تتواصل التحقيقات مع سعيد الناصري البرلماني والرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، في قضية ما بات يصطلح عليه إعلاميا بـ”اسكوبار الصحراء”؛ ويرتقب الاستماع إليه غدا الأربعاء، من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وذلك في الجلسة الرابعة من التحقيق التفصيلي.

وفي الجلسة السابقة رفض الناصري الإجابة عن الأسئلة الموجهة له بخصوص القضية، التي يتابع فيها ضمن 21 متهما، في حالة اعتقال، وذلك “لسبب صحي غير قادر بسببه الإجابة”.

ويقول الطيب عمر، المحامي بهيئة الدارالبيضاء، الذي يمثل دفاع الناصري، إنه “لا يدري بالضبط إذا كان الوضع الصحي لمؤازره يسمح له بالإجابة على الأسئلة الموجهة له في الجلسة المرتقبة ليوم غد الأربعاء أو العكس”.

غير أنه شدد على أن، “الجهات التي تمت مراسلتها بشأن نقل الناصري إلى مستشفى عمومي لاستكمال برتوكول علاجي خاضع له لم تتفاعل بشكل إيجابي”.

وأضاف الطيب عمر، أن دفاع الناصري “توجه برسائل في الموضوع إلى كل من قاضي التحقيق والوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، بالإضافة إلى إدارة السجن المحلي عين السبع، وكذا المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، لكن لم يتلقوا أي جواب لحد الآن”.

وأوضح المحامي أن سعيد الناصري، “يعاني منذ فترة زمنية بمرض في الدم، ويخضع للبرتوكول العلاجي الخاص به تحت إشراف أطبائه، لكنه لم يعد يخضع لهذا البرتوكول بسبب إيداعه السجن المحلي عين السبع (عكاشه)”.

وأضاف دفاع الناصري، في تصريح لـ”اليوم 24″ أن موكله “لا يطالب إلا بما يكفله له القانون من حقه في التطبيب والعلاج، ونقله إلى مستشفى عمومي لتلقي البرتوكول العلاجي الخاص به تحت إشراف الأطباء وتحت حراسة أمنية”.

وكان سعيد الناصري رفض الإجابة عن أي سؤال أمام قاضي التحقيق متعلق بموضوع متابعته، حتى يتلقى جوابا على مراسلات دفاعه بخصوص وضعه الصحي.

وحسب مصادر مقربة من الملف، فإن الناصري يعاني من مرض القلب والدم، ما يتطلب خضوعه لبرتوكول علاجي خاص يتلقاه تحت إشراف الأطباء داخل المستشفى، ويأخذ الكثير من العقاقير والأدوية قبل أن يستبدلها مؤخرا ببرتوكول علاجي.

وضمن المتابعين في ملف الناصري، هناك رئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، وشقيقه، وموثقة ومصممة أزياء ورجل أعمال ومسير شركة، وآخرون ضمنهم منتمون لمهن قضائية وأجهزة أمنية، جرى الاستماع إليهم في أولى جلسات التحقيق التفصيلي من طرف أسامة رشيد قاضي التحقيق لدى الغرفة الثالثة بمحكمة الاستئناف بالبيضاء بعد استقدامهم من السجن المحلي عين السبع “عكاشة”.

ويواجه بعيوي والناصري ومن معهما تهما تتعلق بـ”التزوير في محرر رسمي والمشاركة في تزوير سجل ومباشرة عمل تحكمي، والإرشاء وتسهيل خروج أشخاص من التراب المغربي في إطار عصابة واتفاق، والمشاركة في مسك المخدرات، ونقلها وتصديرها، إخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة، التزوير في محررات رسمية وعرفية، استخدام مركبات ذات محرك”.

كلمات دلالية اسكوبار الصحراء التحقيق العلاج سعيد الناصري

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اسكوبار الصحراء التحقيق العلاج سعيد الناصري سعید الناصری قاضی التحقیق

إقرأ أيضاً:

خليل الخالدي قاضي فلسطين والرحالة الباحث عن كنوز المكتبات

خليل الخالدي أديب ورحالة فلسطيني، ولد في القدس عام 1863، شارك في تأسيس جمعية الاتحاد والترقي المعارضة لحكم الدولة العثمانية، ولد في القدس عام 1863 وتوفي في العاصمة المصرية القاهرة عام 1941.

المولد والنشأة

ولد خليل جواد بن بدر مصطفى بن خليل بن محمد صنع الله الخالدي عام 1863 في القدس، وكنيته "أبو الوفاء" الخالدي المخزومي الديري.

الدراسة والتكوين العلمي

درس في القدس وأجازه الشيخ محمد أسعد الإمام المقدسي الشافعي، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف ودرس فيه على يد كبار مشايخ العصر، مثل الشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي، وحكيم الإسلام وفيلسوفه السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ عاطف الرومي الإسلامبولي، والشيخ أبي الفضل جعفر الكناني.

بعدها انتقل الخالدي إلى الأستانة (إسطنبول) عاصمة الإمبراطورية العثمانية، وتخرج في مدرسة القضاة وتقلد وظائف فيها.

يعتبر الشيخ خليل الخالدي من الشخصيات التقليدية المحافظة التي درست في المعاهد الدينية الإسلامية، وقد سعى إلى الحفاظ على الطابع الإسلامي في المجتمع الفلسطيني، وكان له حضور قوي في هذا السياق.

الوظائف والمسؤوليات

لم يكن مجال الوظيفة متاحا للشيخ الخالدي بعد تخرجه في مدرسة القضاء الشرعي، فقد قضى نحو 5 سنوات دون عمل تنقّل خلالها بين بلدان عدة.

بدأ رحلته في تونس، حيث أقام مدة من الزمن التقى خلالها بعض علمائها واطلع على مكتباتها، وأصبح هذا التقليد جزءا من عاداته في أي بلد يزوره، إذ كان يبحث عن المكتبة أولا ويزورها لاستكشاف مجموعاتها.

بعد تونس انتقل إلى المغرب، ثم عاد إلى مصر حيث حضر دروس الشيخ عبد الرحمن الشربيني، ووجد في مجموعة أوراقه العديد من بطاقات استعارة الكتب من الكتبخانة الخديوية (التي عرفت لاحقا بدار الكتب المصرية)، إضافة إلى بطاقة تخوله الدراسة في المكتبة.

كما قام برحلة إلى المغرب، وقد عُثر في أوراقه على نحو 50 ورقة صغيرة كتبها عن رحلته إلى العاصمة العلمية المغربية مدينة فاس، وهي عبارة عن رسائل وخواطر تصف مكتباتها وما تحتويه من كتب تتعلق باهتماماته.

جمعية "الاتحاد والترقي" التركية تأسست عام 1889 (مواقع التواصل الاجتماعي) عمله في القضاء

ولي قضاء حلب ما بين سنتي 1901 و1903، كما وليه في ديار بكر بالأناضول، وقام بجولة في دول الغرب الإسلامي والأندلس، وعاد إلى الأستانة مرة أخرى بين عامي 1905 و1906، وعيّن لقضاء بلدة قالقاندلن بولاية كوسوفا في الروملي (البونسة التي كانت ضمن ما كان تعرف بـ"بلاد الروم التركية") لمدة عام واستقر بعد ذلك في القدس.

وحين توفي المفتي كامل الحسيني ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية (سنة 1921) اختير خليل الخالدي لرئاسة المحكمة، في حين عيّن الحاج محمد أمين الحسيني مفتيا، وظل الخالدي رئيسا لمحكمة الاستئناف 14 عاما، واستمر إضافة إلى وظيفته تلك في التدريس ونشر العلم في القدس وخارجها.

وبعد إقامة المجلس الإسلامي الأعلى اختلف الخالدي مع الحاج أمين الحسيني، فانضم إلى صفوف المعارضة وأصبح من رؤسائها، وفي عام 1935 نجح المفتي في إبعاده عن وظيفته فأحيل إلى التقاعد.

المناصب والمسؤوليات

كان الخالدي من أعضاء مجلس تدقيق المصاحف والمؤلفات في دار المشيخة الإسلامية بإسطنبول، وقد طاف دور الكتب القائمة في العواصم الإسلامية والغربية، ووقف على ما فيها وما احتوته من الكتب والمخطوطات النادرة والمدونات والآثار العلمية والفكرية التي خلفها الآباء والأجداد، فصار ثقة العالم الإسلامي في هذا المجال.

وكان خليل الخالدي عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بالعاصمة السورية دمشق، كما كان له إسهام بارز في تأسيس المكتبة الخالدية والإشراف عليها، إلى جانب مؤسسها راغب الخالدي حتى أوائل أربعينيات القرن الـ20.

والمكتبة الخالدية هي أكبر المجموعات الفلسطينية ومن أكبر المجموعات الإسلامية الخاصة في العالم، وقد أحصى محرر فهرسها الدكتور نظمي الجعبة نحو 1200 مخطوط تضم قرابة ألفي عنوان.

نبه الخالدي مبكرا إلى خطر الحركة الصهيونية بعد بدء الهجرة اليهودية التي أشرفت عليها في أوائل الثمانينيات من القرن الـ19، خاصة بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بمدينة بال السويسرية في أغسطس/آب 1897.

كان خليل الخالدي من أوائل المؤسسين لحزب الاتحاد والترقي، وعندما نفذ هذا الحزب انقلابه المعروف عام 1908 على السلطان عبد الحميد كان الشيخ الخالدي يخطب في الجماهير ويدعوها إلى قبول هذا الانقلاب، حتى أنه أفتى بعزل السلطان.

جمعية الاتحاد والترقي

ورد في كتاب القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين (1917-1948) لبيان نويهض الحوت أن الجمعية هدفت إلى "القضاء على استبداد السلطان عبد الحميد وتطبيق مبادئ الثورة الفرنسية مترجمة إلى شعارات تركية هي "حرية وعدالة ومساواة"، وقد أكرهت السلطان على منح الدستور دون أن تخلعه، لكن بعد حين خلعته وتولت الحكم النيابي، ولكنها لم تلبث أن أخذت تطغى وتستبد استبدادا عنيفا حتى نفرت العرب وضايقتهم في حقوقهم الدستورية، ثم وضعت برنامج التتريك فذعر العرب".

وقبل أن يكتشف العرب أخطار هذه السياسة ويجابهوها بتأسيس الأحزاب العربية كانت جمعية الاتحاد والترقي قد استطاعت أن تنشئ لها فروعا في البلاد العربية، وفي فلسطين كانت مدينة القدس من أهم مراكز الجمعية.

لم يطل نشاط الجمعية بين العرب، فقد تحولوا عنها حال اكتشافهم حقيقة المآرب التي تسعى إليها، وهي نقيض شعاراتها، ومعظم هؤلاء قد أصبحوا مؤسسين وأعضاء بارزين في الجمعيات العربية.

بقية من السلف الصالح

كتب عنه المؤرخ عجاج نويهض في كتاب "رجال من فلسطين كما عرفتهم" أنه "من ألفه إلى يائه يمثل حتى بزيه وعمامته بقية السلف الصالح الذين عرفتهم الأمة العربية على اختلاف العصور".

ووصفه بأنه "هادئ المجلس، حلو الحديث عميقه في المعاني، كشاف عن أشياء علمية وحقائق تاريخية ينفرد بها، لأنه غواص فريد عن كل هذا في نوادر المخطوطات التي لم تطبع بعد أو طبعت في أوروبا وصعب وصولها إلى القارئ العام".

ومن إيجابيات الخالدي التي عددها نويهض في كتابه أنه "مال إلى الإحاطة بعلم المخطوطات العربية والإسلامية، وانبعثت له همة في هذا الباب جعلته ممن يشار إليهم بالبنان في العالم الإسلامي كله، وعدّ فهرست المخطوطات الحي الماشي في أهم مكتبات الشرق والغرب".

وقال إن "هذا الأمر جعله يرحل من قطر إلى قطر، فغدا رحالة جواب آفاق، زار الأندلس مرتين، وآخر مرة قبل الحرب العالمية الثانية ببضع سنين، وجمع من أخبار العرب في الأندلس شيئا كثيرا، ولم ينشر هذا في كتاب وإنما اكتفى بنشره في كبرى المجلات العربية".

كما كان الخالدي واسع الاطلاع على فلسفة الدين وأحكام الشريعة الإسلامية وعميق النظرة في سنن التطور، وكان ينشر معظم أبحاثه في مجلتي الزهراء الشهرية والفتح الأسبوعية في مصر لصديقه العلامة محب الدين الخطيب.

الاتحاديون استطاعوا الوصول إلى السلطة وحكموا باسم السلطان عبد الحميد وعزلوه (غيتي) مؤلفاته

خلّف الشيخ الخالدي من آثاره مجموعة من المؤلفات، أهمها:

الاختيارات الخالدية في الأدب (نحو 30 كراسا). حدود أصول الفقه. رحلتي إلى بلاد المغرب والأندلس. مذكرة في نحو 50 جزءا أتى فيها على ذكر الكتب والمكتبات التي زارها واطلع عليها. وفاته

توفي الشيخ خليل الخالدي في القاهرة ودفن فيها عام 1941.

مقالات مشابهة

  • “قبيصي” : تطبيق برنامج علاجي للقراءة والكتابة والتلاميذ الضعاف بمدارس الفيوم
  • وزير الصحة ومحافظ حضرموت يناقشان الوضع الصحي وسُبل تحسين الخدمات الصحية بالمحافظة
  • صحة غزة تطلق نداء استغاثة عقب القصف المتكرر لمستشفى كمال عدوان
  • عائلات الأسرى تُقاضي رئيس حكومة الكيان
  • افتتاح أقسام جديدة في المستشفى التركي بصيدا لدعم القطاع الصحي
  • خليل الخالدي قاضي فلسطين والرحالة الباحث عن كنوز المكتبات
  • مدير مستشفى العودة شمال غزة: الوضع مروع ولا نملك أطباء والوقود سينفد
  • غزة.. استمرار الاستهدافات الإسرائيلية وتردّي الوضع الصحي
  • التحقيق فى وفاة طفل أثناء إجراء عملية جراحية بمستشفى خاص بالإسكندرية
  • إصابة طفل بكسور اثر سقوطه من الطابق الثاني بالمنوفية