يعاني بعض الآباء سلوك أبنائهم السلبي، فيشتكون من عدم تعاونهم وإزعاجهم للمحيطين بهم، سواء أكانوا أقرانا أو زملاء أو معلمين أو حتى الوالدين أنفسهم.

يكون السلوك السلبي للطفل عاديا في بعض الحالات، إلا أنه قد يشخّص بما يُعرف "اضطراب التحدي المعارض" أو "العناد الشارد" في حالات أخرى. ويتجلى هذا الاضطراب في سلوكيات سلبية للغاية وحادّة وذات طابع يتسم بالتحدي، تماما كما يوحي اسم الاضطراب.

ويشيع اضطراب التحدي المعارض بين الأطفال، ويدفعهم إلى سلوك متحد ومتمرّد، فيرفضون تنفيذ ما يُطلب منهم، ويتصرفون بغضب أو بعنف عندما يضطرون لذلك، كما يرفضون تنفيذ ما يطلب منهم، لاعتقادهم أنها مهام غير معقولة.

نوبات الغضب والانفعال والشعور بالانزعاج تعد من أعراض اضطراب المعارض الشارد (شترستوك) أعراض اضطراب التحدي المعارض

تستعرض اختصاصية علاج الصحة النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين الدكتورة نيرمين منيمنة الأعراض الأكثر شيوعا لاضطراب التحدي المعارض عند الأطفال، ومن أهمها:

نوبات الغضب والانفعال. رفض التعليمات وجدال الكبار. الانزعاج والضيق تجاه الآخرين. المزاج السيئ والرغبة في الانتقام. استخدام لغة باردة غير لائقة. عدم احترام القواعد. دائما في مزاج المواجهة. منيمنة: التشخيص المبكر لاضطراب التحدي المعارض قد يساعد في منع حدوث مضاعفات في المستقبل (الجزيرة) علاج اضطراب التحدي المعارض

وحسب الاختصاصية منيمنة، ربما لا يكون من الممكن علاج "اضطراب التحدي المعارض" أو "العناد الشارد" بشكل نهائي، "لكن لا شك أن معرفة الأعراض والتدخل العلاجي المبكر والتخصصي من شأنه أن يقلّل حدّتها وآثارها على حياة الطفل إلى أقل درجة، وغالبا ما تتحسن الحالات الخفيفة والمتوسطة من التحدي المعارض بفضل العلاج، في حين قد تتطور الحالات المهملة أو الحادة إلى اضطراب سلوكي مزمن".

وتلفت إلى أن التشخيص المبكر لحالة الطفل يساعد في منع حدوث مضاعفات في المستقبل، لذلك "لا بد من العلاج المبكر، وهو العلاج النفسي على المدى الطويل مع التدريب السلوكي للطفل وأفراد الأسرة".

ويشمل علاج اضطراب التحدي المعارض "تعديل سلوكيات العناد، والتحدي لدى الطفل لتجنب المضاعفات، وكذلك تدريب الوالدين على كيفية تهذيب سلوك الطفل بطريقة إيجابية".

توطيد العلاقة بين الأهل والطفل يسهم في تهذيب سلوكيات الطفل المصاب باضطراب المعارض الشارد (شترستوك) كيف تتعامل مع طفل التحدي المعارض؟

وتوضح منيمنة -في حديثها للجزيرة نت- أن برامج تدريب الوالدين والعائلة مع معالج مختص في علاج اضطراب التحدي المعارض تسهم في توجيه الوالدين إلى طريقة التصرف الصحيحة في اللحظات الصعبة، وتنصح بما يلي:

توطيد العلاقة بين الأهل والطفل: وهذا يسهم في تهذيب سلوكياته، فعلى سبيل المثال تساعد مشاركة الوالدين في اللعب مع الطفل، وقضاء أوقات ممتعة معا، والقيام بالأنشطة التفاعلية، في تحسين العلاقة بينهم وتقليل عناد الطفل. أسلوب المكافأة أو العقاب: يعتبر من الطرق الفعالة في علاج اضطراب التحدي المعارض، إذ يمنح الطفل مكافأة عند القيام بما طُلب منه، أو يعاقب بعقاب مناسب ثابت عند مخالفته المطلوب منه أو اتباع سلوك سيئ، فمثلا يمنح نجمة عند قيامه بسلوك جيد، وتوضع النجوم على لوحة مخصصة ليراها الطفل. الروتين اليومي: وضع جدول روتين يومي يسهم في تقليل احتمالية حدوث المواجهة بين الطفل ووالديه، وحتى الآخرين. التفاعل الاجتماعي: يجب تشجيع الطفل على الاختلاط بالآخرين والتعامل معهم كجزء من علاج اضطراب التحدي المعارض، وفي البداية يجب أن يكون تحت إشراف الأهل، لمتابعة تطبيقه للقواعد التي يجب الالتزام بها، ولمساعدته على التفاعل بشكل مناسب. الحزم بطريقة محبة: الحزم أسلوب مفيد بشأن ما يجب أن يفعله طفلك، لكن يجب التحدث معه بطريقة محبة ومتفهمة. فعندما تكون قدوة حسنة له في كيفية التعبير عن الرأي أو الاختلاف بطريقة محبة ومحترمة سيتبعك أطفالك. الحوار: مناقشة طفلك بهدوء بشأن ما يريده، ثم محاولة التوصل إلى حّل يناسبكم. احترام قواعد المنزل: التأكد من أن طفلك يعرف قواعد المنزل، على سبيل المثال، إذا كان التحدث بطريقة غير لائقة يمثل رفضا مطلقا للقواعد، فيجب أن توضح له أنه ستكون هناك عواقب لذلك، لا توجد تنازلات أو فرص ثانية.. مثل عدم وجود تلفزيون لبقية اليوم، أو القيام بعمل روتيني إضافي، حتى لا يتجاهل طفلك طلباتك ويقوض سلطتك. أخذ استراحة عند الحاجة: تشير منيمنة إلى أنه لا يمكن التعامل مع الطفل المتحدي والمعاند بسهولة إذا كانت الأم أو الأب على أعلى درجات التوتر والإرهاق النفسي، وهنا يجب أن يأخذ الوالدان استراحة عند الحاجة، وأن يتعاونا ليكون لكل منهما مساحة للراحة والاسترخاء.

اللجوء للمختصين: في حال لم تنجح النصائح السابقة، يمكن استشارة ذوي الاختصاص لمعالجة الطفل من الاضطرابات المصاحبة، مثل الاكتئاب وتقلّب المزاج وأدوية علاج اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط.

على الوالدين تجنب إثارة نوبات الغضب، ومعرفة حدود الطفل ومقدرته (شترستوك) إستراتيجيات إدارة سلوك طفل "التحدي المعارض"

من جانبه، يقدم موقع "آتيتيود ماغ" عدة إستراتيجيات لإدارة سلوكيات الطفل المرتبطة باضطراب التحدي المعارض، ومنها:

مدح السلوكيات الإيجابية: الابتعاد عن العقاب وتجنب الصراع مع الطفل. ممارسة التمارين الرياضية: من المفيد ممارسة التمارين الرياضية لعلاج هذا الاضطراب، فهي تسهم في تحسين الصحة النفسية وعودة الهدوء. تجنب إثارة نوبات الغضب: تعرف على حدود طفلك ومقدرته، فربما يسيء التصرف بسبب عدم استيعابه ما تطلبه منه، أو عدم قدرته على فعل هذا الأمر. تنفيذ العقاب: سيخترق طفلك القواعد في وقت ما، رغم الجهود الكبيرة المبذولة. لكن، دع طفلك يرَ تبعات أفعاله ما دام لا يشكل هذا خطرا عليه. توخّ الحذر وانتقد سلوك الطفل وليس الطفل نفسه، فبدلا من أن تقول أنت طفل سيئ، جرّب أن تقول لا تركض متجاوزا الشارع. ولا تلجأ أبدا إلى العقاب الذي يؤذي الطفل نفسيا أو بدنيا، فإن ضرر ضرب الطفل وصفعه والصراخ فيه أكبر من نفعه. العمل مع معالج نفسي: يسهم تعلم مهارات التحكم في العواطف وإدارتها بطريقة سليمة وتجنب سلوكيات التحدي والصراع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: نوبات الغضب یجب أن

إقرأ أيضاً:

نجوم "طريق الأبطال إلى دبي" يرفعون سقف التحدي

أعلن أبرز المقاتلين المشاركين في بطولة "طريق الأبطال إلى دبي" عن جاهزيتهم وبحثهم عن حصد الفوز، وذلك خلال فعالية اليوم الإعلامي المفتوح التي أقيمت اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات "أسبوع النزال" الخاصة بالبطولة.

تقام بطولة "طريق الأبطال إلى دبي"، يوم السبت المقبل، في كوكاكولا أرينا، دبي، وتنظمها رابطة المقاتلين المحترفين (PFL) ضمن اتفاقية الشراكة مع دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، ومجلس دبي الرياضي.

وشهد اليوم المفتوح حضوراً كبيراً لوسائل الإعلام المحلية والإقليمية، وذلك مع ترقب هذه النزالات على الصعيد الدولي، والتي تضم نخبة من أبرز المقاتلين في الفنون القتالية المختلطة على مستوى العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وسلطت الأضواء على طرفي النزال الرئيسي، الروسي عثمان نور محمدوف والأيرلندي بول هيوز.

وأكد نور محمدوف، أن النزال سيكون قوياً لكنه يريد إنهائه بالإخضاع أو الضربة القاضية، وذلك مع امتلاكه الثقة اللازمة لحسم الأمور في ليلة عالمية مرتقبة في دبي، فيما رد هيوز، بالتأكيد على جاهزيته الكاملة لقلب التوقعات وتحقيق التفوق داخل الحلبة من خلال التحضيرات التي قام بها طوال الفترة الماضية.

من جانبه، أكد الجزائري سهيل ثائري، الذي سيقابل الأيرلندي جون ميتشيل، أنه سيرد داخل الحلبة فقط، وقال: "لا يهمني الحديث والتصريحات قبل خوض النزال من المنافس، وما تعلمته هو أن الحسم في الحلبة فقط، وأتطلع لخوض هذه البطولة التي تعتبر سادس مرة أشارك فيها هنا ببطولة للفنون القتالية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودائماً ما تكون الأجواء حماسية والترتيبات بمستويات تحفزنا على تقديم الأفضل".

أما السوري طارق سليمان، فتقدم بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمها المستمر للمقاتلين في هذا النوع من الرياضات، وتحديداً العرب من خلال فتح الأبواب لخوض هذه النزالات العالمية، وقال: "أنا جاهز للنزال المقبل، وأتطلع خلال مواجهة المصري أحمد سامي، أن نقدم معاً نزالاً عربياً بمستوى عالمي يعكس التطور الذي وصل إليه المقاتلون العرب في هذا النوع من الرياضات".

من جانبه اعتبر السعودي مصطفى ندى أنه جاهز للقاء البريطاني حيدر دارث خان، ذو الأصول الباكستانية، الذي يتطلع لمفاجأته والتفوق عليه بالضربة القاضية في أسرع وقت ممكن خلال أول جولتين من النزال.

وقال: "أنا جاهز لأي منافس في أي مكان ووقت وجنسية من العالم، وقمت بتحليل المنافس المقبل وأخوض النزال للتفوق فقط، وقمت بالتحضير بالشكل المطلوب لهذا النزال الذي يتطلب تركيز كبير".

أما حيدر خان، فاعتبر أن خوض النزال في دبي أمر محفز للغاية بالنظر لصدى العالمي الذي تقدمه للمقاتلين المشاركين، وقال: "درست منافسي وأريد التفوق عليه، استعديت لخوض النزال خلال الفترة الماضية قبل القدوم إلى هنا في آخر أسبوعين للدخول في أجواء البطولة بالشكل المطلوب، وأتوقع مساندة جماهيرية على المدرجات".
 

مقالات مشابهة

  • نجم الأهلي السابق: مجلس الإدارة جزء من مشكلات الفريق لكن عناد كولر السبب الأكبر
  • أول وجه نسائي في السينما المصرية.. بهيجة حافظ تروي قصة التحدي والنجاح
  • لاعب الأهلي السابق: الإدارة جزء من مشكلات الفريق لكن عناد كولر السبب الأكبر
  • اضطراب الهلع.. كيف نتعرف عليه ونتعامل معه؟
  • استشارية نفسية: بخطوات بسيطة اكتشف شعور طفلك تجاه مَن حوله
  • نجوم "طريق الأبطال إلى دبي" يرفعون سقف التحدي
  • تشغيل وحدة قسطرة علاج انسداد الشرايين بمستشفى النيل للتأمين الصحي
  • النوع: انثى ولا ذكر….. حيكتبو انثى ولا نرجسي ????
  • كيف تتخلص من التفكير الزائد
  • بعد تفشيه في أمريكا.. كيف تحمي طفلك من فيروس إنفلونزا المعدة؟