من دون تفويض من تياره السياسي ، زار النائب الان عون الرئيس سعد الحريري ، وهي زيارة توقعها البعض انطلاقا من العلاقة الشخصية بينهما وإقرار عون بأهمية حضور الحريري على الساحة الداخلية كما اظهر في محطات عدة. بدا هذا التواصل بينهما هو النقطة الجامعة بين الحريري و"التيار الوطني الحر" . في الشكل، عبر الجانبان عن ارتياحهما .

وفي المضمون تركز النقاش على أزمة البلد . لم يظهر هذا التقارب بينهما في السابق للعلن إلى أن اضاء عليه عون نفسه في مداخلته في مجلس النواب عن ضرورة وجود الحريري . وعندها غاص المحللون في الإشارة إلى أن نائب "كتلة لبنان القوي" متمايز عن تياره وسبق وإن زار الحريري سرا . لكن من يستمع في الوقت الراهن إلى مواقف عدد من النواب "التكتل" بشأن الحريري يتراءى له مشهد الود وكأن العلاقة معه لم تهتز . ويكفي انعاش بسيط للذاكرة حتى يتبين كم كانت العلاقة بين التيارين الازرق والبرتقالي متأرجحة، انما محطة واحدة ورئيسية يستذكرها نواب "لبنان القوي "ويتغنون بها إلا وهي تتصل مساعي رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في العام ٢٠١٧عندما أعلن الحريري استقالته من الحكومة في خطوة مفاجئة، ما حتم التحرك لمعرفة ما جرى معه.
تقلبت العلاقة بين الحريري وباسيل وكانت في بعض الأحيان مع الرئيس ميشال عون مميزة، وبرز ذلك في اللقاءات ولحظات احتضان الحريري بعد الاستقالة وفي اجتماعات الحكومة ،وتنسيق التسوية التي جمعت بين باسيل ونادر الحريري ، وأثمرت اتفاقا على رئاستي الجمهورية والحكومة آنذاك، جرى تعطيله. وبعد فترة لاسيما قبل أزمة العام ٢٠١٩ بدأت تباشير العلاقة غير المستقرة تلوح، إلى أن قامت ثورة ١٧ تشرين وما بعدها ومحاولات تشكيل الحكومة ، وهنا ساءت العلاقة وانكسرت الجرة ونعيت التسوية .
اما اليوم ، فالعلاقة ليست في أفضل أحوالها ولا علاقة لتعليق الحريري المشاركة في الحياة السياسية بهذا الأمر، أنها تراكمات في السياسة وتباين في إدارة البلاد وتبادل الاتهامات حول إيصال الوضع إلى ما هو عليه .

وتشير أوساط سياسية مطلعة ل"لبنان ٢٤ " إلى أن موضوع إعادة قنوات الاتصال بين الفريقين ليس مطروحا في الوقت الراهن، فلا الحريري في وارد فتح صفحة سياسية جديدة مع أحد على قاعدة أن عمله السياسي معلق وهو عاد الى الخارج بعد اسبوع امضاه في لبنان،ولكن من أراد الاجتماع به مرحب به.
وتقول الاوساط أن لقاء الحريري مع عون كان استثناء لا سيما أنه يكاد يكون النائب الوحيد من التيار الذي تجنب الدخول في خلاف حاد مع الحريري في المرحلة السابقة ، قائلة ان استعداد الحريري للدخول في تحالف مستقبلي مع أي فريق يخضع لاعتبارات محددة وهذا ينطبق على "التيار الوطني الحر"، فيما لم يقطع خيوط التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، والاشتراكي وغيرهما، في حين أن العلاقة مع حزب الله قائمة على أسس معينة ولاسيما ما يسمى بربط النزاع .

وتعتبر هذه الأوساط أنه متى قرر الحريري العودة إلى نشاطه، فلن يتخلى عن الدور الذي لازمه وهو الاعتدال وبناء الجسور مع القوى السياسية في البلاد ، انما بحذر ، ولا يزال مبكرا الحديث عن الواقع الجديد في العلاقة مع "التيار" الذي اختبر العمل معه ، معلنة أنه مع مغادرة الحريري بيروت ليس هناك من مفاجآت منتظرة على الاطلاق، وليس معلوما ما هي قراراته المقبلة ولكن من دون شك، لن تكون في فترة وشيكة ، ويكثر الحديث عن تحضير أرضية لعودة الحريري إنما من دون دلائل.

وفي المقلب الآخر، ترى الاوساط أنه إذا أراد رئيس الحكومة السابق الانخراط مجددا في السياسة اللبنانية ، فإن "التيار" يتدارس كيفية التعاطي مع هذه المسألة وطالما أنه قال ان كل شي بوقتو حلو ، فلن يدخل في تكهنات منذ الآن . فتحسين العلاقة أو اللجوء إلى غسيل القلوب أمر يقرره الجانبان، وتؤكد الاوساط أن التيار البرتقالي يقر بحيثية الحريري وزعامته وهو أمر مفروغ منه .

كل شيء مرهون بالتوقيت سواء بالنسبة إلى خيار الحريري المقبل أوترميم علاقاته مع "التيار" وغيره ، وإنما حتى الآن التركيز قائم على تهدئة جبهة الجنوب والإفساح في المجال أمام تحريك الملف الرئاسي بجدية . المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة اللبنانية تعيّن رودولف هيكل قائدًا للجيش

أعلنت الحكومة اللبنانية، اليوم الخميس، تعيين رودولف هيكل قائدًا للجيش اللبناني.

وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أفادت في وقت سابق من اليوم بأن الجيش اللبناني تسلّم العسكري زياد شبلي عند معبر رأس الناقورة، حيث تم نقله إلى أحد المستشفيات لاستكمال علاجه جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية.

ويُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت، أمس، عن أربعة أسرى لبنانيين عند معبر رأس الناقورة.

وكانت الحالة الصحية للعسكري اللبناني زياد شبلي قد حالت دون انضمامه إلى المُفرج عنهم، كما كان مقررًا، بسبب إصابته بطلقات نارية قبل أسره، الأحد الماضي، من مزرعة بسطرة.

وشملت الدفعة الأولى من المحرَّرين: حسين قطيش، ومحمد نجم، وأحمد محمد شكر، وحسين فارس، فيما لا يزال ثمانية مدنيين في الأسر.

وعقب إتمام الإفراج عن الأسرى، قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان لها: "بنتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، تسلّم لبنان أربعة أسرى كانت القوات الإسرائيلية قد احتجزتهم، على أن يتم تسليم أسير خامس اليوم".

تصاعد التوتر في الجنوب اللبناني
ميدانيًا، لا تزال المُسيّرات الإسرائيلية تحلّق على علوّ منخفض في أجواء الجنوب اللبناني.

الملف الاقتصادي على طاولة الحكومة
وفي سياق آخر، ذكر وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، في ختام الجلسة، أن وفد صندوق النقد الدولي أكد ضرورة تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، بالإضافة إلى إقرار قانوني السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، حيث يتطلبان تعديلات إضافية.

وبيّن مرقص أن رئيس الحكومة، نواف سلام، أكّد خلال لقائه وفد صندوق النقد الدولي أن هدف لبنان هو التوصل إلى برنامج معه في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • أحمد الحريري: بين 14 شباط و16 آذار تاريخٌ مكتوب بدم الشهادة من أجل لبنان
  • بهية الحريري عزت بكمال جنبلاط في ذكراه الـ48
  • تقليص دور الحكومة…أزمةُ مخفيّة على الطريق
  • في ذكرى كمال جنبلاط.. رسالة من سعد الحريري الى وليد جنبلاط
  • بنزيما: ابني قد يرتدي قميص الاتحاد مستقبلاً
  • «تقديم الساعة 60 دقيقة».. لماذا قررت الحكومة العودة للتوقيت الصيفي في مصر؟
  • الرفاعي: لمراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها
  • قدم الساعة 60 دقيقة.. لماذا لجأت الحكومة للتوقيت الصيفي؟
  • الحكومة اللبنانية تعيّن رودولف هيكل قائدًا للجيش
  • شروط ومطالب… لبنان على موعد مع الفوضى السياسية!