ثلاثية تزف نادي النهضة إلى نهائي غرب آسيا

عبر نادي النهضة إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لمنطقة الغرب، بعد تفوقه على نادي الرفاع البحريني في مباراة إياب الدور نصف النهائي بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جرت أحداثها على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وسجل لنادي النهضة المحترف والتر بوليا (58) وحمود السعدي (93) وعصام الصبحي (106)، وكان نادي الرفاع البحريني قد تقدم بالهدف الأول عن طريق اللاعب علي حسن (32).

بدأ حمد العزاني مدرب نادي النهضة المباراة بتشكيلة مغايرة نوعا ما عن مباراة الذهاب في البحرين حيث جاءت البداية مع إبراهيم المخيني في حراسة المرمى ولعب غانم الحبشي وأحمد الكعبي وجونيور نجيدي وعبدالعزيز الشموسي في خط الظهر، بينما تواجد القائد حارب السعدي وصلاح اليحيائي وبلال بن ساحة وانترس جي وعلي الهنائي في خط الوسط ولعب المهاجم والتر بوليا وحيدا في خط المقدمة.

بينما كانت بداية الرفاع البحريني بتشكيلة مكونة من محمود العجيمي ولازار دوكوفيتش وحمد الشمسان والسيد مهدي وجاسم الشيخ وعلي حرم وهزاع علي وعلي حسن وكميل الأسود وأيمن الحرزي وكارلوس البيرتو.

بداية المباراة لم تشهد الكثير من دقائق الحذر وجس النبض من الفريقين، وكانت الرغبة في الاستحواذ على خط الوسط واضحة من اللاعبين، لتشهد الدقيقة الخامسة من عمر المباراة أول الكرات الخطرة والصعبة على مرمى نادي النهضة عندما استفاد مهاجم الرفاع البحريني البرازيلي البرتو من لعبة طويلة خلف المدافعين تقدم بها سريعًا ليسدد كرة قوية تصدى لها الحارس إبراهيم المخيني بصعوبة، وحاول النهضة صناعة بعض الكرات الهجومية إلا أنه اصطدم بتنظيم دفاعي جيد من الفريق الضيف.

في الدقيقة 12 تحصل النهضة على خطأ خارج حدود المنطقة بعد عرقلة صلاح اليحيائي الذي لم ينفذ الكرة بالشكل المطلوب، لتشهد الدقائق المتقدمة أفضلية لنادي النهضة صاحب الأرض والجمهور من حيث الاستحواذ والضغط الهجومي مع اعتماد الفريق الضيف نادي الرفاع على الكرات المرتدة الطويلة الساقطة خلف المدافعين، إلا أن كل الكرات من الفريقين لم تشهد الخطورة الحقيقية على مرمى الحارسين.

أول ركلة ركنية في المباراة كانت عند الدقيقة 19 لنادي الرفاع البحريني ولم تشكل أي خطورة، بينما جاءت تمريرة القائد حارب السعدي نموذجية للاعب بلال بن ساحة خلف المدافعين والذي تأخر في استثمارها قبل قرار التسديد والتحول إلى ركلة ركنية للنهضة كادت أن تكتب خبر الفرح والهدف الأول لولا تدخل المدافع في اللحظة الأخيرة في إبعاد الكرة من أمام اللاعب إنترس جي، بعدها نشط الرفاع البحريني وحاول الضغط على دفاعات النهضة مستغلا مهارات كميل الأسود وعلي حرم في خط المنتصف، ليتحصل الفريق على ركنية كادت أن تعلن عن هدف أول للرفاع بعد رأسية المهاجم البرازيلي البرتو القوية التي اعتلت عارضة المخيني بقليل.

الدقيقة 32 تحصل معها الفريق الضيف الرفاع البحريني على ما سعى إليه بتسجيله الهدف الأول في المباراة مستغلا الخطأ الدفاعي في إبعاد الكرة، ليستفيد اللاعب جاسم الشيخ من كرة بين المدافعين قبل أن يمرر بينية جميلة لزميله علي حسن الذي سدد كرة قوية سكنت شباك الحارس إبراهيم المخيني، الهدف الذي أعطى الفريق المنافس أفضلية في الاستحواذ وتناقل الكرات، خصوصًا مع الدقائق التي شهدت استعجالا من قبل لاعبي النهضة من أجل الوصول إلى مرمى نادي الرفاع، لتعكس معها كثرة الأخطاء بسبب الالتحامات البدنية بين اللاعبين.

وقبل نهاية الفترة الأولى للمباراة بدقيقتين كاد محترف النهضة انترس جي أن يهدي فريقه هدف التعديل من تسديدة يسارية قوية تصدى لها الحارس محمود العجيمي ببراعة، ليعلن بعدها الحكم الكوري الجنوبي عن 3 دقائق كوقت إضافي للشوط الأول، والتي لم تأت بالأخبار الجديدة بعد تقدم نادي الرفاع بنتيجة الهدف لتنتهي معها تفاصيل الشوط الأول.

الشوط الثاني حاول فيه مدرب نادي النهضة حمد العزاني العودة للمباراة سريعا من خلال تنشيط الثلث الهجومي لفريقه بدخول اللاعب عمر المالكي بديلا لعلي الهنائي وذلك من أجل إضافة عامل الضغط الهجومي، خاصة أن اللاعب يجيد اللعب الهجومي والتسجيل، إلا أن البدايات لم تقدم الجديد والإضافة على مستوى الضغط الهجومي وتشكيل الكرات الخطرة على مرمى نادي الرفاع البحريني صاحب الأفضلية بهدف التقدم، لتمضي أول 10 دقائق بلا جديد يذكر من حيث المستوى الفني.

إلا أن النهضة صاحب الأرض كانت له كلمة العودة للمباراة من جديد عبر هدف المهاجم والتر بوليا الذي استفاد من كرة طويلة من المدافع جونيور ليجد نفسه أمام المرمى البحريني ويطلق تسديدة قوية سكنت شباك الحارس محمود العجيمي، الهدف الذي أعاد الراقي النهضاوي للمباراة وعادت معه الروح المعنوية والانضباط التكتيكي على أرضية الملعب، وكاد صلاح اليحيائي أن يكتب الأفضلية لفريقه بالهدف الثاني لولا أن كرته ارتطمت بجسم المدافع وذهبت بعيدا عن الشباك البحرينية.

مرت الدقائق وشهدت المباراة مستوى فنيا أفضل من الفريقين في محاولة التقدم والضغط الهجومي من أجل تسجيل الهدف الثاني وكسب أفضلية العبور لنهائي غرب القارة، لتأتي الدقيقة 68 وتشهد وقوف القائم الأيمن إلى جانب حارس النهضة إبراهيم المخيني في إبعاد هدف محقق لنادي الرفاع من رأسية قوية للمهاجم البرازيلي كارلوس البرتو اللاعب المزعج جدا في الخط الأمامي لنادي الرفاع.

تغييرات المدربين

مدربا الفريقين حاولا مع الدقائق المتقدمة إجراء بعض التعزيزات على مستوى العناصر في أرضية الملعب من أجل تقديم الإضافة وإعطاء الأفضلية للحصول على النتيجة الإيجابية، إلا أن الحذر كان واضحًا من الفريقين في الانضباط الدفاعي التكتيكي واللعب على المرتدات السريعة، وظهر البديل في صفوف نادي النهضة المهاجم عصام الصبحي في تسديدة قوية كادت أن تسكن الشباك البحرينية لولا تألق الحارس في التصدي لها. التغييرات التي أجراها العزاني في صفوف النهضة قدمت الإضافة خصوصا اللاعب المنذر العلوي على الطرف والذي ظهر في أكثر من كرة سريعة وفاصل مهاري إلى جانب حمود السعدي في الاختراق الهجومي إلا أن التكتل الدفاعي للرفاع أفشل جميع الكرات. وعلى الجانب الآخر كانت لنادي الرفاع البحريني بعض الطلعات المرتدة والسريعة التي سببت خطرا على مرمى نادي النهضة.

لتمضي الدقائق إلى نهاية الحصة الثانية التي أعلن معها الحكم الكوري الجنوبي عن 6 دقائق وقت إضافي للشوط الثاني والتي انتهت دون جديد في النتيجة الإيجابية 1/1، ليذهب بعدها الفريقان إلى الأشواط الإضافية لحسم النتيجة. الفترة الإضافية الأولى لم تستمر طويلا حتى أعلن نادي النهضة صاحب الأرض والجمهور بعد دقيقتين فقط أفضليته من خلال التقدم بالنتيجة وتسجيل الهدف الثاني عن طريق اللاعب البديل حمود السعدي عبر رأسية هزت الشباك البحرينية بعد أن استفاد من تمريرة عصام الصبحي فوق حارس نادي الرفاع محمود العجيمي، الهدف الذي كان بمثابة ضوء عبور لنادي النهضة بعد دقائق طويلة من اللعب، وحاول بعدها نادي الرفاع تنظيم صفوفه من أجل تعديل النتيجة إلا أن النهضة كان أكثر انضباطا في آخر دقائق الشوط الإضافي الأول الذي انتهى بعد دقيقتين كوقت بدل للضائع احتسبه حكم المباراة.

بداية الشوط الإضافي الثاني كان عبارة عن سيناريو للشوط الإضافي الأول، عندما كرر نادي النهضة أفضليته وأحرز الهدف الثالث في المباراة عن طريق المهاجم عصام الصبحي الذي استفاد من تمريرة عمر المالكي البينية ليتقدم ويراوغ حارس الرفاع بمهارة عالية ليسكن الكرة بكل أريحية في شباك الرفاع البحريني، الهدف الذي جاء ليكتب أفضلية النهضة في المباراة واللعب بهدوء أكبر للوصول لدقائق النهاية والختام، عكس الفريق الضيف نادي الرفاع الذي وجد نفسه مطالبًا بإحراز هدفين إذا ما أراد العودة للمباراة من جديد.

لتمضي الدقائق سريعة على الفريق البحريني الذي لم يجد حلولا في اختراق دفاعات النهضة، وليعلن الحكم عن 3 دقائق كوقت بدل للضائع للشوط الإضافي الثاني، الدقائق التي كان فيها لاعبو النهضة أكثر هدوءًا وانضباطا على أرضية الملعب ليعلن بعدها الحكم ختام فصول المباراة التي كسبها نادي النهضة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد لنادي الرفاع البحريني، النتيجة التي عبر بها النهضة إلى المباراة النهائية عن غرب قارة آسيا في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، في انتظار الفائز من مواجهة نادي الكهرباء العراقي مع نادي العهد اللبناني.

سقوط متعمد

شهدت مباراة نادي النهضة أمام نادي الرفاع البحريني في إياب نصف نهائي غرب القارة الآسيوية والتي جمعت الفريقين على أرضية مجمع بوشر الرياضي سقوط متكرر ومتعمد من قبل لاعبي الفريق الضيف، وخصوصًا دقائق الشوط الأول بعد التقدم بالهدف الأول في المباراة، وذلك رغبة منهم في تأخير الوقت وامتصاص حماس ورغبة نادي النهضة في العودة، ما أثر كثيرا على تفاصيل المباراة والمستوى الفني بشكل عام.

حمود السعدي الأفضل في المباراة

تحصل لاعب نادي النهضة حمود السعدي على جائزة أفضل لاعب في المباراة التي جمعت فريقه النهضة أمام الرفاع البحريني، ورغم دخول السعدي المتأخر كبديل في المباراة إلا أنه ظهر بمستوى مميز جدا، وقدم الإضافة الحقيقية للفريق وصنع العديد من الفرص المحققة أمام مرمى الحارس البحريني كما أنه تمكن من إحراز هدف التقدم الثاني لفريقه مع بداية الشوط الإضافي الأول للمباراة. وأكد حمود السعدي في تصريحات بعد المباراة بأنه سعيد جدا بالفوز والتأهل مع فريقه النهضة لنهائي غرب القارة، ويهدي هذا الفوز لجميع عشاق ومحبي الفريق، وعن مستواه المميز وظهوره القوي، قال السعدي "دائما أحاول أن أقدم الإضافة الحقيقية للفريق، ولم أكن لأظهر بالشكل المطلوب لولا جهود زملائي اللاعبين والعمل كفريق واحد في أرضية الملعب.

هشام الماحوزي: لم نستحق الخسارة والإصابات غيرت سير المباراة

قال مدرب نادي الرفاع البحريني هشام الماحوزي: لم نستغل ظروف المباراة والتقدم بالهدف النظيف، وأهدرنا مزيدًا من الفرص المحققة التي ربما كانت ستغير من سير المباراة. هذه هي كرة القدم وتفاصيلها إذا لم تستغل الفرص وتسجل تستقبل الأهداف. وقدم الماحوزي اعتذاره للجميع في نادي الرفاع وكذلك الجماهير البحرينية على الخسارة والخروج من المسابقة، مُؤكدًا تأثر الفريق بالإصابات والخروج الاضطراري وهي تفاصيل غيرت من سير المباراة، إلى جانب أن المنافس نادي النهضة صعّب المباراة من خلال التغييرات التي أجراها والتي قدمت إضافة للفريق. وأوضح مدرب الرفاع البحريني: إن فريقي لم يكن سيئا في المباراة وكان الأفضل في كثير من تفاصيلها، والتقدم بالهدف مؤشر على ذلك، وكذلك حاول الفريق حتى مع التأخر بالنتيجة إلى العودة وصنع الكثير من الفرص المحققة أمام المرمى إلا أنه لم يكتب لها النجاح، وأقدم اعتذاري وشكري في نفس الوقت للاعبين على كل ما قدموه في المباراة وفي البطولة بشكل عام.

حمد العزاني: تبقت خطوة أخيرة قبل التواجد في النهائي

قدم حمد العزاني مدرب نادي النهضة تهنئته للجميع على التأهل والعبور لنهائي مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي عن غرب القارة، مُضيفًا: الجميع يستحق التهنئة من مجلس إدارة وجهاز إداري وفني ولاعبين، وكذلك الجماهير التي ساندت الفريق طوال المباراة، شاهدنا ورأينا التفاف الجميع مع نادي النهضة، وهم يستحقون بكل تأكيد فرحة الفوز والتأهل. وأكد مدرب نادي النهضة في المؤتمر الصحفي بعد المباراة صعوبة تفاصيل المواجهة التي جمعته مع نادي الرفاع البحريني، خاصة أن المنافس استطاع التقدم بهدف نظيف في الشوط الأول ما صعّب المهمة قليلا، إلا أن فريقه كان في الموعد وقدم 4 أشواط جيدة جدا. وأوضح العزاني بأنه كان على ثقة في قدرة اللاعبين على العودة للمباراة رغم التأخر لأنهم يدركون أهمية المباراة والبطولة بشكل عام، وأصبحوا على قدر من الاحترافية في التعامل مع ضغط مثل هذه المباريات الصعبة، مضيفا: الجميع قدم كل شيء في المباراة وأهنئهم جدا على الروح القتالية العالية، وأنا سعيد دائما بالتواجد والعمل مع هذه العناصر. مُشيرًا إلى أن مباراة أخرى انتهت في مسابقة آسيوية مهمة وتبقت خطوة أخيرة من أجل التواجد والحضور في نهائي القارة الآسيوية على لقب كأس الاتحاد الآسيوي وهو حلم يراود الجميع ويعطي الدافع من أجل تقديم الكثير لتحقيقه.

المصدر: لجريدة عمان