السومرية نيوز – دوليات

أُطلق لقب "التوابيت الطائرة" على العديد من الطائرات المقاتلة ذات الأداء السيئ على مدار 100 عام من الطيران العسكري، وهو ما يسلط الضوء على المخاطر الكامنة والتحديات التكنولوجية للطيران العسكري المقاتل. وينطوي تصميم طائرة مقاتلة والطيران بها على مخاطر كبيرة، حتى في غياب نيران العدو، بسبب الخط الدقيق الفارق بين النجاح الهندسي والخطأ الكارثي الذي يُحوّل الطائرات المقاتلة إلى "توابيت طائرة".

وبحسب تقرير لمجلة "National Interest" الأمريكية، قد تؤدي بعض التعديلات البسيطة في المحرك والتصميم إلى رفع مستوى طائرة من مرتبة متواضعة إلى مرتبة النخبة. لكن هذا الارتقاء يزول سريعاً مع تقدم التكنولوجيا والتكتيكات. ومع ذلك، تبقى المقاتلات أصولاً استراتيجية وطنية يجب تقييمها. إليك أسوأ 5 طائرات مقاتلة على الإطلاق٬ 2 منها أمريكية و2 سوفييتية وواحدة إنجليزية.

ما هي أسوأ 5 طائرات مقاتلة في العالم؟
1- طائرة "Royal Aircraft Factory B.E.2" البريطانية
كانت مرحلة إعداد الطائرات قبل خوضها حرباً جوية تُمثّل بالتأكيد مهمة شاقة للطيّارين والمهندسين. كانت طائرة "Royal B.E.2" البريطانية واحدة من أولى الطائرات العسكرية التي دخلت حيز الإنتاج الصناعي، حيث بلغ حجم إنتاجها حوالي 3500 طائرة. طارت هذه المقاتلة لأول مرة في عام 1912 وظلت في الخدمة حتى عام 1919، حيث تراجعت مهامها على نحو مطرد مع إنتاج طائرات أفضل.  

ألهمت طائرة "Royal B.E.2" من ناحية ما الجيل الأول من المقاتلات من خلال إظهار جميع العيوب التي ينبغي عدم وجودها في أي طائرة مقاتلة، من ضمنها ضعف الرؤية وصعوبة التحكم وبطء السرعة وضعف نظام التسليح.

أدى ظهور مقاتلة "Fokker Eindecker" إلى تجنّب خطورة الطيران بالمقاتلة "Royal B.E.2". أُدخلت عدة تحسينات على تصميم الطائرة "Royal B.E.2″، لكن غالباً ما تضر التحسينات أكثر مما تفيد، حيث زادت خطورة الطيران بالطائرة وأصبحت أكثر عرضة للحوادث مع زيادة ثقلها.

يصعب وصم المحاولة الأولى بالفشل. لكن عيوب المقاتلة "Royal B.E.2" أدت إلى إدراجها في تلك القائمة. بالمناسبة، القرار البريطاني بالإبقاء عليها في الخدمة بعد انتهاء صلاحيتها للطيران وفشل سلاح الجو الملكي البريطاني في استبدالها بفعالية في الوقت المناسب ساعد في توفير الكثير من الدعم للمدافعين الأوائل عن إنتاجات سلاح الجو الملكي، أول قوة جوية مستقلة في العالم.

2- طائرة "Brewster Buffalo" الأمريكية
دخلت الطائرة المقاتلة صغيرة الحجم "Brewster Buffalo" الخدمة في نفس عام دخول طائرتي "Mitsubishi A6M Zero" و" Messerschmitt Bf 109″ الخدمة، وهما طائرتان متفوقتان للغاية.

صُمّمت المقاتلة "Brewster Buffalo" لتكون محمولة على حاملة طائرات أو لتدمير أهداف برية. خاضت الطائرة أولى معاركها مع القوات الفنلندية، حيث نُقل العديد منها من الولايات المتحدة بعد الحرب السوفييتية الفنلندية الأولى المعروفة باسم "حرب الشتاء".

انطوت زيادات الوزن أثناء عملية التصميم على إمدادات تتعلق بحمولات أسلحة أثقل ووقود إضافي. لسوء الحظ، تسببت هذه التعزيزات في إضعاف هيكل الطائرة على نحوٍ خطير وباتت غير قادرة على مواكبة أفضل نظيراتها المعاصرة أو المناورة معها.  

على الرغم من تحقيق مقاتلات "Buffalo" أداءً جيداً في القتال مع القوات الجوية الفنلندية ضد السوفييت في الأيام الأولى من الحرب السوفييتية الفنلندية الثانية المعروفة باسم "حرب الاستمرار"، فإنَّ طيّاري "Buffalo" الذين يخدمون في دول الكومنولث والقوات الجوية الهولندية في جنوب شرق آسيا تعرضوا للهزيمة الساحقة على يد الطائرات اليابانية. بالإضافة إلى خصائصها الأقل استحساناً، قدمت تلك المقاتلة أداءً سيئاً في درجات الحرارة المرتفعة الشائعة في المناطق الاستوائية.

أشار طيّارو القوة الجوية التابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية إلى تلك المقاتلة باعتبارها "تابوتاً طائراً" في أعقاب "معركة ميدواي"، حيث قدّمت أداءً كارثياً ضد اليابانيين. لذا، سرعان ما خرجت من الخدمة الأمريكية ليحل محلها نظيرتها الأكثر فعالية "Grumman F4F Wildcat".

3- طائرة "Lavochkin-Gorbunov-Gudkov LaGG-3" السوفييتية
يعتمد التحديث العسكري في كثير من الأحيان على التوقيت. أعاد الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الـ20 بناء صناعته العسكرية بوتيرة سريعة، فعمل على تحسين الإنتاج اعتماداً على تقنيات تتخلف قليلاً عن نظيرتها الغربية المعاصرة. خرجت الدفعة الأولى من الطائرة المقاتلة "LaGG-3" في عام 1940 -بعد تطويرها من طراز "LaGG-1"- وكانت الطائرة الحربية الرئيسية للقوات الجوية السوفييتية أثناء الغزو الألماني عام 1941 وقدمت أداءً كارثياً لدرجة أنَّ الطيّارين أشاروا إليها اختصاراً باسم "التابوت الطائر المطلي المضمون".


على الرغم من دخولها الخدمة بعد 5 سنوات من المقاتلة "Bf-109″، كانت طائرة "LaGG-3" ميؤوساً منها تماماً في القتال في مواجهة نظيراتها المعاصرة. لسوء الحظ، جمعت الطائرة بين الهيكل الخشبي خفيف الوزن والمحرك ضعيف القوة، وهو ما يعني أنَّها كافحت للحصول على ميزة تكتيكية ضد المقاتلات الألمانية الأقوى والأثقل وزناً.

كان يُفترض توقف إنتاج هذا الطراز في عام 1942، لكن مرونة المجمع الصناعي العسكري السوفييتي جعل إنتاجها مستمر حتى عام 1944.

4- مقاتلات "Century Series" الأمريكية بطرازات مختلفة
كان اختيار الأسوأ من بين طرازات الطائرة المقاتلة "Century series" الأمريكية والتي ظلت في الخدمة الفعلية حتى السبعينيات والثمانينيات وبعضها حتى تسعينيات من القرن الماضي٬ أمراً صعباً. لم تكن جميع إصدارات مقاتلات "Century Series" توابيت طائرة. كانت المقاتلة "F-100" إحدى مقاتلات الجيل الثاني اللائقة واتسمت المقاتلة "F-106" بقدرات اعتراضية مميزة.

واجهت بقية الإصدارات (F-101، F-102، F-104، F-105) نوعاً من المشكلات المتوقعة جراء مزيج تقني غير متوافق. كانت طائرة "McDonnell F-101 Voodoo" عبارة عن طائرة اعتراضية جرى تحويلها إلى مقاتلة قاذفة، وهو مزيج غير منطقي. قدّمت الطائرة "Convair F-102 Delta Dagger" أداءً معيباً لا يرقى إلى مستوى يجعلها طائرة اعتراضية وقاذفة مقاتلة جيدة، إذ خاضت القتال لفترة وجيزة في فيتنام قبل أن تتحول إلى طائرة هدف بدون طيار.
حصلت طائرة "Lockheed F-104 Starfighter" على لقب "التابوت الطائر" بعدما سجلت أكثر من 30 حادثاً مؤسفاً لكل 100 ألف ساعة طيران. تعرضت أكثر من 50% من طائرات F-104″ الموجودة في الخدمة الكندية لحوادث تحطم. لا تستحق الطائرات المقاتلة الضخمة طراز "Republic F-105 Thunder Chief" الكثير من الإشادة أيضاً. على الرغم من تصميمها لتكون قاذفة نووية، لم تكن ملائمة لتنفيذ مهمة القصف التقليدية في حرب فيتنام.

كانت جميع طرازات مقاتلات "Century series" مُخصّصة لأداء مهام مختلفة وجرى شراؤها بكميات هائلة، لكن جميعها عانت من مشكلات مرتبطة بنفس السبب المتمثل في عدم قدرة القوات الجوية الأمريكية على وضع تصور للحرب خارج نطاقها الاستراتيجي.

5- طائرة "Mikoyan-Gurevich MiG-23" السوفييتية أُنتج منها 5047 طائرة
كان يُفترض أن تكون الطائرة المقاتلة "MiG-23" الرد السوفييتي على المقاتلات الأمريكية الكبيرة مثل "F-4" و"F-111″، وهي مقاتلات قوية قادرة على تنفيذ مهام الهجوم والاعتراض.

كانت المقاتلة السوفييتية "MiG-23" المعروفة أيضاً باسم "Flogger" تشبه الوحش الجامح في السماء. كان طيّارو القوات الجوية الأمريكية المُكلّفون بتحديد قدرات الطائرات السوفييتية يعتبرون الطائرة "Flogger" كارثة تنتظر الحدوث. افتقرت تلك الطائرة إلى العديد من أفضل الميزات التي اتسمت بها المقاتلات السوفييتية السابقة، من بينها الحجم الصغير الجذاب.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض محركات تلك المقاتلة السوفييتية للاحتراق سريعاً جراء عيوب في التصميم، وهو ما يعني أنَّ عملاء التصدير المغضوب عليهم من السوفييت فقدوا القدرة على استخدام مقاتلاتهم. لم يكن أيضاً السجل القتالي للطائرة "Flogger" إيجابياً بوجهٍ عام مع القوات المسلحة السورية والعراقية والليبية. لذا، ليس من المستغرب خروجها من الخدمة قبل سابقتها "MiG-21".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الطائرة المقاتلة القوات الجویة فی الخدمة Royal B E 2

إقرأ أيضاً:

الوضع الأسوأ في العالم.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار

علّقت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على تقرير جديد عن الوضع الإنساني في السودان، الذي يعاني ويلات حرب أهلية منذ أكثر من عام.

وقالت غرينفيلد، في بيان نقلته وزارة الخارجية الأميركية، أن تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" بشأن السودان، ورد فيه إنذار وعبارات حازمة.

ويذكر التقرير بحسب الخارجية أن "الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم، ويتعين على كافة الدول اتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ الأرواح".

ووفقا للبيان فإنه "بعد مرور عام من القتال الفارغ من أي معنى والذي دمر الإنتاج الزراعي وأنظمة الأسواق وتسبب بنزوح وتهجير عشرة ملايين شخص وعرقلة العمليات الإنسانية، يواجه السودان اليوم أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد على الإطلاق".

ويعاني حوالي 25,6 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، وثمة أكثر من 750 ألف شخص ضمن مستوى "الكارثة" من انعدام الأمن الغذائي، وهو المستوى الخامس من النظام خماسي المستويات الذي يتبعه "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي". ويأكل الكثير من الناس أوراق الأشجار ويغلون التراب ليطعموا أي شيء لأطفالهم، وفقا للبيان.

وتقول "لا تلوح المجاعة في الأفق، بل يشير كل عنصر من العناصر إلى أنها تهيمن على البلاد".

وتؤكد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عرقلا عمليات تسليم المساعدات الحيوية على الرغم من الجهود التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني.

وتابعت أنه "في حال لم يحترم الطرفان المتحاربان القانون الإنساني الدولي ويسهلا الوصول الإنساني، يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتحقيق هذا الغرض، بما في ذلك السماح بمرور المساعدات من الدول المجاورة".

وختم البيان بالقول إن "الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى نهاية فورية للقتال، ووصول إنساني بلا عوائق، وانتقال إلى حكم مدني بدون أي دور للجيش في حكم البلاد، ومحاسبة على الجرائم المرتبكة، وذلك لمساعدة البلاد على طي الصفحة. حري بهذا العنف والمعاناة الفارغين من المعنى أن يتوقفا".

وفي سياق متصل، حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع، الخميس، من خطر المجاعة في 14 منطقة في أنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع هناك.

ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقة بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع في تلك المناطق التي تشمل أجزاء من دارفور والخرطوم وكردفان وولاية الجزيرة.

وكشف التقرير عن أن نحو 755 ألفا في السودان يواجهون أحد أسوأ مستويات الجوع، في حين يعاني 8.5 مليون نسمة أو نحو 18 في المئة من السكان نقصا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة.

وتتنامى الأزمة الإنسانية في السودان، فيما يستمر القتال الذي أسفر عن إحدى "أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، بحسب ما تؤكد منظمة أطباء بلا حدود.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ولا تلوح أي فرص لحل الأزمة، إذ يصر الطرفان المتحاربان على القتال.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل وجرح عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء من الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كذلك، سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح ومهجر داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

مقالات مشابهة

  • على مدرج الإقلاع.. طائرة تنسى امرأة على كرسيها المتحرك وتحلّق
  • طائرة بريطانية تنسى مسافرة مقعدة على مدرج الإقلاع وتحلق
  • نسيتها وحلّقت.. طائرة تترك امرأة على كرسيها المتحرك على مدرج الإقلاع
  • نسيتها وحلّقت.. طائرة تترك مقعدة على كرسيها المتحرك على مدرج الإقلاع
  • مركز المصالحة: مسيرة أمريكية تقترب من طائرة روسية بشكل خطير فوق سوريا
  • مؤشر عالمي يصنف الجزائر العاصمة ضمن أسوأ المدن للعيش في العالم
  • تصنيف عالمي يضع العاصمة الجزائرية ضمن أسوأ مدن العيش في العالم
  • الوضع الأسوأ في العالم.. بيان أميركي: سودانيون يأكلون أوراق أشجار
  • مسيرة أمريكية تقترب بشكل خطير من طائرة حربية روسية في سماء سوريا
  • الولايات المتحدة.. منع أم ورضيعها من الرحلة على طائرة لخطأ في "جنس" المضيفة