اتُهمَ جوليان أسانج، المواطن الأسترالي، بتهم تتعلق بالتجسس وإساءة استخدام الكمبيوتر والكشف عن معلومات غير مصرح بها تتعلق بالدفاع الوطني، نتيجة نشره لوثائق سرية أمريكية على موقعه الإلكتروني.

اعلان

يلجأ محامو جوليان أسانج، مؤسّس موقع ويكيليكس الثلاثاء إلى آخر إجراء قانوني في المملكة المتحدة، لمنع تسليم الصحفي الاستقصائي الشهير إلى الولايات المتحدة، بتهم التجسس ونشر وثائق أمريكية سرية.

وتجمع أنصار جوليان أسانج، الذي يواجه خطر الترحيل إلى الولايات المتحدة وعقوبة طويلة تصل إلى 175 عاما، خارج مبنى المحكمة في لندن تعبيرا عن دعمهم له.

ومن المخطط أن يبدأوا مسيرتهم الداعمة نحو مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في داونينغ ستريت في نهاية الجلسة.

وسيطلب محاموه من قاضيين في المحكمة العليا الموافقة على جلسة استئناف جديدة، لتكون آخر محاولة قانونية له في بريطانيا.

وإذا صدرت أحكام ضد أسانج من قبل القضاة، فمن الممكن أن يطلب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان منع تسليمه، على الرغم من قلق أنصاره من أن يتم وضعه على متن طائرة إلى الولايات المتحدة قبل أن حدوث ذلك.

اتهم جوليان أسانج، المواطن الأسترالي، بـ17 تهمة تتعلق بالتجسس وتهمة تتعلق بإساءة استخدام الكمبيوتر والكشف عن معلومات غير مصرح بها تتعلق بالدفاع الوطني، وذلك بسبب نشره لوثائق سرية أمريكية على موقعه الإلكتروني.

ماذا سيحلّ بجوليان أسانج إذا تم ترحيله إلى الولايات المتحدة؟زواج في الزنزانة.. مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يدخل "القفص الذهبي" باشليه: قضية أسانج تثير مخاوف على حرّية الإعلام

ويزعم المدعون العامون الأمريكيون أن أسانج ساعد محللة الاستخبارات في الجيش الأمريكي تشيلسي مانينغ في سرقة البرقيات الدبلوماسية والملفات العسكرية التي نشرت لاحقًا على موقع ويكيليكس، مما عرض حياة الأشخاص للخطر.

وبالنسبة لمؤيديه، فإن أسانج تصرف كصحفي لفضح مخالفات الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، ويحق له الحصول على الحماية وفقًا للتعديل الأول من الدستور.

ويؤكدون أن المحاكمة التي يواجهها تحمل دوافع سياسية، وأنه من الصعب أن يحصل على محاكمة عادلة في الولايات المتحدة.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مع اقتراب موعد تسليم مؤسس ويكيليكس لأمريكا.. زوجة جوليان أسانج تناشد بايدن العفو عنه شاهد: أنصار جوليان أسانج يجوبون شوارع لندن بأزياء قضاة لهم أنوف مهرجين شاهد: درّاجون في المكسيك يعبرون عن دعمهم لأسانج عشية زيارة بلينكن محاكمة ويكيليكس جوليان أسانج بريطانيا وثائق سرية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next قتلى وجرحى في غزة وحماس تقيد سراح الرهائن بوقف إطلاق النار وإغاثة الفلسطينيين وتبادل الأسرى يعرض الآن Next العرب يصوتون على قرار أممي يدعو لوقف اطلاق النار في غزة رغم تلويح أمريكي بنقضه يعرض الآن Next إيطاليا تحاكم غيابيا 4 مسؤولين مصريين متهمين بتعذيب وقتل الطالب جوليو ريجيني عام 2016 يعرض الآن Next شاهد: آثار الغارتين الإسرائيليتين على بلدة الغازية بجنوب لبنان يعرض الآن Next ما هي الآثار طويلة المدى لموجات الحرارة البحرية؟ اعلانالاكثر قراءة الخارجية الفلسطينية تدعو محكمة العدل إلى إعلان وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فورا ودون شروط وقفة احتجاجية في لاهاي تزامنا مع بدء جلسات الاستماع بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية تغطية مستمرة| اليوم 136 من الحرب.. قصف مستمر على غزة وارتفاع عدد القتلى إلى نحو 29 ألفا البرازيل تستدعي سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب أزمة تشبيه لولا لحرب غزة بالهولوكوست حرب غزة في يومها 135.. نتنياهو يتحدى العالم باجتياح رفح وحكومته تجمع على عدم الاعتراف بدولة فلسطينية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة إسرائيل روسيا فرنسا فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجلس الأمن الدولي الاتحاد الأوروبي ألمانيا حركة حماس الحرب في أوكرانيا Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة إسرائيل روسيا فرنسا فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني My Europe العالم Business رياضة Green Next الصحة سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: محاكمة ويكيليكس جوليان أسانج بريطانيا وثائق سرية غزة إسرائيل روسيا فرنسا فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجلس الأمن الدولي الاتحاد الأوروبي ألمانيا حركة حماس الحرب في أوكرانيا غزة إسرائيل روسيا فرنسا فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الولایات المتحدة جولیان أسانج یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟

ترجمة - نهى مصطفى -

في كتابه صعود العداء الأنجلو-ألماني، 1860-1914، أوضح المؤرخ البريطاني بول كينيدي كيف انتهى الأمر بشعبين صديقين إلى دوّامة من العداء المتبادل الذي أدى إلى الحرب العالمية الأولى.

وكانت القوى الرئيسية التي قادت المنافسة بين ألمانيا وبريطانيا: الضرورات الاقتصادية والجغرافيا والأيديولوجية.

وأدى الصعود الاقتصادي السريع لألمانيا إلى تغيير ميزان القوى ومكّن برلين من توسيع نطاقها الاستراتيجي في مناطق كانت لبريطانيا فيها مصالح استراتيجية عميقة وراسخة.

وكانت القوتان تنظران إلى بعضهما البعض باعتبارهما على طرفي النقيض أيديولوجيا، وتبالغان إلى حد كبير في تجسيد خلافاتهما. فقد صوّر الألمان البريطانيين على أنهم مستغِلون ينتهكون أموال العالم، وصوّر البريطانيون الألمان باعتبارهم مجرمين مستبدين عازمين على التوسع والقمع.

وبدا أن البلدين يقتربان من الصدام، ويتجهان مباشرة نحو الحرب. لكن لم تكن الضغوط الرئيسية سالفة الذكر، على الرغم من أهميتها، هي التي أشعلت شرارة الحرب العالمية الأولى. فقد اندلعت الحرب بفضل القرارات الطارئة التي اتخذها الأفراد والافتقار العميق إلى الخيال على كلا الجانبين.

وربما لم تكن الحرب لتقع لولا أن قادة ألمانيا، بعد المستشار أوتو فون بسمارك، لم يكونوا على هذا القدر من الجرأة فيما يتصل بتغيير توازن القوى البحرية. واحتفلت ألمانيا بهيمنتها على أوروبا وأصرت على حقوقها كقوة عظمى، رافضة المخاوف بشأن قواعد ومعايير السلوك الدولي. وقد أثار هذا الموقف قلق دول أخرى، وليس بريطانيا فقط.

وكان من الصعب على ألمانيا أن تدعي، كما فعلت، أنها تريد إنشاء نظام عالمي جديد أكثر عدلًا وشمولًا، في حين أنها تهدد جيرانها وتتحالف مع الإمبراطورية النمساوية المجرية المتدهورة، التي عملت جاهدة على إنكار التطلعات الوطنية للشعوب الموجودة على حدودها.

وكانت هناك رؤية قاصرة مماثلة سادت على الجانب الآخر. في عام 1913، استنتج ونستون تشرشل، قائد البحرية البريطانية، أن مكانة بريطانيا العالمية البارزة «غالبا ما تبدو أقل منطقية للآخرين وليس كما نراها نحن».

وكانت وجهات النظر البريطانية تجاه الآخرين تميل إلى الافتقار إلى هذا الوعي الذاتي. ووجّه المسؤولون والمعلقون انتقادات لاذعة لألمانيا، وهاجموا بشكل خاص الممارسات التجارية الألمانية غير العادلة. ونظرت لندن إلى برلين بحذر، وفسّرت كل تصرفاتها على أنها دليل على النوايا العدوانية، وفشلت في فهم مخاوف ألمانيا على أمنها في قارة كانت محاطة بأعداء محتملين. وبطبيعة الحال، أدى العداء البريطاني إلى تعميق المخاوف وإذكاء الطموحات الألمانية.

وأعرب كينيدي عن أسفه قائلا: «يبدو أن قليلين فقط امتلكوا البصيرة اللازمة للسعي إلى تحسين العلاقات الأنجلو-ألمانية».

واليوم، يبدو أن هذه الفطنة مفقودة إلى حد كبير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وكما هي الحال بالنسبة لألمانيا وبريطانيا قبل الحرب العالمية الأولى، يبدو أن الصين والولايات المتحدة عالقتان في دوامة، وهي دوامة قد تنتهي بكارثة لكل من البلدين والعالم ككل. وكما كان الوضع قبل قرن من الزمان، فإن المنافسة الاقتصادية، والمخاوف الجيوسياسية، وانعدام الثقة العميق، تزيد من احتمالات الصراع.

وكما هو الحال مع العداء بين ألمانيا وبريطانيا منذ أكثر من قرن من الزمان، فإن العداء بين الصين والولايات المتحدة له جذور عميقة، ويمكن إرجاعه إلى نهاية الحرب الباردة. وفي المراحل الأخيرة من ذلك الصراع الكبير، كانت بكين وواشنطن حليفتين من نوع ما، حيث كانت كلتاهما تخشى قوة الاتحاد السوفييتي أكثر مما تخشى كل منهما الآخرى. لكن انهيار الدولة السوفييتية، عدوهما المشترك، كان يعني على الفور أن صناع السياسات ركزوا أكثر على ما يفصل بين بكين وواشنطن أكثر من تركيزهم على ما يوحدهما.

وقد استنكرت الولايات المتحدة بشكل متزايد الحكومة الصينية القمعية. واستاءت الصين من الهيمنة العالمية المتطفلة التي تمارسها الولايات المتحدة.

هذا التصاعد في وجهات النظر لم يؤدِ إلى تراجع فوري في العلاقات الأمريكية-الصينية. في العقد ونصف العقد الذي أعقب نهاية الحرب الباردة، اعتقدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أنها ستكسب الكثير من تسهيل تحديث الصين ونموها الاقتصادي. وكما هو الحال مع البريطانيين، الذين تبنوا في البداية توحيد ألمانيا في عام 1870 والتوسع الاقتصادي الألماني بعد ذلك، كان الأمريكيون مدفوعين بالمصلحة الذاتية لتشجيع صعود بكين. وكانت الصين سوقًا هائلة للسلع ورؤوس الأموال الأمريكية، وعلاوة على ذلك، بدت الصين عازمة على ممارسة الأعمال التجارية على الطريقة الأمريكية، واستيراد عادات المستهلكين الأمريكيين وأفكارهم عن عمل الأسواق بالسهولة نفسها التي احتضنت بها الأساليب والعلامات التجارية الأمريكية.

على المستوى الجيوسياسي، كانت الصين أكثر حذرا تجاه الولايات المتحدة. كان انهيار الاتحاد السوفييتي بمثابة الصدمة لزعماء الصين، كما أوضح لهم النجاح العسكري الأمريكي في حرب الخليج عام 1991 أن الصين أصبحت تعيش في عالم أحادي القطب، حيث تستطيع الولايات المتحدة أن تنشر قوتها متى شاءت. وكما هو الحال مع ألمانيا وبريطانيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، بدأت الصين والولايات المتحدة تنظران لبعضهما البعض بمزيد من العداء، بالرغم من توسع التبادلات الاقتصادية بينهما.

إن ما غيّر الديناميكية بين البلدين حقًا هو النجاح الاقتصادي الذي لا مثيل له الذي حققته الصين: في أواخر عام 1995، كان الناتج المحلي الإجمالي للصين حوالي عشرة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وبحلول عام 2021، نما إلى حوالي 75% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وفي عام 1995، أنتجت الولايات المتحدة نحو 25% من الإنتاج الصناعي في العالم، وأنتجت الصين أقل من 5%. ولكن الآن تجاوزت الصين الولايات المتحدة. في العام الماضي، أنتجت الصين ما يقرب من 30% من الإنتاج الصناعي في العالم، وأنتجت الولايات المتحدة 17% فقط. هذه ليست الأرقام الوحيدة التي تعكس الأهمية الاقتصادية لدولة ما، ولكنها تعطي إحساسًا بثقل الدولة في العالم وتشير إلى القدرة الصناعية، بما في ذلك المعدات العسكرية.

على الصعيد الجيوسياسي، بدأت نظرة الصين تجاه الولايات المتحدة تصبح قاتمة في عام 2003 مع غزو واحتلال العراق. وعارضت الصين الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة، حتى لو لم تهتم بكين كثيرا بنظام الرئيس العراقي صدام حسين. والأكثر من القدرات العسكرية المدمرة للولايات المتحدة، فإن ما صدم القادة في بكين حقًا هو السهولة التي يمكن بها لواشنطن أن تتجاهل مسائل السيادة وعدم التدخل، وهي مفاهيم كانت من العناصر الأساسية للنظام الدولي ذاته الذي أقنع الأمريكيون الصين بالانضمام إليه. ويشعر صناع القرار الصينيون بالقلق من أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة بسهولة من انتهاك المعايير نفسها التي توقعت من الآخرين أن يلتزموا بها، فلن يقيد سلوكها المستقبلي أي شيء.

تضاعفت الميزانية العسكرية للصين في الفترة من عام 2000 إلى عام 2005، ثم تضاعفت مرة أخرى بحلول عام 2009. وأطلقت بكين برامج لتحسين تدريب قواتها العسكرية، وتحسين كفاءتها، والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، أحدثت ثورة في قواتها البحرية والصاروخية. وفي وقت ما بين عامي 2015 و2020، تجاوز عدد السفن في البحرية الصينية عدد السفن في البحرية الأمريكية.

يرى البعض أن الصين كانت ستوسع قدراتها العسكرية بشكل كبير بغض النظر عما فعلته الولايات المتحدة قبل عقدين من الزمن. وهذا هو ما تفعله القوى الصاعدة الكبرى مع تزايد نفوذها الاقتصادي. قد يكون هذا صحيحًا، ولكن التوقيت المحدد لتوسع بكين كان مرتبطًا بشكل واضح بمخاوفها من أن القوة المهيمنة العالمية لديها الإرادة والقدرة على احتواء صعود الصين إذا اختارت ذلك.

وإذا كان هناك أي مثال على الغطرسة والخوف داخل القيادة نفسها، فقد قدمته ألمانيا في عهد القيصر فيلهلم الثاني. واعتقدت ألمانيا أنها في صعود لا مفر منه، وأن بريطانيا تمثل تهديدًا وجوديًا لصعودها. وكانت الصحف الألمانية مليئة بالافتراضات حول التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري الذي حققته بلادها، وتنبأت بمستقبل تتفوق فيه ألمانيا على الجميع. وزعموا أن بريطانيا ليست قوة أوروبية حقيقية، وأصروا على أن ألمانيا أصبحت الآن أقوى قوة في القارة، وأنه ينبغي تركها حرة في إعادة ترتيب المنطقة بشكل عقلاني وفقًا لواقع قوتها.

وتظهر الصين اليوم العديد من علامات الغطرسة نفسها والخوف التي أظهرتها ألمانيا من قبل.

كان قادة الحزب الشيوعي الصيني يشعرون بفخر كبير بإدارة بلادهم خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وتداعياتها بمهارة أكبر من نظرائهم الغربيين.

ورأى العديد من المسؤولين الصينيين أن الركود العالمي في تلك الحقبة لم يكن مجرد كارثة صنعتها الولايات المتحدة فحسب، بل كان أيضًا رمزًا لانتقال الاقتصاد العالمي من القيادة الأمريكية إلى القيادة الصينية.

لقد أنفق القادة الصينيون، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في قطاع الأعمال، قدرا كبيرا من الوقت وهم يشرحون للآخرين أن صعود الصين العنيد أصبح الاتجاه المحدد في الشؤون الدولية. وفي سياساتها الإقليمية، بدأت الصين تتصرف بشكل أكثر حزما مع جيرانها: سحقت حركات تقرير المصير في التبت وشينجيانج وقوّضت الحكم الذاتي في هونج كونج. وفي السنوات الأخيرة، أصرت على حقها في الاستيلاء على تايوان، بالقوة إذا لزم الأمر، وبدأت في تكثيف استعداداتها لمثل هذا الغزو.

وفي الوقت نفسه، تحاول الولايات المتحدة تطوير سياسة تجاه الصين تجمع بين الردع والتعاون المحدود، على غرار ما فعلته بريطانيا عندما طورت سياستها تجاه ألمانيا في أوائل القرن العشرين. وفقًا لاستراتيجية الأمن القومي التي أقرتها إدارة بايدن في أكتوبر 2022، إن جمهورية الصين الشعبية لديها النية، والقدرة على نحو متزايد، على إعادة تشكيل النظام الدولي لصالحها.

وعلى الرغم من معارضتها لإعادة التشكيل هذه، فقد شددت الإدارة على أنها «ستكون دائمًا على استعداد للعمل مع جمهورية الصين الشعبية حيثما تتوافق مصالحنا».

في العلاقة البريطانية-الألمانية، أدت ثلاثة شروط رئيسية إلى تحول العداء المتزايد إلى الحرب: الأول هو أن الألمان أصبحوا مقتنعين بشكل متزايد بأن بريطانيا لن تسمح لألمانيا بالصعود تحت أي ظرف من الظروف. والثاني هو أن الجانبين يخشيان إضعاف مواقفهما المستقبلية. ومن عجيب المفارقات أن هذا الرأي شجّع بعض القادة على الاعتقاد بأن عليهم خوض حرب عاجلًا وليس آجلًا. أما السبب الثالث فكان الافتقار شبه الكامل إلى التواصل الاستراتيجي. في عام 1905، اقترح ألفريد فون شليفن، رئيس هيئة الأركان العامة الألمانية، خطة معركة من شأنها أن تضمن نصرًا سريعًا في القارة، حيث كان على ألمانيا أن تحسب حسابًا لكل من فرنسا وروسيا. والأهم من ذلك، أن الخطة تضمنت غزو بلجيكا، وهو العمل الذي أعطى بريطانيا سببًا فوريًا للانضمام إلى الحرب ضد ألمانيا.

كل هذه الشروط متوفرة في العلاقات الأمريكية-الصينية: إن الرئيس الصيني شي جين بينج وقيادة الحزب الشيوعي الصيني مقتنعون بأن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو منع صعود الصين مهما كانت الظروف. وعلى الصعيد الداخلي، يشعر القادة الصينيون بقلق بالغ إزاء تباطؤ اقتصاد بلادهم وإزاء ولاء شعبهم. وتشير جميع الأدلة الحالية إلى أن الصين تضع خططًا عسكرية لغزو تايوان يومًا ما، مما يؤدي إلى حرب بين الصين والولايات المتحدة تمامًا كما ساعدت خطة شليفن في إنتاج حرب بين ألمانيا وبريطانيا.

وتشير أوجه التشابه إلى مستقبل قاتم من المواجهة المتصاعدة. لكن يمكن تجنب الصراع إذا كانت الولايات المتحدة تريد منع الحرب، فيتعين عليها إقناع القادة الصينيين بأنها ليست عازمة على منع التنمية الاقتصادية في الصين في المستقبل. الصين بلد هائل، لديها صناعات تتساوى مع تلك الموجودة في الولايات المتحدة، ولكن مثل ألمانيا في عام 1900، فإن لديها أيضًا مناطق فقيرة ومتخلفة. ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تكرر للصينيين ما فهم الألمان أن البريطانيين يقولونه لهم قبل قرن من الزمان: «إذا توقفتم عن النمو الاقتصادي فلن تكون هناك مشكلة».

ومن ناحية أخرى، لا يجوز للصناعات الصينية أن تستمر في النمو دون قيود على حساب الجميع. إن أذكى خطوة يمكن أن تتخذها الصين بشأن التجارة هي الموافقة على تنظيم صادراتها بطريقة لا تجعل من المستحيل على الصناعات المحلية في البلدان الأخرى التنافس في مجالات مهمة مثل السيارات الكهربائية أو الألواح الشمسية وغيرها من المعدات اللازمة لإزالة الكربون. وإذا استمرت الصين في إغراق الأسواق الأخرى بنسخها الرخيصة من هذه المنتجات، فإن العديد من البلدان، بما في ذلك بعض البلدان التي لم تشعر بقلق مفرط إزاء نمو الصين، سوف تبدأ في وضع قيود على وصول السلع الصينية إلى أسواقها.

الحروب التجارية غير المقيدة ليست في مصلحة أحد. وتفرض بلدان العالم بشكل متزايد تعريفات جمركية أعلى على الواردات وتحد من التجارة وحركة رأس المال. ولكن إذا تحول هذا الاتجاه إلى طوفان من التعريفات الجمركية، فإن العالم سيواجه مشكلة على المستوى الاقتصادي، وكذلك السياسي. ومن عجيب المفارقات أن الصين والولايات المتحدة ربما تكونان من أكبر الخاسرين إذا فرضت سياسات الحماية سيطرتها في كل مكان.

إن كبح جماح المواجهة الاقتصادية وتخفيف نقاط التوتر الإقليمية المحتملة يشكل ضرورة أساسية لتجنب تكرار السيناريو البريطاني-الألماني، يمكن للقادة أن يتعلموا من الماضي بطرق إيجابية وسلبية، عما يجب عليهم فعله وما لا يجب عليهم فعله. لكن عليهم أن يتعلموا الدروس الكبرى أولا، وهو كيفية تجنب الحروب المروعة التي تحول إنجازات أجيال إلى ركام.

أود آرني ويستاد مؤرخ نرويجي متخصص في الحرب الباردة وتاريخ شرق آسيا المعاصر، وأستاذ للتاريخ والشؤون العالمية في جامعة ييل، وفي كلية جاكسون للشؤون العالمية.

الترجمة خاصة لـ«عمان» عن Foreign Affairs

مقالات مشابهة

  • المجرم جوليان أسانج مرحبا بك في السودان !
  • ميسي يحسم قراره بشأن المشاركة في أولمبياد باريس 2024
  • بن غفير: الشاباك والمدعي العام يحاولان القيام بضربات تستهدفني وهي محاولة لن تنجح
  • بن جفير: الشاباك والمدعي العام يحاولان تنفيذ "اغتيال" ضدي وهي محاولة لن تنجح
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • كوبا أمريكا 2024| منتخب الولايات المتحدة يودع البطولة بسبب أوروجواي
  • كوبا أمريكا 2024| شوط أول سلبي بين أوروجواي والولايات المتحدة
  • كوبا أمريكا 2024| نونيز يقود تشكيل منتخب أوروجواي أمام الولايات المتحدة
  • كوبا أمريكا 2024| تشكيل منتخب الولايات المتحدة لمواجهة أوروجواي