مجلس الأمن الدولي يناقش مشروع قرار قدمته الجزائر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومحكمة العدل الدولية، تواصل جلساتها العلنية لمناقشة تبعات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، و الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، و إسماعيل هنية يصل مصر لمواصلة المفاوضات بخصوص الهدنة، كلها و إسرائيل تواصل قصفها للقطاع المحاصر، وتوقع عشرات القتلى و الجرحى في يوم آخر دام من الحرب على غزة.

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن إسرائيل  ارتكبت خلال الساعات الـ 24 الماضية 9 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 103 قتلى و142 جريحاً.

وقالت الوزارة في بيان اليوم، إن عدد ضحايا القصف المتواصل لليوم الـ 137 على القطاع ارتفع إلى 29195 قتيلا ً و69170 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الجيش طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأشارت الوزارة إلى أن الوضع داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع والذي حوله الجيش الإسرائيلي إلى ثكنة عسكرية قد تجاوز الكارثة ويشكل تهديدا مباشرا لحياة الطواقم الطبية والمرضى، الذين يفتقرون إلى الطعام والماء والكهرباء فضلا عن عدم توفر حليب الأطفال والأوكسجين ومستلزمات الرعاية الطبية للحالات الصعبة.

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية باستخدام جميع الوسائل للضغط على إسرائيل  للخروج من المجمع وعودته للعمل وتوفير كل الاحتياجات الإنسانية والطبية.

واليوم من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي، على مشروع قرار أعدّته الجزائر قبل أسابيع يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة في ظل تهديد بفيتو جديد من الولايات المتحدة.

ويطالب مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس بـ “وقف إنساني فوري لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه”، ويعارض النص “التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين”.

من جانبه، رجح النائب الأول للمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي استخدام واشنطن الفيتو لمرة جديدة في مجلس الأمن ضد وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

كما استأنفت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم جلساتها العلنية بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات “إسرائيل” وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

وأوضح ممثل الفريق القانوني لجنوب إفريقيا أمام المحكمة سيموزي مادونسيلا أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مستمر منذ وقت طويل في تحد لكل الأنظمة والقوانين الدولية والمئات من قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن التأخير في إنهاء الاحتلال أدى إلى تصاعد جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وإلى حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتي تستمر رغم قرار العدل الدولية بمنع “إسرائيل” من ارتكاب الإبادة الجماعية بناء على القضية المرفوعة من جنوب إفريقيا.

 وكانت العدل الدولية بدأت أمس جلسات علنية تستمر حتى الـ 26 من الشهر الجاري بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات “إسرائيل” وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

وتأتي هذه الجلسات في سياق طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على رأي استشاري من المحكمة حول آثار الاحتلال الإسرائيلي، ومن المقرر أن تستمع المحكمة خلال الجلسات إلى إحاطات من 52 دولة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المحكمة، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصحة الفلسطينة العدل الدولية قطاع غزة مجلس الأمن العدل الدولیة

إقرأ أيضاً:

الاحتواء الأمني أم الحل السياسي؟ مأزق إسرائيل المزدوج

 

كتب / أزال عمر الجاوي

بالنسبة لإسرائيل، لا يكمن مأزقها الاستراتيجي في فشلها في القضاء على حماس، ولا في اضطرارها للقبول باتفاق تبادل الأسرى، رغم أهمية هذين الأمرين. إنما يكمن مأزقها الوجودي في انهيار نظرية “احتواء الفلسطينيين” أمنيًا كبديل عن الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وهي النظرية التي رُوِّج لها لعقود وقُبِلت عالميًا، حتى أن دول الغرب، بل وبعض الدول العربية، بنت استراتيجياتها في المنطقة بناءً على هذا الوهم.

 

اليوم، لا تكمن المشكلة الحقيقية التي تواجه إسرائيل في المراحل القادمة من أي صفقة في بقاء حماس في السلطة بغزة، ولا في قضية الأسرى أو إعادة الإعمار، بل في محاولتها استعادة السيطرة على الوضع وإعادة تسويق نظرية “الاحتواء” الأمني كبديل عن استحقاقات الحل السياسي، رغم أن الواقع أثبت فشلها. وهذا يعني أن إسرائيل عالقة بين خيارين كلاهما مرّ: إما تكرار سياسة الاحتواء، التي لم توفر لها الأمن والاستقرار ولم ولن تؤدِ إلى اندماجها في المنطقة كدولة طبيعية، ولم تُنهِ القضية الفلسطينية، أو القبول بحلول سياسية قد تقود في النهاية إلى النتيجة ذاتها، أي تقويض أسس وجودها.

 

والحقيقة أن إسرائيل لا تملك رفاهية القبول بأي حل سياسي، لأن جميع الحلول الممكنة تفرض عليها تنازلات جوهرية تمسّ طبيعة كيانها. وهنا يكمن مأزقها الحقيقي في المضي قدمًا نحو وقف الحرب دون القدرة على إيجاد بديل استراتيجي قابل للحياة.

 

إسرائيل اليوم تواجه مأزقًا مزدوجًا: لا حلول أمنية أو عسكرية حاسمة، ولا حلول سياسية تضمن بقاءها كدولة يهودية على المدى البعيد. ولذلك، كما قُلنا منذ الأيام الأولى عقب “طوفان الأقصى”، فإن إسرائيل كانت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بنتائج الهزيمة في تلك العملية، أو التوجه نحو هزيمة أكبر. وهذا بالضبط ما حدث.

مقالات مشابهة

  • الاحتواء الأمني أم الحل السياسي؟ مأزق إسرائيل المزدوج
  • تواصل العدوان الإسرائيلي على طولكرم لليوم الـ27
  • أبو مازن: سنواصل التحرك السياسي والقانوني لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة
  • مؤتمر الحوار الوطني في سوريا بين التعثر والضغوط الدولية للانتقال السياسي
  • "العدل الدولية" توافق على مشاركة الاتحاد الإفريقي بقضية التزامات إسرائيل بالأراضي الفلسطينية
  • “العدل الدولية” تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات استشارية حول التزامات “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية
  • "العدل الدولية" تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات بشأن إسرائيل
  • الأهلية الفلسطينية: إسرائيل ستحاول تعميق الأزمة الإنسانية في غزة حتى تدفع السكان للتهجير
  • إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في مخيمات شمالي الضفة الغربية
  • أستاذ في العلاقات الدولية: نتنياهو لن يكون جزء من المشهد السياسي بعد نهاية حرب غزة