التوزيع الخارجى انتعاشة كبيرة لصناعة السينما.. أم جرس إنذار لعودة أفلام المقاولات؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
فى البداية قال الناقد طارق الشناوى: لا شك أن نشاط السعودية وافتتاحها لأكثر من دور عرض سينمائى مع ترحيب كبير بالفيلم المصرى كان له تأثير كبير على زيادة عدد الأفلام المطروحة، ولذلك أتصور أن يتخطى عدد الاعمال هذا العام، أعمال العام الماضى التى وصلت إلى 40 عملا جديدا، ولكن أتصور أن يصل عدد الأعمال الجديدة هذا العام لـ60 فيلما، وذلك لأن المنتج أصبح لديه ثقة كبيرة فى تحقيق الربح من خلال السعودية التى رحبت كثيرا لعرض الفيلم المصرى وأصبح يعود على المنتج بأموال طائلة.
وعن فشل عدد من النجوم مثل يسرا وهالة صدقى وشريف منير وخالد الصاوى، قال: اعمال هؤلاء النجوم كان هناك سرعة فى تنفيذها وهذه السرعة لم تكن فى صالح النجوم، بالإضافة لتواجد ازمة كبيرة على مستوى النص، على عكس الافلام التى حققت نجاحات كبيرة مثل فيلم رحلة 404، الذى اهتم بالسيناريو ويمتلك مخرجًا كبيرًا استطاع توظيف النجوم والنص بشكل صحيح.
وعن النجاح الكبير لفيلم «الحريفة» وتصدره للإيرادات، قال: «الحريفة» يخاطب اكبر شريحة من الجمهور واستطاع مخاطبتهم ولفت انتباههم، ولذلك وجد الجمهور افكاره امامه على الشاشة.
وتابع الشناوى حديثه قائلا: لا اعتقد ان حماس المنتجين سيعود بمصطلح افلام المقاولات، لان المصطلح نفسه لم يعد متواجدًا، وأصبح الجميع يعمل بسرعة كبيرة فى تنفيذ أعماله ويحقق ربحًا كبيرًا من خلال العرض بالخارج، ولذلك المصطلح نفسه لم يعد متواجدًا.
وتحدثت الناقدة ماجدة موريس، وقالت: هناك مواسم تعتبر الأكثر رواجا بالنسبة للجمهور، خاصة مواسم الاجازات والاعياد، ويأتى من ضمنهما موسم اجازة نصف العام، الذى تذهب خلاله العائلة للسينما بسبب الإجازة، ولكن لا شك أن نشاط المملكة العربية السعودية لافتتاح دور عرض جديدة واستقطابها للاعمال المصرية سبب كبير فى نشاط المنتجين وطرح عدد اكبر من الأفلام، فالسعودية حاليا هى صاحبة النشاط الاكبر فى افتتاح دور العرض الجديدة، ولكن بالرغم من ذلك مازال من الصعب الحديث عن صناعة كم كبير من الاعمال السينمائية الجديدة، مقارنة مع حقبة الخمسينيات والستينيات فى السينما المصرية، فوقتها كان عدد الأعمال الجديدة يقترب من مائة عمل جديد.
وعن فشل عدد من النجوم فى المنافسة خلال الموسم، قالت: المشكلة تتبلور عند المنتج، فجميع المنتجين يريدون تقديم اعمال كوميدية خفيفة بدون مضمون تعرض بالخارج وتأتى بربح، بدون النظر للمحتوى الفنى الذى يقدمه الفيلم، ولذلك حقق فيلم رحلة 404 نجاحًا كبيرًا لأنه فيلم ذو مضمون، يجذب المشاهد الذى يجلس امامه، وهنا استطاع تحقيق النجاح من خلال الاختلاف عن جميع المعروض.
وأضافت: نجاح «الحريفة» منطقى للغاية لأنه اهتم بالموضوع الرائج وراهن على أحلام الشباب، فنجح فى استقطاب اكبر فئة من الجمهور، وهذا هو الفكر السائد حاليا لمعظم الأعمال الجديدة وهو السير مع الرايجة.
أما الناقد خالد محمود فأعرب عن سعادته بالانتعاشة الكبيرة التى تشهدها صناعة السينما، وقال: المنتج اصبح لديه حالة كبيرة من الاطمئنان والثقة فى تحقيق النجاح ليس على المستوى المحلى فقط ولكن ايضا على المستوى الخارجى، بعد نجاح الفيلم المصرى بشكل كبير فى السعودية والإمارات، فأصبح لا يوجد اى قلق من الخسارة وهذا ما اعطى حافزًا كبيرًا للعمل والإنتاج.
وأضاف: التوزيع الخارجى ايضا اضاف تنوعًا كبيرًا فى محتوى الأعمال المعروضة، وهذا عنصر جذب كبير للجمهور، فهناك نوعيات معينة من الاعمال كان يتخوف المنتج والفنان من تقديمها خوفا من الخسارة فى السوق المحلى، ولكن حاليا اصبح التوزيع الخارجى يستطيع التعويض وتحقيق الربح.
وتابع خالد محمود حديثه قائلا: اتمنى ايضا بقدر ما أن هناك كمًا كبيرًا من الأعمال المعروضة ان يكون ايضا « كيف»، لان المحتوى هام للغاية ولا يمكن ان ننظر للربح المادى فقط، لان النجاح التجارى ليس معيارًا كافيًا عن جودة العمل الفنى.
وعن عدم تحقيق ايرادات فى دور العرض المصرية بالنسبة لعدد من الاسماء الكبيرة مثل يسرا وهالة صدقى وشريف منير وخالد الصاوى، قال: بعض النجوم المشاركين فى موسم اجازة نصف العام السينمائى لم يحالفهم التوفيق فى اختيار اعمالهم السينمائية، مع ضرورة الأخذ فى الإعتبار ان مقاييس النجاح على شاشة السينما مختلفة تماما عن مقاييس النجاح فى الدراما.
وعن امكانية ظهور افلام المقاولات من جديد، قال: لا يوجد مانع من ظهورها مجددا، ولكن مع الأعمال الجادة، فهذا هو التنوع الطبيعى فى سوق السينما، ولكن بالطبع نرفض ان تكون افلام المقاولات هى من تتصدر المشهد واعتقد ان هذا لن يحدث لان هناك نجومًا كبارًا يعملون ويجتهدون من اجل تقديم سينما حقيقية مثل الفنانة منى زكى فى فيلمها الجديد « رحلة 404» الذى حقق نجاحًا كبيرًا وقدم سينما حقيقية.
اما الناقد الفنى محمد عدوى، فقال: لا شك ان فتح اسواق جديدة لعرض الفيلم المصرى فى الخارج حقق انتعاشة كبيرة لصناعة السينما وشجع المنتجين على العمل وصناعة افلام جديدة، ولكن اتمنى ألا تكون هذه الخطوة مؤثرة بشكل سلبى على المحتوى الفنى الذى نقدمه؟، حتى لا تتكرر تجربة افلام المقاولات من جديد وتتفشى فى مصر.
وأضاف: السوق الخارجى شجع الجميع على العمل ومؤكد هى خطوة ايجابية ولكن لابد ان يكون هذا العمل ميلادًا لاعمال جديدة على قدر من الابداع والسينما الحقيقية التى تخدم الجمهور.
وعن فشل عدد من النجوم فى تحقيق ايرادات خلال الموسم، قال: هالة صدقى ارادت استغلال نجاح شخصيتها فى مسلسل «جعفر العمدة» من اجل العودة للسينما، وهذا قرار خاطئ للغاية لان السينما تختلف تماما عن الدراما، اما يسرا فكانت فى حاجة إلى تغيير جلدها، لان الجمهور لم يعد يريد رؤيتها فى هذا القالب من الادوار والسيناريو، فكانت النتيجة هى عدم ذهاب الجمهور للعمل لانه مخالف لثقافتهم وميولهم، اما شريف منير وخالد الصاوى بالرغم من كونهم نجوم كبار ولكنهم لا يستطيعون تحمل مسئولية فيلم، وجذب انتباه الجمهور، لان النجاح عبارة عن حالة كاملة و«الحريفة» للموسم، قال: الفيلم تم تنفيذه بأفكار عصرية وسيناريو قريب من الشارع ولذلك نجح فى جذب فئة كبيرة من الجمهور، وهذا ما كان يفعله النجوم احمد زكى وعادل امام، كانوا يجعلون الناس يشاهدون انفسهم وافكارهم على الشاشة، بالإضافة إلى ان المنتج طارق الجناينى اثبت موهبته فى توظيف الوجوه الجديدة لصالح الفيلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناقد طارق الشناوى السعودية يسرا هالة صدقى شريف منير خالد الصاوي الحريفة الناقدة ماجدة موريس رحلة 404 کبیر ا
إقرأ أيضاً:
باب المجد
أسمى الكلمات ( النجاح والمجد ) فهما حلم يراودنا جميعاً، ويسعى إليه كل شخص يؤمن بأنه مخلوق من أسمى المخلوقات التي لابد أن تتواجد ببصمة وتترك أثرا، ويأتي النجاح والمجد بالعمل الدؤوب، فيجعل صاحبه يتمتع بمكانه مرموقة تجعل منه قدوة ومصدر إلهام للآخرين، ولا يصل أحد لهذه المكانة إلا بالجهد والإيمان والإصرار والثبات على العمل للاستمرار في التقدم.
تتجلى هذه المعاني في قصة الفخر والكفاح، وتبعث في نفس كل شاب الأمل على طرق باب المجد ودخوله من أوسع أبوابه، فنأخذ من مسيرة النجم الساطع محمد صلاح خير نموذج يحتذى به للوصول للعالمية، بوضوح في مسيرة أيقونة النجاح والعمل الشاق الذى حقق له العالمية في مجال كرة القدم، حيث تضمنت مسيرته الجهد والعمل المتواصل لتحقيق النجاح والحلم، فهي ليست صدفة بل شهادة حية على صلابة الإرادة والتفاني في العمل مهما كانت الصعوبات.
وما أروع سرد قصة التميز لأيقونة الإبهار الفرعون المصري محمد صلاح، ابن قرية نجريج الصغيرة بمحافظة الغربية في مصر، الذى شق طريقه من ملاعب الكرة المصرية وصولاً إلى منصات التتويج العالمية، ليصبح أيقونة رياضية وسفيراً للمثابرة والعزيمة والكفاح.
بدأت القصة بشغف للاعب كرة قدم خطى أول خطواته مع فريق المقاولون العرب في الدوري المصري الممتاز، أظهر خلال مسيرته الأولى موهبة استثنائية جذبته إلى أنظار الأندية الأوروبية، كانت خطواته الاحترافية خارج مصر مع نادى بازل السويسري عام 2012، وهناك خطف الأضواء بفضل سرعته ومهاراته العالية، وقاد فريقه لتحقيق بطولات محلية وقدم أداءً مميزاً في البطولات الأوروبية.
وتأتى مرحلة القمة حيث انتقل صلاح إلى الدوري الإنجليزي عام 2014، وانضم إلى نادى تشيلسي، ومع ذلك، لم يحصل على فرصة كافية لإبراز موهبته هناك، مما دفعه للانتقال إلى الدوري الإيطالي الذى أعاد لصلاح اكتشاف نفسه، حيث أصبح أحد أبرز نجوم الدوري الإيطالي بفضل أهدافه الحاسمة وتمريراته المتميزة.
وتأتى مرحلة التألق مع ليفربول عام 2017، حيث انتقل محمد صلاح إلى ليفربول الإنجليزي، وبدأت حقبة جديدة من التألق في موسمه الأول حطم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد من الدوري الإنجليزي مسجلاً اثنين وثلاثين هدفاً، قاد ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في أول موسم ثم حقق اللقب في الموسم الثالث عام 2019، كما ساهم في إنهاء انتظار ليفربول الطويل للتتويج بالدوري الإنجليزي عام 2020.
حقق إنجازات وألقاب وجوائز مثل جائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي ثلاث مرات، وحصل على أفضل لاعب في أفريقيا مرتين، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من الرابطة الإنجليزية.
وعلى الصعيد الدولي قاد منتخب مصر للتأهل إلى كأس العالم عام 2018 بعد غياب دام 28 عاماً، كما ساهم في وصول المنتخب إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية مرتين.
وتبهرنا فلسفة عقل النجم محمد صلاح في الحياة، فهي حقاً أول أسباب نجاحه واستمراره في التألق، لأنه يتبنى الأفكار الإيجابية ويخزنها في عقله الباطن لتدفعه دائماً للأمام، وتأتى أحاديثه في جميع اللقاءات - التي يظهر فيها- واضحة تدل على الثقة بقدراته ومدى اقتناعه أنه لا يأتي أفضل منه إلا إذا عمل أكثر منه، فهذا دليل قاطع من نجم ساطع على أن أسباب النجاح هي العمل والإصرار على الوصول للأهداف المرجوة.
ولم يصل محمد صلاح إلى العالمية إلا باتباعه الآتي: أولاً: العمل الجاد والالتزام - فنجده يقضى ساعات إضافية بعد التدريبات لتحسين مهاراته البدنية والفنية سواء في التسديد والمراوغة واللياقة البدنية.
ثانياً: الحفاظ على اللياقة البدنية - فنجده يعتمد على نظام غذائي صحى وصارم والحفاظ على التمارين الرياضية واهتماماً بالصحة الجسدية باهتمامه بالراحة والنوم لضمان التعافي السريع بعد المباريات.
ثالثاً: التكيف مع التحديات والظروف الاستثنائية مما تجعله إنسانا صلبا يتمتع بإرادة فولاذية تصنع منه نجما متألقا دائما.
رابعاً: شغفه وحبه للتعلم المستمر والتواضع والعمل الجماعى - الأهداف الواضحة والطموح المستمر - فهو يضع أهدافا قصيرة وطويلة المدى - ونجده فى طموح مستمر لتحقيق المزيد من التألق فى مجال كرة القدم.
خامساً: يلعب الاستقرار الأسري للنجم محمد صلاح دورا هاما في نجاح هذه المسيرة المشرفة، فبالتأكيد الدعم الأسري والانضباطية كانا مفتاحاً لاستمراره في قمة أدائه الرياضي، ويظهر التزامه بالقيم الأخلاقية والدينية في سلوكياته داخل وخارج الملعب، مما جعله رمزاً عالمياً للنجاح وأيقونة ومثالا مشرفا يحتذى به.
ومسك الختام، نحن على يقين تام أنك أن تخطو خطوات ثابتة نحو الألقاب، وهذا يرجع إلى تفانيك وإنجازاتك المتواصلة ( النجم محمد صلاح بلا شك أحد أعظم أساطير كرة القدم على مر العصور ) لأن قصة كفاحك ليست مجرد حكاية لاعب ناجح بل هي قصة إصرار وعزيمة وتفانى - فحقاً صلاح خير نموذج للأجيال الجديدة في التفاني والعمل الجاد والعمل الجماعي والاحترام والرقى والثقة وتقدير الذات، ليس فقط في مجال الرياضة بل في الحياة بشكل عام، ومن المؤكد أن تأثيرك لن يتوقف عند حدود الملاعب بل سيظل محفوراً في ذاكرة التاريخ كأحد أعظم اللاعبين الذين صنعوا المجد وأعطوا للوطن العربي والعالم أجمع والجيل القادم مثالاً في النجاح الذى يؤدى إلى طرق أبواب المجد.