مدربون: تخبط الجهاز الفني أخرج منتخبنا من أمم آسيا .. ومن المهم الإسراع في تدارك الإخفاق !
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
"هزيمة وتعادلان"، حصيلة متواضعة خرج بها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من مشاركته في بطولة كأس آسيا، على الرغم من الآمال العريضة التي عقدها محبو الأحمر للذهاب بعيدا في البطولة، إلا أن ذلك لم يكن، وجرت الرياح بما لا تشتهي الجماهير المتعطشة، ليكون نتاج ذلك خروج مبكر من البطولة الأقوى قاريا. "عمان الرياضي" استطلع آراء أهل الاختصاص من مدربين ونقاد فنيين، لقراءة ما وراء الإخفاق ومن المتسبب به، وما هي الحلول المقترحة لتغيير الواقع المرير واستكمال مشوار تصفيات كأس العالم 2026 التي ستحتضنها "كندا وأمريكا والمكسيك"، مع المدرب الجديد التشيكي ياروسلاف شيلهافي الذي تعاقد معه اتحاد القدم مؤخرا لقيادة دفة الأحمر في المرحلة المقبلة.
عبدالعزيز الحبسي: عدم تحقيق الفوز يعود لأسباب فنية ولطريقة اللعب
المدرب الوطني والناقد الفني عبدالعزيز الحبسي قال: إنه في الفترة الأخيرة كان هناك اختلاف في الآراء حول أسباب خروج منتخبنا من دور المجموعات بكأس أمم آسيا، وهل هو بفعل ضعف المنظومة وواقع كرة القدم العمانية، أم هنالك أخطاء أخرى فنية وإدارية. في البداية لا يجب إنكار أن واقع رياضتنا في الفترة الأخيرة تحديدا ليس بجيد، والمؤشرات على ذلك كثيرة منها تراجع مستوى المسابقات، ووضع الأندية، وكثرة المشاكل المالية، وتجميد عديد الأندية لنشاطها الكروي، لكن على الرغم من هذه التراكمات السلبية إلا أن منتخبنا حل وصيفا في بطولة الخليج الأخيرة التي أقيمت في العراق بعد خسارته المباراة النهائية أمام المنتخب العراقي 2 / 3، مشيرا إلى أن التصنيف الحالي لمنتخبنا 74 عالميا، مقابل 98 لقرغيزستان، و113 لتايلاند، ونحتل التصنيف العاشر آسيويا، كما أن الأندية العمانية أثبتت قوتها من خلال تتويج السيب بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، والنهضة دائما ما يقدم مستويات قوية وتأهل لمراحل متقدمة في البطولة الآسيوية هذا الموسم، وهذا مؤشر على علو كعبنا على منتخبي قرغيزستان وتايلاند، مما لا يدع مجالا للشك بأن السبب الرئيسي في عدم تحقيق الفوز يعود لأسباب فنية وتندرج تحتها طريقة اللعب التي دخل بها برانكو مباريات بطولة كأس آسيا، وذلك من خلال الأسلوب الدفاعي واستغلال المساحات التي يمنحها لك الفريق المنافس، وهذا ما لم يجده منتخبنا في مباراتيه اللتين خاضهما أمام قرغيزستان وتايلاند، والمتمعن في طريقة لعب منتخبنا يجد أن برانكو اعتمد في مبارياته الخمس الأخيرة التي خاضها قبل انطلاق البطولة على طريقة اللعب نفسها واللاعبين أنفسهم مع تغيير طفيف لبعض اللاعبين بين مباراة وأخرى، والأدهى من ذلك هو إصرار المدرب على التشكيلة عينها في جميع مباريات البطولة دون إشراك لاعبين جدد من على دكة البدلاء، وهذا ما أرهق العناصر الأساسية للعبها المباريات بصورة مستمرة، ولم يكن هنالك منافسة على مراكز اللعب بين اللاعبين، كما أن المعسكرات الطويلة للمنتخب قبل انطلاق البطولة أرهقت اللاعبين بدنيا، وهذا ما قلل التركيز لدى اللاعبين. وأكد الحبسي أنه في حالة ما إذا أردنا تطوير المنظومة الرياضية لدينا فإنه يجب تغيير النهج الذي تسير عليه المنظومة، وتعطى الأولوية للأندية والمسابقات، أما في حالة البقاء على هذا النهج فسيبقى الحال على حاله، لأنه يجب التركيز على تكوين اللاعبين ومسابقات المراحل السنية، وتطبيق الاحتراف الحقيقي أصبح مطلبا لا مفر منه، ولا يجب تجاهل هذا الموضوع، ويجب اختيار مجلس اتحاد منظم وإدارات فنية ذات كفاءة عالية.
سلطان الفليتي: منتخبنا متراجع فنيا حتى قبل بدء البطولة
أوضح الناقد الكروي سلطان الفليتي أن برانكو قدم مردودا جيدا خلال السنة الأولى والثانية من عقده، لكنه بعد ذلك لم يطور الأمور الفنية، ولم يوفق في اختيار الأدوات المناسبة للمنتخب، وكان من المفترض منه معالجة المناطق التي كان بحاجة لها سواء على مستوى الأطراف أو الهجوم وحتى في قلب الدفاع، وذلك مع علمنا أن مفرزات الدوري شحيحة إلا أنه كان من المفترض منه تطوير الناحية الفنية. وأشار الفليتي إلى أن برانكو يتحمل الجزء الأكبر من خروج المنتخب من البطولة، ورأينا وجود منتخبات أقل منا فنيا وتمر بظروف كثيرة لكنها قدمت مباريات بطولية، أما الجزء الآخر فيتحمله الاتحاد من خلال منظومة العمل التي انتهجها خلال الفترة الماضية، كما يرى أن المنتخبات الخليجية بنفس المستوى عدا المنتخبين السعودي والقطري اللذين يقدمان مستويات أعلى فنيا. وتابع: من الإجحاف القول بأن دورينا هو الأضعف آسيويا، مبينا أن الواقع يقول إن دورينا ضعيف ومسابقاتنا المحلية متدنية وبالتالي لا تفرز لاعبين مميزين، لكن لا يمكن تصنيفه على أنه الأضعف آسيويا. وأكد أن المرحلة المقبلة تعد صعبة جدا ولا يوجد الوقت الكافي لتدارك الوضع، والدوري لا يساعد على إفراز لاعبين لهم القدرة على مساعدة المنتخب بشكل كبير، مبينا أنه لا بد من معالجة الوضع سريعا والدفع بدماء جديدة في المنتخب، والأمر يحتاج في الواقع إلى وقت طويل ولا نملك عصا سحرية لترميم هذا الأمر لكن يجب اختيار المناخ الصحي والانضباط ومحاولة إيجاد حلول سريعة، وكما نعلم أن عديد الأندية جمدت نشاطها الكروي وهذا ما يتطلب جهدا مضاعفا من اتحاد كرة القدم لإصلاح الأوضاع المتهالكة.
سيف الغافري: قرار استمرار برانكو حتى كأس آسيا خاطئ
الناقد الكروي سيف الغافري أكد أن الأسباب كانت واضحة منذ خروجنا من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ وإصرار الاتحاد العماني لكرة القدم على استمرار المدرب وتجديد عقده دون أن يكون هناك تقييم فني حقيقي له، وهل هو مدرب المرحلة القادمة !، وما إذا كان بإمكانه الاستمرار في منصبه للاستحقاقات القادمة، مثل نهائيات كأس آسيا، وتصفيات كأس العالم ٢٠٢٦، مبينا أن برانكو لم يكن لديه القدرة على أن يطور أو يضيف أي شيء للاعبين، وأوضح أن المدرب أعلن إفلاسه، والدليل عدم وجود بديل للاعبين المصابين وأيضا إيجاد لاعبين مميزين خصوصا في الهجوم. أضف إلى ذلك عدم قراءته للفريق المنافس في الشوط الثاني، وإخفاقه في التغييرات التي يقوم بها، ناهيك عن قيامه بتغيير مراكز اللاعبين وعلى سبيل المثال تغيير مركز أرشد العلوي من وسط إلى ظهير أيمن. مشيرا إلى أن سبب ذلك يعود إلى ضعف مجلس الإدارة وأنه ليست لديه رؤية واضحة للعمل الممنهج، ولا يملك مقومات التطوير ولا يستطيع أن يمسك بزمام الأمور في المنظومة، وهناك أدلة لا يمكن حصرها ابتداء من تغيير منصب الأمين العام ثلاث مرات وهذا يحصل لأول مرة، واختياره للإسبان في الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، والعقود المبرمة معهم والتي لا تقوم بها إدارة مبتدئة في صياغة العقود، وانتهاء بكارثة برانكو وعقده المضلل للرأي العام واختيارهم للمدرب القادم الذي لا يعلم شيئا عن لاعبينا. ويرى الغافري أن الدوري فعلا ضعيف جدا ولكن ليس بعذر لبرانكو لأنه في الحقيقة فشل فشلا ذريعا وأظهر بأنه مفلس. ويرى أن أمامنا منعطفا خطيرا، وللأسف اتحاد القدم لا يعلم ماذا يفعل وأول خطوات المرحلة القادمة هي حجب الثقة عن الاتحاد لعدم قدرتهم على الخروج من الأزمة الحالية.
فهد العريمي: معسكر طويل وممل أرهق اللاعبين
المدرب الوطني الأسبق فهد العريمي يرى أن أسباب خروج منتخبنا الوطني من كأس آسيا يعود لعدم التحضير الجيد للبطولة، حيث كان من المفترض أن يتم الإعداد لها بصورة أفضل، مبينا أن المنتخب دخل في معسكر طويل وهذا لم يكن في مصلحة اللاعبين لأنه جاء بالسلب عليهم سواء من ناحية الإرهاق أو الملل الذي أصاب اللاعبين جراء المدة الطويلة التي قضاها المنتخب في المعسكرات قبل بدء البطولة، ودليل ذلك إصابة بعض اللاعبين، كما أن الجميع رأى الإرهاق البدني للاعبين خلال مباريات البطولة، وعلى وجه الخصوص مباراتي السعودية وتايلاند، إضافة إلى ذلك وقوع مدرب منتخبنا الوطني برانكو في العديد من الأخطاء خلال جميع مباريات المنتخب، إضافة إلى أن بعض اللاعبين لم يتم وضعهم في مركزهم الأساسي مثل أرشد العلوي الذي لم يقدم الإضافة المطلوبة منه لأنه لم يلعب في مركزه بوسط الملعب، بل أصر المدرب على وضعه في منطقة الظهير الأيمن وهذا ما قلل من أدائه ولم يتم استغلال اللاعب بالصورة الجيدة، مبينا أن العلوي دائما ما يقدم مستويات جيدة في مكانه الاعتيادي في وسط الملعب. وأضاف: لا أرى أن المدرب هو المشكلة الأكبر في خروج المنتخب، ودائما ما نجد المدرب هو الضحية والشماعة والحلقة الأضعف في حال إخفاق أي منتخب، موضحا أن المدرب فعلا لديه أخطاء وكل مدرب له قناعات مختلفة، وبرانكو أو غيره من الوارد وقوعهم في أخطاء في قراءة المباريات أو في إدارتها، ويجب الاعتراف بأن منتخبنا قدم أداء مميزا في فترة من الفترات وأشدنا به، وفي الفترة الأخيرة قدم مستويات باهتة وتم إلقاء اللوم مباشرة على المدرب، لكن الواقع يقول غير ذلك، حيث إن لدينا أخطاء إدارية، وأيضا لا يوجد لاعبون بجودة عالية في منتخبنا الوطني في الوقت الحالي. وأشار إلى أن عديد المنتخبات تطور أداؤها في الفترة الماضية على غرار تايلاند، وسوريا، والأردن، والعراق، وفيتنام، وإندونيسيا لأن عملهم الرياضي أصبح جيدا، بينما على الجهة الأخرى تراجع أداء منتخبنا مؤخرا نتيجة ضعف الدوري وعدم تدرب اللاعبين بشكل جيد، وظهر الإرهاق في أول مباراة للمنتخب في كأس آسيا نتيجة المعسكر الطويل، كما أن المدرب تعامل بصورة سيئة مع المباريات، أما المنتخبات الأخرى فحققت نتائج جيدة خلال منافسات البطولة لأن لديهم خطة منظمة. أما بالنسبة لقول برانكو إن دورينا هو الأضعف في آسيا فقال: إن هذه مجرد مبررات لأي مدرب عند الاستغناء عنه، حيث إن دورينا لا يعد الأضعف ويوجد دوريات آسيوية أضعف ولكن منتخباتهم قدمت أداء جيدا، مبينا أن دورينا ضعيف في المجمل لكنه بالطبع ليس الحلقة الأسوأ بينهم. وأكد العريمي أن المرحلة المقبلة لمنتخبنا يجب أن يكون فيها تصحيح للأخطاء ونبدأ مرحلة جديدة لتطوير المنظومة الرياضية مع المدرب الجديد لمنتخبنا الوطني التشيكي ياروسلاف شيلهافي، كما يجب الاهتمام بالمراحل السنية، أما على مستوى المنتخب الحالي فهذه المجموعة هي الأفضل حاليا، وفيما يتعلق بتطوير كرة القدم في سلطنة عمان، فعلينا تقوية أساس الأندية والتركيز على الفئات السنية.
هلال العوفي: العناصر التي بدأت المباريات لم تكن الأنسب
أشار مدرب منتخب الناشئين الأسبق هلال العوفي إلى أنه عند الحديث عن أداء المنتخب في كأس آسيا يجب العودة قليلا للوراء أي قبل بدء مشاركتنا في البطولة، وبالتحديد في تصفيات كأس العالم 2026، حيث نجحنا في الفوز بأداء باهت على الصين تايبيه، ثم تلقينا الخسارة أمام قرغيزستان، وهاتان المباراتان تحديدا كانتا مؤشرين سلبيين على تدني أداء منتخبنا، بعدها تم منح برانكو معسكرا داخليا وآخر خارجيا في الإمارات، وأعطى انطباعا جيدا من خلال الفوز في آخر مباراة تحضيرية أمام منتخب الإمارات، لكن منتخبنا ظهر بأداء سيئ خلال المباريات التي خاضها في البطولة، سواء مع السعودية أو تايلاند أو مع قرغيزستان، على الرغم من أن جميع المؤشرات كانت إيجابية بتحقيق نتائج جيدة في البطولة، ولكن حدث ما حدث وخرجنا من دور المجموعات، وهنالك أسباب عديدة للخروج، أولاها عدم اختيار العناصر المناسبة للقائمة الأولية، مبينا أن برانكو كان مشتتا في اختياراته والجوانب التي تخص التشكيلة، مشيرا إلى أن بعض العناصر التي تم التعويل عليها في البطولة لم تقدم المنتظر منها، والشيء الآخر هو عدم اختيار برانكو للتشكيل المناسب والعناصر المؤثرة في المباريات، كما كانت هناك بعض التخبطات في المراكز كوضع أرشد العلوي في مركز الظهير الأيمن وهو في الأصل لاعب وسط، على الرغم من وجود محمود مبروك ووجود عدد من اللاعبين الذين كانت لهم القدرة على شغل هذا المركز. وأضاف: العناصر التي تم اختيارها لبدء المباريات في كأس آسيا لم تكن مناسبة، أضف إلى ذلك أن الأسلوب الذي انتهجه برانكو في المباريات لم يكن مناسبا على الإطلاق، حيث اتبع الأسلوب نفسه مع السعودية ثم تايلاند وبعدها قرغيزستان، على الرغم من التفوق الذي ظهر عليه المنتخب السعودي، كما أن مباراة تايلاند لم تشهد فرصا عديدة لمنتخبنا أمام المرمى، وتم تحجيم اللاعبين في المناطق الدفاعية، وفي المقابل لم تكن التغييرات التي قام بها برانكو مقنعة ولم يكن لها الأثر الإيجابي في التغيير، وذلك عكس الأجهزة الفنية للمنتخبات الأخرى، وخلاف ذلك هو استمرار النهج ذاته في المباريات الثلاث، وكان من المفترض أن يركز في أسلوبه على الهجوم، وأكد العوفي أنه عندما تمتلك لاعبين في مركز الظهير الأيمن في القائمة المستدعاة للبطولة وفي النهاية تستقر على وضع أرشد العلوي لاعب الوسط في مركز الظهير الأيمن فهذا الأمر يعد تخبطا واضحا، والأمر بلا شك يؤدي إلى انعدام المنافسة بين اللاعبين على المراكز ويحبطهم، أي كأن وجودهم بلا فائدة مع المنتخب، كما أن برانكو دائما ما كان يشتكي من شح المهاجمين، ونرد عليه بأنه لم يمنحهم الفرصة ومثال ذلك عمر المالكي، وعبدالرحمن المشيفري الذي لم ينل الفرصة الكاملة كذلك إلا في آخر مباراة لمنتخبنا في البطولة مع قرغيزستان، والأمر أنه كان مصرا على تشكيلة معينة في قلب الهجوم بوجود محسن الغساني وعصام الصبحي، كما لم يدفع بزاهر الأغبري إلا في بعض الدقائق، مبينا أنه لم يكن هناك تدوير للاعبين، والتدوير حاجة أساسية في أي بطولة مجمعة، كما كان عليه أن يوجد روح التنافس بين اللاعبين، وهو الأمر الذي غاب عن برانكو خلال منافسات هذه البطولة، وأصبح اللاعبون الذين كانوا موجودين بالقائمة المشاركة ولم يشاركوا أبدا في قمة الإحباط، وذلك لانتهاج برانكو أسلوبا وتشكيلة محددة في جميع مبارياته مع منتخبنا في كأس آسيا، كما أن اللاعبين الأساسيين ضمنوا وجودهم في التشكيلة الأساسية بغض النظر عن مردودهم في المباريات، وإصرار المدرب على الزج بهم. وتابع: بمجرد وصول منتخبنا للبطولة يجب الإدراك بأننا خضنا 3 مباريات في دور المجموعات وسيتم تقييم عمل الجهاز الفني فيهن وكيفية إدارته لهذه المباريات واختياره للعناصر التي شاركت، وبالتالي يجب ألا نخلط ما قدمه منتخبنا في كأس آسيا بالمنظومة الرياضية في سلطنة عمان. وأضاف: بالفعل، أنا من الأصوات التي طالبت بتغيير برانكو خلال الفترة الماضية وكنت أرى أنه ليس صاحب المرحلة المقبلة، ولكن رؤية اتحاد كرة القدم كانت الحفاظ على المدرب لإيجاد استقرار فني لمنتخبنا قبل المعترك الآسيوي، وتظل وجهات نظر في النهاية، ولكن ما كان واضحا في الفترة الماضية هو التراجع الكبير الذي كان عليه منتخبنا في العديد من الجوانب الفنية، حتى أن اختياراته للعناصر كانت خاطئة، وأيضا بالنسبة لخياراته في تشكيلة المباريات، ومن المؤكد أن برانكو هو صاحب القرار الأول والأخير في اختياراته مع أنه كانت هناك بعض المطالبات كذلك من قبل بعض الأعضاء في اتحاد القدم بتغيير أسلوب اللعب الذي انتهجه، لكنه دائما ما كان مقتنعا ومصرا على أسلوبه، وأكد أنه لن يغيره لأنه كان يراه الأنسب ولم يلتفت للأصوات المطالبة بالتغيير، وبالتالي يجب القول إنه يتحمل المسؤولية في خروج المنتخب من البطولة وبشكل كبير، كما لا يمكن الإغفال عن أن هناك جوانب إدارية وأخرى تخص اللاعبين، وعليه فإنه لا يمكن إلقاء اللوم على المدرب بشكل كلي، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين لم يظهروا بالصورة المطلوبة التي كان الجماهير تعول عليها لمساعدة المنتخب في التألق، وتضع عليهم الآمال للبروز في الاستحقاق الآسيوي، لكن يظل المدرب هو المحرك الأساسي لهذه المجموعة ومن الطبيعي أن يكون على رأس الهرم سواء في الإشادة أو الانتقاد، وتبقى الجوانب الإدارية مكملة، مبينا أن 80% من إخفاق منتخبنا يتحمله المدرب. ويتفق العوفي مع مقولة إن المنتخبات الخليجية ومنتخبات شرق آسيا تقدمت في رياضة كرة القدم، بينما منتخبنا في حالة تراجع مخيف، فمنتخبنا على الرغم من أنه لم يكن سيئا خلال مباريات تصفيات كأس العالم 2022، وفي النهاية لم يتأهل، لكن المنتخب كان يبني الآمال لتصفيات كأس العالم 2026 الحالية والتي بدأها منتخبنا بالفوز في مباراته الأولى أمام الصين تايبيه 3 /صفر، ثم خسر المباراة التالية أمام قرغيزستان صفر/1، ويجب أن نشير إلى أن مستوى المنتخب الحالي هو نتاج عمل سابق، سواء بالاهتمام بمنتخبات المراحل السنية، أو الدوري، أو الكثير من الجوانب التي تسهم في تطور المنتخب الوطني الأول، حيث إننا عندما نضع مقارنة مع بعض الدول الخليجية القريبة نجد أن الدوري السعودي أصبح قويا وتنافسيا، ودوريات الأردن وشرق آسيا جاءت أكثر تطورا خلال الفترة الماضية في المراحل السنية. وأضاف: لا يمكن القول إنه لا يوجد جانب إيجابي لدينا، ولنكن واقعيين لا توجد فروقات كبيرة بيننا وبينهم، حيث إن تصنيفنا في المستوى التاسع بآسيا ولدينا بنى أساسية وملاعب جيدة، واتحاد القدم وفر أيضا إمكانياته التي قد لا تتوفر في عدد من الاتحادات الرياضية في قارة آسيا، ولكن في حالة ما إذا أردنا تحقيق إنجازات مثل التأهل لكأس العالم أو الوصول إلى أدوار متقدمة في بطولة كأس آسيا فذلك يتطلب منا عملا كبيرا لن يأتي في يوم وليلة أو بعمل لمدة سنة فقط، بل نحتاج إلى منظومة نرى نتائجها بعد عشر سنوات قادمة، ولدى منتخبنا حاليا استحقاق تصفيات كأس العالم بعد الخروج من كأس آسيا ويجب التعامل مع هذه المرحلة على حسب الموجود، مبينا أن النقاد والمحللين الفنيين لم يطالبوا برانكو بتحقيق بطولة كأس آسيا، بل الوصول على الأقل إلى دور الـ16 أو دور الـ8، ولو وصلنا إلى هذه الأدوار قد تكون حدة الانتقاد بصورة أقل. أما عن حديث برانكو بأن دورينا هو الأضعف آسيويا، فقال: إن هذا الأمر عار من الصحة، فكثير من المنتخبات المشاركة في كأس آسيا لديها دوري ضعيف ورغم ذلك تأهلوا إلى الدور الثاني من البطولة، ومثال ذلك منتخبات سوريا وفلسطين وإندونيسيا، وكثير من المنتخبات هي ليست أفضل منا، ودورينا ليس الأسوأ، بل على العكس نمتلك أندية قوية تشارك في كأس الاتحاد الآسيوي مثل السيب الذي أحرز اللقب قبل عامين، والنهضة الذي دائما ما يقدم مستويات قوية عند مشاركته في المسابقة، كما أن لدينا لاعبين موهوبين، لكن المشكلة أن برانكو لديه قناعة في اللاعبين الموجودين لديه، أما بالنسبة لقول برانكو إنه لا يوجد مهاجم في دورينا، فنجد أن الدوري أفرز مهاجمين جيدين لكنهم لم يحصلوا على الفرصة مع المنتخب الوطني الأول، وبالتالي هذه تعد مجرد شماعة منه على خلفية الخروج من كأس آسيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تصفیات کأس العالم المرحلة المقبلة الفترة الماضیة منتخبنا الوطنی بطولة کأس آسیا کان من المفترض الظهیر الأیمن بعض اللاعبین فی المباریات مشیرا إلى أن على الرغم من اتحاد القدم فی کأس آسیا منتخبنا فی من البطولة فی البطولة أن المدرب کرة القدم فی الفترة دائما ما مبینا أن من خلال وهذا ما أنه کان فی حالة فی مرکز لا یوجد لا یمکن کما أن أنه لم لم یکن ما کان حیث إن
إقرأ أيضاً:
عُمان والكويت يتوافقان على التعادل فـي افتتاح خليجي 26
خيم التعادل الإيجابي بهدف لمثله على لقاء افتتاح خليجي 26 الذي جمع بين منتخبنا الوطني ومضيفه المنتخب الكويتي مساء أمس على أرضية استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويت برسم الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الأولى.
وكان المنتخب الكويتي البادئ بالتسجيل عن طريق المهاجم يوسف ناصر فـي الدقيقة 34 قبل أن يدرك منتخبنا الوطني التعادل فـي الدقيقة 41 عن طريق مهاجمه عصام الصبحي.
وبهذه النتيجة ارتضى كلا المنتخبين بنقطة فـي مستهل مشوارهما فـي منافسات خليجي 26 المقامة منافساتها حاليا فـي الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري إلى 3 يناير المقبل.
الشوط الأول
بدأت المباراة بمناوشات هجومية خجولة من هنا وهناك مع أفضلية نسبية طفـيفة للمنتخب الكويتي فـي امتلاك الكرة بيد أن الفاعلية والنجاعة الهجومية كانت غائبة نظرا لتبادل السيطرة الميدانية على منطقة المناورات.
وواصل المنتخب الكويتي استحواذه على الكرة وانتشر فـي مساحات الملعب طولا وعرضا مشكلا خطورة على مرمى منتخبنا الوطني بين الفـينة والأخرى، مكرسا ضغطا هجوميا جيدا لم يكلل بالنجاح خلال فترة جس النبض، وفـي المقابل لعب منتخبنا الوطني بإيقاع بطيء مشوبا بالحذر والانضباط التكتيكي العالي المقرون بتحييد المساحات على أصحاب الأرض والجمهور فـي كافة الخطوط الثلاث.
وعقب انقضاء الربع الساعة الأولى من المباراة انتشر لاعبو منتخبنا الوطني فـي مساحات الملعب وحاصروا المنتخب الكويتي فـي منتصف ملعبه وشنوا حملات وغارات هجومية ولكن على استحياء حيث لم ترقَ فرص الأحمر لدرجة الخطورة المطلوبة ولم تشكل تهديدا حقيقيا على مرمى أصحاب الأرض.
إلى ذلك اتسم أداء منتخبنا الوطني بواقعية الأداء مشفوعا باتزان تكتيكي عالٍ ولكن تباعد الخطوط الثلاث أخل بانسجام وتناغم الفريق داخل المستطيل الأخضر، فـي الوقت الذي انكمش فـيه المنتخب الكويتي المضيف فـي منتصف ملعبه واكتفى بالهجمات المضادة السريعة.
وبعدها عاد اللعب لينحصر فـي منتصف الميدان مع تبادل للسيطرة والاستحواذ على الكرة ولكن دون تحريك للمياه الراكدة، إذ كان الاستحواذ السلبي عنوانا عريضا لأحداث ومجريات الشوط الأول إلى أن تمكن مهاجم المنتخب الكويتي المخضرم يوسف ناصر من كسر جمود وفتور الشوط بهدف أول عانق شباك منتخبنا الوطني بضربة رأس متقنة استقرت على يمين الحارس إبراهيم المخيني فـي الدقيقة 34 واضعا منتخب بلاده فـي المقدمة.
وتجلى الارتباك على أداء لاعبي منتخبنا الوطني فـي أعقاب الهدف حيث بدوا مشتتين ذهنيا فـي بناء الهجمات وخلق الفرص وتشكيل الخطورة فـي الثلث الأخير من مرمى أصحاب الأرض.
وكاد محمد دحام الشمري يضاعف تقدم المنتخب الكويتي فـي الدقيقة 39 عندما قابل كرة عرضية لعبها زميله فهد الهاجري من الجهة اليمني بيد أنه سددها بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس إبراهيم المخيني مهدرا فرصة سهلة بغرابة شديدة.
وعاقب منتخبنا الوطني نظيره المنتخب الكويتي بإحراز هدف التعديل فـي الدقيقة 41 عن طريق المهاجم عصام الصبحي بعدما ترجم عرضية جميل اليحمدي فـي الشباك الكويتية معيدا المباراة إلى نصابها الصحيح فـي أول تهديد فعلي وفرصة حقيقية للأحمر على مرمى أصحاب الأرض.
وتعززت ثقة نجوم الأحمر فـي أنفسهم بعد إمضائهم على هدف تعديل الكفة معيدين المباراة إلى نقطة الصفر، وكاد اللاعب المئوي حارب السعدي أن يضع منتخبنا الوطني فـي المقدمة لأول مرة فـي المباراة بعدما تهيأت له ركلة حرة مباشرة على حافة منطقة الجزاء فـي الوقت المبدد من عمر الشوط الأول، ولكن كرته اعتلت الخشبات الثلاث ببضع سنتيمترات قليلة.
وبعدها تعاطفت العارضة مرتين مع أصحاب الأرض ونابت عن حارس المرمى الكويتي فـي الذود عن عرينه عقب فرصة مزدوجة للأحمر ولكن لسوء الطالع لم يوفق نجومنا فـي زيارة الشباك الكويتية الحصينة التي تمنعت فـي لقطة مثيرة وسيناريو هشكوكي أطبق الصمت على المدرجات الزرقاء وتحسرت لها الجماهير العمانية الوفـية، ليطلق بعدها حكم اللقاء الدولي السعودي خالد الطريس صافرته معلنا نهاية الشوط الأول على وقع التعادل الإيجابي بهدف لمثله بين منتخبنا الوطني وشقيقه الكويتي.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بضغط هجومي مبكر من منتخبنا الوطني مع الزج بورقة عبد الرحمن المشيفري بديلا للجناح الطائر زاهر الأغبري بهدف تنشيط الجبهة الهجومية للأحمر فـي شوط الحسم.
ولم تسنح أي فرصة حقيقية لأي من المنتخبين خلال الربع الساعة الأولى من الشوط الثاني، حيث اكتفى منتخبنا الوطني بالاستحواذ على الكرة ولكن افتقد للفاعلية والنجاعة الهجومية المطلوبة، وكذلك الحال لم تنجح عناصر المنتخب الكويتي فـي تشكيل تهديد حقيقي على مرمى حارس منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني.
وشكلت تحركات مهاجم منتخبنا الوطني عصام الصبحي قلقا وإزعاجا دائما لدفاعات المنتخب الكويتي حيث تفنن الصبحي فـي الاختراق والتوغل من العمق تارة ومن رواقي الملعب تارة أخرى ولكن دون طائل فـي نهاية المطاف حيث لم تحمل محاولاته الدؤوبة أي جديد على صعيد النتيجة.
وشهدت الدقيقة 71 فرصة سهلة لمنتخبنا الوطني عندما تهيأت كرة للاعب البديل معتز صالح عبدربه داخل منطقة الجزاء لكزها بسن حذاءه ولكنها مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى المنتخب الكويتي مهدرا الكرة بغرابة شديدة ومفوتا فرصة وضع الأحمر فـي المقدمة لأول مرة فـي المباراة بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك خصوصا أن أبواب المرمى كانت مشرعة أمامه.
ومرت العشرين دقيقة الأخيرة بردا وسلاما على مرمى المنتخبين بالرغم من المحاولات الهجومية الجادة لطرق الشباك لاسيما من جانب منتخبنا الوطني الذي مارس ضغطا هجوميا مكثفا ولكن جميع محاولاته الهجومية ذهبت سدى.
واحتسب بعدها حكم اللقاء خالد الطريس سبع دقائق كوقت بدل ضائع لم تثمر عن شيء ليطلق بعدها صافرته نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.