«بعد نقل الأثريين»... خبير: عيون موسى مهددة بالاندثار ومقابر أثرية مفتوحة بسيناء
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
مازالت تتوالى عواقب نقل الأمين العام لعدد 217 موظفًا من سيناء «آثاريين وإخصائيين ترميم وإخصائيين مساحة وأملاك وإداريين وأمن» معظمهم عناصر على درجة عالية من الكفاءة والخبرة بالعمل في سيناء مما أدى إلى فراغ فى العناصر البشرية المؤهلة بهذه المناطق
«بعد نقل الأثريين»... خبير: عيون موسى مهددة بالاندثار ومقابر أثرية مهملة بسيناءومن ناحيته أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن أهل منطقة عيون موسى يشكون من عدم تواجد آثاريين في المنطقة، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار في 10 فبراير 2018 عن افتتاح المنطقة للزيارة بعد أعمال ترميم وتطوير منطقة عيون موسى وقد تكلفت المرحلة الأولى 3 مليون جنيه، تضمنت ترميم وصيانة 7 آبار مع إنشاء تندات وممشى للآبار وتجهيز عشش ومحلات لأهل المنطقة لبيع المشغولات اليدوية للزوار بسيناء ومحافظة السويس
اقرأ أيضًا: نقل 217 من العاملين بالسياحة والآثار بسيناء.
. وخبير يعلق: تفريغ ليس له مبرر (مستندات)
وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية وقتها إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أيضا تجهيز المدخل الرئيسي للمنطقة وتنفيذ منظومة إضاءة على أحدث النظم العلمية مع نظم إضاءة حديثة للمظلات والأفران التراثية، وأكد أنه تم تفعيل رسوم التذاكر وطبعها لزيارة منطقة آثار عيون موسى استعدادا لاستقبال الزائرين، أول أبريل2018، حيث تراوحت أسعار التذاكر ما بين 40 جنيها للأجنبي و20 للطالب، بينما بلغت 10 جنيهات للمصري و5 جنيهات للطالب مع إعفاء طلاب المدارس والجامعات وذوي الاحتياجات الخاصة.
عيون موسىوأوضح الدكتور ريحان بأنه لم يحدث أى شىء مما صرح به رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة حيث لم تفتتح منطقة عيون موسى للزيارة ولا الأهالى تسلموا محلات وكان هناك مفتش آثار مقيم بالمنطقة يشرف عليها ولكن بعد نقل الآثاريين هُجرت تمامًا وكأنها لا تتبع الآثار ويشتكي الأهالي من هذا الإهمال حيث كانت مصدر رزق لهم قبل الترميم، ولكن بعد الترميم تم إغلاقها وإهمالها وهو ما قد يؤدى إلى ردمها وضياع الملايين التى أنفقت عليها.
وتابع ريحان أنه نتيجة إلى نقل الآثاريين وندرة مفتشى الآثار أصبح من الصعب المرور على المواقع الأثرية حتى أهملت وتوضح الصور لآثار ما قبل التاريخ في سهل القاع شمال مدينة طور سيناء عن طريق منسقيها بطور سيناء والتى تؤكد أنها مهملة وبها بقايا جثامين مكشوفة لوحوش الصحراء مما ينم عن عدم مرور أى آثارى عليها منذ فترة طويلة وهذا طبيعى نتيجة نقص الآثاريين، على حد قوله.
وأشار ريحان إلى أن هذا السهل عملت فيه بعثة أمريكية لآثار ما قبل التاريخ برئاسة الدكتورة أنجيلا كلوز وكشفت بها عن مبانى دائرية بها بقايا بشرية وهى المهملة الآن ولا توجد عليها أى حماية من أسوار أو حراس بالمنطقة وكأنها خارج نطاق الآثار، وهذه المنطقة تقع فى نطاق الآثار وتخضع لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 إخضاع بالقرار رقم 328 لسنة 2002 بمساحة 1000.300م.
وأوضح أن هذه المبانى المهملة هى مبانى حجرية يُطلق عليها أهل سيناء النواميس وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869 عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع وقد عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، وكشف روزنبرج عام 1967 عن مجموعة أخرى قرب عين حضرة، وهذه النواميس تشبه خلايا النحل متجمعة وشكلها دائرى يتراوح قطرها ما بين 2.5 إلى 4م وارتفاعها 3م، مبنية من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة ويرجّح بالمر أنها معسكرات محصنة لأقوام يعتمدوا على رعى الأغنام استخدموا المساحات المفتوحة بين هذه الدوائر للأغنام والقطيع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عيون موسي مقابر اثرية سيناء اثار سيناء مصر عیون موسى
إقرأ أيضاً:
الأسير ثائر حمّاد قناص عيون الحرامية المحكوم بـ11 مؤبدا
أسير فلسطيني، ولد عام 1980، يُلقب بقناص عيون الحرامية، لتخطيطه وتنفيذه عملية "عيون الحرامية"، إحدى العمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي إبّان الانتفاضة الثانية (2000-2005)، والتي حُكم عليه على إثرها بـ11 مؤبدا.
وبعد اعتقاله اتخذ حمّاد من أدب السجون نقطة انطلاق جديدة لنضاله ضد الاحتلال، فكتب سيرة ذاتية وروايتين، وسجل في تلك المؤلفات قصة نضاله ومسيرة المقاومة الشعبية الفلسطينية ومعاناة أسراها داخل سجون الاحتلال.
المولد والنشأةولد ثائر كايد قدّورة حمّاد في يوليو/تموز 1980 بقرية سلواد، شمالي محافظة رام الله، لعائلة لها 5 أبناء.
نشأ في أسرة يغلب عليها الطابع الوطني المُقاوم، فقد كان والده كايد قدورة أسيرا سابقا، أمضى سنوات من حياته في السجون، وعمه نبيل مناضل استشهد على يد الاحتلال.
وكان أشقاؤه مهتمين بالسياسة وحركة النضال الوطني، وبينهم أعضاء في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ولطالما عانوا من الاعتقالات والمضايقات.
وقد تأثر ثائر بالروح الوطنية في العائلة، وهيج مشاعره ضد الاحتلال ما كان يشهده يوميا من الذل والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، فانغمس منذ صباه في حركة النضال الشعبي، عبر المشاركة في نشاطات الشبيبة المختلفة والمظاهرات ضد الاحتلال.
الأسير ثائر حمّاد (يسار) انخرط في النضال ضد الاحتلال وهو في الـ11 من عمره (مواقع التواصل الاجتماعي) الدراسة والتكوين العلميأنهى حماد المرحلة الأساسية من مدرسة ذكور سلواد، وفي الصف العاشر توقف عن الدراسة، والتحق بسوق العمل، إذ اشتغل في ورش البناء المتنوعة، وخصوصا مجال بناء المساجد والمآذن.
إعلانأما شهادة الثانوية العامة فقد نالها في المعتقل بسرية تامة عن سلطات السجن، ثم التحق سرا بجامعة القدس المفتوحة، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية.
الفكر والأيديولوجيايُعد حمّاد أحد كوادر حركة فتح، لكنه يؤمن بخيار المقاومة المسلحة في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويقول إن "الثورة هي الطريق لكل من يمسه الظلم، ولا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها"، لذلك عارض بشدة حل كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وفق مرسوم صدر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2007.
ويرى ثائر أن طريق التحرير تعتمد على محورين يسيران معا: المفاوضات والمقاومة، فالمفاوضات -عنده- لا تثمر شيئا وحدها، ويرى أنه على الرغم من نجاح المباحثات الدبلوماسية في انتزاع قرارات لصالح القضية الفلسطينية في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فإن "هذه القرارات لا يمكن أن تُترجم على أرض الواقع، إن لم تجد عناصر قوة ميدانية تفرض على الاحتلال الرضوخ لها".
ويرى حماد أن الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة مرتكز أساسي لمقاومة الاحتلال، وأنه يجب إنهاء الانقسام الداخلي و"الاتفاق على برنامج سياسي وطني موحد، يكون قادرا على مجابهة الاحتلال".
الأسير ثائر حمّاد مع والدته في إحدى زياراتها له في السجن (مواقع التواصل الاجتماعي) المسار النضاليبدأت أولى ملامح مساره النضالي ضد الاحتلال تتبدى أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987- 1993)، وكان اغتيال عمه نبيل قدورة الشرارة التي أشعلت نيران الثورة في قلبه، فقد رمته قوات الاحتلال من أعلى قمة الجبل، وتركته يتدحرج إلى الأسفل نحو الطريق، ثم كسرت عظامه، قبل إعدامه بـ3 رصاصات في صدره.
وأثناء تشييع الجنازة رفع ثائر العلم الفلسطيني، وكان حينها في الـ11 من عمره، فحمله المشيعون ورفعوه على الأكتاف، ومنذ ذلك الوقت، نشط في المظاهرات، واستبدل بالألعاب الحجارة يرجم بها جنود الاحتلال، على حد قوله في مقابلة أجراها مع مجلة الدراسات الفلسطينية في معتقل نفحة.
إعلانولم يتلق ثائر تدريبا عسكريا، لكن جده علمه القنص، فقد بدأ مع منتصف تسعينيات القرن الـ20 يرافقه إلى رحلات الصيد، وكان جده قد خدم سنوات في الجيش الأردني، وكان قناصا محترفا، ويملك بندقية، فأخذ يدرب ثائر على استخدامها، وعلى كيفية التعامل مع السلاح، واستمر التدريب، حتى تمكن ثائر من التصويب بدقة على الأهداف.
ولاحقا، أخذ يجمع المال لشراء سلاحه الخاص، وعلى مدار أشهر جمع مبلغ 1800 دولار أميركي، اشترى بها من أحد مسني القرية بندقية قديمة، استُخدمت في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام، ومعها 350 رصاصة.
وباستخدام بندقيته العتيقة، كثف تدريبه على التصويب والقنص في الجبال والأودية المحيطة بالقرية، وكانت تلك البندقية هي السلاح الذي استخدمه لاحقا في عملية نوعية، اعتُبرت من أشهر عمليات المقاومة الفلسطينية في فترة الانتفاضة الثانية.
عملية عيون الحراميةفي 3 مارس/آذار 2002 نفذ ثائر عملية ضد حامية الحاجز العسكري الإسرائيلي في منطقة وادي عيون الحرامية القريب من قرية سلواد بالضفة الغربية المحتلة.
وأحاط العملية بسرية تامة، ولم يطلع أحدا على خطته التي أعدها وحده مسبقا، فبعد مراقبته الحاجز 4 أيام، اختار وقت تبديل مناوبة الجنود صباحا لتنفيذ العملية، إذ يكون الجنود في قمة الإرهاق، ويكون هو في كامل نشاطه.
وبعد صلاة الفجر، انطلق لتنفيذ المهمة، وتمركز على جبل مطل على الحاجز العسكري، على بعد نحو 60 إلى 70 مترا منه، ونصب بندقيته على شجرة زيتون احتمى بها من عيون الجنود، وأخذ ثائر -الذي عُرف لاحقا بلقب "قناص عيون الحرامية"- بقنص الجنود واحدا تلو الآخر.
وفي تلك العملية التي اشتُهرت بعملية "عيون الحرامية" تمكن ثائر من قنص 11 جنديا إسرائيليا، وجرح 6 آخرين، 3 منهم كانت إصاباتهم حرجة، ولكن بندقيته تعطلت، ولم تُجدِ محاولاته لإصلاحها، إذ انفجرت رصاصة داخلها حولتها إلى حطام، فاضطر للانسحاب عائدا إلى بيته دون أن يُكتشف أمره.
إعلان السجن المؤبدفي أعقاب العملية، فرضت قوات الاحتلال حصارا حول بلدة سلواد والمناطق القريبة من موقع العملية، وأجرت تفتيشا مشددا للبحث عن المنفذين، وأثناء الحملة اعتقلت العديد من أبناء المنطقة، بمن فيهم ثائر حماد.
وبعد 3 أيام أطلقت سراحه، إذ كان شابا في الـ22 من عمره، وكانت قوات الاحتلال قد افترضت أن المنفذ ينبغي أن يكون مسنا ليملك بندقية قديمة عمرها يصل إلى نحو 70 عاما.
وعلى الرغم من البحث المكثف لاكتشاف منفذ العملية، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الوصول إليه إلا بعد نحو عامين ونصف العام، حينها تسلم ثائر أمرا إسرائيليا يطالبه بمراجعة المخابرات، غير أنه لم يستجب لذلك الأمر.
وبعد أسبوع، في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2004، دهمت قوات إسرائيلية منزله وألقت القبض عليه، واعتقلته مع 3 من أشقائه هم نضال وأكرم وعبد القادر (اعتُقل قبله بـ10 أيام).
وبعد تحقيق استغرق 75 يوما، تم أخذ البصمات العالقة على شظايا البندقية، والتي تطابقت مع بصمات ثائر، وبدأت سلسلة من الجلسات في المحكمة العسكرية في عوفر، وصلت إلى 30 جلسة، أصدرت المحكمة في آخرها أمرا بالسجن المؤبد 11 مرة على ثائر.
وتم نقله إلى سجن إيشل المركزي، وهناك انضم إلى أسرى منظمة فتح، والتقى بالأسير مروان البرغوثي، الذي أطلق عليه لقب "أمير كتائب شهداء الأقصى".
قرية سلواد التي ولد فيها الأسير ثائر حماد (الصحافة الفلسطينية) ظروف اعتقال قاسيةوفي أعقاب اعتقاله أودع في العزل الانفرادي باعتباره أسيرا خطيرا، وأخضعته إدارة السجون لمراقبة مشددة ودورات تفتيش مكثفة، للحيلولة دون أي محاولة للفرار، وفرضت عليه تنقلات دائمة بين سجونها، منها: إيشل وأوهلي كيدار وعسقلان ورامون ونفحة.
وتعرض على مدى سنوات اعتقاله للقمع والتنكيل والعديد من انتهاكات حقوق الإنسان، مثل: العزل الانفرادي والتفتيش الليلي والنقل التعسفي ومنع الأهل من زيارته والغرامات المالية التي تفرض عليه بشكل تعسفي، والإهمال الطبي، وغير ذلك من أساليب الإيذاء، التي تبقيه في ظروف قاسية.
إعلانويشكو حماد من عدة مشاكل صحية، منها الإصابة بآلام في الظهر، ولكن إدارة السجن تتعمد إهمال حالته الصحية، وكذلك تم تشخيص ظفر في عينه اليمنى منذ عام 2014، وقد أشار عليه الأطباء بضرورة إجراء عملية لعينه، ولكن المماطلة في ذلك جعلت حالتها تزداد سوءا.
الإنجازات والمؤلفاتتحدى ثائر الاعتقال باستغلال أوقاته في تطوير نفسه علميا وفكريا وجسديا، فالتزم بممارسة الرياضة بشكل منتظم، وواصل تحصيله العلمي، وعكف على القراءة، لا سيما فيما يتعلق بالتاريخ والقضية الفلسطينية، وبدأ مشواره الأدبي بالتأليف في أدب المقاومة والسجون، واستطاع نشر 3 مؤلفات، هي:
أنا وحصاني، وهي سيرة ذاتية يروي فيها حياته النضالية وقصص الأسرى خلف القضبان.
أوار النار، وهي قصة قصيرة تروي تفاصيل تنفيذ عملية عيون الحرامية.
فارس وبيسان، وهي رواية اجتماعية وطنية تحكي قصص النضال والأسر في المجتمع الفلسطيني، وتؤرخ لحقبة امتدت نحو 3 عقود، تبدأ منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.