لا تزال "تل أبيب" تسعى إلى رفع مستوى التصعيد ضد "حزب الله" سواء بشكل مباشر أو من خلال استهداف بعض حلفاء "الحزب" في الداخل اللبناني أو في دول أخرى.
لكنّ السؤال الأساسي هل سيؤدّي هذا التصعيد الى تفلّت الجبهة؟وما هو الهدف منه؟

تؤكّد مصادر عسكرية مطّلعة أن الجبهة بين "حزب الله" والعدو الاسرائيلي تُدار بحذر بالغ، وأن التصعيد الاسرائيلي يهدف الى الايحاء بأنّ "الحزب" عاجز عن فرض قواعد اشتباك جديدة على "تل أبيب" وأن العكس اليوم بات صحيحاً.

بمعنى آخر أن اسرائيل تريد إثبات أنها صاحبة اليد العُليا وأن "حزب الله" مردوع وغير قادر على توجيه ضربات أمنية أو عسكرية جدية ضدّها، حتى وإن كانت هذه الضربات تُشنّ على خلفية الردّ على ضربات اسرائيلية في الأساس، وهذا يعني أنّ موازين الردع التي ثبّتها "حزب الله" في السنوات الفائتة بدأت تأخذ طريقها نحو الانهيار الكامل.

وتعتبر المصادر أن اسرائيل تحاول منع "الحزب" من مراكمة الردود على تصعيدها، فتكثّف عملياتها في أكثر من منطقة لبنانية، الأمر الذي يفرض على "حزب الله" إعادة حساباته على اعتبار أن الردّ على كل الهجمات من شأنه أن يؤدّي الى حرب لا يزال "الحزب" حتى اللحظة يتجنّبها.

وتضيف المصادر أنه لطالما كانت اسرائيل تدرك أنّ "الحزب" لا يريد الحرب وأن كلّ عمله العسكري تحت سقفها، فذلك سيعني حتماً أنها ستكون قادرة على توجيه ضربات أقوى وسط تطمينات ميدانية بأن "الحزب" لن يقوم بردود في هذه الحالة، وهذا، بحسب المصادر، قد يكون أخطر معادلة تحيط باسرائيل لأنّ أي خطأ في قراءتها سيؤدي الى حرب شاملة.

ووفق مصادر سياسية، فإنّ ما يقوم به العدوّ اليوم من توسيع لهجماته واختراق واضح لقواعد الاشتباك وتجاوز لكل الخطوط الحمر هو بمثابة "استعراض قوة" هدفه الضغط في سبيل فصل جبهة لبنان عن غزّة والدفع نحو التسوية التي عرضتها واشنطن عبر موفدين لها الى لبنان حول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والتي لا يبدو أن "حزب الله" يُبدي قابلية للقبول بها، ذلك لأنّ أي مساعٍ للتهدئة بالنسبة "للحزب" لن تلقى أي تجاوب في حال عدم توقّف الحرب على غزّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه

يبدو أن قوى المعارضة تنتظر نهاية الحرب لتبدأ معركتها السياسية الداخلية بهدف تحصين وتحسين واقعها السياسي، علماً أن كانت لديها فرصة جدية في الأيام الأولى للمعركة للحصول على مُكتسبات أكبر في ظلّ الضربات التي تعرّض "حزب الله" والتي أضعفته لعدّة أيام. 

لكن من الواضح أن المعارضة فشلت في الدخول في معركة سياسية مؤثّرة خلال الحرب، والأمر لا يعود حتماً الى أسباب مرتبطة بحسن النوايا، غير أن السرّ يكمن في المشاكل العضوية الجذرية التي تسيطر عليها وتقف عقبة في طريق أي حراك سياسي نافع سواء لجهة الاصطفافات النيابية أو لجهة التكتيك لإضعاف "حزب الله" وحلفائه. 

ولعلّ أبرز العوامل التي أعاقت خُطط المعارضة، وبمعزل عن ما يظهر في وسائل الإعلام من خلال الحملات الضاغطة التي تؤشر الى نهاية "حزب الله" تماما، حيث اتجه البعض الى اعتبار أنّ لبنان بات يترقّب مرحلة جديدة خالية من "الحزب"، فإن المعارضة غير متوافقة في ما بينها ولا متطابقة في مجمل المواقف ولو ظهر الامر عكس ذلك، فلا مرشّح رئاسيا واحدا يجمعها ولا خطاب سياسيا يوحّدها أو حتى نظرة تكتيكية واستراتيجية للواقع اللبناني. لذلك فإنها لم تتمكن من أن تفرض نفسها في مواجهة "الحزب" أو الوصول الى تسوية معه مرتبطة بالقضايا الخلافية. 

ثمة عامل آخر ساهم في تعقيد تنفيذ تصوّر المعارضة، ويتركّز في نقطة التفاف القوى الاسلامية حول "حزب الله"؛ إذ إنّ "الثنائي الشيعي" المتمثل "بحزب الله" و"حركة امل" لا يزالان توأمان برأس واحد لا ينفصلان، وكذلك القوى السنّية بغالبيتها العظمى التي تؤيد "الحزب" وتدعمه بعيداً عن بعض الخلافات غير المرتبطة بالمعركة الراهنة. وهذا أيضاً ينطبق على الأحزاب الدرزية الأساسية وتحديداً الحزبين الاشتراكي والديمقراطي، اضافة الى الوزير السابق وئام وهاب الذي يتمايز قليلاً عن "حزب الله" من دون أن يخرج عن تأييده له في القضايا الاستراتيجية. 

وفي سياق متّصل فإنّ المعارضة فشلت أيضاً في استقطاب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل كامل، حيث بقي الرجل خارج المعارضة بالرغم من خلافه العميق مع "الحزب" في مرحلة تعتبر الاكثر حساسية في لبنان، لكن هذه الخلافات ما لبثت أن تقلّصت بشكل أو بآخر ما يجعل من "حزب الله" قادراً على الخروج من الحرب، رغم الاضرار الكبيرة التي تعرّض لها، بقوّة جدية لا يمكن الاستهانة أو الاستفراد بها في الداخل اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • «حزب الله» يوجه ضربات قاسية تجاه إسرائيل.. وجيش الاحتلال: اليوم هو الأكثر كثافة للصواريخ
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • للمرة الأولى.. حزب الله يقصف قاعدة بحرية جنوبي اسرائيل
  • من الإقليم إلى الطائف.. حزب اللهيستعد لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار
  • اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بعد أسابيع من التصعيد
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • هدف جديد لـحزب الله... هذا ما بدأ بقصفه
  • غارات اسرائيل تهز الضاحية الجنوبية وحزب الله يرد بالصواريخ
  • ضربات جديدة لـالحزب.. إليكم آخر بياناته
  • جنبلاط مع الحزب وواشنطن وضد ايران