن أطيب تمنياته بدوام الصحة والعافية لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت – حفظه الله ورعاه – وبمزيد من التقدم والرقي للشعب الكويتي الشقيق في ظل القيادة الحكيمة لسموه”.

المصدر كونا الوسومسمو أمير البلاد قطر

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: سمو أمير البلاد قطر بین دولة الکویت حفظه الله ورعاه الأمم المتحدة أمیر البلاد بین البلدین مجلس الأمن بما فی ذلک على أهمیة قطاع غزة فی هذا

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يعلن انتهاء طباعة الـ 127 مجلدا للمعجم التاريخي للغة العربية وإطلاق الموسوعة العربية الشاملة

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته يعتبر إنجازاً كبيراً تحتفل به الأمتين العربية والإسلامية، لأن اللغة هي فخرُ الأمة، وحاملة معارفها وتاريخها وحضارتها، مشيداً سموه بجهود كافة القائمين على هذا الإنجاز الضخم طوال 7 سنوات ماضية تواصل فيها العمل ليل نهار ليُقدم الخير الكثير إلى الباحثين والدارسين والأجيال المقبلة.

جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الاثنين بمناسبة الانتهاء من طباعة الـ 127 مجلدا للمعجم التاريخي للغة العربية، وذلك في مقر منشورات القاسمي.

وتفضل سموه بتوقيع آخر نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو المجلد رقم 127 ويشمل حرفي الواو والياء.

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة انطلاق العمل في “الموسوعة العربية الشاملة” التي ستكون عبارة عن مجلداتٍ موسّعة تضم كل المصطلحات العربية في مختلف ضروب المعرفة لتكون وعاءً شاملاً للغة العربية ومتاحاً للجميع.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه أهمية وأهداف المعجم التاريخي للغة العربية، مباركاً سموه للأمة العربية هذا الإنجاز الكبير والذي هو واجب على كل فرد ينتمي لهذه الأمة، وأكد أن العمل سيستمر، لأن المعجم اختص في ما يُقالُ له الجذور ولابد من الوصول إلى الثمر، وقال سموه : اللغة العربية حاويةٌ لكل العلوم والمعارف، وهذا المعجم التاريخي لها هو الوعاء الذي يحملها ولذلك نفاخرُ بهذه اللغة.

وأعلن سموه توفير كافة مجلدات المعجم التاريخي للغة العربية في الدورة القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما سيكون متاحاً على الشبكة العنكبوتية ليسهل الاطلاع عليه، لأنه لم يتم إنجازه لوضعه على أرفف المكتبات والكتب فقط ولكن لفائدة الناس، حيث يحتاج إليه الباحث والدارس والمعلم.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أن الموسوعة العربية الشاملة سيبدأ العمل فيها فوراً، وهي شاملة وتضم كل المصطلحات العربية في العلوم والآداب والفنون والأعْلام، ولا يوجد مصطلح عربي خارجٌ عنها إلا الدخيل منه منعاً للتأليف والتشويه للغة.

وأكد سموه أن سير العمل في الموسوعة سيكون على نسق ما كان عند بداية فكرة وانطلاق العمل في المعجم التاريخي للغة العربية، حيث كانت البداية بمشاركة علماء اللغة وآدابها المتوزعون في مختلف البلدان، يعملون طوال اليوم، على أجهزة الحاسوب وعلى الأوراق، يصبّون فيها العلم صبّا، ليأتي المحققون والمراجعون لترتيبه، حيث يتم إرساله إلى مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومنه إلى منشورات القاسمي التي تعمل على إخراج المجلدات على أكمل وجه بطريقة ميسّرة وبمراعاة أفضل ما يمكن من فنون الصناعة والتجليد وبذلك لا تكّل النفس من القراءة ولا يتعب النظر عند مطالعته، وكل ذلك يُسهّل على القارئ ويشجعه، وقال سموه : في هذا الصباح المبارك، الآن الساعة التاسعة بتوقيت الشارقة، وعلى بركة الله، سنبدأ الخطوة الأولى للموسوعة العربية الشاملة، ونحن منفتحون ومتأملون خيرا كثيرا.

ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن النوايا قد عُقدت لإكمال الموسوعة حتى لو وصلت إلى 500 مجلد وستكون متاحة أيضاً على الشبكة العنكبوتية ليتمكن كل الناس من الوصول إليها بسهولة، مشيراً سموه إلى تكامل الاهتمام باللغة العربية تعلماً وتعليماً وحفظاً ونشراً عبر إنشاء المراكز الثقافية في البلدان الأوروبية والإفريقية، وقال سموه : هذه الموسوعة ستُغنِي الدنيا، نحن الآن نضع الأسس ولكن علينا واجبٌ آخر هو إصلاحُ المُتلقي وهو مهم جداً، ونحن نعمل على ذلك في الطفولة والمدارس والطرقات وكافة المجالات بما في ذلك اللوحات الإعلانية، أنا لا أترك شيئاً وما دمت أعرفُ أن هناك خطأ أصحّحه، نحن لدينا واجبٌ تجاه العالم العربي والإسلامي، وتجاه محبي اللغة العربية إذا كانوا شرقاً أو غرباً، لذلك بدأنا ما يسمى بالمراكز الثقافية في أوروبا، كما نعملُ على إحياء المعاهد في أفريقيا، وأشار سموه إلى أهمية العمل على العلم الصحيح الخالي من الملوثات عبر إنجاز الموسوعة العربية الشاملة لتكون هي أبرز ما تضمه المراكز الثقافية في كل مكان.

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته مثنياً على كل من عمل على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وهم كُثرٌ من مختلف التخصصات حتى يكتمل العمل الدؤوب في مجلّداتٍ ينتفع منها الجميع، مشيداً بجهودهم المخلصة والتفاني الذي عملوا به، وقال سموه : نتمنى من كان معنا في هذا العمل أن يبقى ويستمر، والله إن طريقنا جميل وليس به من المخاطر وإنما كله محبةً أولاً في الله ثم في هذا الدين وفي هذه اللغة.

وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور مادة مرئية تناولت مراحل إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية منذ انطلاق فكرته وحتى اكتمال مجلداته والجهود التي بذلها سموه سعياً لتحقيق هذا الإنجاز.

وعقب نهاية كلمته، تجول صاحب السمو حاكم الشارقة في منشورات القاسمي، حيث اطلع على ما يضمه قسم المعارض التوثيقية والذي يتضمن أصول مؤلفات سموه الأصلية بخط اليد، ومنها مخطوط لكتاب “العلاقة العمانية الفرنسية” والذي صدر العام 1990.

حضر إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومهند بو سعيدة مدير منشورات القاسمي وعدد من العاملين في المنشورات والمجمع.وام


مقالات مشابهة

  • علي سعيد بن حرمل الظاهري: اليوم الإماراتي للتعليم رسالة خالدة ومستقبل مشرق لأجيال الوطن
  • سلطان القاسمي يعلن انتهاء طباعة الـ 127 مجلداً للمعجم التاريخي للغة العربية وإطلاق الموسوعة العربية الشاملة
  • سلطان القاسمي يعلن انتهاء طباعة الـ 127 مجلدا للمعجم التاريخي للغة العربية وإطلاق الموسوعة العربية الشاملة
  • “خليفة التربوية “: “اليوم الإماراتي للتعليم” يعزز الرؤية الاستشرافية لدور التعليم
  • شيخة الجابري تكتب: خيرات الشارقة حدائق مورِقة
  • أمير الكويت يُهنئ الرئيس تبون ويدعوه لزيارة دولة
  • الشيخ فهد الصباح: نعتز بالعلاقات الثنائية الأخوية الوطيدة مع الإمارات
  • ممثل الأمير: رغبة أميرية في تنويع مصادر الدخل وتحويل الكويت إلى مركز اقتصادي واستثماري عالمي
  • «المصريين»: إرسال مساعدات للبنان يؤكد مسؤولية القاهرة التاريخية تجاه الأشقاء العرب
  • افتتاح «مهرجان المسرحيات القصيرة» في كلباء