انطلاق أعمال الندوة الثقافية لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” في أبوظبي
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
انطلقت اليوم أعمال ثانية الندوات الثقافية لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” التي تعقد على مدار يومين في أبوظبي وتناقش الحياة الأدبية والثقافية والعلمية في الحضارة الأندلسية وتأثيرها على المشهد الفكري المعاصر.
وتأتي هذه الندوة قي أعقاب النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى ضمن البرنامج الثقافي لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد في سبتمبر الماضي، وسجلت حضوراً لافتاً لعددٍ كبير من العلماء والمختصين والمهتمين بالحضارة الأندلسية.
وتتضمن الندوة مجموعةً من الجلسات التي تبحث محاور متعددة، من ضمنها الأدب والفن والترجمة والنهضة التعليمية والأكاديمية خلال الحقبة الأندلسية.
وتشهد الجلسات مشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين والمؤرخين وممثلي المجتمع الأكاديمي من مؤسسات تعليمية وثقافية مرموقة، منها جامعة الإمارات وجامعة الشارقة والجامعة الأردنية وجامعة تلمسان وجامعة بويرتوريكو وغيرها.
حضر جلسات الندوة سعادة الدكتور عبدالله الريسي، المستشار الثقافي في ديوان الرئاسة وسعادة عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية وسعادة اينيغو دي بالاسيو سفير المملكة الإسبانية لدى الدولة وعدد كبير من المختصين والمفكرين والمتخصصين في الحضارة الأندلسية من الإسبان ومن دول عربية وغيرها من دول مختلفة.
وقال سعادة عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية في كلمته الافتتاحية خلال الندوة الثقافية “ نتطرق خلال هذه الندوة الثقافية إلى جوانب وتجليات الحضارة الأندلسية في الميادين الأدبية والعلمية والثقافية والفنية، وما مثلته هذه الحضارة كحقبة مضيئة في تاريخ البشرية، وقوةٍ دافعة لتطور وتقدم أوروبا والعالم أجمع”.
وأضاف ” يأتي تنظيم هذه الندوة في إطار مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز المعرفة حول الحضارة الأندلسية وصون إرثها، وتسليط الضوء على الأندلس كحاضرةٍ للأدب والمعرفة، وكنموذجٍ قلَّ نظيره في تلاقي الثقافات وتمازُج الحضارات والتسامح والتآزر بين الشعوب”.
وأكد أن هذه الندوة الثقافية تحمل في طياتها مدلولاتٍ ومضامين ثقافية وفكرية عميقة، إذ نسدل من خلالها الستار على البرنامج الثقافي المصاحب لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أعطت بدورها بعداً جديداً للمبادرات الفكرية والمشاريع الثقافية.
وقال “ نُعرب عن فخرنا واعتزازنا بالجهود المشهودة والمساهمات الجليلة لدولة الإمارات في صون إرثنا الحضاري العربي، تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة”.
ولفت إلى أن ندوة “الأندلس ملتقى الحضارات والثقافات” تأتي لتواصل البناء على النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى التي احتضنتها العاصمة الإسبانية مدريد، وجمعت متخصصين وعلماء في الدراسات الأندلسية بتخصصاتها الثقافية والأدبية والعلمية كافة.
وأشار إلى أن الندوة تفرد حيزاً واسعاً للإضاءة على المشهد الثقافي الأندلسي، وما حققته الحضارة العربية في الأندلس من نهضة وازدهار علمي ومعرفي، طال أثره العالم بأسره كما تركز الندوة في جلساتها على مكونات هذه الحضارة، والعوامل التي مكَّنتها من تقديم نموذجٍ متفرد في التقدُّم على مختلف الصعد كما تعكس الندوة مكانة الأندلس كبوتقة للثقافات، وحاضنة للتنوع والحوار الثقافي، ورمزٍ للتسامح والتعاضد، وهي مقوماتٌ أفضت إلى جعل الأندلس طفرةً علمية استثنائية في مسيرة الحضارة الانسانية.
وتناولت الندوة في يومها الأول مواضيع تتمحور حول الأدب الأندلسي ومدى تأثيره في الأدب العربي، وكذلك ترجمة الأدب الأندلسي، بالإضافة إلى جلسات العلوم الأندلسية، مع التركيز بشكل خاص على المدارس والجامعات خلال العصر الأندلسي. وتمحورت الجلسة الأولى حول “الأدب الأندلسي” وترأستها د. نورة الكربي- جامعة الشارقة، وتحدث فيها الدكتور هشام بن سنوسي، جامعة تلمسان في الجزائر، عن موضوع “صورة الأندلس في القصص العربية”، في حين تطرق الدكتور صلاح جرار، جامعة الشارقة، إلى “خصوصية الأدب الأندلسي، وحركة التحقيق للأدبيات”.
كما تحدث الدكتور سيلفادور بينيا مارتي، جامعة مالقة عن الأدب الأندلسي، وناقش الدكتور خايمي سانشيز راتيا، موضوع “الترجمة بالأدب الأندلسي”.
وتتمحور ثانية جلسات اليوم حول “العلوم والمعارف الأندلسية” التي يترأسها د. أدريان ديمان، جامعة الإمارات، ويتحدث خلالها الدكتور محمد الجمل، جامعة الإسكندرية، عن “معالم الإنجاز الحضاري الأندلسي”، فيما يتناول الدكتور خوسيه ميغيل بويرتا، من المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد موضوع “علوم ومؤلفات الأندلسيين من خلال موسوعة مكتبة الأندلس”.
من جانبه، يتطرق الدكتور ماريبيل فييرو، المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد، إلى موضوع “المدارس والجامعات الأندلسية”، ويناقش الدكتور محمد المقدادي، “علم الفلاحة والحدائق في الأندلس”.
إلى ذلك، تشهد الندوة في يومها الثاني تنظيم جلسة “الموريسكيين والموروث الفني والأدبي” ويترأسها د. أحمد المنصوري من جامعة الإمارات، وتتحدث خلالها الدكتورة إيناس سحابو، المعهد العالي في تونس، عن موضوع “الموريسكيين والفن الأدبي”، فيما يتطرق الدكتور لويس بيرنابي نونس، جامعة آليكانتي في إسبانيا، إلى “مصير الموريسكيين الوجودي وفي ذاكرة الإسبان”. بدورها، تناقش الدكتورة ماريا تيريزا نارفايز، جامعة بويرتوريكو “الأدب الخميادي كوسيلة لحفظ التراث ودرع الأندلسيين الحصين”، ويتحدث الدكتور رفائيل لوبيث غوزمان، عن “تأثير الفن الأندلسي الموريسكي في القارة الأمريكية”.
يُذكر أنَّ مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” تهدف إلى تعميق المعرفة حول الحضارة الأندلسية من خلال فعالياتها الفنية والثقافية المتنوعة، والتعريف بإرث هذه الحضارة الفريدة وبصمتها المؤثرة في النهضة الفنية والفكرية والعلمية والمعمارية على الصعيدين الأوروبي والعالمي.
وتُعنى المبادرة بإبراز التقدم الحضاري للأندلس، ومكانتها الإنسانية كنموذجٍ للتعايش والتسامح والتقدُّم العلمي والثقافي والاجتماعي. وتسعى دولة الإمارات، من خلال هذه المبادرة، إلى إبراز الروابط والقيم الإنسانية المشتركة بين الحضارات، والاحتفاء بالحضارة العربية في الأندلس باعتبارها حقبةً تاريخية مشرقة ومثالاً لتلاقي الثقافات.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الندوة الثقافیة تاریخ وحضارة هذه الندوة فی الأندلس الندوة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
“أبوظبي الإسلامي” يختبر بأمان إمكانية طرح الصكوك الجزئية للمستثمرين الأفراد
أعلن “مصرف أبوظبي الإسلامي”، أمس إنجازه اختبار تقنية الصكوك الجزئية بشكل آمن، مما يجعل الاستثمار في الصكوك أكثر سهولة للمتعاملين الأفراد ، وذلك وفق الموافقة الأولية الصادرة له من “مختبر التشريعات” في حكومة دولة الإمارات وبإشراف هيئة الأوراق المالية والسلع.
ويدعم هذا المشروع جهود دولة الإمارات لتعزيز مكانتها الرائدة دولياً بصفتها واحداً من أبرز المراكز المالية التي توفر بنية تحتية عالمية المستوى لتجربة التقنيات المالية المستقبلية.
وأوضح المصرف أنه يتطلب حالياً الدخول إلى سوق الصكوك استثماراً بحد أدنى يبلغ 200 ألف دولار، ولكن بفضل تقنية الصكوك الجزئية وبموجب الموافقة الأولية الممنوحة للمصرف، سيتمكن المستثمرون الأفراد من الآن فصاعداً من استثمار مبالغ أصغر قد تصل إلى 1000 دولار، مما يساعد المستثمرين على الوصول إلى فئة أصول جديدة بمبالغ استثمارية أصغر، ما يتيح لهم توسيع آفاق استثماراتهم والاستفادة من مصدر دخل بديل.
ويهدف هذا المشروع إلى دراسة تحديث التشريعات اللازمة لإجراء الاختبارات على الصكوك الجزئية بما يضمن أعلى مستويات الأمان في مجال تطبيق التقنيات الجديدة وتجنب المخاطر التي قد تنشأ خلال مراحلها التجريبية، وبالتالي تعزيز بيئة آمنة تضمن تطور هذه التقنية وتسريع عملية طرحها وتوافرها في السوق.
وفي هذا الإطار، سيتم إنشاء منظومة متكاملة لاختبار تقنية الصكوك الجزئية التي تقسّم الصكوك رقمياً إلى أجزاء صغيرة تسمح للمستثمرين الأفراد بتجميع أموالهم لشراء أسهم جزئية من الصكوك المؤسسية التي عادة ما تكون باهظة الثمن، وذلك دون الحاجة إلى رأس مال كبير.
وبمجرد إطلاقها، ستكون هذه الصكوك أول صكوك جزئية من نوعها في المنطقة.
وقال محمد عبد الباري، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي: “ تعد الصكوك فئة من الأصول الاستثمارية التي تلبي مبادئ التمويل الإسلامي، ونهدف من خلال هذا المشروع إلى جعلها في متناول المستثمرين الأفراد بسهولة أكبر، ويأتي هذا في إطار رؤيتنا لعام 2035 لنصبح المصرف الإسلامي الأكثر ابتكاراً في العالم” .
وأضاف : ” نحرص على تأسيس شراكات جديدة ورائدة مع شركات التقنيات المالية لتقديم مبادرات رائدة تواكب مختلف توجهات المتعاملين وترتقي لتطلعاتهم، ويسعدنا أن نتعاون مع مختبر التشريعات وهيئة الأوراق المالية والسلع والجهات المعنية، ونتطلع إلى رؤية تطوير وتحسين هذا المنتج المبتكر حتى يلبي طموحات المستثمرين الأفراد”.وام