الموساد وفضيحة "الفارس الأحمر".. لماذا قتل الإسرائيليون شابا مغربيا بـ13 رصاصة أمام زوجته في الشارع؟
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
قبل 50 عاما، ارتكب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد خطأ لا يغتفر، ولطخ اسمه بفضيحة من العيار الثقيل، حين قتل فريق له في إطار "غضب الرب" نادلا مغربيا بدلا من "الفارس الأحمر".
إقرأ المزيدحدث ذلك مساء يوم 21 يوليو 1973 في منتجع ليلهامر للتزلج، الواقع على بعد 200 كيلومتر شمال العاصمة الترويجية أوسلو.
كان النادل الشاب من المغرب، أحمد بوشيخي، عائدا إلى المنزل من السينما مع زوجته النرويجية الحامل، ومأ أن توقفت الحافلة في محطة قرب منزلهما، ونزل الزوجان منها حتى اقتربت سيارة قفز منها رجل وأطلق النار من مسدس كاتم للصوت أربع مرات على بوشيخي.
ركضت زوجته وهي تصرخ إلى المباني المجاورة طلبا للمساعدة، فيما لفظ الشاب المغربي أنفاسه الأخيرة ما أن وصل المسعفون إلى مكان الجريمة.
في رواية أخرى، ذُكر أن عميلين من مجموعة الاغتيال ترجلا من السيارة البيضاء وأمام عيني زوجته أطلقا على الشيخي 13 رصاصة، أرددته قتيلا على الفور.
سكان مدينة ليلهامر الهادئة أصيبوا بصدمة من هذا الهجوم الدموي، وتحدث جيران بوشيخي عنه قائلين إنه رجل هادئ ولطيف ولا يستحق مثل هذه النهاية المروعة، ناهيك عن أن عملية القتل تلك كانت أول حادثة من نوعها في المدينة منذ 56 عاما.
في اليوم التالي، تعقبت الشرطة النرويجية سيارة المهاجمين إلى المطار واعتقلت أربعة مشتبه بهم وهم رجلان وامرأتان، يحملون جوازات سفر صادرة من دول مختلفة، إلا أن أجهزة الأمن ربطهم جميعا بإسرائيل.
كما التقطت أجهزة الأمن النرويجية عميلين آخرين في أوسلو في شقة تابعة للسفارة الإسرائيلية، في حين تمكن تسعة من أعضاء مجموعة الاغتيال من مغادرة البلاد من دون أن يزعجهم أحد.
كيف ارتكب الموساد مثل هذا الخطا الفادح؟
جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الذي تضعه الدعاية الغربية في العادة في مقدمة الأجهزة المماثلة في العالم، وتقدمه على أنه أسطورة في العمليات السرية، كان شكل على خلفية الهجوم خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ، ومصرع 11 رياضيا إسرائيليا في عام 1972، فرقة أطلق عليها اسم " كيدون" وتعني الرمح باشرت في عملية سميت "غضب الرب" لتصفية 12 مطلوبا إسرائيليا يعتقد بوقوفهم خلف عملية ميونيخ من بينهم وائل زعيتر ووديع حداد ومحمود الهمشري وكمال عدوان وكمال ناصر، وآخرين، علاوة على القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة المعروف باسم "الفارس الأحمر"، وهو من خلط الموساد بينه وبوشيخي، بطريقة تبعت على العجب!
الموساد العتيد قيل إنه وقع في خطأ بسبب معلومات مضللة تلقاها من مصادر فلسطينية، والحقيقة أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الشهير في هذه العملية تحديدا تصرف مثل عصابة مبتدئة اختارت ضحيتها بالصدفة، وقيل في هذا السياق إن بوشيخي المغربي كان شديد الشبه بحسن سلامة الفلسطيني، وأن إحدى عميلات الموساد سمعته وهو يتحدث باللغة الفرنسية ما عد تأكيدا على أنه الهدف المطلوب!
جهاز الاستخبارات الإسرائيلي شكّل فريقا للاغتيال في تلك المناسبة يتكون من نحو 15 شخصا بينهم عدة نساء، وبقيادة مايك هراري، الشخيصة الكبيرة في الموساد والموصوف بأنه صاحب ذكاء رفيع.
لم يفد الذكاء الإسرائيلي في ذلك الحين، وحين ظهرت علاقة المعتقلين بالاستخبارات الإسرائيلي، انتشرت الفضيحة الكبيرة، واتهمت النرويج إسرائيل بانتهاك سيادتها.
الإسرائيليون تجاهلوا ما يدور حولهم تماما والتزموا كما هي عادتهم الصمت، فيما كانوا يبحثون بطريقة روتينية عن محامين للعملاء المحتجزين.
علاوة على ذلك، بعد اعتقال عملاء الموساد، تبين أن أحدهم ويدعى دان أربيل، يعاني من رهاب الأماكن المغلقة، ومقابل أن ينقل إلى زنزانة أكبر، أبلغ المحققين عن أسماء زملائه وسلمهم معلومات هامة أخرى ساعدت في إثبات صلة الموساد في عمليات قتل سابقة استهدفت الفلسطينيين في جميع أرجاء أوروبا!
بعد اكتمال الإجراءات، جرت محاكمة العملاء الإسرائيليين الستة في عام 1974، وأدين خمسة منهم وصدرت أحكام بالسجن ضدهم، أقل بكثير مما كان مطلوبا.
لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن جريمة القتل، إلا أنها بعد مرور 23 عاما على الحادثة الفضيحة، دفعت تعويضات لأسرة أحمد بوشيخي، الشاب الذي لا ذنب له إلا أن عملاء الموساد توهموا أنه شخصا آخر!
أما العملاء الإسرائيليون المدانون الخمسة في هذه القضية فقد مكثوا خلف القضبان 22 شهرا، وبعد ذلك تم العفو عنهم وترحيلهم إلى إسرائيل!
على حسن سلامة الحقيقي، وصلته يد الموساد في 22 يناير عام 1979، وقتل فيما كان مارا في بيروت بسيارته بتفجير بعبوة تزن 100 كيلو زرعت في سارة فولكس فاغن متوقفة على قارعة طريق.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف الموساد
إقرأ أيضاً:
عرض فيلم رصاصة في القلب ضمن احتفالية محمد عبد الوهاب بمسقط
احتضنت دار الأوبرا السُّلطانية بمسقط عرض خاص لفيلم “رصاصة في القلب” بحضور جماهيري كبير، بالتزامن مع احتفالية خاصة تقام على مدار عدة أسابيع لأهم أعمال الموسيقار المصري محمّد عبد الوهّاب.
وقبل عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها المخرج أمير رمسيس، تحدث خلالها كل من الناقد محمد نبيل والدكتورة نهلة مطر عن تفاصيل صناعته سينمائيا وموسيقيا، ومكانته في سينما موسيقار الأجيال، وتشريح أغاني وموسيقى الفيلم، وكواليس عمله مع الكاتب توفيق الحكيم على تحويل قصته القصيرة إلى فيلم سينمائي، يدخل ضمن قائمة أهم 100 فيلم مصري.
تهدف الاحتفالية إلى إبراز علاقة الموسيقار بسلطنة عُمان ومنها تلحينه نشيد "عام الشبيبة" في عام 1984 وحصوله على “وسام عُمان”، وكذا تنظيم معرض يضم مجموعة من مقتنياته وحفلات تحاول إعادة التعرّف على التراث الموسيقي الثري للموسيقار محمد عبد الوهاب.
ويضم المعرض صورًا ووثائق ومقتنيات شخصية نادرة في قاعة المعارض بدار الأوبرا السُّلطانية مسقط في دار الفنون الموسيقية.
كما قدم المطربان علي الحجار ومحمد محسن مجموعة من أشهر أغاني محمد عبد الوهاب الرومانسية والوطنية، في ليلة موسيقية أقيمت تحت عنوان “تحية إلى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب”، فيما تقدم المطربة ريهام عبد الحكيم حفلا خاصا الليلة تشدو فيه بأشهر أغاني عبد الوهاب التي لحنها لسيدة الغناء أم كلثوم.