حكم تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور صالحي الأمة؟ سؤال يسأل فيه الكثير من النااس اجابت دارالافتاء المصرية وقالت وتقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور صالحي الأمة نوع من التبرك بهم، وأجازه غير واحد من العلماء إن قُصِد به التبرك، لا إن قُصِد التعظيم، وهذا هو المعتمد عند الشافعية، نصَّ عليه غير واحد من علمائهم؛ يقول الإمام النووي في "المنهاج": [والتزام القبر أو ما عليه من نحو تابوت ولو قبره صلى الله عليه وآله وسلم بنحو يده وتقبيله بدعة مكروهة قبيحة] اهـ.

ما حكم قضاء الصوم عن المتوفى؟ هل يجوز للصائم أن يغسل أسنانه بالماء والمعجون أثناء الصيام؟ ما حُكم تأخير الغسل بالنسبة للحائض إلى بعد الفجر في رمضان؟ هل تصوم الحامل والمرضع؟ ما حكم من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين طلوع الفجر؟ ما هو المرض المبيح للفطر في رمضان؟ ما حكم الأكل أو الشرب ناسياً بنهار رمضان وفي صوم النفل والتطوع ؟

جاء في "حاشية الشرواني على تحفة المحتاج" (3/ 175، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: (وتقبيله) أي: تقبيل القبر واستلامه وتقبيل الأعتاب عند الدخول لزيارة الأولياء اهـ. "نهاية" و"مغني"، قوله: (بدعة... إلخ) نعم، إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك لم يكره، كما أفتى به الوالد رحمه الله، فقد صرَّحوا بأنه إذا عجز عن استلام الحجر يسن أن يشير بعصا وأن يقبِّلها، وقالوا: أي أجزاء البيت قبَّل فحسن. "نهاية". قال ع ش -أي الشبراملي-: قوله م ر -أي الرملي في النهاية- بتقبيل أضرحتهم ومثلها غيرها كالأعتاب. وقوله: (فقد صرحوا... إلخ)، أي: فيقاس عليه ما ذكر. وقوله: (بأنه إذا عجز... إلخ)، يؤخذ من هذا أن محلات الأولياء ونحوها التي تقصد زيارتها؛ كسيدي أحمد البدوي إذا حصل فيها زحام يمنع من الوصول إلى القبر أو يؤدي إلى اختلاط النساء بالرجال لا يقرب من القبر، بل يقف في محل يتمكن من الوقوف فيه بلا مشقة ويقرأ ما تيسر، ويشير بيده أو نحوها إلى الولي (الذي قصد زيارته) أي ثم قبَّل ذلك. اهـ. ع ش. واعتمد شيخنا ذلك، أي ما تقدم عن "النهاية" و ع ش، وقال البصري بعد ذكر كلام النهاية المتقدم وذكر السيوطي في "التوشيح على الجامع الصغير" أنه استنبط بعض العلماء العارفين من تقبيل الحجر الأسود تقبيل قبور الصالحين. انتهى، أقول: في الاستنباط المذكور مع صحة النهي عما يشعر بتعظيم القبور توقف ظاهر، ولو سلم فينبغي لمن يقتدى به أن لا يفعل نحو تقبيل قبور الأولياء في حضور الجهلاء الذين لا يميزون بين التعظيم والتبرك، والله أعلم] اهـ.
والدليل على جواز تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور الأولياء الصالحين؛ ما ورد من جواز تقبيل الحجر الأسود واستحباب ذلك، فقد بوَّب البخاري: (باب تقبيل الحجر)، وأورد فيه حديثين عن عمر بن الخطاب وابنه رضي الله عنهما، وبوَّب مثله أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والدارمي وغيرهم؛ فعن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الـحَجَر فقبَّله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلك ما قبلتك.
فقد استنبط بعض العلماء من مشروعية تقبيل الأركان جواز تقبيل كل من في تكريمه وتشريفه تعظيم لله عز وجل ويرجى البركة والمثوبة بتوقيره ومحبته من آدمي وغيره، ودخل في ذلك كتب العلم والمصحف الشريف وقبور الصالحين.

وقال البدر العيني في "عمدة القاري" (9/ 241، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقال شيخنا زين الدين: ... وأما تقبيل الأماكن الشريفة على قصد التبرك، وكذلك تقبيل أيدي الصالحين وأرجلهم فهو حسن محمود باعتبار القصد والنية، وقد سأل أبو هريرة الحسن رضي الله تعالى عنه أن يكشف له المكان الذي قبَّله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -وهو سرته- فقبله تبركًا بآثارهِ وذريته صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان ثابت البناني لا يدع يد أنس رضي الله تعالى عنه حتى يقبِّلها، ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...، وقال أيضًا: وأخبرني الحافظ أبو سعيد بن العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك، قال: فأريناه للشيخ تقي الدين ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك، ويقول: عجبت، أحمد عندي جليل يقوله؟ هذا كلامه أو معنى كلامه؟ وقال: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصًا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فكيف بمقادير الصحابة؟ وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ ولقد أحسن مجنون ليلى حيث يقول:
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدارَ وذا الجـدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قبر النبي صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله ما حکم

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)

قال الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب»، إن من يعمل السحر للناس، فهو فاسق وبعيدا عن الله سبحانه وتعالى وعن طاعته.

فضل سورة يس

وأضاف «عبدالسميع» أن سورة يس من أفضل السور، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له».

الدعاء بعد سورة يس

وتابع، أنه يجب الداوم على قراءة سورة يس، ويدعوا الله سبحانه وتعالى بعدها بسعة الرزق وصلاح الحال ونجاح الأبناء، وهكذا، حيث إن الدعاء مستجاب بعد قراءتها.

مقالات مشابهة

  • موعد صيام عاشوراء.. «الإفتاء» توضح فضله وحكم صيامه
  • حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • أدعية الرقية الشرعية.. كلمات من السنة النبوية للحماية والشفاء
  • صيغ صحيحة للرقية الشرعية وحكم الدين في مدى صحتها.. «اللهم أذهب البأس»
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب
  • الشيخ خالد الجندي يكتب: ثورة انتصار لمقاصد الشرع الشريف
  • موعد المولد النبوي الشريف 2024 وحكم الاحتفال به