هل كشفت حرب غزة تغييرا في ميزان القوى بين أمريكا وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تغير ميزان القوى في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لدرجة أن إدارة الرئيس الامريكي جو بادين عاجزة عن ممارسة "ضغوط حقيقة" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ومستقبل التطبيع والسلام في الشرق الأوسط.
ذلك ما خلص إليه جيمس دورسي، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "على نحو متزايد، تربط إدارة بايدن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بأهداف إقليمية أوسع، بينها الاعتراف السعودي بإسرائيل وما يشبه الطريق إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
واستدرك: "لكن القول أسهل من الفعل، وخاصة في ضوء القيود الزمنية التي تفرضها الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني (المقبل)، واحتمال إجراء انتخابات في إسرائيل بمجرد صمت المدافع في غزة".
وأضاف أن "التاريخ يشير إلى أن المفاوضات تؤدي إلى نتائج عندما يصبح ثمن عدم التوصل إلى حل تفاوضي باهظا للغاية، لكن تعثر الجهود القطرية والمصرية والأمريكية للتفاوض على وقف إطلاق النار يفيد بأن إسرائيل وحركة حماس لم تصلا إلى هذه النقطة".
اقرأ أيضاً
بايدن ونتنياهو: هل هناك خلاف حقيقيّ؟
ضغوط حقيقية
دورسي قال إن "نتنياهو يُصر على مواصلة الحرب حتى النهاية المريرة ويرفض إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل".
واستطرد: "كما لا يرغب في الاعتراف بأنه بعد مرور أربعة أشهر من الحرب، لم تحقق إسرائيل أهدافها الحربية، وأن سلوكها في الحرب أدى إلى خسائر غير مقبولة بين سكان غزة الأبرياء (أكثر من 29 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء) وتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لمكانة إسرائيل الدولية".
و"قدرة حماس على الحفاظ على موقفها في وقف إطلاق النار ومفاوضات تبادل الأسرى تسلط الضوء على فشل إسرائيل حتى الآن في تدمير الحركة كقوة عسكرية وسياسية"، كما شدد دورسي.
وتابع أن "كسر الجمود بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من المرجح أن يتطلب أن تمارس واشنطن ضغوطا حقيقية على تل أبيب، بعد أن فشلت في تغيير السياسة والتكتيكات العسكرية الإسرائيلية".
اقرأ أيضاً
مجلة أمريكية: هجوم رفح يضر بأمريكا في المنطقة.. وعلى بايدن وقف السلاح لنتنياهو
ميزان القوى
"لقد تغير ميزان القوى في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ففي عام 1981، بلغ الدعم المالي الأمريكي لتل أبيب 10% فقط من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي".
وأردف: "ويمثل تخصيص واشنطن في 2021 لتل أبيب 4 مليارات دولار سنويا 1% فقط من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي. كما تنتج إسرائيل اليوم العديد من أسلحتها الأساسية محليا، مما يجعلها أقل اعتمادا على مبيعات الأسلحة الأمريكية".
"وفي 1991، خلصت إسرائيل إلى أنها لم تعد قادرة على الاعتماد بشكل أعمى على الحماية الأمريكية بعد أن لم تهب واشنطن لمساعدتها عندما أطلق العراق صواريخ سكود على إسرائيل أثناء حرب الخليج"، كما زاد دورسي.
وتابع: "على الرغم من استمرار اعتمادها على حق النقض الأمريكي في مجلس الأمن الدولي والتعاون العسكري، إلا أن إسرائيل عملت على زيادة هامش الحكم الذاتي، مثلما فعلت دول الخليج بعد ثلاثة عقود إثر فشل واشنطن في الرد على هجمات إيران على البنية التحتية الحيوية في دول خليجية عامي 2019 و2020".
دورسي مضى قائلا: "علاوة على ذلك، فإن التزام الولايات المتحدة غير المشروط تجاه إسرائيل يشكل سلاحا ذا حدين".
ووفقا للباحثة في العلاقات الدولية باربرا إلياس فإنه "من المرجح أن يراهن صناع القرار الإسرائيليون على أن المصالح الأمريكية في الحفاظ على شراكة استراتيجية راسخة ضد الأعداء المشتركين، وبينهم الحوثيون وإيران، ستمنع واشنطن من الضغط بشدة على إسرائيل".
اقرأ أيضاً
بعد مكالمة الـ40 دقيقة مع بايدن.. نتنياهو يجدد رفضه الاعتراف بالدولة الفلسطينية
المصدر | جيمس دورسي/"مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل بايدن نتنياهو حرب غزة وقف إطلاق النار میزان القوى
إقرأ أيضاً:
من حكم أمريكا؟.. تقارير تكشف خطة البيت الأبيض لإخفاء إصابة بايدن بالخرف
كشف تحقيق أجرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن عملية تستر واسعة النطاق ومتعمدة استمرت لسنوات، والتي شهدت أيضًا قيام الإدارة بتسليط الضوء على أولئك الذين تجرأوا على الادعاء بأن قدرات الرئيس جو بايدن تدهورت منذ أن كان نائبًا للرئيس باراك أوباما.
على الرغم من جهود "المتحمسين"، أصبح انحدار بايدن واضحًا بشكل متزايد، خاصة بعد أن أصدر المستشار الخاص روبرت هور العام الماضي تقريرًا يصور رجلاً نسيًا وضعيفًا يبلغ من العمر 81 عامًا آنذاك.
قرر هور عدم توجيه اتهامات إلى بايدن للاحتفاظ بوثائق سرية في مرآبه في ديلاوير لأنه "من المرجح أن يقدم نفسه إلى هيئة محلفين" باعتباره "رجلًا متعاطفًا وحسن النية وكبير السن ضعيف الذاكرة".
ولم يستطع بايدن حتى تكرار السطور التي غذّاه بها موظفوه أثناء استعداده لمقابلته مع هور، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وفي البيت الأبيض، ألغى بايدن أيضًا اجتماعات مهمة للأمن القومي، تاركًا للمساعدين مهمة شرح للحاضرين أن الرئيس لديه "أيام سيئة وأيام جيدة".
وأكد استراتيجي ديمقراطي ذو علاقات جيدة لموقع ديلي ميل أن النفوذ على بايدن "كان مركّزًا من قبل أشخاص ليسوا على اتصال بالخارج"، بما في ذلك مستشاريه المقربين بروس ريد وستيف ريتشيتي ومايك دونيلون.
وفقًا لتقرير صادم، حاول البيت الأبيض إخفاء الحالة العقلية المتدهورة بسرعة لجو بايدن عن الجمهور طوال فترة رئاسته.
و اشتكى موظفو بايدن من المستوى الأدنى من أن هذا "الثلاثي" السري قد طور نفوذًا كبيرًا على بايدن ومع اقتراب فترة ولايته من نهايتها، يتفق الكثيرون في واشنطن على أنه كان من الصعب معرفة من هو المسؤول بالفعل عن إدارة البلاد.
ومن الأمثلة الصارخة على التستر في البيت الأبيض ما نقله عضو الكونجرس الديمقراطي آدم سميث في عام 2021، عندما كان رئيسًا للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، حاول يائسًا الاتصال ببايدن قبل الانسحاب الفاشل من أفغانستان لمشاركة مخاوفه الجادة بشأن الخطة، وقد قوبلت محاولاته بالرفض.
عندما قُتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية و170 أفغانيًا، انتقد سميث بايدن علنًا ووبخه وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
أخيرًا، اتصل بايدن بسميث للاعتذار، وعلى الرغم من دوره الرئيسي في الكونجرس، فقد كانت المكالمة الشخصية الوحيدة التي تلقاها سميث طوال فترة ولاية الرئيس التي استمرت أربع سنوات.
وكان الموظفون قلقين بشأن المقارنة بين الرئيس بايدن وزوجته الدكتورة جيل بايدن، التي تصغره بثماني سنوات ولديها جدول أعمال مزدحم وحيوي سلط الضوء فقط على وتيرة زوجها الأكثر اعتدالاً.
بحلول أواخر يونيو من هذا العام، كان تراجع بايدن واضحًا تمامًا عندما ناقش دونالد ترامب.
امتلأ الحدث الذي استمر ساعة ونصف الساعة بالزلات والتعثرات والنظرات الفارغة من الرئيس، وقد ثبت أنه كارثي لحملته.
وكانت المواجهة مع ترامب هي التي دفعت الجمهور في النهاية، وحتى كبار الديمقراطيين في واشنطن، إلى مطالبة بايدن بإنهاء محاولته لإعادة انتخابه.
بعد شهر من المناظرة،استسلم بايدن وأيد نائبته كامالا هاريس، التي هزمها ترامب مع ذلك في 5 نوفمبر.
خلال رئاسة بايدن، كان على المساعدين غالبًا تكرار الإشارات له في الفعاليات، تم إعطاؤه بطاقات تعليمات مبسطة مع مؤشرات مفصلة حول مكان المشي والجلوس والنظر.
حتى أن فريق بايدن طلب من قطب استوديو هوليوود جيفري كاتزنبرج أن يجد مدرب صوت لتحسين صوته المتذبذب والخافت.
بالإضافة إلى ذلك، تم حماية بايدن من قبل كبار المستشارين الذين تم وضعهم في أدوار شعر آخرون أن الرئيس كان يجب أن يشغلها.
وشمل المسؤولون الذين وقفوا مستشار الرئيس ستيف ريتشيتي، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني لايل برينارد.
قال شخص شهد ما حدث مع بايدن في السنوات الأربع الماضية للصحيفة إن مجموعة صغيرة من المساعدين كانوا يبقون بالقرب منه في جميع الأوقات.
وفي الوقت نفسه، تلقى المساعدون الصحفيون المكلفون بتجميع مقاطع الأخبار تعليمات من كبار الموظفين باستبعاد أي قصص سلبية عن الرئيس.
نفى المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس رواية وول ستريت جورنال بأن بايدن رفض.
وبدلاً من ذلك، قال بيتس إنه "حقق السجل الأكثر إنجازًا لأي قائد عام حديث وأعاد بناء الطبقة المتوسطة بسبب اهتمامه بتفاصيل السياسة التي تؤثر على ملايين الأرواح".
كان بايدن متحدثًا عامًا غير منضبط طوال حياته السياسية التي استمرت أكثر من 50 عامًا.
كان لديه أيضًا تلعثم في الطفولة يستشهد به غالبًا للسبب الذي يجعله يتعثر في كلماته.
على الرغم من جهود مساعديه، يغادر بايدن منصبه مع أعضاء حزبه الذين ينتقدونه لكونه "أنانيًا".
يعتقد الكثيرون أنه كان يبحث عن نفسه فقط من خلال البقاء في السباق الرئاسي لعام 2024 بعد نقطة عدم لياقته لفترة أخرى.
يشعر آخرون بالغضب إزاء قراره بالعفو عن ابنه هانتر، 54 عامًا، في وقت سابق من هذا الشهر بعد إدانته بالكذب في نموذج فيدرالي لشراء سلاح في عام 2018.