#غثاء_السيل
م. #أنس_معابرة
أثناء الجاهلية، وفي الملحمة العربية المسماة ب “حرب البسوس”؛ أقدم جساس بن مُرّة من قبيلة بكر على قتل أبن عمه كُليب بن ربيعة أبن قبيلة تغلب ملك عرب الشمال والجنوب الجبار حينها، وبعد حادثة الاغتيال تلك؛ تحرك عُدي بن ربيعة – الملقب بالمهلهل أو الزير سالم – أخو كُليب للمطالبة بدمه من قاتليه.
وبعث لأبناء عمومته القتلة بخيارات ثلاث؛ إما أن يقدموا القاتل جساس بن مُرة، أو أخوه الأكبر همام بن مُرة، أو أن يقدموا أبوهم مُرّة، وحينها اعتذر لهم مُرة عن تقديم همام وقال في اجابتهم: “أما همام؛ فإنه أبو عشرة، وأخو عشرة، وعم عشرة، كلهم فرسان، ولن يسلموه لي لأدفعه اليكم لتقتلوه.
مقالات ذات صلة الخرس الزوجي / د. مرام بني مصطفى 2024/02/19وعلى الرغم من قله ذات اليد خلال تلك الفترة وما تلاها من الفترات على الأمم العربية التي أصبحت مسلمة لاحقاً، كانوا يكثرون من الولد طلباً للجاه والقوة والمنعة، فعبد المطلب لم يكن له ولد، وأقسم لو رزقه الله بعشرة من الولد ليذبحن أحدهم شكراً لله، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أنا أبن الذبيحين”، يقصد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وعبد الله بن عبد المطلب، وكان لأبو طالب من الأبناء الكثير، وكان يفرّق أبناءه على اقاربه ليكفوه مئونتهم، فكان علي بن ابي طالب ربيباً للنبي عليه الصلاة والسلام وقت البعثة.
واليوم ما زال الناس يعتقدون أن كثرة الولد سبباً من أسباب النصر، فتراهم يكثرون منهم لمساعدتهم في الحقول والأعمال التي تمتهنها الاسرة، وما دروا أن البركة لا تكون بالكثرة.
تخيل! ثلاثون فارساً منعوا المُهلهل جبار العرب حينها من الوصول إلى همام طلباً لثأره، كانوا قادرين على حمايته والدفاع عنه، وتمكنوا من الوقوف في وجه ملك العرب حتى لا يأخذ بثأره.
اليوم يربو عدد المسلمين في العالم على ملياري مسلم أي ثلث سكان العالم، ويربو العرب على اربعمئة وثلاثون مليوناً، بما نسبته 5% من سكان العالم.
وعلى الرغم من هذه الأعداد الضخمة؛ فإن هذه الملايين تقف عاجزة عن إيقاف عدوان فئة باغية طاغية متجبرة تقتل أهلهم كل يوم في غزة، وعندما ينتهون منها – لا سمح الله – بطرد سكانها إلى رفح المصرية سيتحولون إلى الضفة الغربية لإخراج أهلها إلى الأردن أو غيرها من دول اللجوء، وعندما تتحقق احلامهم وينتهون من فلسطين؛ سيكون الدور على إحدى دول الجوار ثم التي تليها، وهكذا.
لم تستطع كل تلك الملايين المساعدة في وقف العدوان، أو الضغط على قوات الاحتلال لوقف تلك الهجمات البربرية، أو من خلال الضغط عليهم بالحصار التجاري والغذائي وإيقاف خطوط الامداد لموادهم الغذائية واسلحتهم التي تمر عبر بلداننا العربية، وتستخدم الموانئ التي أنشأناها لخدمة أهلنا..
وعجزتْ كل تلك الملايين عن إيصال عبوة ماء إلى غزة رغم انف الاحتلال، بل ما زالوا يرجون وينتظرون موافقة الاحتلال من اجل تمرير المساعدات إلى أهلنا في غزة، وما زال الاحتلال متعنتاً في رأيه بإيقاف تمرير تلك المساعدات، لخلق المزيد من الضغط على المدنيين في قطاع غزة.
اليوم كل تلك الملايين امام اختبار جديد خاصة بعد أن أعلن الاحتلال نيته عن القيام بعملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، تلك المنطقة الضيقة التي لا تتعدى مساحتها مئة وخمسون كيلومتر مربعاً، وتغص بأكثر من مليون نازح من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه.
هل تتحرك تلك الملايين لتنادي بصوت واحد أن لا للمزيد من القتل والدمار في قطاع غزة؟ هل من الممكن أن تستفيق الجامعة العربية من غفوتها وتجتمع لمناقشة التطورات الخطيرة في قطاع غزة؟ هل من الممكن أن يستفيق الضمير العالمي بمؤسساته وهيئاته وحكوماته الكبرى ويسعى لمحاوله شد لجام الاحتلال عن المضي في القتل والدمار؟
ورد في الحديث الشريف عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُوشِك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهْن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"
اعلانشاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.
فنانون يؤدون عرضا فنيا خلال عرض مسرحي يصور كارثة تسونامي خلال إحياء ذكرى مرور 20 عاما، في أتشيه في باندا أتشيه بإندونيسيا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/APويستحضر السكان هناك تلك الطامة الكبرى، حينما هاجت الأمواج العاتية في المحيط الهندي، إبان عيد الميلاد، عام 2004، ووقع زلزال تجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر، ضرب سواحل جزيرة سومطرة الأندونسية، وهاجت الأمواج، وحلقت في الهواء، في ارتفاع تجاوز 17 مترا، واجتاح المد شواطئ دول عديدة في المنطقة، كان أكثرها تضررا، بعد إندونيسا: تايلاند والهند وسريلانكا.
لقطة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، تُظهر مسجد رحمة الله في قرية لامبوك، إحدى أكثر المناطق تضررا من تسونامي 2004، في أتشيه بيسار، إندونيسيا، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.وتُظهر الصور مدى تمسك السكان بأرضهم ووطنهم، واستعدادهم للعيش في تلك المناطق، رغم أن قرى بكاملها قد سُويت بالأرض جراء الأمواج العاتية التي قتلت أكثر من 150 ألفا في أندونيسيا وحدها.
Relatedزلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النوويةفيضانات وانهيارات أرضية في إندونيسيا.. وفاة 27 واستمرار عمليات الإنقاذتغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيامإندونيسيا: عمليات إجلاء مستمرة مع استمرار ثوران بركان جبل ليوتوبي "لاكي لاكي"كما تظهر الفيديوهات مناطق أعيد بناؤها، وصارت تتزين بعشرات آلاف المباني السكنية والتجارية والحكومية، فضلا عن بناء المدارس في المنطقة التي شهدت فعليا دمارا شاملا في 2004.
واستذكارا لذلك اليوم الأليم، تقول السيدة تريا أسناني، مدرسة ثانوية في إندونيسيا: ”عندما يسألني الناس كيف نجوت، أقول لهم: الله وحده يعلم. فأنا لا أجيد السباحة. وكان اعتمادي على الدعاء وذكر الله، لأنني آمنت بأننا إذا كنا مع الله فالله أكبر“.
ومن اللافت أن الكارثة تسببت في توحيد الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فصار إحياؤها يشمل الصلوات عند كثير من أتباع الملل والنحل، وخصوصا: المسلمين والمسيحيين والبوذيين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعية خلابة إل ألتو البوليفية: "المنازل الانتحارية" مهددة بالانهيار والسكان يصرون على البقاء احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة عيد الميلادإندونيسياتسوناميذكرىاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي يعرض الآن Next ألمانيا: الشرطة تفتش منزل المشتبه به في تنفيذ هجوم سوق الميلاد بماغديبورغ يعرض الآن Next صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار مادية يعرض الآن Next من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياهيئة تحرير الشام قطاع غزةبشار الأسدألمانياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلقصفإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024