رسالة مفتوحة للسودانيين قاطبة:
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
١٨ فبراير ٢٠٢٤
السفير نصرالدين والي
رسالة مفتوحة للسودانيين قاطبة:
السودان أولاً:
أخي الكريم:
لا تسهم في ضياع الوطن،
لا تعمل علي تفتيت بلدك،
قَدم وطنك علي نفسك،
لا شئ ذا قيمة من دون وطن،
السودان …أكبر من هذا الوضع المزري.
والشعب السوداني…أسمق قامة من هذا الانحطاط!
كل دقيقة تمر علي بلادنا، الوطن يتمزق، والأرواح الطاهرة تزهق، والدماء الزكية تسال، تشريد، وتهجير،ونهب اغتصاب، ودمار أعمي يعم السودان، ولا أفق حقيقية للحل!
الأمر تخطي وتجاوز حرب تدور فوق جسد الوطن، حرب، نعرف أطرافها، ولكن، فلنفكر خارج الصندوق، ففي الإقليم الذي نعيش فيه، دول ترغب في إذكاء جذوة واستمرار الحرب أكثر تلك الأطراف حتي تكتمل أجندة تمزيق السودان، ويسعدها أيما سعادة رؤية السودان، ضعيفاً، ممزقاً، ليستفيدوا من ذلك تمدداً علي حدودنا، ونهباً و تجريفاً لمواردنا، وهم وأجنداتهم لا تخفي علي اللبيب، وهناك أيضاً، وتلك حقيقة؛ وهناك قوي دولية، تركب ذات المركب، بيد أنها لا تفصح عن نواياها علناً، ولكنها بالمقابل، تتراخي، من فعل شيء ماثل وملموس، إلا من بيانات وتصريحات بين الفينة والأخري، تشدد وتدعو لايقاف الحرب، وتؤكد علي مؤازرة الشعب السوداني في محنته، التكالب السياسي المحموم علي قصعة السودان، يطبخ علي نارة هادئة في عواصم شتي، ليخدم أجندات شتي! و ستنهش تلك القصعة أيادي كثيرة! ومطامع القوي الاقليمية تتمثل في: الإنفجار السكاني الكابوس الذي تعاني منه، وقلة رقعة الأراضي المستصلحة للزراعة، وضمور الثروات الطبيعية أو شحها أو إنعدامها، وقلة أو ندرة المياة؛ كلها عوامل ستدفع بشعوب تلك الدول التي تحيط بنا للسعي للتمدد علي حساب السودان، في زمن نحن في حالة احتراب وتمزق وانفلات أمني، وغياب حكم راشد يعي مصالحنا الوطنية ويُعلي من شأنها فوق المصالح الشخصية الضيقة.
أمر السودان، يا إخوتي، بأيدينا نحن السودانيون، وحدنا، لا غيرنا، فهو كالجمرة لا يحسها إلا من يطأها، ونحن من يطأ الجمرة، وغيرنا مهما حاول جمع شتات فكره، لن يحس بتلك الوطأة، كما نحسها نحن.
فتعالوا لنتنادى لكلمة سواء:
ولندع جانباً، متابعة الحرب كمتفرجين، نعيش في دوامة ودائرة ضيقة حدودها وأفقها تحليل ما يجري، قد يصيب أو يخيب، أو الإصطفاف المخزي الذي يجافي الوطنية الحقة التي جاء وقتها؛ فالوقت ليس وقت إلقاء اللوم علي بعضنا البعض، فلا الحقائق ستتغير، ولا المواقف ستتبدل، والتاريخ فيصل، ولندع ذلك لوقت أخر، ولكن، أعتقد، أن علينا، النظر الي أبعد من أرنبة أنفنا؛ فالوقت، وقت جد، والوقت وقت وطن، و ليتحسس كل منا وطنيته، وموقفه من الحيلولة دون الإنزلاق الجارف لوطننا علي كل المناحي، و لنقف سداً منيعاً، لمنع ضياع هويتنا، وتمزيق لُحمتنا الثقافية، والعصف بوحدتنا؛ الوطنية الحقة، تدعونا الي تحسُس ضمائرنا ومواقفنا من المؤامرة التي تحيط ببلادنا، و لنوقف الاحتراب فيما بيننا؛ والإنسان قلبه دليله، ونوقظ ونستنهض ذلك الصوت في أعماقنا، فالشعوب، تُمتحن، وتُمحص، ونحن في إمتحان عسير، ولكنه ليس مستحيل، فالحكمة السودانية الإفريقية المتأصلة في دماءنا ما تزال تجري في عروقنا، وهي باقية، فلننفض عنها غبار التحزب، والعصبية والجهوية والقبلية، ولنمسك بجذوة منها، لنستهدي بها طريقنا الآخذ في الضياع في مياه ضحلة آسنة، لا محال ستجرجر أقدامنا (لا قدر الله)، نحو نهر جارف إن لم نستبين النُصح؛ وسيُزيغ بصرنا عن جادة السبيل؛
وضمن هذا الطرح الشخصي، أدلف للآتي:
رفع شعار: السودان أولاً.
أخي الكريم، أختي الكريمة:
هل توافق (توافقين) علي إيقاف الحرب وتشكيل حكومة تصريف أعمال مدنية؟
إستبيان بسيط:
نداء نطلقه لأنفسنا ولجميع السودانيين داخل وخارج البلاد، لعله يجد إذن تنصت، وعقل يميز، وضمير يعي!
دعونا، الآن نتواثق علي أهمية إيقاف الحرب، كأولوية ملحة، حفظاً لكرامة أهلنا وشعبنا، ودرء لأسباب تمزيق وطننا، ومنع ضياع مستقبل أجيالنا داخل الوطن وفي شتات الهجرة القسرية، و لنتفق علي كلمة سواء بيننا.
فلنجعل من ايقاف الحرب مدخلاً لاستعادة وطننا، بالآتي:
أولا، إعلان، ثنائي لطرفي الحرب، متزامن ومتوافق بالإلتزام بايقاف الحرب،
ثانياً، تعهد، طرفي الحرب، بالامتناع عن اللجوء للقوة لتحقيق مطامحهم وأهدافهم،
ثالثاً، إعلاء قيمة الحل السلمي التفاوضي، للوصول للحد الأدني من المطالب،
رابعاً، الالتزام بوقف الحملات الإعلامية والتراشق والاتهامات المتبادلة، والتزام جانب الحكمة في الفعل ورد الفعل،
خامساً، ارتضاء، رقابة وطنية وإقليمية ودولية، للإشراف علي عملية إسكات البنادق في كل أرجاء السودان،
الرقابة لوقف إطلاق النار:
تتمثل في الآتي:
- فصل القوات المتحاربة وابعادها وخروجها من العاصمة والمدن السودانية الأخري بمسافة مناسبة يتم التوافق عليها (إقامة Buffer Zone) وتفعيل آلية المراقبة الدولية المشتركة، وإشراك:
• ممثلي شباب لجان المقاومة، وعناصر من الشرطة السودانية،
• تعزيز آليات المراقبة عن بعد، من خلال الأقمار الصناعية، والطائرات المتحكم فيها عن بعد،
• بث توعية اعلامية موجهة للعامة بالمساعدة في التبليغ عن أي انتهاكات تقع في الأحياء السكنية وفي المنشئات العامة والمواقع الإستراتيجية،
• فرض حظر تجوال في كامل العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة، والمدن غير الآمنة، ورقابة (بما يشمل المسيرات)، تبدأ في السادسة مساء وتنتهي في السادسة صباحاً، لمدة تحددها ألية المراقبة المشتركة، وتكون قابلة للتجديد.
معالجة أثار الحرب:
١- التوافق علي تشكيل لجنة موسعة تضم كفاءات مهنية وعلمية وقانونية، تتألف من شخصيات وطنية، تتمتع بالقدرة علي العمل في ظل الظروف الاستثنائية التي خلفتها الحرب، وذلك من أجل معالجة كافة أشكال الآثار المترتبة علي حياة السودانيين، المتأثرين بالحرب، و اجراء الدراسات والتقييم لما وقع علي البلاد من آثار كارثية علي جميع مناحي الحياة، الاجتماعية والاقتصادية، وما نتج من دمار علي المنشآت والبني التحتية علي المستوي المدني.
٢- تقييم الأضرار التي وقعت علي المواطنيين وممتلكات الدولة، ويعُهد للجنة قانونية مستقلة بالاضطلاع بمهمة تقديم دراسة للتعويضات لجميع الأضرار التي وقعت خلال فترة الحرب.
٣- تشكل لجنة عسكرية ذات كفاءة عالية، لدراسة وتقييم الأضرار التي وقعت علي القدرات العسكرية للبلاد بهدف السعي لتعويض عن تلك الاضرار.
سادساً، الإلتزام المتبادل بالتوافق علي تشكيل حكومة بقيادة مدنية يرتضيها الشعب السوداني، باستفتاء عام وشامل لجميع السودانيين، بطرح سؤال واحد، (هل تقبل بايقاف الحرب وتشكيل حكومة تصريف أعمال مدنية مؤقتة لحين قيام الانتخابات العامة أم لا؟).
و سابعاً، يترك الاتفاق علي الآليات، والإشراف علي كل تلك القضايا لمجموعة من الحكماء السودانيون، والانصراف لايجاد توافق، بحد أدني، لتشكيل حكومة تصريف أعمال، من كفاءات وطنية مستقلة، ترتضي تغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، يشهد لها بالنزاهة والاستقامة، ويُعهد اليها بمهمة تسيير دفة الحكم لفترة انتقالية محددة المواقيت والجداول الزمنية، للأولويات المطلوب تحقيقها، يتوافق عليها الشعب السوداني في استفتاء جامع.
ثامناً، أقترح ترشيح بروفيسور، مهدي أمين التوم، (الذي لم ألتقيه يوماً، ولكني وقفت علي مواقفه الوطنية، ورؤاه وطرحه الوطني الصادق)، الأستاذ الجامعي، والخبير الوطني ذا الإسهامات العلمية والفكرية الوطنية والاقليمية والدولية البارزة، ليترأس لجنة حكماء، تُعني بمهام التسيير المؤقت والإشراف علي إطلاق الاستفتاء، والإشراف علي مراقبة وقف إطلاق النار، ومساعي وخطوات تشكيل الحكومة المؤقتة، ويترك له الحق في إختيار من يأنس فيه الاستقلالية والكفاءة والنزاهة للانضمام لهذه اللجنة.
والله من وراء القصد.
n.wally08@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
القاهرة تحتضن الملتقى المصري السوداني الأول لرجال الأعمال لإعادة إعمار السودان
تحت عنوان "إعادة إعمار وأمن غذائى مشترك" لمواجهة التحديات التي تستهدف مصر والسودان ...انطلقت اليوم في القاهرة فعاليات الملتقي المصري السوداني الأول لرجال الاعمال ، تحت رعاية الفريق المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل ، وبمشاركة عدد الوزراء المصريين والسودانيين والسفير الفريق أول مهندس عماد الدين عدوي سفير دولة السودان بمصر و رؤساء اللجان وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ .
ووفقا لمنظمي المنتدي يشارك في الملتقي 700 رجل أعمال مصري وسوداني .
ورحب المهندس علاء ناجي رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية السودانية بالمشاركين في الملتقى المصري السوداني لرجال الأعمال، الذي يعقد في نسخته الأولى على أرض مصر، معربا عن أمله في أن تقام نسخته الثانية في أقرب وقت على أرض السودان الغالية.
وقال المهندس علاء ناجي في كلمته في افتتاح الملتقي " إن هذا الملتقى يمثل خطوة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولتي وادي النيل، من خلال استثمارات مشتركة في مجالات الإنتاج والتصنيع الغذائي، وكذا تعزيز التعاون بين البلدين لأجل إعادة إعمار دولة السودان ، مما يتطلب تكامل الجهود وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين من خلال استثمارات مشتركة.
واعتبر ناجي أن حجم المشاركة الكبيرة في الملتقي من جانب المسؤولين المصريين والسودانيين ورجال الأعمال من البلديم مؤشر قوي على الإرادة المشتركة لتطوير هذا التعاون وتحقيق أهدافنا المشتركة.
وقال " إن الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة ، والتي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها مع أشقائي من السودان ومصر ، تعتبر مثال للتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين .
واضاف " نسعى من خلال هذا الملتقى إلى فتح آفاق جديدة للتعاون، واستكمال مسيرة المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لكلا البلدين.
وأعرب ناجي عن أمله في أن يصبح هذا الملتقى حلقة وصل بين الاستثمارات الحالية وتطلعاتنا لمستقبل اقتصادي باستثمارات جديدة بين البلدين، وأن تكون مخرجات الملتقى خطوة قوية لتحقيق التقدم والتنمية لشعب وادي النيل العظيم .
ورحب المهندس نجيب ساويرس السودانيين في مصر ، مؤكدا أنه يعتبر السودان بلده .
وقال المهندس نجيب ساويرس في كلمته في افتتاح الملتقي " أنه كانت لديه استثمارات في السودان في مجال التنقيب عن الذهب ، مضيفا " تخارجت من السودان في أواخر عصر البشير وأنا قلبي يقطر دما ، حيث كانت هناك صعوبات في التعامل في ذلك الوقت .
وأكد ساويرس أن السودان يملك فرصا غير عادية للاستثمار ، مشيرا في هذا الصدد الي الفرص التي يمتلكها السودان في مجال السياحة والتي لم تستغل بعد .
وقال " السودان يمتلك اثار غير معروفة وأهرامات ، مشيرا إلي أن مجموعتة لديها مشروع علي البحر الأحمر في السودان وتنتظر الظروف الملائمة لبدء العمل فيه .
وأشار إلي وجود طموحات كبيرة في السودان خاصة في مجال التنقيب عن الذهب والزراعة .
وقال " من المهم في الفترة الحالية أن يكون هناك عمل جاد والتقليل من الكلام ، وان ترتبط الافعال بخطط قصيرة وطويلة المدي لتفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
وأعرب المهندس نجيب ساويرس عن أملة في أن تنتهي الأزمة التي يشهدها السودان قريبا ، معتبرا أنها أزمة لا غالب فيها أو خاسر .
واعتبر المهندس أحمد السويدي ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة السويدي إليكتريك ، أن هذا الملتقى التاريخي، الذي يجمع رجال الأعمال من مصر و السودان ، يعد أول خطوة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلدينا العريقين.
وقال السويدي في كلمته في افتتاح الملتقي " إن هذا الحدث يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان، وهي فرصة لتسليط الضوء على الروابط التاريخية العميقة التي تربطنا، ودور رجال الأعمال في دفع عجلة التنمية المشتركة.
وأشار السويدي إلي أهمية التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان ، لافتا إلي أن الاقتصادين المصري والسوداني يرتبطان بشكل وثيق، ويتسمان بمزايا عديدة تتيح فرصاً كبيرة للتعاون المشترك.
وقال " لدينا تاريخ طويل من التبادل التجاري والاقتصادي، ونحن اليوم أمام فرصة حقيقية لتعزيز هذه الروابط، ليس فقط على مستوى الحكومات، ولكن أيضاً عبر القطاع الخاص الذي يمكنه أن يكون ركيزة أساسية في هذا التعاون.
وأكد المهندس أحمد السويدي أن رجال الأعمال في كلا البلدين يحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز هذه الروابط وتطويرها بما يخدم مصلحة شعبينا.
وقال السويدي في كلمته إلي فرص الاستثمار المشترك ، لافتا إلي وجود العديد من الفرص الكبيرة في مجالات متعددة يمكن للقطاع الخاص في مصر والسودان أن يتعاون فيها، مثل الزراعة التي تمثل مصدر دخل رئيسي في البلدين، والطاقة التي تعد من أولوياتنا في المنطقة، والصناعة التي يمكننا من خلالها تلبية احتياجات أسواقنا المشتركة، بالإضافة إلى قطاع التجارة والبنية التحتية. كما أن هناك العديد من المبادرات الحكومية والشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تدعم المشاريع المشتركة وتساهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار.
وأشار المهندس أحمد السويدي إلي أن من بين التحديات التي تواجهنا هي تسهيل حركة التجارة بين مصر والسودان ، وقال " هناك جهود كبيرة لتبسيط الإجراءات الجمركية، وتحسين اللوجستيات، وكذلك تعديل القوانين والأنظمة التي تؤثر على بيئة الأعمال.
وأضاف " ونحن في القطاع الخاص نؤمن بأن تسهيل هذه العمليات سيكون له أثر كبير في زيادة الاستثمارات المشتركة، وتحقيق شراكات ناجحة بين رجال الأعمال المصريين والسودانيين.
وأشار السويدي إلي دور رجال الأعمال في تنمية القطاع الخاص ، مؤكدا أن لرجال الأعمال دور محوري في تطوير الصناعات المحلية وتعزيز قدرة القطاع الخاص على المنافسة في الأسواق.
وقال " نحن في مصر والسودان بحاجة إلى تعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص لتبادل الخبرات، ومواكبة التطور التكنولوجي، وزيادة القدرة الإنتاجية. هذا التعاون سيسهم في رفع مستوى الكفاءة الاقتصادية وتحقيق نمو مستدام في البلدين.
وأكد المهندس أحمد السويدي علي أهمية مشاركة القطاع الخاص في المشاريع التنموية، من خلال مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق والجسور، والإنشاءات، ومشاريع الصحة والتعليم .
وقال " يمكننا كرجال أعمال أن نكون شركاء أساسيين في التنمية المستدامة ، معتبرا أن الشراكات بين رجال الأعمال المصريين والسودانيين في هذه المشاريع ستعزز من قدرة بلدينا على تلبية احتياجات شعوبنا وتحقيق تنمية شاملة.
وأشار السويدي إلي التحديات والحلول ، وقال " كما هو الحال في أي تعاون اقتصادي، هناك تحديات قد نواجهها، مثل تقلبات السوق والتضخم وأزمات التمويل، إلا أننا، كرجال أعمال، يجب أن نكون مستعدين للتغلب على هذه التحديات من خلال تحسين الوصول إلى التمويل، والعمل بشكل وثيق مع المؤسسات المالية الدولية والمحلية. التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص سيكون له الدور الأكبر في تجاوز هذه التحديات.
وأكد المهندس أحمد السويدي علي أن التعاون بين مصر والسودان لا يقتصر على المستوى الثنائي فحسب، بل يمتد إلى المستوى الإقليمي والقاري، من خلال تحالفات مثل الاتحاد الإفريقي والاتحاد العربي. المشاركة الفاعلة في سوق التجارة الحرة الإفريقية (AfCFTA) سيمكننا من توسيع آفاق التعاون التجاري بيننا، وتعزيز فرص النمو المشترك في أسواقنا الإفريقية.
ودعا المهندس أحمد السويدي جميع رجال الأعمال والمستثمرين في مصر والسودان للعمل معاً من أجل تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، وقال " يجب أن تتضافر جهودنا لتحقيق مصالح اقتصادية مشتركة، وبناء مستقبل واعد يسهم في رفاهية شعبينا. التعاون بيننا سيحقق نتائج متميزة، ونحن على ثقة بأن هذا الملتقى سيكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون البناء والمثمر.
ووجه سعود البربر ممثل رجال الأعمال السودانيين الشكر لمصر حكومة وشعبا علي وقفتها الصلبة في محنتة ، مؤكدا أن الملتقى المصري السوداني الأول لرجال الأعمال 2025، يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر العربية و السودان .
وقال البرير في كلمته في افتتاح الملتقي " إن هذه الفعالية تتيح لنا الفرصة الثمينة لتبادل الخبرات، وبناء الشراكات الاستراتيجية التي من شأنها تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا، اللذين يمتلكان تاريخًا طويلًا من العلاقات الأخوية والاقتصادية. إننا نعيش اليوم لحظة مفصلية تتطلب من الجميع تكاتف الجهود والعمل معًا لبناء مستقبل مزدهر.
واضاف " في السودان، نؤمن بأن التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين مثل جمهورية مصر يمكن أن يكون حافزًا حقيقيًا لتحقيق النمو المستدام وتنمية الاقتصاد الوطني.
وأشار سعود البرير الي أن السودان يمتلك موارد طبيعية غنية، من أراضٍ خصبة، ومعادن، ومصادر طاقة متنوعة، وموقعًا جغرافيًا متميزًا، مما يجعله وجهة مثالية للاستثمارات المصرية والعالمية ، ولديه قطاعًا زراعيًا يُعتبر من الأكبر في المنطقة، بالإضافة إلى قطاعات النفط والغاز والتعدين والاقتصاد الرقمي التي باتت تشهد نموًا ملحوظًا.
وأشار إلي أن السودان في حاجة إلى شراكات جديدة وقوية، نضع من خلالها الأطر اللازمة لدعم وتوسيع نطاق التعاون بين رجال الأعمال من البلدين.
وأكد البرير علي أن بناء اقتصاد قوي يتطلب تكاملًا بين القطاعات المختلفة، سواء كان ذلك في مجال الصناعة أو الزراعة أو الخدمات، وهذه المجالات تشكل أرضية خصبة للاستثمار والتعاون بيننا.
وقال " إننا في السودان نرحب بكل الفرص التي تتيحها هذه الملتقيات لمناقشة فرص الاستثمار، والعمل على خلق بيئة مواتية للأعمال، بما في ذلك تبادل المعرفة، وتسهيل الإجراءات، وتقديم الدعم اللازم للقطاع الخاص لكي يلعب دورًا محوريًا في عملية التنمية الاقتصادية. نحن على يقين بأن تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال المصريين والسودانيين سيؤدي إلى تطوير مشروعات مشتركة تخدم مصالح شعبينا على المدى البعيد.
وحث ممثل رجال الأعمال السودانيين الجميع على استثمار هذه الفرصة لتحديد مجالات التعاون، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات ، وقال " إن تعاوننا لا يقتصر فقط على تعزيز المصالح الاقتصادية، بل يمتد أيضًا إلى بناء روابط اجتماعية وثقافية تسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين.
وأضاف " أود أن أعبر عن تقديري العميق لكل من ساهم في تنظيم هذا الملتقى، وأخص بالشكر الأشقاء في مصر على استضافتهم الكريمة، وعلى تعاونهم المستمر في دعم التنمية في السودان، كما أتوجه بالشكر لجميع المشاركين من رجال الأعمال والمستثمرين، وأتطلع إلى أن تثمر هذه الملتقيات عن شراكات مثمرة.
وقال " إنني على يقين أن ما نبدأه اليوم من تعاون وتفاهم سيكون خطوة نحو آفاق أوسع من الشراكة والنمو المشترك، وأننا سويا يمكننا أن نحقق طموحاتنا الاقتصادية ونرفع من مستوى رفاهية شعبي وادي النيل