الجزيرة:
2024-11-27@06:05:54 GMT

ديفيد هيرست: لهذا لن تنهي إسرائيل المهمة أبدا

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

ديفيد هيرست: لهذا لن تنهي إسرائيل المهمة أبدا

يرى رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ديفيد هيرست أن إصرار حكومة الحرب الإسرائيلية على احتلال رفح، حيث يلوذ بها 1.4 مليون فلسطيني طردوا قسرا من شمال ووسط غزة، يخفي شكوكا متزايدة حول ما سيحققونه عندما يصلون إلى هناك.

وأشار هيرست إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس وحده الذي يصر على "سنفعل ذلك.

سنسيطر على كتائب حماس الإرهابية المتبقية في رفح". فهناك أيضا زعيم المعارضة بيني غانتس الذي يدفع إلى ذلك قائلا "لأولئك الذين يقولون إن الثمن باهظ للغاية، أقول بوضوح أمام حماس خيار واحد. يمكنهم الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن ويمكن لسكان غزة الاحتفال بشهر رمضان".

وعلق هيرست على ذلك بأنه مجرد تباه للاستهلاك المحلي، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي استغرق 4 أشهر لشق طريقه إلى قطعة أرض طولها 41 كيلومترا وعرضها 12 كيلومترا.

وفي المقابل استغرق الأمر أكثر من 5 أسابيع قبل أن يتمكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة من الاستيلاء على بغداد في عام 2003. وقد استخدمت إسرائيل من الذخيرة في 4 أشهر نفس ما استخدمتها الولايات المتحدة في 7 سنوات في العراق.

ليسوا قوات خارقة

وأردف الكاتب أنه من الواضح أن شيئا ما قد حدث بشكل خاطئ. وهو أنه إما أن الجنود الإسرائيليين ليسوا قوات خارقة كما كانوا يظنون، أو أن مقاومة حماس والمقاتلين الآخرين كانت شديدة بشكل غير متوقع. لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا، وهو أن القوات الإسرائيلية لم تقاتل بسهولة كبيرة.

ولفت هيرست إلى أن القصف الجوي والمدفعي والغارات بالمسيرات قصد منها ترويع المدنيين وتهيئة الظروف لنزوح جماعي. وقال إن الخسائر البشرية الجماعية والهجمات على البنية التحتية الحيوية هي أهداف حربية، وليست أضرارا جانبية، وهو ما أدركته محكمة العدل الدولية بوضوح عندما فرضت أمرا على إسرائيل بالامتثال لاتفاقية الإبادة الجماعية.

ومع ذلك يرى الكاتب أن هذا التبجح الإسرائيلي يخفي لمحات أكثر قتامة للحملة البرية، مشيرا إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن حماس ستظل قائمة كمجموعة مسلحة قادرة على شن عمليات ضدها، وتقول إن "الدعم الحقيقي" لحماس لا يزال مرتفعا بين الفلسطينيين في غزة.

وذكرت الصحفية الإسرائيلي إيلانا ديان من القناة 12 أن هذه الاستنتاجات عرضها كبار ضباط الجيش ومسؤولي الشاباك وأعضاء مجلس الأمن القومي على القادة السياسيين قبل أسبوع. ورأت أنه "في هذا الصدد، على الأقل، لن يكون هناك نصر مطلق".

مخيمات النازحين الغزيين في منطقة المواصي الساحلية شمال غرب رفح الفلسطينية (الجزيرة) حرب دينية

وعلق هيرست على حديث ديان بأن كثيرين خارج إسرائيل قد توصلوا لهذا الاستنتاج قبل 4 أشهر. وذكر أن هناك أسئلة أخرى ملحة بالقدر نفسه للقيادة العليا الإسرائيلية: هل لديهم القوات اللازمة لشن عملية كبرى في رفح وإعادة احتلال محور فيلادلفيا، دون الاضطرار إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط؟.

وقال إن إعادة احتلال محور فيلادلفيا -المنطقة العازلة على طول الحدود بين مصر وغزة- سيكون خرقا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 1979. وهناك عامل آخر يؤثر في الغزو البري الوشيك لرفح وهو واشنطن التي بيدها وقف أو تقييد تدفق الأسلحة لإسرائيل. ومع ذلك لم يمارس الرئيس جو بايدن هذا الضغط حتى الآن.

وأورد هيرست ما قاله المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" الألمانية عن كرهه الشديد لنتنياهو، إذ قال "إنه محتال. لكنه على حق في أن الحرب يجب أن تستمر حتى تُسحق حماس، لأننا أذعنا في كل أنحاء المنطقة أننا سنسحقها، وسيُنظر إلينا على أننا خاسرون إذا لم نكمل المهمة".

ورد هيرست على موريس بأن إسرائيل "لن تنهي المهمة أبدا، وليس أمامها سوى خيارين: إما أن تحذو حذو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في سعيهما لتحويل الحرب على الأرض إلى حرب دينية، أو الجلوس مع قيادة يتمتع الفلسطينيون بحرية اختيارها لمناقشة طريقة تقاسم الأرض على قدم المساواة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

سموم إسرائيل ضد المقاومة

 

د. عبدالله الأشعل **

كُنَّا مهَّدنا للموضوع بمقالات عن الافتراءات الصهيونية ضد المقاومة، دفاعًا عن المقاومة الباسلة الصامدة وهو جهد المُقِل، والثابت أن إسرائيل أصبحت البقرة المقدسة منذ نشأتها حتى الآن وكل شيء فى المنطقة مُسخَّر لخدمتها، وعندما فكر جمال عبد الناصر فى انشاء المقاومة الفلسطينية، كان التأييد للقضية الفلسطينية جواز مرور الحاكم العربي وأساس مشروعيته.

ولذلك استمد الحاكم العربي شرعيته من إعلان دعم القضية الفلسطينية، وكانت غزة تحت الإدارة المصرية، وكان عبدالناصر يدافع عن المقاومة في لبنان والأردن، وقد يقول قائل إن الحدود مع إسرائيل من ناحية مصر ليست كالحدود الأردنية أو اللبنانية، لكن عبدالناصر لم يسمح بعمل المقاومة من الأراضي المصرية؛ وذلك فيما يبدو رغبةً في عدم الاحتكاك بإسرائيل وأمريكا، ولكن عبدالناصر طالب بحل جذري للمشكلة وتفكيك إسرائيل.

وبدأت إسرائيل حملة لضمان بقائها وقيادتها للمنطقة بعد تراجع مكانة مصر في نظر إسرائيل؛ فشنت حملة قاسية بكل أنواع الأسلحة لتدمير غزة ولبنان وتجاوزت الهدف المبدئي وهو القضاء على المقاومة؛ فهي تريد القضاء على المقاومة وإعادة احتلال فلسطين واحتلال لبنان، وتأمل من ذلك، تأليب المجتمع اللبناني ضد حزب الله وتأليب المجتمع الفلسطيني ضد حماس، وكما قال نتانياهو إن إسرائيل تريد أن تُغيِّر خريطة الشرق الأوسط.

فى هذه المقالة، أُفنِّدُ السموم التى تطلقها إسرائيل والإعلام الصهيوني ضد المقاومة؛ لأن هذه السموم تشكل رأيًا عامًا سلبيًا ضد المقاومة.

أولًا: المقاومة هي الطريق الوحيد للتعامل مع إسرائيل والبديل كما أثبتت التجارب الطويلة تمدد المشروع الصهيونى عبر الدول العربية وإسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة؛ فإن قيل إنه لا مقارنة بين قوة إسرائيل وقوة المقاومة فتلك حجة داحضة. والمقاومة واجب ورد فعل لفعل ضار وأصل المقاومة نجدها في علم الأحياء فكل عضو يستفز يتجه إلى مقاومة الاستفزاز ثم إن خسائر المقاومة وخسائر العدو لا يمكن مقارنتها كما أنه لايمكن وضع معايير في هذا الصدد.

ثانيًا: على المستوى العملي، ثبت أن المقاومة تمنع استقرار العدو وتقطع راحته وإذا شعر العدو أن الضحية لا تقاوم شجعه ذلك على العدوان عليها وقد جربنا فترات طويلة دون مقاومة. والعدو مدعوم من كل الغرب لأنه باطل والغرب لا يعرف العدل وإنما يعرف القوة فقط. والمقاومة الفلسطينية المنظمة نشأت بعد قيام إسرائيل بعدة عقود وترتب على ذلك أن المقاومة ليست هي التي جلبت إسرائيل. والمقاومة في لبنان هي التي حررت بيروت ولبنان من الاحتلال الإسرائيلى، وأعاقت انفراد إسرائيل بلبنان.

وإسرائيل باعتبارها كيانًا مافياويًا لا تعرف القانون أو القواعد وإنما تعرف فقط الأضرار بالحجر والشجر وإبادة مصادر الحياة والحياة نفسها؛ وذلك منذ قيام إسرائيل التى قامت على الإرهاب والإبادة. وللأمانة لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن المقاومة وكان يتصدى للهجرات التي تسللت إلى فلسطين تحت حماية الجيش البريطاني.

ثالثًا: أن ساحات المقاومة تختلف في التحديات والظروف التي تواجهها؛ ففي فلسطين نشأت المقاومة الفلسطينية الإسلامية في غزة وبهذه المناسبة اكتسحت حماس الانتخابات التشريعية عام 2006، وعرضت حماس على فتح تشكيل حكومة ائتلافية وهذا يدحض المقولات الفاسدة التى يرددها أعداء المقاومة مثل أن حماس انفردت بالسلطة، وقد انفردت فعلاً لأن فتح لم تتعاون معها، ومن المقولات الفاسدة أن حماس قامت بانقلاب عسكري طردت فيه عناصر فتح من غزة، ويجب أن تبسط السلطة الوطنية نفوذها على كل الأراضي الفلسطينية. والصحيح من شاهِد عيان أن السلطة هي من اضطرت حماس إلى الدفاع عن نفسها، والسلطة تاريخيًا تعتقد أنها نتاج "أوسلو" وأن انسجامها مع إسرائيل هو الذي يضمن بقاءها، وتكره السلطة حماس، بينما إسرائيل تتآمر على حماس، وفي كل عدوان إسرائيلي على غزة، نرى أن للسلطة يدًا في هذا العدوان، ويستحيل المصالحة بين فتح وحماس؛ لأن فتح لا تدرك أن حماس هزمتها بانتخابات نزيهة، وأن حماس وافدة عليها، ثم إنها ذات طابع إسلامي، بينما مقاومة فتح علمانية، ونحن لا نفرق بين المقاومة على أساس مذهبي وإنما تهدف إسرائيل إلى تصفية العرق الفلسطيني؛ ولذلك يجب أن يتحدا- فتح وحماس- في مواجهة إسرائيل.

والقول إن الموقف العربي لاحق على ما يتفق عليه الفلسطينيون، إفلاس ونفاق؛ لأن إسرائيل وأمريكا تمكنت من حرمان المقاومة من الحاضنة العربية؛ بل إن بعض الوسط العربي وصف المقاومة بالإرهاب في وقت سابق، ويبدو أن أمريكا أوجدت مصلحة مشتركة بين إسرائيل وبعض الحكام العرب والسلطة الفلسطينية فى التصدي للمقاومة ودعم إسرائيل فى هذه المهمة، وهذا يؤكد أن كرسي الحكم أهم من مصالح الأوطان وأن بعض الحكام فيما يبدو أصبحوا ضد العروبة.

كما إن حزب الله في لبنان نشأ بشرعية المقاومة؛ لأن احتلال إسرائيل لبيروت لم يكن احتلالا لعاصمة حزب الله وإنما هو احتلال لعاصمة الدولة اللبنانية، ثم إن حزب الله هو الذى حرر لبنان من الاحتلال الصهيوني، وفي ضوء الطائفية في لبنان التي منعت قيام الدولة قبل حزب الله، وجب أن يعتبر اللبنانيون جميعًا حزب الله مُدافعًا عن لبنان، وفي هذا المقام يردد السفهاء أربعة مقولات ضد حزب الله.

المقولة الأولى: أن لبنان ومصلحتها تقضي بعدم تورطها في الصراع العربي الإسرائيلي، والحق أن لبنان تورط في هذا الصراع قبل نشأة حزب الله بعدة عقود، فليس حزب الله هو الذى ورَّط لبنان في الصراع. كما يُذكر أن لبنان استضاف المقاومة الفلسطينية وليس صحيحًا أنه تعرض للعدوان الإسرائيلي بسبب المقاومة، بدليل أنه بعد تحرير حزب الله لجنوب لبنان عام 1984، كان لبنان قد دخل في حرب أهلية استمرت 15 سنة وانتهت عام 1989 فى مؤتمر الطائف.

المقولة الثانية: أن حزب الله ذراع لإيران، ولا مصلحة للبنان فى بقائه! والحق أن إيران ساعدت على إنشاء حزب الله عام 1982؛ لسببين، السبب الأول أن يقاوم الاحتلال الإسرائيلي بعد أن تخلى العرب عن القضية. والسبب الثاني أن الطائفة الشيعية كانت مهضومة الحقوق بين الطوائف الأخرى، ولذلك نشأ حزب الله كحزب سياسي للطائفة الشيعية، ولكن لا يمنع من انضمام طوائف أخرى إليه، وإذا كان حزب الله زاد نفوذه في الساحة السياسية اللبنانية؛ فهذه إضافة له لا مأخذ عليه، هذه إضافة سياسية تدحض مقولة أن الحزب أكد وجوده عن طريق السلاح، والحق أن الحزب استخدم السلاح لمواجهة المؤامرة عليه بالسلاح، واستمد الحزب شرعيته السياسية من الساحة السياسية اللبنانية وليس من طبيعته ككيان مقاوم، ثم إن إيران تسانده ولا تتدخل في قراراته. وكما إن أمريكا تساند إسرائيل، فإن إيران تساند المقاومة في لبنان وفي غيرها ضد إسرائيل، وقد قلنا سابقًا إن إيران تستحق التقدير لأن العرب تخلوا عن المقاومة، وهم أولى بها، ثم إن بعض العرب تربطهم علاقة جيدة مع إسرائيل وواشنطن، ولا يستطيعون ولا يجرؤون على دعم المقاومة ضد إسرائيل، كبديل لإيران.

المقولة الثالثة: أن حزب الله ينفذ السياسة الإيرانية ضد إسرائيل، وأن لا مصلحة للبنان فيما يقوم به، والحقيقة غير ذلك تمامًا.

المقولة الرابعة: أن حزب الله أصبح دولة داخل الدولة وقد التفت إسرائيل على هذه المقولة وركزت هجومها على لبنان كله، بعد أن أبادت أحياء الشيعة في جنوب بيروت؛ وذلك حتى تؤلب اللبنانيين ضد حزب الله؛ فيضطر إلى قبول ما تفرضه عليه إسرائيل.

والحق أن اللبنانيين جميعًا لا بُد أن يفخروا بمقاومة حزب الله، وأنه درع لاستقلال لبنان، ما دامت إسرائيل وأمريكا تمنع تسليح الجيش اللبناني وتريد للبنان أن يكون بلدًا منزوعًا السلاح، حتى يُصبح فريسة سهلة لإسرائيل، وقد عمدت إسرائيل إلى ضرب الطرق الموصلة بين لبنان وسوريا حتى تقطع الطريق على تزويد حزب الله بالسلاح، كما فعلت مع مصر في خط الحدود المسمى بصلاح الدين، بدعوى أن مصر تُزوِّد حماس بالأسلحة عبر الأنفاق التى بُنيت تحت هذا الخط، فاحتلت خط الحدود بين مصر وفلسطين، في اطار حملتها لتصفية المقاومة.

لقد ركزت إسرائيل على ضرب البنية التحتية في لبنان وفلسطين وتحمل المقاومة مسؤولية هذا العمل، وتشترط لوقف هذا العمل أن تسلم المقاومة لإسرائيل أسلحتها، وأخشى أن تحرض الوسط العربي على التورط فى نزع السلاح المقاومة.

ومن المؤسف أن بعض الفضائيات الصهيونية تردد السموم الإسرائيلية ضد المقاومة دون أن يتصدى أحد للرد على هذه السموم، حتى إن شريحة من الرأي العام العربي بدأت تتأثر بالحملة النفسية التي تشنها إسرائيل على المقاومة الصامدة في وجه العالم كله، ويكفى أن نشير إلى أن السنوار سيد المقاومة الفلسطينية قد عانى من الجوع 3 أيام قبل استشهاده، باعتراف الصهاينة أنفسهم.

وأخيرًا.. نؤكد أنَّ المقاومة ليست وظيفة ولا مهنة يعمل بها من لا مهنة له؛ بل إن عناصرها أبطال نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن ضد عدو يخطط لإحراق بلدانهم.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • كريج ديفيد يقدّم حفلTS5 المذهل لأوّل مرة في أرمينيا
  • الاحتلال الإسرائيلي يصدر 20 أمر إخلاء في ضاحية بيروت
  • وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال قطاع غزة
  • لأول مرة.. حكومة الاحتلال تقاطع صحيفة هارتس الإسرائيلية: تدعم حماس
  • «البث الإسرائيلية»: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني
  • حماس: لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا
  • حماس: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لنا
  • منطقة الخيام.. لهذا السبب تريدها إسرائيل