جلسات استماع مستمرة بالعدل الدولية.. نشطاء يطالبون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
لاهاي- في جلسات استماع تاريخية، قدمت فلسطين قضيتها ضد احتلال إسرائيل لأراضيها في قصر السلام في لاهاي، مقر محكمة العدل الدولية. وأوضح محامون وممثلون عن فلسطين مدى حرمان شعبهم من حقه في الحياة بشكل منهجي، داعين إلى ضرورة وضع حد فوري للاحتلال.
وينظر قضاة المحكمة الـ15 -خلال جلسات الاستماع العامة- في "العواقب القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعن احتلالها المطول واستيطانها وضم أراضيه منذ عام 1967".
وتشارك 52 دولة، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين و3 منظمات دولية، في المرافعات في الفترة الممتدة من 19 إلى 26 فبراير/شباط الحالي لتقديم مذكرات وحجج بشأن هذه القضية. ومن غير المقرر أن تكتفي إسرائيل بتقديم مذكرة مكتوبة فقط.
52 دولة و3 منظمات دولية تشارك في المرافعات بمحكمة العدل الدولية (الجزيرة) سلطة مهمةبدأت خيوط القضية منذ ديسمبر/كانون الأول 2022 عند طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. كما خلُص رأي سابق للمحكمة إلى أن مسار جدار الفصل الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي في يوليو/تموز 2004.
وافتُتحت جلسات الاستماع يوم أمس الاثنين بتصريحات وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي قال إن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تمنح الشعب الفلسطيني سوى 3 خيارات: التهجير أو القهر أو الموت".
وطالب المالكي بوضع حد "للمعايير المزدوجة" في التعامل مع القضية الفلسطينية، وحث العدل الدولية على الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير مؤكدا أن "الحق في تقرير المصير لا يسقط بالتقادم وغير قابل للتفاوض، والاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي دون شروط".
وأضاف وزير الخارجية -خلال مؤتمر صحفي أمام قصر السلام- أن "مستقبل وجود الشعب الفلسطيني على المحك، وهو يعاني من حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والتي يتم تنفيذها بقوة وقسوة صادمة"، لافتا إلى أنه "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وألا يسمح لإسرائيل بمواصلة احتلالها وخططها غير المشروعة".
وعلى الرغم من عدم إلزامية الحكم الذي يُتوقع أن يصدر قبل نهاية العام الحالي، سيحمل الرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة سلطة قانونية وأخلاقية مهمة جدا، إذ يمكن أن يصبح جزءا من القانون الدولي العرفي الذي يُعتبر في دول كثيرة مصدرا للقانون المحلي، ويمكن إصدار الحكم بناء عليه في المحاكم الوطنية أو الاستشهاد به.
متظاهرون أمام مقر العدل الدولية في لاهاي تضامنا مع فلسطين وغزة (الجزيرة) فشلوتجمع عشرات المتظاهرين أمام الساحة الخارجية لقصر السلام في لاهاي للتعبير عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة والمطالبة بإنهاء الاحتلال، مرددين عبارات "الحرية لفلسطين" و"إسرائيل مجرمة".
في الأثناء، مرت سيارة أُلصق عليها العلم الإسرائيلي قبل أن ينتزعه أحد المتظاهرين، ويساعده آخرون في تمزيقه وإحراقه. وبعد بضع دقائق فقط، اعتقل أفراد من الشرطة الهولندية الشاب.
وأمام هذه الأصوات المحتجة على ازدواجية المعايير الصارخة وصمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع الإسرائيلية في غزة، يرى رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا عمر السادة أن "المشروع الاستثماري الذي دعمته الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في الشرق الأوسط، لحماية مصالحهم الاقتصادية أو الأمنية والسياسية، أثبت الآن فشله".
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت "نقول لداعمي الاحتلال النازي إنه آن الأوان ليعيدوا ترتيب أوراقهم، لأن شعوب العالم بدأت تتشجع للمطالبة بتحقيق العدالة المشروعة والقانونية، خاصة بعد قيام جنوب أفريقيا بالخطوة الأولى في درب الحرية".
في السياق، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامارد إن "الاحتلال الإسرائيلي يُعتبر أطول احتلال عسكري في العالم وأكثره فتكا، وتخللته عقود من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، فضلا عن ترسيخ نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني".
واعتبرت كالامارد -في حديثها للجزيرة نت- أن العدوان الحالي على غزة سلط الضوء أكثر على العواقب الناتجة عن السماح بجرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية والإفلات من العقاب، مشددة على أنه على "العالم أن يعي أن إنهاء هذا الاحتلال غير القانوني هو شرط أساسي لوقف الانتهاكات التي نشاهدها كل يوم".
توقعات إيجابية
ووصف عضو الوفد الماليزي محمد هشام مرزوقي الجلسة الافتتاحية -أمس الاثنين- بـ"الخطوة التاريخية" التي سيكون لها وزن كبير في الضغط على دولة الاحتلال.
وقال في مقابلة خاصة للجزيرة نت إن "قرار العدل الدولية سيجعل الحكومة الإسرائيلية تعيد حساباتها بشأن ما ترتكبه على الأراضي الفلسطينية، مما سيسهم في عودة أصحاب الأرض إلى وطنهم".
ويرى مرزوقي أن جلسات هذا الأسبوع امتداد للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وتتناسب مع سياق مطالبتها قبل بضعة أيام الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة بالنظر في التهديدات المعلنة والهجوم العسكري غير المسبوق الذي يرتكبه جيش الاحتلال في مدينة رفح.
من جانبه، يرى عمر السادة أن تغيير المصير المنتظر منذ عشرات السنين لن يأتي بالضرورة من مجلس الأمن لأن المملكة المتحدة وواشنطن لديهما إمكانية استخدام حق النقض (الفيتو) ضد كل القرارات التي لا تصب في مصلحة حليفتيهما إسرائيل، آملا أن يأتي التغيير الجيوسياسي في المنطقة من المحاكم الدولية.
وتستمر مرافعات اليوم الثاني من جلسات الاستماع حيث يقدم ممثلون من جنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية والجزائر وهولندا وكندا والبرازيل وبلجيكا وبنغلادش ملاحظاتهم وحججهم فيما يتعلق بهذه القضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی العدل الدولیة
إقرأ أيضاً:
ترحيب عربي بقرار أممي يدعو العدل الدولية لبحث قضية أونروا
رحبت دول عربية، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدعو محكمة العدل الدولية إلى إصدار فتوى قانونية بشأن حظر إسرائيل لأنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
جاء ذلك في بيانات صادرة الجمعة، عن قطر والسعودية والإمارات، وجامعة الدول العربية.
ورحبت وزارة الخارجية القطرية بالقرار، مشيرة إلى أن "اعتماده بغالبية 137 صوتا، يعكس رفضا دوليا واسعا لقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة الأونروا".
وحذرت قطر من أن تعطيل أنشطة أونروا سيؤدي إلى "نتائج إنسانية وسياسية خطيرة، لا سيما حرمان ملايين الفلسطينيين من الخدمات الضرورية في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة، فضلا عن تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة".
كما رحبت المملكة العربية السعودية في بيان لوزارة الخارجية بالقرار، معتبرة أنه يعكس إجماعا دوليا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وثمنت الرياض المواقف الإيجابية للدول التي دعمت القرار.
كذلك أعربت الإمارات عن تأييدها للقرار الأممي، وفق بيان لبعثتها لدى الأمم المتحدة.
وأكد البيان أن الإمارات شاركت في رعاية القرار وصوّتت لصالحه، مشددة على أهمية الامتثال للقانون الدولي في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.
إعلانمن جهته، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالتصويت الذي وصفه بـ"الكبير" لصالح القرار، معتبرا أنه يعكس رأيا عاما دوليا رافضا لمحاولات إسرائيل "إنهاء دور الأونروا".
وقال أبو الغيط إن "القرار يعكس على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة بصورة كلية في حال إنهاء دور الأونروا في القطاع كما ترغب إسرائيل".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت -الخميس- قرارا بشأن أونروا يؤكد "الدعم الكامل لولاية الوكالة في جميع ميادين عملها، أي الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشجب قرار الجمعية العامة، التشريع الذي اعتمده الكنيست الإسرائيلي في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بالحظر، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى "التقيد بالتزاماتها الدولية واحترام امتيازات وحصانات الوكالة".
وتزعم إسرائيل أن موظفين من أونروا يدعمون حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما نفته الوكالة التي أكدت الأمم المتحدة التزامها الحياد.
يُذكر أن تنفيذ التشريع الإسرائيلي سيعني توقف عمل أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعني مزيدا من التعميق لعملية تجويع الفلسطينيين وتدهور أوضاعهم المأساوية الراهنة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت أطفالا ومسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إعلان