تحّول شغفهما في ممارسة النحت على الخشب إلى مشروع قائم يقصده الكثير من المهتمين بالتحف الفنية الفاخرة ذات الطابع المميز، التي يتم تصميمها بأيد عمانية ماهرة تمتلك قدرات فنية عالية. التقت "عمان" بالشابين أحمد بن محمد العجمي وجعفر بن سليمان الجابري صاحبي مشروع "فن صحار"، لمعرفة تفاصيل أكثر حول المشروع.

كانت بدايتهما من خلال المشاركة في ورش إعادة تدوير الأخشاب التالفة التي قامت بتنفيذها مؤسسة "بيت فن صحار" ومنها لامست الورش أفكارهما وشغفهما بالتعامل والعمل مع الخشب، بعدها قاما بالعديد من التجارب وتنفيذ أعمال عدة ونماذج مختلفة من الأعمال الخشبية لاكتشاف جودة الأخشاب وكيفية التعامل معها.

رأى مشروعهما النور في عام 2017، حيث قاما بتنفيذ الأعمال الخشبية بمختلف أنواعها، مثل مجسمات ثلاثية الأبعاد، وتنفيذ التحف والهدايا المكتبية، وصنع مجسمات تذكارية مجسدة للمعالم التاريخية والحديثة في سلطنة عمان، وتصميم المشربيات الخشبية باستخدام النقوشات والزخارف العمانية والإسلامية بمختلف أنواعها، كما يقومان بتحويل أفكار الزبائن إلى تحف ملموسة.

وبالنسبة لردود فعل الحرفاء وكيف كان الإقبال على شراء الأعمال الخشبية؟ قال أحمد العجمي: إن الإقبال والتفاعل كبيران جدا وكذلك إعجاب الزبائن والمتابعين، مما شجعهما على الاستمرار في الإنتاجية والإبداع.

ويسوّق أصحاب مشروع "فن صحار" لمنتجاتهما وخدماتهما عن طريق التسويق المباشر والمشاركة في المعارض المحلية والدولية ووسائل التواصل الإلكترونية.

وقد واجه الشابان بعض التحديات في بداية المشروع مثل الدعم المالي وتوفير المعدات اللازمة، ومدى توفر الأخشاب كونهما لا يملكان المعلومات والمعرفة الكافية عن عالم الأخشاب ولكنهما بالإصرار والعزيمة تمكنا من إجراء البحث والتقصي لهذه التحديات واستطاعا التغلب عليها. وأما عن الدعم الذي ساعد الشابين في مشروعهما هو تبني مؤسسة "بيت فن صحار" لهما ودعمهما معنويا، بالإضافة إلى ثقة بعض الشركات والجهات الحكومية في أعمالهما والتعامل معهما بشرائها.

ومن أبرز المنتجات والخدمات التي قدمها المشروع: تجسيد قلعة مطرح بكامل تفاصيلها من الخشب، ودروع فاخرة للنادي الثقافي من أبواب تقليدية، ومجسم ثلاثي الأبعاد لأحد الفنادق في محافظة ظفار، وتنفيذ العديد من التحف والهدايا التذكارية باستخدام تقنية (ثري. دي)، لمختلف المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ أعمال الديكور للمكاتب والمحلات والشركات والمنازل حسب طلبات الحرفاء التي يرغبون فيها، وكذلك أواني التقديم للمطاعم والكافيهات.

⁠وحول أهم المشاركات المحلية والدولية، فقد شارك أصحاب المشروع في أسبوع التراث العماني بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي ساعدتهما في تبادل الخبرات والمعرفة والتعرف على شركاء دوليين، وتقديم ورش تأسيسية ومتقدمة في مجال النحت على الخشب لجمعية المرأة العمانية بمسقط، وللمتحف الوطني العماني، والمدارس الحكومية، ومؤسسة فن صحار.

ويطمح الشابان أحمد العجمي وجعفر الجابري في الاستمرار والتطوير في مشروعهما مستقبلا، وتعليم الأجيال الحالية حرفة النحت على الخشب لتأسيس مشاريعهم الخاصة والاعتماد عليها لتكون مصدر دخل، كما يطمحان في الوصول إلى أسواق دولية جديدة والتوسع في مشروعهما، والوصول إلى قاعدة زبائن وشريحة أكبر في السوق المحلي إلى جانب المشاركة في فعاليات وملتقيات النحت على المستوى العالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النحت على

إقرأ أيضاً:

فنانون من كل العالم في كايروترونيكا 2025: أعمال فنية رقمية من 23 دولة تضيء قلب القاهرة

يفتح مهرجان كايروترونيكا 2025 أبوابه للعالم، الذي يعقد في الفترة من 21 الى 28 ابريل الجاري،  جامعًا مجموعة غير مسبوقة من الفنانين، والفرق الفنية، والمخرجين من مختلف القارات، في احتفال بنسخته الرابعة. وتحت عنوان "تجاوز الطبيعة"، تستكشف هذه الدورة العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والبيئة والوعي البشري، ليس كمفاهيم نظرية، بل كوقائع نعيشها في حاضرنا المضطرب، حيث يستمر تقديم الأعمال الفنية بمساحات بذا فاكتوري، الهنجر، و الجراج بوسط البلد بالقاهرة. 


تضم هذه النسخة أكثر من 40 عملًا فنيًا مبتكرًا من 22 دولة عبر خمس قارات، مقدّمة رؤى فنية متعددة حول مستقبل الطبيعة، والهوية، والتكنولوجيا، والذاكرة. تتنوع المشاركات بين تجارب تفاعلية، ومنصات واقع افتراضي، وأعمال مجسّمة، وسرديات بصرية تعكس انشغالات عالمية ومحلية في آن واحد.
من مصر، يشارك عاصم هنداوي بعمله "سيميا حيلة لمراوغة القدر، وهو يستعرض فيلم "سيميا" تقاطع النبوءة القديمة والذكاء الاصطناعي، كاشفًا كيف يشكّل التنبؤ أداة للسيطرة وبناء العوالم في زمن الحوسبة والطاقة.، كما يقدم الفنانان سامح الطويل ورانيا جعفر مشروعًا مشتركًا بعنوان "وطن"، يستكشف المشروع سيولة الذاكرة والمنفى الثقافي عبر رحلة خيالية لآثار منفية، كاشفًا بنيات المعرفة وتاريخها داخل البنى الرقمية المعاصرة.. ويُعرض "مونولوج من التاسع " لأبوالقاسم سلامة، هو فيلم تجريبي يستعرض المراقبة والمقاومة في عالم ما بعد الحداثة، من منظور متسكع يواجه الخوف والرقابة بتوثيق شخصي وتعبير بصري نقدي، إلى جانب العمل البصري المؤثر. "ماذا يدور في بالك حين تفكر فيّ؟" للفنان يوسف منسي، يستعرض العمل علاقة عاطفية عن بُعد، حيث تكشف الرسائل المتبادلة هشاشة وحنين الحبيبين في ظل المسافة، يعكس تفاعلهم الرقمي عزلة جسدية وروابط غير مألوفة تولدها التكنولوجيا.


من العالم العربي، يقدّم محمد الفرج من السعودية عملًا بصريًا شعريًا بعنوان "حرارة / في قلبي حرارة الشمس"، يوثّق العمل مشاهد من الأحساء بتقنية التصوير الحراري، مستعرضًا أثر الحرارة على الإنسان والطبيعة، ومتأمّلًا علاقتنا بالتكنولوجيا في عالم يزداد سخونة.بينما يعرض خالد بن عفيف من السعودية أيضًا تركيب فني بعنوان "أوافق"، يطرح العمل تساؤلات حول استسلامنا غير الواعي للمراقبة الرقمية، ويكشف زيف الشفافية في علاقتنا المتسارعة مع التكنولوجيا. ومن سوريا/كندا، تأتي جوى الخش بعمل "السماء السابعة" يُعيد إحياء آثار تدمر عبر بيئة رقمية وهولوجرامات، متأمّلًا في دور التكنولوجيا كأداة ترميم وسط دمار الحرب،. ومن تونس، يعرض هيثم زكرياء "أوبرا الحجر"، عمل فني يجمع بين الصوت والصورة والجغرافيا الشعرية، مستكشفًا حكايات وأساطير جبال الرديف في تونس عبر رواة محليين. أما الفنانة هيا الغانم من الكويت، فتقدّم عملًا بصريًا بعنوان "نوخذاوين طبّعوا مركب"، يستكشف العمل علاقة المجتمع الكويتي بالبحر عبر مزج الأرشيف المرئي بالمشهد المعاصر، ليُعيد سرد التاريخ بصيغة بصرية شاعرية.


من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، يشارك الفنان الياباني كاتسوكي نوغامي بعمله "ذاكرة الجسد"، وهو تجربة واقع افتراضي يستحضر ذاكرة الجسد عبر الحركة والتقنيات الرقمية، مستكشفًا الهوية والذكريات بين الحقيقي والمولّد بالذكاء الاصطناعي. ومن الهند، يقدم الثنائي براتيوش بوشكار وريا راجيني (المعروفة باسم باريا) العمل الصوتي "بوليفونات دلهي"، يقدّم العمل تجربة سمعية تستكشف النغمات الخفيّة في مدينة دلهي، كاشفًا تعددية أصواتها وموسيقى الهامش المنسية. ومن جنوب أفريقيا، يُعرض "دزاتا: معهد الوعي التكنولوجي"، وهو عمل تركيبي متعدد الوسائط من إنتاج مصنع لو-ديف السينمائي (فرانسوا نويتزه، إيمي لويز ويلسون) مع راسيل لونغواني يبتكر المشروع معهدًا وهميًا يوثّق الممارسات التكنولوجية الشعبية في أفريقيا، منبها أن العلم والابتكار جزء أصيل من تاريخ القارة.. أما من كولومبيا، فيأتي الفنان سانتياجو إسكوبار جاراميلو بعمله ليوثّق العمل مرونة المجتمعات الساحلية في مواجهة تهريب المخدرات والعنف، مستعرضًا تقاليدهم الغنية وتباينها مع تهديدات الواقع. يرصد المشروع التفاعلي صراع الصيادين بين الحفاظ على السلم والانجرار نحو عالم التهريب.


أما الأعمال التي تميّزت بتفاعلها المبتكر، فيأتي في مقدمتها مشروع "جمال الأوركيد" للفنان فولكان دينشر (النمسا/تركيا)، حيث تتحول زهرة الأوركيد إلى منحوتة حية تتصل بإنستغرام: كلما زاد التفاعل معها، زادت كمية المياه التي تتلقاها عبر نظام ذكي تلقائي. وتقدم الفنانة نوا يانزما من هولندا عملًا تفاعليًا بعنوان "باي كلاود"، و هو دعوة للتأمل في العدالة المناخية والنمو الاقتصادي. ومن إسبانيا والولايات المتحدة، تقدم باتريسيا إتشيفيريا ليراس تجربة واقع افتراضي بعنوان " تذكروا هذا المكان: ٣١°٢٠'٤٦'' شمالًا، ٣٤°٤٦'٤٦'' شرقا"، يُجسّد العمل نضال نساء فلسطينيات في حماية "المنزل الهش" رغم تهديدات الواقع. ويطرح الفنان السويسري مارك لي عملًا بعنوان "تطور تأملي"، يتخيل مستقبل الكائنات الحية في ظل تدخل التكنولوجيا. ويشارك فريق "أونيونلاب" من إسبانيا بعمل بصري بعنوان "الأثر"، أما الفنان التشيكي يستكشف العمل مستقبلًا ديستوبيًا تتواصل فيه البطاطس مع البشر عبر بيانات حيوية محوّلة إلى أصوات، في نقد للزراعة الصناعية وأثر الإنسان على الكوكب، يدعو العمل إلى تخيّل علاقات جديدة مع الطبيعة باستخدام التكنولوجيا بدلًا من تدميرها.

طباعة شارك مهرجان مارك فلسطينيات

مقالات مشابهة

  • 1.2 مليار ريال حجم محفظة أصول "تطوير" بـ"الاقتصادية الخاصة بالدقم".. وتنفيذ 46 مشروعًا في 5 سنوات
  • ورشة عمل حول "الإتيكيت والبروتوكول الدولي" بجامعة صحار
  • تتويج "صحار الدولي" بجائزة "أفضل بنك في الابتكار الرقمي"
  • الرئيس التنفيذي لمركز “وقاء”: الأطباء البيطريون خط الحماية الأول وركيزة أساسية لدعم التنمية مستدامة
  • الجيل الجديد على الشاشة… موهبة حقيقية أم "كوسة فنية"؟ (تقرير)
  • فنانون من كل العالم في كايروترونيكا 2025: أعمال فنية رقمية من 23 دولة تضيء قلب القاهرة
  • كايروترونيكا 2025.. أعمال فنية رقمية من 23 دولة تضيء قلب القاهرة
  • بسطة بطاطس في جدة بـ 60 ريال تُشعل الجدل .. فيديو
  • آمال ماهر تحسم الجدل حول "صوت مصر" وتُحيي نيكول سابا في لفتة فنية مؤثرة بدبي
  • بدا كجزيرة وسط بحر واسع.. هكذا أنقذ شابان منزل عائلتهما من الفيضانات