خلال حربها على غزة، عملت إسرائيل التي تواجه دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، على تحويل القطاع إلى ساحة لاختبار أسلحتها الجديدة القادرة على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اختبار أنظمة جوية وبحرية وأخرى ذكية، مطوّرة محليًا أو مستوردة من الولايات المتحدة.

وفي الجزء الثاني من ملف الأناضول الذي يحمل عنوان "الأسلحة التي اختبرتها إسرائيل بمجازر غزة"، أدرج مراسل الأناضول أبرز المنظومات والأسلحة البحرية والجوية التي استخدمتها إسرائيل في غزة لأول مرة، منذ بدء هجماتها على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

منذ عام 2021 تستخدم إسرائيل أنظمة الذكاء الاصطناعي في المنظومات الحربية، وتواصل العمل على تطويرها.

وقد استطاعت خلال السنوات الماضية تطوير أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل "الخيميائي" Alchemist و"رأس الحكمة" Depth of Wisdom و"البشارة" The Gospel و"مصنع النار" Fire Factory، وذلك في مختبرات ومعامل الوحدة 8200 التابعة لوكالة المخابرات الإسرائيلية.

"بشارة" المجازر

وفي الوقت الذي تعمل فيه منظومة "مصنع النار" على استهداف تجمعات لا تقل عن 5 أشخاص، لمنع وقوع أضرار جانبية ووفيات في صفوف المدنيين، إلا أن منظومة "البشارة" التي تم اختبارها لأول مرة في هجمات غزة الأخيرة، لا تعمل بنفس هذه الصيغة.

اقرأ أيضاً

أسلحة بريطانية وألمانية تتدفق على إسرائيل رغم حرب غزة.. وتضارب حول إسبانيا

هذا الأمر مكّن إسرائيل من قصف 15 ألف هدف في أول 35 يوما من حربها المتواصلة على غزة، مقابل 6 آلاف هدف قصفت في هجمات 2014 التي استمرت 51 يومًا.

فمنظومة "البشارة" المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل مصادر المعلومات القادمة من العناصر البشرية ووسائل استخبارية أخرى مثل صور الطائرات بدون طيار، وبيانات المراقبة، والتحليل الجغرافي، ومراقبة التحركات والأنماط السلوكية للأفراد والتجمعات السكانية الكبيرة، وتحديد واكتشاف الأهداف من خلال تحليل مجموعات كبيرة من المعلومات.

وفي الوقت الذي تمكنت فيه منظومة "مصنع النار" من اكتشاف 50 هدفًا سنويًا خلال السنوات الماضية، استطاعت منظومة "البشارة" اكتشاف ما لا يقل عن 100 هدف يوميًا، تم قصف نصفها.

وعليه، يتفق الخبراء على أن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في الهجمات الأخيرة على غزة ترجع إلى حد كبير إلى استخدام الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

الجيش الإسرائيلي الذي يواصل الحرب في شهرها الخامس، أعلن أنه تمكن خلال هجماته على غزّة، ولأول مرة، من توفير معلومات استخباراتية وأهداف في الوقت الحقيقي بما يتماشى مع الوضع التشغيلي المحدث للقوات البرية.

اقرأ أيضاً

وول ستريت جورنال: بايدن يستعد لإرسال أسلحة جديدة لإسرائيل رغم سعيه لوقف النار بغزة

كما أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من نقل المعلومات المتعلقة بالأهداف الميدانية إلى مركز إدارة العمليات في القيادة الجنوبية بشكل فوري، في إطار ما يعرف بمشروع "عامود النار"، ثم تم تنفيذ مئات الهجمات بشكل فوري بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية.

القوات الجوية

خلال الفترة الماضية، دخلت 39 طائرة مقاتلة أمريكية متطورة من طراز F-35 إلى سلاح الجو الإسرائيلي، هذا الطراز المنتج خصيصًا لإسرائيل يسمى F-35I - Adir "أدير"، كما ومن المقرر شراء 75 طائرة من هذا الطراز ابتداءً من عام 2027.

وفي عام 2018، أفاد الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تعتبر الدولة الأولى التي استخدمت طائرة F-35 فعليًا في أعمالٍ قتالية، فيما أشارت تقارير صحفية في مصادر مختلفة أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم 35 من الطائرات المذكورة في الهجمات على غزة.

ومنذ بداية الهجمات على غزة، عمدت الولايات المتحدة بسرعة إلى تحديث "ملفات بيانات المهمة" MDF، التي يمكن وصفها بأنها "عقل" طائرات (F-35I) الإسرائيلية، وسلّمتها إلى تل أبيب.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ كروز يعتقد أنه أطلق من قبل جماعة الحوثيين في اليمن، وتم إسقاطه بواسطة مقاتلة من طراز "أدير" (F-35I).

من ناحية أخرى، استخدم الطيران الإسرائيلي لأول مرة، صواريخ جو أرض تدعى "السقوط الحر" (غير موجّهة)، بواسطة مقاتلات "أدير".

فيما واصلت إسرائيل إسقاط مئات القنابل التي تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات) من طائرات (GBU-31) "الخارقة للتحصينات" في هجماتها الأخيرة على غزة.

وتسلمت القوات الجوية الإسرائيلية الطائرة بدون طيار من طراز "الشرارة" Spark التي طوّرتها شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وشركة الطيران التابعة لها في سبتمبر/ أيلول 2023.

الواقع أنه لا توجد الكثير من المعلومات حول الجيل الخامس من طائرة "الشرارة"، ولكن تقدّر تقارير صحفية أنها تزن حوالي 55 كيلو جرامًا ويبلغ طول جناحيها 5 أمتار، وتستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية ودعم القوات البرية ومهمات كشف الأهداف.

القوات البحرية

وفي مجال الأسلحة البحرية، تمثل الجديد في استخدام القوات الإسرائيلية طرّادات من طراز "ساعر 6"، التي اشترتها من ألمانيا في أبريل/ نيسان 2015.

وقد أدخلت البحرية الإسرائيلية تعديلات على الطرادات "ساعر 6"، لدمجها مع صواريخ "باراك 8" ونظام القبة الحديدية المستخدم ضد الأهداف الجوية.

اقرأ أيضاً

صفقة أسلحة أمريكية غير مسبوقة لإسرائيل

وتعمل في البحرية الإسرائيلية 6 طرّادات من طراز "ساعر 6"، بحمولة قصوى تبلغ 1900 طن، وطاقم مكوّن من 70 فردًا، وبإمكان الطرّاد حمل طائرة هليكوبتر واحدة من طراز (MH-60 Seahawk) وصواريخ يصل مداها إلى 7400 كيلومتر.

 

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل أسلحة غزة الجیش الإسرائیلی على غزة من طراز

إقرأ أيضاً:

تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟

يمانيون../
في تصعيد نوعي يعكس تغير معادلات القوة في البحر الأحمر، اعترفت البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”، أثناء تواجدها في مياه البحر الأحمر، في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية عسكرية واسعة أجبرت الحاملة على التراجع.

إسقاط طائرة أمريكية.. بداية التحول
رغم أن الرواية الرسمية الأمريكية حاولت تبرير سقوط المقاتلة على أنه حادث عرضي أثناء المناورات، إلا أن مصادر أمريكية وتصريحات متلاحقة، بينها مسؤول تحدث لقناة الجزيرة، أكدت أن الطائرة سقطت خلال محاولتها تفادي نيران قوات صنعاء.

هذا الحدث جاء تتويجاً لفترة من العمليات اليمنية المكثفة التي استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” بشكل شبه يومي، وأجبرتها على اتخاذ تدابير دفاعية صارمة والتراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، بحسب تقارير أمريكية وصفت الوضع بأنه “لا يمكن تصوره”.

العملية العسكرية الواسعة.. ضربة مركزة لقلب القوة الأمريكية
وفي إطار الرد المشروع على العدوان الأمريكي ومجازره بحق الشعب اليمني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عبر بيان رسمي، عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة ومشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.

وأوضح البيان أن العملية تمت بمشاركة فاعلة من القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية اليمنية، التي اشتبكت مع الحاملة والقطع المرافقة لها عبر إطلاق عدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة، في هجمات منسقة استمرت لعدة ساعات.

وأكدت القوات المسلحة اليمنية أن هذه العملية النوعية أدت إلى إجبار حاملة الطائرات “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، حيث تحاول تقليل تعرضها للضربات اليمنية الدقيقة.

وشددت على أن العمليات العسكرية البحرية والجوية مستمرة، وأنه لن يكون هناك أي توقف عن استهداف حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتوقف العدوان الأمريكي على اليمن بشكل كامل.

قراءة استراتيجية: المعركة تنتقل إلى البحر
إن تمكن قوات صنعاء من استهداف أكبر حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، بل وإجبارها على الانسحاب من مواقع تمركزها، يمثل نقلة نوعية في طبيعة المواجهة العسكرية. فواشنطن لطالما اعتبرت حاملاتها البحرية رمزاً لهيبتها العسكرية وهيمنتها العالمية، غير أن مشهد فرار “ترومان” يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من توازن الردع في البحر الأحمر.

لم يعد البحر الأحمر “بحيرة أمريكية” كما كانت توصف من قبل؛ فبفضل القدرات المتطورة للقوة الصاروخية اليمنية والطيران المسيّر، تغيرت قواعد الاشتباك، وباتت الحاملات الأمريكية أهدافًا حقيقية في مرمى النيران اليمنية.

تصدع الهيبة العسكرية الأمريكية
الجدير بالذكر أن حادثة سقوط طائرة “إف-18” الأخيرة ليست الأولى، إذ سبق أن أعلنت البحرية الأمريكية قبل أربعة أشهر عن فقدان طائرة مماثلة فوق مياه البحر الأحمر، دون أن تقدم آنذاك رواية مقنعة لأسباب سقوطها.

اليوم، ومع تكرار الحوادث، يظهر أن القوات الأمريكية باتت تعاني من حالة من الإرباك والضعف غير المسبوق، وهو ما تؤكده شهادات مصادر عسكرية أمريكية تحدثت عن أجواء من القلق والانهيار النفسي وسط طواقم حاملات الطائرات، بفعل ضربات صنعاء المركزة والمستمرة.

خلاصة المشهد
ما جرى في البحر الأحمر لا يمكن اختزاله بحادثة سقوط طائرة واحدة، بل يمثل جزءًا من معركة استراتيجية أكبر، تخوضها صنعاء بثبات وعزيمة، لإعادة رسم خريطة النفوذ العسكري في المنطقة.

إن إسقاط مقاتلة حديثة، وإجبار حاملة طائرات على الفرار، يؤكد أن معادلة الردع قد انقلبت، وأن زمن العربدة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر يقترب من نهايته أمام إرادة الشعوب الحرة وإبداع قدراتها المقاومة.

مقالات مشابهة

  • إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر إلى إسرائيل بواسطة طائرة مسيرة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر
  • غارات أمريكية مكثفة تهز صنعاء .. استهداف منصات صواريخ ومخازن أسلحة حوثية
  • تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟
  • مسئول امريكي يعترف بسقوط الطائرة اف 18 الامريكية بنيران يمنية
  • مسؤول أمريكي: طائرة إف 18 سقطت أثناء مناورتها لتفادي النيران اليمنية
  • عاجل| سقوط مقاتلة من طراز F 18 من على متن حاملة الطائرات ترومان
  • الغرب بدأ ينبذ إسرائيل وإسبانيا تُلغي صفقة أسلحة .. ثلاث دولٍ تُطالِب بمنع الكيان المشاركة بمُسابقة الأغنية الأوروبيّة
  • الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في التصدي لسرقة أسلحة من قواعده
  • سلاح الجو الإسرائيلي يدمر مستودع أسلحة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية