الأزهر للفتوى: من رحمة الله بنا جعل الدعاء سببًا في تغيير المقادير
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن المُسلِم الحق دَائم الصلة بربه سبحانه وتعالى، يحمَدُه في السَّراء، ويَدعُوه ويَرجُو رحمته في الضَرَّاء.
واشار إلى أن دُعاء المولى عز وجل لِكَشف الضُّر وزيادة الخير من تمام اليقين بقدرته عز وجل؛ قال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ .
..} [الفرقان: 77]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ». [أخرجه الترمذي]
ونوه بأن الله عز وجل لطيف بعباده وهو بهم رحيم وبحالهم عليم، ومن رحمته سبحانه أن جعل الدعاء سببًا في تغيير المقادير التي يشقى العباد بنزولها إلى أقدار يسعدون ويفرحون بها ، وعِلمه بذلك سبحانه قديم قبل خلق الخَلْق؛ وقد ثبت في الحَديث أن النبي ﷺ قال: «لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ». [ أخرجه الترمذي]
-ترك لنا الله عز وجل ما اتبعناه لن نُضل أبداً هو القرآن الكريم والسنة النبوية، لذا يجب أن نتبع ما يحتوي عليه القرآن الكريم والسنة.
-تعتبر "الصلاة" اهم ركن في العبادات، وكي نتقرب من الله سبحانه وتعالى لابد أن نؤدي الصلاة في أوقاتها، فيقول الله عز وجل: " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " صدق الله العظيم.
-من الممكن أن نتقرب لله عز وجل أيضاً بصلاة النوافل، والضحى، والتهجد، والوتر.
-ويعتبر بر الوالدين ومعاملتهما معاملة حسنة من الأشياء التي أوصانا الله سبحانه وتعالى بها فقال – تعالى-: « وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، [سورة لقمان: الآية 14].
-يُعدّ العلم من الوسائل التي تُقرّب العبد من خالقه؛ لما فيه من تقويم للسلوك، وتهذيب للنفس، ويساعد على التخلُّص من الشرور بكافة أشكالها، وقد مدح الله -تعالى- العُلماء وأثنى عليهم، بقوله: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
-تُعدّ الأخلاق الحسنة من الأعمال التي يُمكن اكتسابها وترتبط بقوّة الإيمان، وتجعل صاحبها يتمسّك بدين الله -تعالى-؛ ولذلك ينال صاحبها المنازل العالية عند الله -تعالى-، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ صاحب الأخلاق من أفضل الناس، بقوله: (إنَّ مِن خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلَاقًا)
-الصيام: فقد جعل الله - سبحانه وتعالى- الصوم من الأعمال المحببة إليه، والتي تشفع لصاحبها يوم القيامة، فيتقرب المسلم إلى ربه عن طريق صيام شهر رمضان، وصيام التطوع كصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يومي الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض من كل شهر وهي يوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر.
التوبة عن المعاصي والآثام التي ارتكبها المسلم: ويجب أن تكون توبته صادقة وصحيحة، وأن يعاهد الله على عدم العودة إلى المعاصي.
قراءة القرآن الكريم: لقوله -عليه السلام في الحديث الشريف: « من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها».
الإكثار من الصلاة على النبي عليه السلام: تصديقًا لما جاء في الحديث الشريف التالي: «من صلّى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا».
لزوم الصحبة الصالحة: حيث إن الأصحاب الأخيار يعينون المسلم على طاعة الله، وترك المعاصي والآثام.
أن تكون مُسلماً خالصاً لله، مؤدّياً لأركان الإسلام الخمسة مؤمناً بها، ومؤمناً بأركان الإيمان متيقّناً بها، فكن مسلماً مؤمناً تكُن قريباً من ربّك.
الالتزام بالطاعات وخصوصاً الفرائض، فليسَ أمرٌ أحبّ إلى ربّنا جلَّ وعلا من تأدية الفرائض؛ كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج عند القدرة عليه، وغير ذلك ممّا افترضه ربّنا علينا، ويأتي بعد ذلك التقرّب إلى الله سُبحانهُ وتعالى بالنوافل، فلا يزال العبد يتقرّب إلى الله بالنوافل حتّى يحبّه، ففي النوافل قُربةٌ عظيمة من الله سُبحانهُ وتعالى وفيه محبّة ورضا.
الالتزام بذكر الله سُبحانهُ وتعالى، فكلّما كانَ اللسان رطباً بذكر الله كنت قريباً من الله؛ فالحرص على دوام الذكر يجعل القلب مُعلّقاً بالله سُبحانهُ وتعالى، فأنت تتقرّب إلى الله بذلك وربّنا يتقرّب لعبده أشدَّ مما يتقرّب العبد إليه.
تقوية وتنمية عبادات السرّ؛ كالصدقة خفيةً عن أعين الناس، والصلاة في جوف الليل والناس نيام، والبكاء من خشية الله دونما معرفة من أحد، فكلّما كانت بينك وبين الله أسرار لا يعلمها أحد من الناس حظيت بمنزلة القُربى.
الدعاء باب واسع من أبواب التقرّب إلى الله، فأنت عندما تدعو الله تكون قريباً منهُ، وذلك من قول الله سُبحانهُ وتعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) صدق الله العظيم.
قال الله – عز فى علاه-: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًاۚ»، وكأنّ الضلال والإعراض عن ذكره -سبحانه- قد قُرن بالشقاء والضنك والكدّ في الحياة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل الدعاء لیلة النصف من شعبان سبحانه وتعالى ب إلى الله من الله عز وجل
إقرأ أيضاً:
العبادة والتدين الصحيح.. كيف نلتزم بهما؟
واستضافت الحلقة الدكتور محمد خير الشعّال، أستاذ مادة الحديث وعلومه بكليتي الشريعة وأصول الدين بجامعة بلاد الشام، حيث تحدث عن العبادة الصحيحة وعن التدين الذي يفترض أن يهتدي إلى الإنسان ويتمسك به.
ويؤكد أن مفهوم العبادة ارتبط في أذهان عدد لا بأس به من المسلمين بأنه صلاة وصوم وزكاة وحج وتلاوة للقرآن الكريم، في حين أن العبادة في الإسلام هي اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من قول وفعل.
فالزوجة التي ترعى زوجها هي في عبادة، والزوج الذي يحنو على زوجته هو في عبادة، لأن الله عز وجل يقول في سورة النساء: " وعاشروهن بالمعروف"، كما أن الابن الذي يبر أباه هو في عبادة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الإسراء: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". والحاكم الذي يعدل بين رعيته هو في عبادة أيضا.
وجعل بعض العلماء العادات الفطرية عبادة إن اقترنت بالنية الصالحة، مثل الطعام والشراب والنوم.
وعن مفهوم العبادة عن القدماء، يذكّر الدكتور الشعّال بمقولة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "والله إني لأخشى من الله سبحانه وتعالى أن يسألني عن شاة على شاطئ دجلة زلت قدمها، لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر".
إعلانوفي السياق نفسه، روى أن أحد الشيوخ زار بلدا إسلاميا فشاهد مآذن المساجد مليئة في ذلك البلد، ولما انتهى من زيارته، كانت هناك زيارة رسمية لرئيس الدولة التي يوجد بها البلد فسأله رئيس الدولة: كيف رأيت الإسلام في بلدنا؟ فرد الشيخ قائلا: رأيت أن الإسلام عندكم متراجعا، وكنت أتمنى أن أرى أمام كل مئذنة لمسجد مدخنة لمصنع.
ويوضح أن الناس الذين فهموا العبادة بأنها صلاة وصوم وزكاة وحج صار عندهم إفراط وتفريط من جهتين، فإذا أراد التقرب من الله سبحانه وتعالى يكثر من الصوم والزكاة والحج، لكنه يظلم زوجته، وممكن يغش أو يتلاعب بالموازين في محله.
وصحح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم العبادة في قوله "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقات، ويأتي وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، يأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا لم تبق حسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
التدين الصحيحوعن التدين المغلوط وأثره على المجتمع، يقول الدكتور الشعّال إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة آل عمران: "إن الدين عند الله الإسلام"، والمراد بالإسلام الطاعة لأوامر الله تعالى، والموجودة في 5 مفاصل من الحياة، العبادات (صلاة وصوم وزكاة وحج وقراءة القرآن الكريم)، وفي المعاملات (بيع وشراء والصرف والوكالة..)، والأحوال الشخصية (زواج وطلاق ونفقات..)، وفي الحدود والجنايات والمرافعات، وفي السياسة الشرعية.
وحول مفهوم التدين الصحيح، يستند "ضيف برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" إلى فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم عندما قال الخليفة عمر لعمرو بن العاص "يا عمر متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!".
والتدين يظهره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رب زدني علما"، ويظهره الصحابة الذين انطلقوا ينشرون الخير في الأرض.
إعلانوعن الذي يهجرون القرآن الكريم بعد شهر رمضان، يوضح الدكتور الشعّال أن الذي تغير بين الماضي والحاضر هو تعامل الإنسان مع القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويشجع الناس على قراءة القرآن ويرغبهم فيه، وكان يقول "من قرأ حرفا من كلام الله فله به حسنة والحسنه بعشر أمثالها".
ويتأسف الدكتور الشعال كون بعض الناس يقرؤون القرآن الكريم ويختمونه عدة مرات، لكنهم لا يبحثون عن تفسير معانيه.
12/3/2025