كرم جبر يشارك في منتدى الإعلام السعودي: إنتاج محتوى إعلامي آمن لحماية الشباب
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر، أن ثورة الذكاء الاصطناعى تمضى بسرعة كبير، وسيكون لهذا تأثير كبير جدا على كافة مناحى الحياة.. مشيرا إلى أن الإعلام أول المتأثرين بهذه الثورة.
جاء ذلك خلال جلسة "الإعلام العربى فى مواجهة التحولات.. رؤى وزارية لمعالم مستقبلية"، ممثلا للوفد المصرى فى الجلسة الرئيسية للوزراءالعرب،بمشاركة وزير الاتصال الحكومي الأردني مهند المبيضين، ووزير شؤون الإعلام البحريني رمزان النعيمي، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي، ضمن فعاليات المنتدى السعودى للإعلام، والتي انطلقت اليوم الثلاثاء، بالرياض في المملكة العربية السعودية.
وقال: “إن الإعلام كصناعة لم نعد نمتلك منها الكثير فهناك شركات كبرى تسيطر على الإعلام، لذا يجب التركيز على المحتوى، وهنا يجب أن نواجه غزو الثقافة خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي لا تتوافق مع تقاليد مجتمعاتنا العربية”.
وأضاف: "لو نظرنا على المحتوى الذي نستقبله من المنصات الإعلامية العالمية نجد إن كثيرا مما يبث عليها يتعارض مع قيم مجتمعاتنا العربية فهي تبث برامج وأفلاما تروج للعنف والإلحاد والتكفير والمثلية وكثيرا من القضايا التي تتعارض مع ثقافاتنا وتقاليدنا وأعرافنا العربية".
وتابع: "لذلك يجب وضع ضوابط، لكن ليس المقصود منها الحجب ولكن من خلال مخاطبة هذه الشركات الكبرى التي تمتلك هذه المنصات لمراعاة الثقافة والتقاليد والقيم العربية وإنتاج محتوى عربي آمن يتناسب مع مجتمعاتنا حتى نحمي شبابنا وأطفالنا من هذا المنصات".
وأردف: "يجب أن نغرس في نفوس أطفالنا وشبابنا والأجيال الجديدة الهوية الوطنية وحب الوطن والقيم، وهذا دور الإعلام"، مشيرا إلى أن الإعلام الرسمي ليس هو المسيطر حاليا، فهناك في مصر على سبيل المثال 80 مليون مصري لهم حسابات على "الفيس بوك" وكل واحد من هؤلاء يعتبر منصة إعلامية لذلك يجب مراعاة ذلك".
وهنّأ المملكة العربية السعودية، بذكري التأسيس، كما هنأ وزير الإعلام السعودي على نجاح المنتدى.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب