ماريان جرجس تكتب: من الباب العالي إلى مصر
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
ذات يوم منذ أكثر من قرن ونصف صدر فرمان من قبل السلطان العثماني "عبد المجيد" إلى محمد على باشا في 13 فبراير عام 1841، يؤكد على ضرورة سجن مصر في حدود ضيقة من الاستقلال الداخلي والخارجي ،و يحدد لمحمد على شروط توريث الحكم في أسرته وعدد الجيش المصري وقيمة الجزية السنوية والباشا يرفض ذلك الفرمان.
وتمر الأعوام ليمضي قرابة قرنين من الزمان وتأتى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في 13 فبراير عام 2024 ، بعد سنوات من الصمت السياسي السلبي في العلاقات المصرية التركية ليفتح مع الرئيس السيسي صفحة جديدة كما وصفها الرئيس السيسي في كلمته في المؤتمر الصحفي أمام الرئيس التركي وكأن مصر هي الملاذ الآمن الذي ترنو إليه مساعي الدول المختلفة في أوقات الأزمات .
فمن قبل تركيا، كانت قطر والتي حرصت على توطيد العلاقات مع مصر بعد العزلة السياسية والاقتصادية وسنوات من الانقطاع، وتشاركا الاثنان في جهود حثيثة لحل القضية الفلسطينية.
وكذلك تركيا التي تحاول إرسال المزيد من المواد الاغاثية لغزة عن طريق مصر، ولا شك أن التوافق السياسي المصري التركي حيال تلك القضية يضمن دعمًا أكبر للشعب الفلسطيني فالدولتان يتشاركان رؤية واحدة تجاه القضية الأبرز الآن على الساحة الدولية، كما أن لكل منهما ثقل في المجتمع الدولي وكلمة أمام المحافل الدولية ، مما يضمن دعمًا سياسيا واقتصاديًا أكبر للقضية .
ليست القضية الفلسطينية فحسب ، ولكن ذلك التوافق يواجه المشاكل والتحديات العالمية التي باتت تهدد العالم وتهدد الأمن الغذائي وحركة التجارة العالمية ، يأتي التعاون المصري التركي ليعزز الجهود الدولية لحل تلك الأزمات وتنشيط الاستثمارات التركية في مصر ودفع عجلة تنمية الاقتصاد المصري والتركي .
وتتميز كل دولة بموقع جغرافي رائع ويأتي التعاون الاقتصادي التجاري بينهما بمثابة حلقات وصل إيجابية تلقى بظلالها على التأثر العالمي من أزمات الغذاء والحبوب وسلاسل الإمداد والتوريد .
إن تحسن العلاقات بين مصر وكثير من الدول حتى الدول التي كانت تتبنى مواقف معادية للدولة المصرية بعد 2013 ليس من قبيل الصدفة أو مجرد أحداث عشوائية بل هو نتاج مقومات وأدوات كثيرة أصبحت تمتلكها السياسية المصرية الهادئة الرشيدة ألا وهي سياسة الحياد وتبنى المواقف السياسية المنصفة تجاه القضايا المختلفة والحفاظ على الاستقرار والأمن الداخلي في إقليم على صفيح ساخن ، وقوة الدولة المصرية على الصعيد الخارجي وقدرتها على التدخل في ملفات عدة بهدف التهدئة ،وثقلها الإقليمي والدولي ، لذا تأتي زيارة الرئيس التركي لمصر خير دليل على انتصارات مصر السياسية الهادئة واستكمالا لسلسلة من الانتصارات الدبلوماسية التي نجني ثمارها على الصعيد الدولي والاقتصادي والتجاري .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
وزير التربية الوطنية والرياضة الجديد : سنواصل رياضة المستوى العالي وإنجاح التظاهرات الكبرى التي ستحتضنها المملكة
زنقة 20. الرباط
قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الجمعة، إن الوزارة ستواصل العمل خلال سنة 2025، على تطوير رياضة المستوى العالي، وإنجاح الاستحقاقات الرياضية القارية والدولية التي سيستضيفها المغرب، ولاسيما من خلال الاستثمار في البنيات والمنشآت الرياضية.
وأوضح السيد برادة، خلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية للوزارة برسم السنة المالية 2025 أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أن أولويات برنامج عمل الوزارة، ستهم مواصلة تأهيل الملاعب الكبرى استعدادا لاحتضان المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، ومواصلة تنزيل برنامج بناء ملاعب بالمجال القروي والشبه حضري من خلال إنجاز 233 ملعب قرب، وتأهيل المنشآت الرياضية، وإحداث قاعة كبرى متعددة الاختصاصات بالرباط، وإعادة تأهيل المركز الوطني للرياضة مولاي رشيد.
وأضاف أن الوزارة ستعمل، أيضا، على إعادة بناء ملعب البريد بالرباط، وإحداث مقر للجامعات الرياضية بالرباط، وإعداد نظام معلوماتي جغرافي من أجل إحصاء وتتبع المنشآت الرياضية، وإحداث 6 مراكز للتميز الرياضي، واقتناء المعدات والتجهيزات الرياضية، وإحداث مركزين جهويين للطب الرياضي بكل من طنجة وأكادير، وتوفير المستلزمات الطبية والشبه الطبية لكل مراكز الطب الرياضي، وتأهيل وصيانة المعدات والأجهزة الطبية لكل مراكز الطب الرياضي، مبرزا أن الغلاف المالي الإجمالي لهذه المشاريع يبلغ 1.88 مليار درهم.
كما تتضمن أولويات عمل الوزارة برسم سنة 2025، حسب الوزير، برمجة مشاريع بغلاف مالي يبلغ 106 ملايين درهم، تهم “دوري الدوار”، ودوري رمضان للرياضات الجماعية، والألعاب والرياضات الشاطئية، ومشروع مهيكل “النادي الرياضي للقرب”، وشراء مستهلكات طب الأسنان والمنتجات الطبية والأدوية لمراكز الطب الرياضي، وإعداد نظام معطيات طبية للرياضيين (البرمجيات والاتصال بالأنترنيت) في جميع مراكز الطب الرياضي، وصياغة الدليل الطبي للتظاهرات الطبية.
ويتعلق الأمر، كذلك، بوضع نظام مرجعي طبي للرياضيين ذوي المستوى العالي، وتكوين الطاقم الطبي وشبه الطبي لمراكز الطب الرياضي، وبرنامج التكوين لفائدة المؤطرين الرياضيين ومنشطي مراكز القرب، وبرنامج تكوين أطر مديرية الرياضة، ومشروع مهيكل “الملتقى الوطني للتنقيب عن المواهب الرياضية”، والمشاركة في معرض الرياضة.
وبخصوص الدبلوماسية الرياضية، أبرز السيد برادة أن الوزارة ستعمل، بالخصوص، على استقطاب التظاهرات الرياضية، واحتضان مقر الاتحادات الرياضية الدولية، وتطوير وتصدير الخبرة المغربية قاريا ودوليا.