الحقُّ بَيِّنٌ.. والميدانُ يشهد
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
محمد بن محمد المطاع
أحببتُ أن أُذكِّرَ من امتلأت قلوبهم بالإيمان وهم دائماً يحبون التطلعَ إلى سماع ما يثلج صدورهم وينزل عليهم ما يغذي قلوبَهم ويشبع رغبتَهم؛ حتى ولو كانوا على علم بتلك النفحات الطيبة، وأشير إلى حديث شخصيتين عظيمتين تتدفق منهما الحكمةُ والصدق والفهم الصحيح وما يفيد المؤمنين ويخلق فيهم روح مقاومة الظلم والطغيان، والله جل شأنه قد أرشد المؤمنين في القرآن العظيم أن يكونوا مع الصادقين، وقال جل شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، والشخصيتان اللتان أريد أن أشير إليهما في حديثي هذا هما عبد الملك بن بدر الدين الحوثي اليمني، وحسن نصر الله اللبناني.
أما الأول فقد أسمع من به صمم وخطاباته تشق عنان السماء..
وأما الثاني فقد خاطب العالم بما يجب أن يقال ويجعل المقاومة كأنها تضمنُ بقاءَ البشرية المؤمنة الحرة فوق هذه الأرض، وجعل البُعد عن هذه المقاومة هي العبودية والاستعمار والموت السريري فوق هذه الأرض، وما على المؤمنين الراغبين في سماعِ النفحات الطيبة التي انطلقت من فم هذا العظيم الملهم إلا أن يستعيدوا الخطاب الذي انطلق من بين شفتَيه يوم الجمعة، الموافق ٧ شعبان ١٤٤٥ هجري، وسَيجدون ما يوسِّع في دائرتهم الإيمانية، ولقد سمعته وتمنيت لو أن طائراً يمد جناحَيه لأعتليه وأذهب إلى لبنان لأُقبِّلَ رأسه.
خطاب شَخَّصَ العالَمَ الإسلامي ورضوخه المشين والمعيب وشخص الاستعمار ومخالبه وسوء أفعاله، وجعل قرن الشيطان هي أُمَّه وأباه وهو يشيد بقيادة اليمن وشعب اليمن وموقف اليمن وفضح أكاذيب اليهود ومن صدق أكاذيبهم، وتحداهم أن يبرهنوا عن طفل واحد تعذب على يد الفلسطينيين، وأبان الأهداف البعيدة للكفر العالمي بقيادة أمريكا، وأن الهدف هو تهجير المسلمين في فلسطين ويحل محلهم اليهود، وأن الجرائم التي ارتكبت في غزة هي من صنع ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، وأنا أنصح كُـلّ مؤمن ومؤمنة أن ينزلوا الخطاب من الإنترنت الذي ألقاه، يوم الجمعة المذكورة آنفاً، وهو لا يخرج عن خطابات السيد عبد الملك الحوثي، وكلا الشخصين تسلحا بالقرآن الذي لا ينطق عن الهوى.
ورحم الله شهيد القرآن ورجل القرآن والذي لفت أنظار العالم الإسلامي إلى هذا المعين الذي لا ينضب، والذي من شرب منه فقد شرب من معين الجنة بإذن الله تعالى، ورحمه الله رحمة الأبرار.
وإذا كان الله قد اصطفى من عباده الأنبياء والرسل فليس على الله بعزيز أن يصطفي من البشرية فوق اصطفائه الأنبياء رجالاً يمثلون الرسل في أعلى شموخهم.
هؤلاء الثلاثة الذين أشرت إليهم في حديثي من ذلك الاصطفاء، ولقد كانت الوقاحة التي كشرت أنيابها في أمريكا وبريطانيا واليهود -لعنة الله عليهم جميعاً- هي التي حركت المياه الراكدة، علماً بأن المؤمنين متمسكون بالحق منذ أن بلغوا الرشد ولم تَزِلْ بهم القَدَمُ إلا أن التفاوت يحدث في الميدان والجنة حفت بالمكاره ولم تكن أبوابها مفتَّحَةً لكل من هب ودب.
وعلى من يريدها أن يكون في حياته مجاهداً في سبيل الله حتى ولو كانت الحرب قد وضعت أوزارها؛ فالمؤمنون الصادقون حياتهم كلها جهاد إذَا كانوا يشربون من معين القرآن وكانت أعمالهم مرضية عند الله، والويل كُـلّ الويل لمن لم يهتدِ بهدى القرآن ويتقاعس عن الواجب وهو يراه رأيَ العين، وما يقوم به اليهود في غزة بدافعٍ من أمريكا وبريطانيا وغيرهما من التحالف السيئ سواءٌ أكان من كُفري أَو عربي، والويلُ كُـلُّ الويل لمن زلت به قدماه وقد وضحت الأمور وما السبيل إلا إلى الجنة أَو النار.
فأين أنت ذاهب أيها المسلم وأين تختار!! أنت اليوم في حِـلّ أتستطيع أن تنقذ نفسك من النار، أما يوم الفصل فلا مراجعة ولا قبول لتوبة ولا إمهال حتى تراجع حساباتك، أما الكافرون والمنافقون والموالون لهم فقد ساء بهم السبيل فقد خسروا نعيم الآخرة، ومع الأسف لا يقبلون النصح ولا يصغون لما ينقذهم من عذاب الله، من ران على قلوبهم سوف تكون أموالهم عليهم حسرة، وسوف يرون الخط الترابي الذين يمد اليهود بالغذاء والدواء سيرونه طوقاً من النار في أعناقهم، ويخالجني الشك في أنهم يؤمنون بأن عذاب الله آت، مع أنهم يؤمنون بالقبر وهو خط فاصل بين الحياة التي ينعمون بها وبين الآخرة، ولكن كما يقال في المثل اليمني (من يقرأ لعريج خطها) حسبنا الله ونعم الوكيل.
أخيراً من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أَو ليصمت، وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم، (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أنت الْوهَّـاب)، (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).
أما الذين لا يفهمون الحقيقة وقد بقي القرآن بين أيديهم في حياتهم ولم يفهموه ولم يستفيدوا منه، فكما يقال في المثل “دغدغ لك جدر”
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
(ماما عزة) مسيرة قرآنية امتدت لخمسة عقود
نعت جمعية خيركم لتعليم القرآن وتحفيظه بمنطقة مكة المكرمة السيدة عزة إبراهيم حسن إحدى مؤسسات دور وحلقات القرآن النسائية في جدة ، وذلك بعد مسيرة قرآنية حافلة امتدت لما يقارب الـ 50 عاماً.
وقدّم رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم المهندس عبدالعزيز حنفي تعازيه لأسرة الفقيدة ولكافة منسوبي الجمعية بشطريها الرجالي والنسائي كون السيدة عزة بذلت على مدى خمسة عقود كافة الجهود المادية والمعنوية لنشر وتعليم كتاب الله لفلذات الأكباد بمحافظة جدة والتي تخرج منها آلاف الحافظات واللاتي يخدمن وطنهن في كافة المجالات ، وقدوة حسنة لجيلهنّ ولبنة صالحة لوطنهن وأمتهنَ.
وذكر المهندس حنفي أن الراحلة – رحمها الله – كانت من أوائل من فتح بيتها لحلقات القرآن في الماضي ، وكانت النساء والفتيات واللاتي ينادونها بـ ( ماما عزة ) لما لمسوه من أمومة وحب ، يتوافدن عليه من كل أنحاء جدة ، فغرف المنزل والحديقة بل وحتى الممرات تجد في زواياها الفتيات تقرأ القرآن ، بل وكانت بشهادتهن تحثهن على تطبيق السنن ومتابعة المصطفى عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، ومن أبرز وصاياها : لاتردوا أحداً جاء لكتاب الله.
أخبار قد تهمك “بيئة مكة” تحتفي باليوم العالمي للأراضي الرطبة 3 فبراير 2025 - 11:25 مساءً “تعليم مكة” يستقبل 48 طالبًا وطالبة للمشاركة في برنامج “جسور التواصل” 3 فبراير 2025 - 2:41 صباحًا