يستبعد خبراء أن تعلق مصر معاهدة السلام لعام 1979 مع إسرائيل، ولكنه يبقى سيناريو محتملا ينذر في حال حدوثه بتغيرات عديدة، وفقا لجورجيو كافييرو، وهو أستاذ مساعد بجامعة جورج تاون الأمريكية، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft).

وتتصاعد تهديدات مصرية بتعليق المعاهدة في حال اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح في أقصى جنوبي غزة على الحدود مع مصر، بما يدفع مئات آلاف الفلسطينيين إلى داخل سيناء، وكذلك السيطرة على الجانب الفلسطيني من المنطقة العازلة بين غزة ومصر.

وقال كافييرو، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن اجتياح رفح وتهجير الفلسطينيين، بزعم إسرائيل وجود 4 كتائب لحركة "حماس" في المدينة، "سيؤجج قدرا هائلا من الاحتكاك بين القاهرة وتل أبيب، ويفاقم أيضا التوترات بشدة بين الشعب المصري وحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وأضاف أن هذا التهجير "سيرقى إلى "النكبة الثانية"؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في مصر إذا نظر المصريون إلى الحكومة على أنها تلعب دورا في السماح بهذا التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة".

و"إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، يعد هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء إعلان القاهرة أن تهجير إسرائيل للفلسطينيين من غزة وإجبارهم على دخول مصر، هو خط أحمر لا ينبغي لتل أبيب تجاوزه"، كما زاد كافييرو.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: كبير مستشاري بايدن يزور مصر وإسرائيل مع تزايد المخاوف بشأن اجتياح رفح

رسائل ثلاثية

وبحسب أحمد عبوده، وهو زميل مشارك في معهد "تشاتام هاوس"، "من غير المرجح أن تتخذ مصر الخطوة الأولى لتمزيق معاهدة السلام من جانب واحد، وما تفعله هو تبني مواقف استراتيجية خطابية لتوجيه رسائل ثلاثية".

وأوضح أن "القاهرة تقول للجمهور المصري إنها تدافع عن المصالح الأمنية لمصر وكذلك القضية الفلسطينية، وتنقل لواشنطن غضب القاهرة من إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لعدم وقفها الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأخيرا رسالة موجهة إلى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وجنرالات الجيش والمخابرات الإسرائيلية".

كما استبعد جوردون جراي، السفير الأمريكي السابق في تونس، أن تعلق مصر معاهدة السلام لثلاثة أسباب هي: "أولا، لا تسعى مصر إلى مواجهة عسكرية، حتى لو غير مقصودة، مع إسرائيل".

وأردف: "ثانيا، لا تريد مصر المخاطرة بخسارة المساعدات العسكرية الأمريكية (1.3 مليار دولار سنويا) التي تم منحها كنتيجة مباشرة لمعاهدة السلام، وأخيرا، في حين أن مصر تمقت الحرب الإسرائيلية في غزة، فإنها تشارك إسرائيل وجهات نظرها حول التهديد الذي تشكله حماس".

اقرأ أيضاً

الضغوط تتكثف على السيسي.. ماذا ينتظر رفح والمنطقة العازلة؟

متغيرات كثيرة

لكن يبقى تجميد معاهدة السلام سيناريو محتملا، "ومن الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستتطور بها الأحداث إذا اتخذت مصر هذه الخطوة؛ لأنه سيكون هناك متغيرات كثيرة غير معروفة".

وتساءل معين رباني، محلل سياسي: "هل ستعلن مصر ببساطة تعليق معاهدة السلام وتترك الأمر عند هذا الحد أم ستتوقف عن تنفيذ بنودها؟".

فيما رجح كافييرو أن "أي تجميد من جانب مصر للمعاهدة سيؤدي إلى طبقة غير مسبوقة من عدم الاستقرار في العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومن المرجح أن يكون رد فعل واشنطن متطرفا، نظرا إلى مدى أهمية السلام المصري الإسرائيلي في أجندات السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط".

وتابع: "من المؤكد أن الولايات المتحدة ستتحرك للانتقام من مصر  دون تحميل إسرائيل أي مسؤولية عن الأزمة، وقد توقف واشنطن المساعدات الخارجية لمصر، ومن المحتمل أن يبدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا في المناهج المدرسية المصرية أو إجراءات أخرى لا معنى لها".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: مصر تهدد إسرائيل بتعليق معاهدة السلام حال احتلالها محور فيلادلفيا

المصدر | جورجيو كافييرو/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر إسرائيل رفح معاهدة السلام أمريكا حرب غزة معاهدة السلام

إقرأ أيضاً:

عميد هندسة الأزهر بقنا يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية COP 29

شارك الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر فرع قنا، في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29 بعد فوزه في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.

ووجهت منظمة الأمم المتحدة دعوة للدكتور محمد جلال لحضور المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29؛ حرصًا من المبادرة الوطنية لعرض المشروعات الفائزة في هذا المؤتمر الدولي المهم الذي تنظمه الأمم المتحدة بدولة أذربيجان وتشارك فيه أكثر من 200 دولة من دول العالم.

وقام الدكتور محمد جلال بعرض المشروع وإلقاء محاضرة عنه بوجود الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الأقتصادية، وفي وجود الوفد المصري والشركاء الدوليين في أثناء فعاليات الموتمر بدولة أذربيجان، وقد تقدم للمبادرة عدد 5731 مشروعًا على مستوى الجمهورية،  فاز منها 18 مشروعًا في 6 مجالات مختلفة من خلال لجنة تحكيم وطنية برئاسة الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتنمية المستدامة، والسفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المشرف العام على المبادرة.

عميد هندسة الأزهر بقنا يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية COP 29

وأوضح جلال أن المشروع الذي تقدم به تضمن ابتكار لتطوير تصميم وتنفيذ وحدة لمعالجة مياه الصرف الصناعي متعددة الأغراض باستخدام التكنولوجيا الخضراء صديقة البيئة منخفضة التكاليف والتي تعمل بالتحكم الرقمي.

وأضاف جلال أن الابتكار الجديد يتميز بأنه يستخدم في المصانع كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل: مصانع الورق، والبتروكيماويات، والرخام والجرانيت، ومصانع الحديد، والمنسوجات والأصباغ.

مشيرًا إلى أن الابتكار يعالج ويسترجع  95 ٪؜ من المياه المستخدمة في العمليات الصناعية وإعادة استخدامها مرة أخرى بشكل آمن، كما أنه يوفر تكلفة كبيرة، ويحافظ على ثروة مصر المائية من المياه التي تستخدم في المصانع، ويضمن الصرف الآمن للحفاظ على البيئة.

جدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الاقتصادية يتم تنفيذها تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتشكلت بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وتنفذها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ويشرف عليها السفير هشام بدر.

مقالات مشابهة

  • انتبهوا.. أمراض صحية خطيرة تنتج عن التغيرات المناخية
  • عميد هندسة الأزهر بقنا يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية COP 29
  • محافظ البحيرة تُؤكد جاهزية المعدات لمواجهة التغيرات الجوية وسقوط الأمطار
  • ما وراء وعد ترامب بوقف الحروب العالمية؟
  • الزراعة: استنباط محاصيل زراعية لمواجهة التغيرات المناخية
  • غيث: قانون التأجير التمويلي يحتاج إلى تحديث لاستيعاب التغيرات العالمية
  • تقدير موقف حول تداعيات فوز ترمب على الحرب على غزة والسيناريوهات المحتملة
  • روما تحتج لدى إسرائيل بعد سقوط قذيفة على قاعدة إيطالية في لبنان
  • تصعيد العدوان الاسرائيلي يسابق جواب لبنان وعودة هوكشتاين المحتملة
  • الشمس أيضا تمتلك دوامات قطبية شبيهة بالأرض