حفرها حزب الله في لبنان.. تقرير يحذر من أنفاق أكثر خطورة من شبكة حماس
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أشار تقرير لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إلى أن حزب الله اللبناني حفر مئات الكيلومترات من الأنفاق في لبنان، على مدار 30 عاما، يتراوح عمقها ما بين 40 و80 مترا، وذلك باستخدام تكنولوجيا كورية شمالية، معتبرا أنها "أكثر خطورة" من أنفاق حركة حماس تحت قطاع غزة.
وقال التقرير إن أنفاق حزب الله "أكثر تعقيدا وخطورة" من أنفاق حماس، لدرجة أن تفجير أحد تلك الأنفاق (في لبنان) قد يتسبب في "هزات وانهيارات أرضية"، لافتا إلى أن حزب الله بدأ في حفرها "تحسبا لأي غزو إسرائيلي".
وقالت الصحيفة إن "حزب الله بدأ في حفر تلك الأنفاق في الثمانينيات، وتسارع الأمر في نهاية التسعينيات، من أجل الاستعداد لأي عملية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية".
كما لفتت إلى أن إسرائيل "استخدمت قنابل الفوسفور الأبيض في المناطق الحدودية جنوبي لبنان بعد هجمات السابع من أكتوبر، لحرق النباتات والكشف عن مداخل الأنفاق"، مضيفة أنه "تم بالفعل تدمير 12 فتحة لنفق من هذا النوع".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر عسكري إسرائيلي، قوله إن "الجيش يستخدم أجهزة كشف حركة وألياف ضوئية متصلة بشبكة الجيل الرابع، بجانب الروبوتات والمسيّرات ومصادر معلومات أخرى، في محاولة لرسم خريطة شبكة الأنفاق".
حريق ضخم وسحب دخان.. غارات إسرائيلية على جنوب لبنان شن الجيش الإسرائيل غارات على بلدة الغازية الواقعة في قضاء صيدا ، جنوب لبنان، وفق ما أكدته تقارير رسمية في البلدين، الاثنينوقال الجنرال السابق الذي عمل في جنوب لبنان، أوليفييه باسو، للصحيفة، إن "الأنفاق الأولى كانت من صناعة الفصائل الفلسطينية في السيتينيات، قبل أن يوسّعها حزب الله في الثمانينيات وأواخر التسعينيات. وتطورت تلك الأنفاق بشكل رئيسي في أعقاب حرب عام 2006، في إطار سعي حزب الله لتوفير وسيلة دفاعية ضد أي عملية برية إٍسرائيلية".
وتشير التقديرات إلى أن بعض الأنفاق "ضيقة جدا تكفي لعمليات تسلل الأفراد إلى إسرائيل"، في حين أن بعض الأنفاق الأخرى "أوسع ومخصصة لبطاريات الصواريخ البالستية الإيرانية، مثل (فاتح 110)"، حسب الصحيفة.
من جانبه أشار مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث، في تقرير عام 2024، إلى وجود "أنفاق مليئة بالمتفجرات حُفرت أسفل نقاط استراتيجية، وهي سليمة وغير مستخدمة منذ عدة سنوات". وأضاف أن "أي انفجار في تلك الأنفاق قد يسبب هزات وانهيارات أرضية، وهو تكتيك استخدم من قبل خلال الحرب العالمية الأولى".
وكانت إسرائيل قد أعلنت عام 2018 اكتشاف سلسلة أنفاق من جنوب لبنان باتجاه أراضيها، مشيرة إلى أن أحدها تم حفره على عمق 55 مترا، وهو "الأطول والأكثر تجهيزا" من بين 6 أنفاق تم اكتشافها، بحسب فرانس برس.
وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل"، أن النفق يعبر الحدود نحو إسرائيل ويشكل "انتهاكا" للقرار الدولي 1701، الذي أنهى حربا استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ومن بين الأنفاق الستة التي أعلن الجيش الإسرائيلي العثور عليها، أكدت يونيفيل، حينذاك، "وجود 5 قريبة من الخط الأزرق في شمال إسرائيل، وتبيّن أن 3 أنفاق منها تعبر الخط الأزرق".
واشنطن ترد على تقارير استخدام إسرائيل قنابل فسفورية أميركية الصنع نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن تكون الولايات المتحدة قد زودت إسرائيل بأي أسلحة فوسفورية، منذ السابع من أكتوبر.وفي ديسمبر 2018، أطلقت إسرائيل عملية للكشف عن الأنفاق وتدميرها، أطلقت عليها "درع الشمال"، وبموجبها أكدت تدمير الأنفاق الستة.
وواصل باسو حديثه للصحيفة، وقال إن السلطات اللبنانية تنفي وجود الأنفاق، والتي يقع الجزء الأكبر مها "تحت المزارع والمصانع الخاصة، مما يسمح بإدخال معدات الحفر الثقيلة دون لفت انتباه غير مرغوب فيه".
وادعى أن حزب الله "يشتري الأراضي ليحولها فيما بعد إلى ما يطلق عليه محمية طبيعية. وربما أقاموا بها معسكرات تدريب أو مخابئ للأسلحة أو ممرات تقود إلى الأنفاق".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي حاول تهدئة مخاوف سكان الشمال بعد هجمات السابع من أكتوبر، حيث أكد "إجراء عمليات بحث واسعة النطاق لتحديد البنية التحتية الإرهابية بجميع أنواعها، سواء تحت الأرض أو فوقها"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
والأسبوع الماضي، حذر المتحدث الرسمي باسم "يونيفيل"، من أن هناك "تحولا مثيرا للقلق في الأيام الماضية"، وذلك على خلفية القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وميليشيات حزب الله اللبناني، منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وقال أندريا تيننتي، في تصريحات صحفية: "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق"، الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، ووضعته الأمم المتحدة في 7 يوليو سنة 2000، لكن لا يعتبر حدودا دولية.
وتابع: "الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد".
ودفع التصعيد أكثر من 80 ألف إسرائيلي إلى النزوح من منازلهم في المنطقة الشمالية وفق السلطات، كما نزح أكثر من 87 ألفا في جنوب لبنان، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تلک الأنفاق جنوب لبنان من أکتوبر حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير لـThe Hill يتحدث عن تحرير لبنان.. هذا ما كشفه
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "في خطاب النصر الذي ألقاه، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب: "لن أبدأ حرباً، سأوقف الحروب"، إلا أنه لم يذكر صراحةً الوضع في إسرائيل أو أوكرانيا في كلماته. لا يتطلب الأمر عبقرية للافتراض أن الرئيس السابع والأربعين يريد تهدئة الأمور في كلتا المنطقتين. ولكن في حين يبدو أن حرب أوكرانيا وروسيا تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، فإن الديناميكية على جبهات إسرائيل مختلفة، وخاصة في ما يتعلق بلبنان واتفاقية وقف إطلاق النار الناشئة، والتي تعمل الإدارة الأميركية الحالية على إعدادها".
وبحسب الصحيفة، "إن إرادة البيت الأبيض في المستقبل قد تتحقق عاجلاً وليس آجلاً، ولكن إذا استمرت على المسار الحالي عينه، فقد يفوتها بسهولة. بعد أكثر من عام من القتال المستمر، فإن الهدوء المحتمل على الحدود بين لبنان وإسرائيل أمر يستحق الترحيب، وفي الواقع، يتمنى كلا الشعبين أن يأتي يوم لا تُستخدم فيه جنوب لبنان وأجزاء من بيروت كنقطة اشتباك بين إسرائيل وحزب الله. وبهذا المعنى، فإن ترجمة العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله إلى عمل سياسي محتمل يمنح الأمل لكثيرين. ومن منظور جيوسياسي، يشير ذلك إلى التطور المرغوب من الحرب إلى الدبلوماسية".
وتابعت الصحيفة، "بالنسبة لملايين الناس في المنطقة، فإن العلاقة بين المرحلتين ليست بديهية بل هي تكافل أساسي. فالهدوء مفيد للاقتصاد، وهو أمر حيوي للروح والجسد البشريين، وعندما تعود الحياة إلى مسارها الصحيح، فمن المغري أن نتساءل كيف لم تكن كذلك من قبل. إن التفاصيل المسربة من اتفاق وقف إطلاق النار الناشئ تجسد هذه الآمال، ولكن في حين تركز وسائل الإعلام والخطاب العام بطبيعة الحال على الترتيبات العملية التي يستلزمها الاتفاق، فإنها ليست الشيء الرئيسي، ومن المرجح أن تغير التطورات السياسية والاعتبارات الاستراتيجية والتسريبات المستقبلية هذه الترتيبات وتجلب اتجاهات جديدة".
وأضافت الصحيفة، "لكن القاسم المشترك بين البنود هو ما ينبغي لنا أن ننظر إليه. ويتلخص جوهره في افتراض أن لبنان قادر على الوفاء بالتزاماته، وهذا افتراض إشكالي لأن لبنان لم يعد في السنوات الأخيرة مجرد "دولة تكافح"، بل أصبح دولة تعاني من أزمة حقيقية في كل جانب ممكن تقريبا. وبحسب تقرير جديد صادر عن البنك الدولي في أيار من هذا العام، فإن الفقر في لبنان "على مدى العقد الماضي، بلغ 44% من إجمالي السكان". وقد تبنت العديد من الأسر "مجموعة متنوعة من استراتيجيات التكيف، بما في ذلك خفض استهلاك الغذاء وخفض الإنفاق الصحي، مع عواقب وخيمة محتملة في الأمد البعيد". وتصنف حكومة الولايات المتحدة لبنان في المرتبة 139 في ترتيب الدول في ما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023. كما ويؤدي خلل النظام السياسي إلى تكثيف هذه التحديات المالية".
ورأت الصحيفة أنه "من المثير للاهتمام أن نقص الأموال ليس بالضرورة المشكلة هنا. ففي أعقاب حرب 2006 بين لبنان وإسرائيل وحتى عام 2022، استثمرت الإدارة الأميركية مبلغاً كبيراً قدره 3 مليارات دولار في القوات المسلحة اللبنانية لضمان قدرتها على فرض السيادة في الجزء الجنوبي من البلاد والعمل كقوة استقرار، ولكن هذا لم يمكّنها أو يشجعها على مواجهة حزب الله ومساعدة لبنان على السير على المسار الصحيح. إن أحد الأسباب وراء ذلك هو الخوف من تمزيق النسيج الاجتماعي الرقيق في البلاد والتسبب في حرب أهلية".
وبحسب الصحيفة، "إن مثل هذه الخطة قد تكون بمثابة اتفاق يتعهد فيه محور الدول المصممة لضمان الأمن جنوب الليطاني بالمساعدة في إعادة تأهيل لبنان الذي كان ذات يوم أحد جواهر الشرق الأوسط. وقد يستند تجسيد مثل هذه الخطة إلى روح قرار مجلس الأمن رقم 1559، الذي دعا إلى احترام استقلال لبنان وسيادته وإنهاء الوجود الأجنبي والميليشيات في البلاد. عملياً، يجب أن تعمل عملية إعادة التأهيل هذه على تحييد نفوذ إيران على لبنان والجيش، بما في ذلك الرفض المؤسسي لإساءة استخدام المعابر البرية ومطار بيروت لتهريب الجنود والأسلحة الإيرانية. كما يجب أن تكون مشروطة بإدانة لبنانية واضحة ونزع سلاح حزب الله كجزء من عملية مراقبة فعالة لضمان عدم قدرته على التعافي".
ورأت الصحيفة أنه "إلى جانب الأمن، يتعين على لبنان أن يحتفظ بعنصر مالي قوي وأن يوجه خطة اقتصادية طويلة الأجل تقوم على شراكات استراتيجية مع الحلفاء الذين يرغبون في رؤية لبنان مزدهراً، وليس السيطرة على أصوله. كما عليه إدراج آليات المساءلة والعقوبات لمنع القوى الفاسدة من الاستفادة من المساعدات اللبنانية مرة أخرى. والأهم من ذلك، يتعين على لبنان أن يستلزم إدراكاً صادقاً بأن اتفاق وقف إطلاق النار المستقبلي لن يحل المشكلة بطريقة سحرية، لأن العمليات الاجتماعية تستغرق سنوات، وقد يهيئ الصدام الحالي بين إسرائيل وحزب الله الظروف لمثل هذه الخطوة".
وختمت الصحيفة، "لكن هذه ليست سوى نقطة البداية، وليست النهاية. ففي الوقت الذي يجري فيه التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، يجب أن يعبر مضمونه عن فهم للوضع المعقد الذي تعيشه لبنان كدولة، وأن يطبق آليات إعادة التأهيل الاستراتيجية وفقاً لذلك. إن التعلم من أخطاء الماضي لن يمنع الحرب المقبلة مع إسرائيل فحسب، بل إنه سيحرر لبنان أيضاً".