شروط سعودية مقابل صفقات مع شركات تكنولوجيا صينية.. تعرَّف عليها
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قالت مصادر مطلعة إن السعودية منحت شركات تكنولوجيا صينية رائدة صفقات كبيرة، مقابل شروط صارمة بينها استثمار هذه الشركات في المملكة، بهدف تعزيز صناعة التكنولوجيا المحلية، وفقا لصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "علي بابا" و"سينس تايم" من بين أكبر الشركات الصينية التي أبرمت صفقات بمئات الملايين من الدولارات مع الرياض خلال السنوات الثلاث الماضية، مقابل إقامة مشاريع مشتركة في المملكة الثرية بالنفط.
وأوضحت المصادر، وبينها مديرو صناديق ورجال أعمال في مجال التكنولوجيا ومستشارون يعملون على الاتفاقيات، أن "المستثمرين السعوديين يطبقون متطلبات صارمة بشكل متزايد مقابل تمويل الصفقات".
وقال مستشار صيني إن "السعوديين يريدون من شركتك ومهندسيك تدريب مواهبهم.. إنهم يفرضون شروطهم".
وتضخ السعودية استثمارات في شركات التكنولوجيا العالمية ضمن قطاعات أخرى للمساعدة في تنويع وتوسيع اقتصادها بعيدا عن النفط، في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة.
وتكرر الاستراتيجية السعودية تكرر تكتيكات حكومات الصين المتعاقبة تجاه الشركات الأجنبية منذ عقود، إذ منحت حق الوصول إلى أسواقها مقابل تدريب الشركات المحلية والاستثمار، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضاً
هواوي الصينية تدشن استثماراتها السحابية في السعودية
عقود عديدة
وقال مصدران إن مجموعة الذكاء الاصطناعي "سينس تايم" فازت بعقد لمشروع السعودية لبناء مدينة نيوم الضخمة.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة "بوني إيه آي (Pony.ai) الصينية للقيادة الذاتية جمعت 100 مليون دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من صندوق نيوم للاستثمار، مع الاتفاق على أن تنشئ الشركة في السعودية مقرا إقليميا للبحث والتطوير والتصنيع.
كما دخلت شركة "علي بابا كلاود" السوق السعودية عام 2022، عبر مشروع مشترك مع مجموعة الاتصالات السعودية، التي أبرمت أيضا شراكة مع "هواوي" في مشاريع الجيل الخامس "5G"، وتعهدت "بتعزيز التعاون" في أبحاث التكنولوجيا.
وجمعت "سينس تايم" في 2022 مبلغ 207 ملايين دولار من "الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي"، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي للمملكة)، لإطلاق مشروع مشترك لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
وقالت الشركة الصينية إن هذه الشراكة تهدف إلى "تمكين المواهب الشبابية المحلية، ونقل المعرفة، وتحفيز ابتكارات الذكاء الاصطناعي".
وبموجب شروط الصفقة، سيتعين على "سينس تايم" شراء حصة الشركة السعودية إذا فشلت في طرحها للاكتتاب العام أو لم يتم العثور على مشترٍ بعد 7 سنوات.
اقرأ أيضاً
هل تصبح السعودية مركزا عالميا للتكنولوجيا الحيوية؟.. 4 عوامل تحقق المعادلة الصعبة
الذكاء الاصطناعي
ومن ضمن شروط السعودية، قال مستثمرون صينيون إنه "عند جمع أموال جديدة، فإن نظراءهم السعوديين لن يستثمروا إلا إذا تم إنفاق 30% من الصندوق الجديد على مشاريع في المملكة".
وقال ثلاثة من مديري الصناديق الصينيين إن هذه التدابير "تتناقض مع الموقف قبل عقد من الزمن".
وبحسب أحد مستثمري رأس المال الصيني فإنه "في السابق، كان أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية الصينيون الذين ليس لديهم اسم أو سجل حافل، يحصلون على شيك على بياض، لكن الأمر أصعب بكثير الآن".
ووفقا لمطلعين على الصناعة، فإن السعودية "تتودد أيضا إلى شركات التكنولوجيا الأجنبية لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ، وتنتقي من بين أفضل الشركات من وادي السيليكون (الأمريكي) أو شينزين (مقر أكبر شركات التكنولوجيا بالصين)".
وفي أواخر 2023، أصدرت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا "AceGPT"، وهو نموذج لغوي يركز على اللغة العربية، تم تصميمه بالتعاون مع الجامعة الصينية في هونج كونج ومعهد شينزين لأبحاث البيانات الضخمة.
وقال كريس فاسالو، الباحث في مركز تحليل الصين التابع لمعهد سياسات المجتمع الآسيوي، إنه "يوجد دافع خفي لزيادة العلاقة الاستثمارية بين الصين والسعودية، فربما يكون لدى المملكة كميات كبيرة من اليوان مقابل بيع النفط إلى الصين، وبالتالي فإن أحد أفضل الطرق للتخلص منه هي الإنفاق على السلع والخدمات الصينية".
وبحسب رجال أعمال صينيين فإنه قد يكون لديهم ميزة أخرى في الفوز بالعقود والاستثمارات، مقارنة بالمنافسين الغربيين الذين يندفعون أيضا إلى الشرق الأوسط، وهي الاستعداد لنقل الملكية الفكرية، وهو أمر ترفضه الشركات الأمريكية والأوروبية.
اقرأ أيضاً
كابل الرؤية وسحابة علي بابا وسرار.. هكذا تستثمر السعودية في تكنولوجيا المستقبل الرقمية
المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الصين صفقات شروط شركات تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
يقوم فريق من علماء الحشرات في مونتريال بدعم من مهندسين، لتوثيق الانخفاض غير المسبوق لهذه الأنواع المنتشرة بالملايين حول العالم وتحسين سبل مواجهته بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
تحت قبة شفافة كبيرة، تعيش حشرات من شتى الأنواع، بينها آلاف الفراشات من مختلف الألوان، ونمل وشرانق... ففي هذا الموقع المسمى "إنسيكتاريوم مونتريال"، انطلقت هذه المبادرة، ولا سيما من جانب مكسيم لاريفيه مدير المنشأة.
يشرح لاريفيه أنه بالمقارنة مع "كل حالات الانقراض الجماعي التي شهدناها في الماضي، فإن ما يصيب الحشرات يحدث أسرع بألف مرة".
ويضيف عالم الحشرات أنه حتى بهذه السرعة في الزوال "نعجز عن متابعتها بشكل مناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإبطائها".
ومن المعلوم أن المبيدات الحشرية اختفاء الموائل وتغير المناخ هي الأسباب وراء هذا الزوال المتسارع، لكن ثمة قليل من البيانات حول الحجم الدقيق لهذه المأساة البيئية.
هذه الفجوة يرغب في سدها مشروع "أنتينا" Antenna الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي عبر خوارزمية تحدد الحشرات باستخدام الصور.
يتم تشغيل كل شيء بواسطة محطات الطاقة الشمسية الموجودة في أقصى الشمال الكندي ولكن أيضا في الغابات الاستوائية في بنما. وهي مصممة لالتقاط صورة كل عشر ثوانٍ للحشرات التي تنجذب إلى الأشعة فوق البنفسجية.
ويقدّر الباحثون أن هذا الابتكار سيضاعف كمية المعلومات عن التنوع البيولوجي التي جُمعت على مدى السنوات الـ150 الماضية في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
ويقول مكسيم لاريفيه باسما "حتى بالنسبة لنا، يبدو الأمر مثل الخيال العلمي".
في نهاية المطاف، يُتوقع أن تتيح هذه البيانات إنشاء "أدوات دعم لمساعدة الحكومات وعلماء البيئة في اتخاذ القرارات"، بغية تحديد أفضل برامج الحفاظ على البيئة التي يمكن اعتمادها و"استعادة التنوع البيولوجي".
- تقدم كبير
تمثل الحشرات، التي تنقص المعلومات عنها في كثير من الأحيان، نصف التنوع البيولوجي في العالم وتؤدي دورا حاسما في توازن الطبيعة، سواء من خلال التلقيح أو تحويل النفايات إلى أسمدة أو من خلال تشكيل أساس السلسلة الغذائية للعديد من الحيوانات.
ويقول دافيد رولنيك، الباحث في معهد "ميلا" للذكاء الاصطناعي في كيبيك "هذا هو التقدم الكبير التالي في مجال مراقبة التنوع البيولوجي".
يخضع هذا الابتكار للاختبار منذ أسابيع، والنموذج "مفتوح المصدر" ويركز حاليا فقط على حشرات العث.
مع وجود أكثر من 160 ألف نوع مختلف، فإن هذه الحشرات تمثل مجموعة "متنوعة للغاية"، "يسهل التعرف عليها بصريا" وتشكل "قاعدة السلسلة الغذائية"، وفق دافيد رولنيك، الخبير في الذكاء الاصطناعي والمولع منذ صغره بالحشرات.
في نهاية المطاف، يرمي المشروع إلى السماح للجميع بالمساهمة في إثراء المنصة، ولكن أيضا في تدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على أنواع جديدة من الحشرات. ففي حين ثمة أكثر من مليون نوع معروف بالفعل، قد يكون العدد الفعلي عشرة أضعاف ذلك.
يوضح الباحث أن "التقديرات تشير إلى أن 90% من الحشرات لم يتم التعرف عليها بعد من جانب العلماء".
في أسبوع واحد، اكتشفت محطة مقامة في غابة بنما "ثلاثمئة نوع جديد"، وفق دافيد رولنيك الذي يوضح أن "هذا ليس سوى غيض من فيض".
يأمل الباحثون أيضا أن يتمكنوا من استخدام هذا النموذج الحاسوبي لتحديد الأنواع الجديدة في أعماق البحار، أو حتى الأنواع الضارة في الزراعة.
في مونتريال، يستخدم "إنسكتاريوم" Insectarium التكنولوجيا بالفعل للأغراض التعليمية.
يمكن لزوار هذا المتحف، المخصص للحشرات، التقاط صور للفراشات التي تتجول بحرية في الحظيرة ومعرفة أنواعها عبر التطبيق.