ليلة النصف من شعبان.. هل يجوز قيام ليلها بالصلاة والذكر أم بدعة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن إحياء ليلة النصف من شعبان، بقيام ليلها وصيام نهارها، ليس بدعة كما يدعي البعض، وإنما في هذه الليلة نفحات، حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا.
واستشهد «عويضة» خلال فتوى مسجلة له عبر صفحة دار الإفتاء، بما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب».
ليلة النصف من شعبان يعرض فيها الأعمال على الله
قال الشيخ محمد توفيق الداعية الإسلامي، إنه يجوز صيام يوم الجمعة مفردا في ظروف مثل النصف من شعبان ولكن الأولى أن يصوم الإنسان الجمعة التي توافق النصف من شعبان ثم يصوم يوم السبت الذي بعده استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهى أن يصام الجمعة، قال: " إلا أن تصوم يوما قبله أو يوما بعده"، ولما صامت إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: " هل صمت أمس؟ قالت: لا، قال: هل تصومين غدا؟ قالت: لا قال: افطري".
وأضاف توفيق خلال أحد البرامج الفضائية ، أن ليلة النصف من شعبان يعرض فيها الأعمال على الله سبحانه وتعالى والعرض يهدف إلى تجاوز الله عز وجل عن سيئات العباد ، وفي هذه الليلة تحدد آجال العباد لملك الموت من الله سبحانه وتعالى.
ليلة النصف من شعبان.. أفضل دعاء فيها وماذا قال العلماء عنها ليلة النصف من شعبان.. اعرف فضلها وأحب الأعمال فيهاصيام ليلة النصف من شعبان
أفتى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بجواز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله، حتى إذا انتصف الشهر فلا صوم في تلك الفترة حتى يستريح الشخص استعدادا لرمضان، وقال النبي: إذا انتصف شعبان فلا صوم إلا إذا كان لأحدكم عادة أو قضاء"، فإذا اعتاد أحد صيام الاثنين والخميس فليصم وإذا كان أحد يقضي ما فاته فعليه أن يقضي ولا حرج.
وأضاف المفتي السابق في إجابته عن أسئلة المصلين بمجلس الجمعة الأسبوعي، قائلا: "شهر شعبان تهيئة لرمضان فيجب استغلاله جيدا، بل وأدعو الجميع بالمواظبة على التصدق في هذا الشهر مع الصيام، كما أن شهر شعبان يغفل عنه كثير من الناس، وقد نبهنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وقع فيه الخير للمسلمين من تحويل القبلة ففيه عظم الله نبينا واستجاب له دعاءه".
دعاء ليلة النصف من شعبان
اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام. لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين.
اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان دعاء ليلة النصف من شعبان صيام ليلة النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم رسول الله شهر شعبان
إقرأ أيضاً:
من أسباب دخول الجنة.. دار الإفتاء توضح فضل إطعام الطعام في الإسلام
أوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أهمية إطعام الطعام وفضله العظيم في الإسلام، مؤكدة أن هذا العمل يُعتبر من أفضل الأعمال التي يُحبها الله عز وجل ويثيب عليها المسلم ثوابًا عظيمًا.
ولفتت إلى أن هناك العديد من النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تؤكد على أهمية إطعام الطعام، حتى أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا العمل الجليل سببًا من أسباب دخول الجنة ونيل رضاه.
فضل إطعام الطعام في القرآن والسنة
استشهدت دار الإفتاء بآية كريمة من كتاب الله عز وجل، حيث جاء في سورة الإنسان قوله تعالى مادحًا عباده المؤمنين: ﴿ويطعمون الطعام على حبه﴾ [الإنسان: 8].
وقد جاء ذكر هذه العبادة بوضوح في عدة مواضع قرآنية كدلالة على قيمتها عند الله وعلو مكانتها بين سائر العبادات.
كما استدلت الإفتاء بحديث شريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» رواه البخاري ومسلم.
ويعكس هذا الحديث الأهمية الكبرى التي أولاها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل المبارك، مشيرًا إلى أن من يطعم الطعام فهو من خير المسلمين.
وفي حديث آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الجنة غرفًا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها»، فقام أعرابي وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن لمن تكون هذه الغرف، فقال صلى الله عليه وسلم: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» رواه أحمد.
ويظهر في هذا الحديث أن إطعام الطعام يُعتبر من الأعمال التي تؤهل المسلم لنيل درجات عالية في الجنة.
أقوال العلماء حول فضل إطعام الطعام
وتطرقت دار الإفتاء إلى ما قاله الإمام ابن رشد المالكي في كتابه "البيان والتحصيل"، حيث قال: [إطعام الطعام من أفعال الأبرار].
وتضيف هذه العبارة على مكانة هذا العمل من منظور الفقهاء والعلماء، إذ يرونه من صفات المؤمنين الأتقياء وأفعال الصالحين.
كما أوردت الإفتاء قول الشيخ الحسن اليوسي في كتابه "المحاضرات في اللغة والأدب"، حيث ذكر الشيخ عن الشيخ أبي محمد عبد الخالق بن ياسين الدغوغي قوله: "طلبنا التوفيق زمانًا فأخطأناه، فإذا هو في إطعام الطعام".
وتبرز هذه العبارة أثر إطعام الطعام في حياة المسلم وتوفيقه في دينه ودنياه.
أهمية إطعام الطعام ودوره الاجتماعي
وأكدت دار الإفتاء أن إطعام الطعام ليس مجرد عبادة ينال المسلم عليها الثواب فقط، بل هي أيضًا وسيلة لتعزيز معاني التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.
وتعد هذه العبادة من أبرز وسائل مساعدة المحتاجين وسد عوزهم، كما أن لها دورًا في ترسيخ أواصر المحبة والتعاون بين الناس.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام شرع هذه العادة في العديد من المناسبات تعبيرًا عن شكر الله تعالى على النعم، فهناك "الوليمة" التي تقام عند الزواج، و"العقيقة" عند ولادة الطفل، و"الوكيرة" عند الانتقال إلى منزل جديد، وغيرها من المناسبات التي يُستحب فيها إطعام الطعام.
ختامًا، لفتت دار الإفتاء إلى أن إطعام الطعام يجسد أسمى معاني الإحسان للآخرين، وأنه يُعد من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، مؤكدين على الأثر الإيجابي لهذا العمل النبيل على الفرد والمجتمع بأسره.