ترميم علاقات الحريري السياسية مستقبلا: اولوية تخضع للتوقيت والظروف
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
من دون تفويض من تياره السياسي ، زار النائب الان عون الرئيس سعد الحريري ، وهي زيارة توقعها البعض انطلاقا من العلاقة الشخصية بينهما وإقرار عون بأهمية حضور الحريري على الساحة الداخلية كما اظهر في محطات عدة. بدا هذا التواصل بينهما هو النقطة الجامعة بين الحريري و"التيار الوطني الحر" . في الشكل، عبر الجانبان عن ارتياحهما .
تقلبت العلاقة بين الحريري وباسيل وكانت في بعض الأحيان مع الرئيس ميشال عون مميزة، وبرز ذلك في اللقاءات ولحظات احتضان الحريري بعد الاستقالة وفي اجتماعات الحكومة ،وتنسيق التسوية التي جمعت بين باسيل ونادر الحريري ، وأثمرت اتفاقا على رئاستي الجمهورية والحكومة آنذاك، جرى تعطيله. وبعد فترة لاسيما قبل أزمة العام ٢٠١٩ بدأت تباشير العلاقة غير المستقرة تلوح، إلى أن قامت ثورة ١٧ تشرين وما بعدها ومحاولات تشكيل الحكومة ، وهنا ساءت العلاقة وانكسرت الجرة ونعيت التسوية .
اما اليوم ، فالعلاقة ليست في أفضل أحوالها ولا علاقة لتعليق الحريري المشاركة في الحياة السياسية بهذا الأمر، أنها تراكمات في السياسة وتباين في إدارة البلاد وتبادل الاتهامات حول إيصال الوضع إلى ما هو عليه .
وتشير أوساط سياسية مطلعة ل"لبنان ٢٤ " إلى أن موضوع إعادة قنوات الاتصال بين الفريقين ليس مطروحا في الوقت الراهن، فلا الحريري في وارد فتح صفحة سياسية جديدة مع أحد على قاعدة أن عمله السياسي معلق وهو عاد الى الخارج بعد اسبوع امضاه في لبنان،ولكن من أراد الاجتماع به مرحب به.
وتقول الاوساط أن لقاء الحريري مع عون كان استثناء لا سيما أنه يكاد يكون النائب الوحيد من التيار الذي تجنب الدخول في خلاف حاد مع الحريري في المرحلة السابقة ، قائلة ان استعداد الحريري للدخول في تحالف مستقبلي مع أي فريق يخضع لاعتبارات محددة وهذا ينطبق على "التيار الوطني الحر"، فيما لم يقطع خيوط التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، والاشتراكي وغيرهما، في حين أن العلاقة مع حزب الله قائمة على أسس معينة ولاسيما ما يسمى بربط النزاع .
وتعتبر هذه الأوساط أنه متى قرر الحريري العودة إلى نشاطه، فلن يتخلى عن الدور الذي لازمه وهو الاعتدال وبناء الجسور مع القوى السياسية في البلاد ، انما بحذر ، ولا يزال مبكرا الحديث عن الواقع الجديد في العلاقة مع "التيار" الذي اختبر العمل معه ، معلنة أنه مع مغادرة الحريري بيروت ليس هناك من مفاجآت منتظرة على الاطلاق، وليس معلوما ما هي قراراته المقبلة ولكن من دون شك، لن تكون في فترة وشيكة ، ويكثر الحديث عن تحضير أرضية لعودة الحريري إنما من دون دلائل.
وفي المقلب الآخر، ترى الاوساط أنه إذا أراد رئيس الحكومة السابق الانخراط مجددا في السياسة اللبنانية ، فإن "التيار" يتدارس كيفية التعاطي مع هذه المسألة وطالما أنه قال ان كل شي بوقتو حلو ، فلن يدخل في تكهنات منذ الآن . فتحسين العلاقة أو اللجوء إلى غسيل القلوب أمر يقرره الجانبان، وتؤكد الاوساط أن التيار البرتقالي يقر بحيثية الحريري وزعامته وهو أمر مفروغ منه .
كل شيء مرهون بالتوقيت سواء بالنسبة إلى خيار الحريري المقبل أوترميم علاقاته مع "التيار" وغيره ، وإنما حتى الآن التركيز قائم على تهدئة جبهة الجنوب والإفساح في المجال أمام تحريك الملف الرئاسي بجدية . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: المدن الخضراء تمثل مستقبلا تتناغم فيه الحياة الحضرية مع البيئة
أكد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن المدن الخضراء تمثل مستقبلاً تتناغم فيه الحياة الحضرية مع البيئة، ومن خلال تبني ممارسات وتقنيات مستدامة، تعمل هذه المدن كنماذج يحتذي بها الآخرون، مما يمهد الطريق لعالم أكثر استدامة ومرونة، مشيراً إلى ان تبني مبادئ المدن الخضراء يمكن أن يؤدي إلى مجتمعات أكثر صحة وكوكب أكثر صحة.
جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى لإطلاق استراتيجية العمران الأخضر، ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الحضرى العالمى، حيث استهل كلمته بالترحيب بالحضور الكريم فى النسخة الـ12 للمنتدى الحضرى العالمى والذى تستضيفه القاهرة، وسيركز على إضفاء الطابع المحلي على أهداف التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على الإجراءات والمبادرات المحلية اللازمة للحد من التحديات العالمية الحالية التي تؤثر على الحياة اليومية للناس.
وأضاف وزير الإسكان، أن محور استراتيجية مصر الجديدة للأبنية الخضراء، تعمل على تشجيع زيادة كفاءة استخدام الطاقة عند كل منعطف لخفض الانبعاثات، وتوفير الإنفاق، وتحفيز فرص العمل الجديدة، والابتكار في اقتصادنا، موضحاً أن استراتيجية المدن الخضراء في مصر تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل حضري مستدام، ومن خلال دمج الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية، تهدف مصر إلى إنشاء مدن ليست صالحة للعيش فحسب، بل قادرة أيضًا على مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ والتوسع الحضري.
وقال الوزير: يعتمد البناء الأخضر على إدارة استهلاك المياه والطاقة وتحسينه، وتعزيز مواد البناء المستدامة، ودمج مصادر الطاقة المتجددة، وإنشاء أنظمة التنقل الحضري المستدامة، وضمان الجودة في كل من البيئة المبنية الداخلية والخارجية، وتنفيذ الإدارة الشاملة للنفايات، وتشمل الأهداف الأساسية لاستراتيجية المدن الخضراء في مصر ما يلي، الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز جودة الهواء، وتعزيز الطاقة المتجددة، والحفاظ على الموارد المائية، وزيادة المساحات الخضراء.
تحديات المدن الخضراءواختتم المهندس شريف الشربيني، كلمته قائلاً: في حين أن السعي وراء المدن الخضراء يمثل العديد من التحديات، فإن التغلب عليها أمر ضروري للتنمية الحضرية المستدامة، ومن خلال الحلول المبتكرة والجهود التعاونية والالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، يمكن للمدن أن تتحول إلى مجتمعات نابضة بالحياة ومستدامة تكون بمثابة نماذج للمستقبل.